يقول شيخ الإسلام - رحمه الله
( وهذا الحسنُ والجمالُ الذي يكون عن الأعمال الصالحة في القلب يسري إلى الوجه ، والقبح والشين الذي يكون عن الأعمال الفاسدة في القلب يسري إلى الوجه ، كما تقدم .
ثم إن ذلك يقوى بقوة الأعمال الصالحة والأعمال الفاسدة ، فكلما كثر البر والتقوى قوي الحسن والجمال ، وكلما قوي الأثم والعدوان قوي القبح والشين ، حتى ينسخ ذلك ما كان للصورة من حسن وقبح .
فكم ممن لم تكن صورته حسنة ، ولكن من الأعمال الصالحة ما عظم به جماله وبهاؤه ، حتى ظهر ذلك على صورته .

ولهذا يظهر ذلك ظهورا بينا عند الإصرار على القبائح في آخر العمر عند قرب الموت ، فنرى وجوه أهل السنة والطاعة كلما كبروا ازداد حسنها وبهاؤها ، حتى يكون أحدهم في كبره أحسن وأجمل منه في صغره ، ونجد وجوه أهل البدعة والمعصية كلما كبروا عظم قبحها وشينها ، حتى لا يستطيع النظر إليها من كان منبهرا بها في حال الصغر لجمال صورتها .

وهذا ظاهر لكل أحد فيمن يعظم بدعته وفجوره ، مثل الرافضة وأهل المظالم والفواحش من الترك ونحوهم ، فإن الرافضي كلما كبر قَبُحَ وجهه وعظم شينه ، حتى يقوى شبهه بالخنزير ، وربما مُسِخ خنزيرا وقردا ، كما قد تواتر ذلك عنهم ) .

الاستقامة (1/364 - 366)

ويقول رحمه الله تعالى - في موطن آخر ( والرافضة فيهم من لعنة الله وعقوبته بالشرك ما يشبهونهم به من بعض الوجوه ، فإنه قد ثبت بالنقول المتواترة أن فيهم من يمسخ كما مسخ أولئك [يعني اليهود] ، وقد صنف الحافظ أبوعبدالله محمد بن عبدالواحد المقدسي كتاباً سماه ( النهي عن سب الأصحاب ، وما ورد فيه من الذم والعقاب ) وذكر فيه حكايات معروفة في ذلك ، وأعرف أنا حكايات أخرى لم يذكرها هو . )

منهاج السنة النبوية ( 1/486)

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله - بعد أن ذكر ألواناً من الكفريات والشركيات لدى الرافضة

( ولهذا تجد عامة من ظهر عليه شئ من هذه الأقوال ، فإنه يتبين أنه زنديق ، وعامة الزنادقة إنما يستترون بمذهبهم ، وقد ظهرت لله فيهم مُثلات ، وتواتر النقل بأن وجوههم تمسخ خنازير في المحيا والممات ، وجمع العلماء ما بلغهم في ذلك ، وممن صنف فيه الحافظ الصالح أبوعبدالله محمد بن عبدالواحد المقدسي كتابه في النهي عن سب الأصحاب ، وما جاء فيه من الإثم والعقاب )

الصارم المسلول ( ص 587 ) آخر صفحة في الكتاب

أما ابن القيم رحمه الله - فيقول :( وتأمل حكمته تبارك وتعالى:"وعاداً وثمود وقد تبين لكم من مساكنهم" إلى قوله: "يظلمون" وتأمل حكمته تعالى في مسخ من مسخ من الأمم في صور مختلفة مناسبة لتلك الجرائم فإنها لما مسخت قلوبهم وصارت على قلوب تلك الحيوانات وطباعهم اقتضت الحكمة البالغة أن جعلت صورهم على صورها لتتم المناسبة ويكمل الشبه وهذا غاية الحكمة.
واعتبر هذا بمن مسخوا قردة وخنازير كيف غلبت عليهم صفات هذه الحيوانات وأخلاقها وأعمالها ثم إن كنت من المتوسمين فاقرأ هذه النسخة من وجوه أشباههم ونظرائهم كيف تراها بادية عليها وإن كانت مستورة بصورة الإنسانية فاقرأ نسخة القردة من صور أهل المكر والخديعة والفسق الذين لا عقول لهم بل هم أخف الناس عقولاً وأعظمهم مكرا وخداعا وفسقا فإن لم تقرأ نسخة القردة من وجوههم لست من المتوسمين

واقرأ نسخة الخنازير من صور أشباههم ولاسيما أعداء خيار خلق الله بعد الرسل وهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن هذه النسخة ظاهرة على وجوه الرافضة يقرأها كل مؤمن كاتب وغير كاتب

وهي تظهر وتخفى بحسب خنزيرية القلب وخبثه، فإن الخنزير أخبث الحيوانات وأردؤها طباعا ومن خاصيته أنه يدع الطيبات فلا يأكلها ويقوم الإنسان عن رجيعه فيبادر إليه.
فتأمل مطابقة هذا الوصف لأعداء الصحابة كيف تجده منطقبًا عليهم فإنهم عمدوا إلى أطيب خلق الله وأطهرهم فعادوهم تبرؤوا منهم ثم والوا كل عدو لهم من النصارى واليهود والمشركين فاستعانوا في كل زمان على حرب المؤمنين الموالين لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمشركين والكفار وصرحوا بأنهم خير منهم فأي شبه ومناسبة أولى بهذا الضرب من الخنازير فإن لم تقرأ هذه النسخة من وجوههم فلست من المتوسمين. وأما الأخبار التي تكاد تبلغ حد التوتر بمسخ من مسخ منهم عند الموت خنزيرا فأكثر من أن تذكر هاهنا )

عقوبات الأمم الخالية من كتابه القيم مفتاح دار السعادة (1/446)