واذكر بعض ما جاء في كتاب الإيضاح والبيان في أخطاء طارق السويدان.
جاء في المقدمة: قال المؤلف تأملت قليلا وقلت: لو أن العقيدة راسخة في قلوب المسلمين لما التفتوا لهذه الأشرطة، بل لحذروا منها لأنها مخالفة لإجماع أهل السنة والجماعة في الإمساك عما شجر بين الصحابة رضي الله تعالى عنهم .
وقال وهي تخالف أصلا من أصول أهل السنة وهو الإمساك عما شجر بين الصحابة رضوان الله تعالى عنهم .
وقال وهذا فيه خرق لإجماع أهل السنة في الإمساك عما شجر بين الصاحبة.
ونقل كلام الآجري كما في كتابة الشريعة قوله: ينبغي لمن تدبر ما رسمنا من فضائل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وفضائل أهل بيته رضي الله عنهم أجمعين أن يحبهم ويترحم عليهم ويستغفر لهم ويتوسل إلى الله الكريم لهم ويشكر الله العظيم إذ وفقه لهذا ولا يذكر ما شجر بينهم ولا يُنقٍّر عنه ولا يبحث.
وعن العوام بن حوشب: أذكروا محاسن أصحاب محمد صلى الله عيه وسلم تأتلف عليه قلوبكم ولا تذكروا غيره فتحرشوا الناس عليهم.
وفي الوقفة الأولى ذكر حديث النبي صلى الله عليه وسلم: من حديث ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إذا ذكر أصاحبي فامسكوا ....الخ .
يقول العلامة المناوي في فيض القدير شارحا وموضحا هذا الحديث "إذا ذكر أصحابي " بما شجر بينهم من الحروب والمنازعات "فامسكوا" وجوبا عن الطعن والخوض في ذكرهم...
ثم ذكر بعض اقوال إمام أهل السنة في عصره المحدث العلامة أبي محمد البربهاري ومنها قوله: " خير هذه الأمة .....إلى أن قال في الصحابي: " ترحم عليه ونذكر فضله ونكف عن زلته ولا تذكر أحدا منهم إلا بخير لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذكر أصحابي فامسكوا.

وقوله: ولا تحدث بشيء من زللهم ولا حربهم، ولا ما غاب عنك علمه، ولا تسمعه من احد يحدث به، فانه لا يسلم لك قلبك إن سمعت.
وعن ابن أبي زمنين قوله: ومن قول أهل السنة أن يعتقد المرء المحبة لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وان ينشر محاسنهم وفضائلهم، ويمسك عن الخوض فيما دار بينهم .
وقول الإمام الصابوني: ويرون الكف عما شجر بين أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتطهير الألسنة عن ذكر ما يتضمن عيبا لهم، ونقصا فيهم.
وقول الإمام الداني: أن يحسن القول في السادات الكرام، أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم وان تذكر فضائلهم وتنشر محاسنهم، ويمسك عما سوى ذلك مما شجر بينهم...
وقول الطحاوي: ونحب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا نفرط في حب احد منهم ، ولا نتبرأ من احد منهم، ونبغض من يبغضهم، وبغير الخير يذكرهم، ولا نذكرهم إلا يخير....
وقول ابن قدامة: ومن السنة تولى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومحبتهم، وذكر محاسنهم والترحم عليهم والاستغفار لهم، والكف عن ذكر مساوئهم، وما شجر بينهم ...
وقال الشيخ ابن عثيمين في شرح هذا الموضع: الكف عن مساوئهم التي إن صدرت عن احد منهم فهي قليلة بالنسبة لما لهم من المحاسن والفضائل..
وقول شيخ الإسلام كما في الوصية الكبرى: وكذلك نؤمن بالإمساك عما شجر بينهم ونعلم ان بعض المنقول في ذلك كذب، وهم كانوا مجتهدين إما مصيبين لهم أجران، أو مثابين على عملهم الصالح المغفور لهم خطؤهم، وما كان من السيئات وقد سبق لهم من الله الحسنى فان الله يغفرها لهم.
وقول العلامة المرداوي: ويجب السكوت عما شجر بينهم من الموافقة والمخالفة والحروب وليس هو من العقائد الدينية ولا ينفع في الدين، بل يضر في اليقين.
وقول العلامة عبدا لرحمن بن محمد بن قاسم في شرحه منظومة عقيدة السفاريني حيث قال: واحذر امر من الحذر الذي هو التحرز من الخوض المفضي الى التابين الذي قد يزري، ويحط من فضلهم المعلوم بالكتاب والسنة من الاختلاف الذي جرى بينهم لو كنت تدري غب ذلك الخوض المفضي إلى الحقد على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس في ذلك ما ينفع به في الدين، وإنما لك من أعظم الذنوب فإنهم خير القرون وهم السابقون الأولون، وذلك فيما جرى بين علي ومعاوية ، وقبلهما وبعدهما .....حتى إنهم يغفر لهم السيئات ما لا يغفر لمن بعدهم وإذا كان قد صدر من احد منهم ذنب فيكون قد تاب منه أو أتى بحسنات تمحوه أو غفر له بفضل سابقته....
قول المجدد محمد بن عبدالوهاب : واتولى اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، واذكر محاسنهم ، واترضى عنهم واستغفر لهم، واكف عن مساويهم، واسكت عما شجر بينهم واعتقد فضلهم...
العلامة حافظ الحكمي: س: ما الواجب التزامه في اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
ج: الواجب لهم علينا سلامة قلوبنا والسنتنا لهم، ونشر فضائلهم، والكف عن مساويهم وما شجر بينهم....
الذهبي : كما تقرر الكف عن كثير مما شجر بين الصحابة وقتالهم، رضي الله عنهم اجمعين وما زال يمر بنا تلك الدواوين ...... فينبغي طيه واخفاؤه، بل اعدامه لتصفي القلوب.
العلامة الحافظ ابو نعيم الاصبهاني: فالامساك عن ذكر اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر زللهم، ونشر محاسنهم ومناقبهم وصرف امورهم الى اجمل الوجوه من امارات المؤمنين المتبعين لهم باحسان قال الله تعالى: {والذين جاءو من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا ربنا انك غفور رحيم}.
سئل الشيخ ابن عثيمين : ما رايكم في اشرطة طارق السويدان وهل تنصحون بسماعها؟
وكان من ضمن ما اجاب عليه الشيخ عندما ذكر الصحابة ان قال: ان حسناتهم العظيمة تنغمر في مساوؤهم ويدل على ان المساوئ تنغمر في الحسنات ما جرى لحاطب ابن ابي بلتعة رضي الله عنه عنما كتب الى قريش........فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لا ان الله اطلع على اهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم.........فاذا كان الامر كذلك فما بالنا ننشر المساوئ الان اليس هذا يحدث ان يحبوا فلانا دون فلان او فلانا دون فلان؟ بلى والله يحدث هذا فلا يجوز نشر مثل هذه الاشرطة ولا الاستماع اليها هذا هو الضابط سواء من فلان او فلان.
وقال الشيخ عبدالمحسن العباد: ومن اصول اهل السنة والجماعة سلامة قلوبهم والسنتهم لاصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم هذي من اصول اهل السنة والجماعة القلوب سليمة ، القلوب سليمة من الغل والحقد والغيظ ، والالسنة سليمة من القدح والذم والشتم والعيب.
ومن المعلوم ان الكناب المنوه عنه انما فتاوى العلماء في التحذير من اشرطة طارق السويدان الذي نقر وبحث ونقل ما اجمع المسلمون على الكف عنه كما قد نقلنا وقد قال الشيخ عبدالعزيز بن باز: اشرنا على المسؤولين الا تباع لئلا يقع بذلك فتنة.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا
والحمد لله رب العالمين

منقول

سلطان الهاجري