وقال صاحب كتاب التنبيهات السنبة كما في ص 302: (( فما يروي في حقهم من المثالب اما ان يكون كذبا محضا، واما ان يكون محرف قد دخله من الزيادة والنقصان ما يخرجه الى الذم والطعن..... ))
وقال: (( انه يجب تزكية جميعهم ويحرم الطعن فيهم ويجب اعتقاد انهم افضل جميع الامة بعد النبي صلى الله عليه وسلم قال ابو زرعة: اذا رايت الرجل ينتقص احدا من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم انه زنديق.... ))
وقال قال الشيخ تقي الدين في المنهاج بعد كلام: ما ينقل من المثالب فهو نوعان احدهما ما هو كذب كله ......)) انتهى النقل.
وقال الذهبي كما في السير: قال وكيع حسن بن صالح عندي إمام فقيل له إنه لا يترحم على عثمان فقال أفتترحم أنت على الحجاج قلت لا بارك الله في هذا المثال ومراده أن ترك الترحم سكوت والساكت لا ينسب إليه قول ولكن من سكت عن ترحم مثل الشهيد أمير المؤمنين عثمان فإن فيه شيئا من تشيع فمن نطق فيه ببغض وتنقص وهو شيعي جلد يؤدب وإن ترقى إلى الشيخين بذم فهو رافضي خبيث وكذا من تعرض للإمام علي بذم فهو ناصبي يعزر فإن كفره فهو خارجي مارق بل سبيلنا أن نستغفر للكل ونحبهم ونكف عما شجر بينهم.
وقال: بهلول بن إسحاق حدثنا سعيد بن منصور حدثنا شهاب بن خراش قال أردكت من ادركت من صدره هذه الأمة وهم ويقولون أذكروا مجلس أصحاب رسول الله ما تأتلف عليه القلوب ولا تذكروا الذي شجر بينهم فتحرشوا عليهم الناس. انتهى
فانظر إلى قوله : ((ونحبهم ونكف عما شجر بينهم )) فكلامه موجه في النهي عن الكلام فى الخلفاء الأربعة رضوان الله عليهم وفي غيرهم رضوان الله تعالى عنهم.
وقال صاحب كتاب المقصد الارشد في ذكر اصحاب الامام احمد: واعرف حق السلف الذين اختارهم الله لصحبة نبيه وقدم أبا بكر وعمر وعثمان وعرف حق علي بن أبي طالب والزبير وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل على سائر الصحابة فإن هؤلاء التسعة الذين كانوا مع النبي على جبل حراء فقال النبي ( اسكن حراء فما عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد ) والنبي عاشرهم ورجع على جميع أصحاب محمد صغيرهم وكبيرهم وحدث بفضائلهم وأمسك عما شجر بينهم.
وقال : والكف عن مساوىء أصحاب رسول الله تحدثوا بفضائلهم وأمسكوا عما شجر بينهم ...انتهى
وجاء في كتاب الجامع لاخلاق الراوي واداب السامع : (( باب ... فضائل الصحابة ومناقبهم والنشر لمحاسن أعمالهم وسوابقهم
إن الله تعالى اختار لنبيه أعوانا جعلهم أفضل الخلق وأقواهم إيمانا وشد بهم أزر الدين وأظهر بهم كلمة المؤمنين وأوجب لهم الثواب الجزيل وألزم أهل الملة ذكرهم بالجميل
فخالفت الرافضة أمر الله فيهم وعمدت لمحو مآثرهم ومساعيهم وأظهرت البراءة منهم وتدينت بالسب....
فلزم الناقلين للأخبار والمشخصين بحمل الآثار نشر مناقب الصحابة الكرام واظهار منزلتهم ومحلهم من الإسلام عند ظهور هذا الأمر العظيم والخطب الجسيم واستعلاء الحائدين عن سلوك الطريق المستقيم ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة وإن الله لسميع عليم.... ))
وذكر بعض الاحاديث في ذلك ثم قال: (( وليجتنب المحدث رواية ما شجر بين الصحابة ويمسك عن ذكر الحوادث التي كانت منهم ويعم جميعهم بالصلاة عليهم والاستغفار لهم. )) انتهى

وقال صاحب كتاب الرياض النظرة: (( وعن سهل بن مالك عن أبيه عن جده قال: " قال رسول الله صلى الله عله وسلم: " يا أيها الناس احفظوني في أختاني وأصهاري وأصحابي لا يطالبنكم الله بمظلمة أحد منهم فإنها ليست مما يوهب يا أيها الناس ارفعوا ألسنتكم عن المسلمين وعذا مات الرجل فلا تقولوا فيه إلا خيرا". أخرجها الخلعي والحافظ الدمشقي في معجمه .
وعن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يبلغني أحد عن أصحابي شيئا فإني أحب أن أخرج إليهم وأنا سليم الصدر. )) انتهى
وذكر صاحب كشف الظنون: وكذلك سكت أيضا في كتابي هذا عما شجر بين الصحابة رضى الله تعالى عنهم لما يتطرق للنفوس الضعيفة وأهل الأهواء من الترجيع حتى لا اذكر الغيبة ولا افوه بما فيه ريبة .