الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد: قال تعالى"فإن تنازعتم في شئ فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر"(النساء:59)وقال سبحانه:"وما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا"(الحشر:7).
وقال:" ورحمتي وسعت كل شئ قسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون،الذين يتبعون الرسول النبي الأمي "(الأعراف:157)وقال النبي صلى الله عليه وسلم:"من رغب عن سنتي فليس مني"(متفق عليه).وقال أبو حنيفة رحمه الله:لا يحل لأحد أن يأخذ بقولنا ما لم يعلم من أين أخذناه.(ابن عبد البر في الإنتقاء).فإن علم هذا فأقول وبالله التوفيق: كتب الأخ الناصر اليمني موضوعا قيما حول القراءة على الموتى ولهم وتلقينهم بعد الممات، وقد توسع في ذلك جزاه الله خيرا وبارك فيه وجعل عمله خالصا لوجه الله الكريم،ولكن عندما كان الحق أحب إلينا مع حبنا للأخ الناصر، كان واجبا علينا أن نكتب هذا الرد الأخوي بإذن الله،فأقول والله المستعان:
قال النووي رحمه الله في رياض الصالحين:قال الشافعي:ويستحب القراءة على الميت أو شئ من القرآن وإن ختموه كان حسنا.انتهى.قال العلامة الألباني معلقا على هذا النقل:لا أدري أين قال ذلك الشافعي رحمه الله،وفي ثبوته عنه شك كبير عندي، كيف لا ومذهبه أن القراءة لا يصل إهداء ثوابها إلى الموتى كما نقله عنه الحافظ ابن كثير في تفسير قوله تعالى:
"وأن ليس للإنسان إلا ما سعى"،وقد أشار شيخ الإسلام إلى عدم ثبوت ذلك عن الإمام الشافعي بقوله في"الإقتضاء":
لا يحفظ عن الشافعي نفسه في هذه المسألة كلام، وذلك لأن ذلك كان عنده بدعة.وقال مالك:ما علمنا أحدا فعل ذلك.فعلم أن الصحابة والتابعين ما كانوا يفعلون ذلك.قلت(الألباني):وذلك هو مذهب أحمد أيضا أن لا قراءة على القبر كما أثبت ذلك في كتابي أحكام الجنائزوهو ما انتهى إليه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى كما حققته في الكتاب المذكور.انتهى كلام العلامة الألباني رحمه الله تعالى.أقول: وقال ابن تيمية في"الإختيارات":والقراءة على القبر بعد موته بدعة بخلاف القراءة على المحتضر بياسين فهو حسن.انتهى،وستأتي مناقشة أدلة القائلين باستحباب قراءة يس على المحتضر ونقض أدلتهم في بحث آخر،والشاهد من كلام ابن تيمية هو أن القراءة على القبر بعد الموت بدعة،قال ابن القيم:ولم يكن من هديه صلى الله عليه وسلم أن يجتمع للعزاء ويقرأ القرآن لا عند القبر ولا غيره وكل ذلك بدعة حادثة مكروهة.(زاد المعاد:1/477)وقال :ولم يكن صلى الله عليه وسلم يجلس عند القبر يقرأ القرآن ولا يلقن الميت كما يفعله الناس اليوم.(الزاد:1/417).قال العلامة ابن باز:ومن البدع ووسائل الشرك ما يفعل عند القبور من الصلاة عندها والقراءة عندها وبناء المساجد والقباب عليها،هذا كله بدعة منكرة.(تحفة الإخوان...).
يتبع..