أخي فاكري الله يرضى عليك ويوفقك لكل خير....آمين
قد وجهت بعض الأسئلة للأخ أبو إسحاق حمزة -حفظه الله ووفقه إلى اتباع الحق- ومن جملة ما ذكرت
حديث الذي رواه ابن حبان واخرجه البيهقي وابن ماجه وهوسجود الصحابي الجليل معاذ ابن جبل عند عودته من الشام للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم. فهذه الشبهة قد رد عليها سماحة الوالد النحرير الجهبذ عبد العزيز بن باز رحمة الله عليه في لقاء عبر الهاتف عام 1418هـ مع جمع كبير فاق ألف طالب للعلم .. وقد نشر في مجلة الفرقان عدد 94 في شوال 1418هـ .
س 4 : أحسن الله إليك ، هل يمكن صدورُ كفر عملي مخرج من الملة في الأحوال الطبيعية ؟
الجواب : الكفرُ العملي يخرجُ من الملة مثل السجود لغير الله ، والذبحُ لغير الله كفر ٌعملي يخرج من الملة ؛ فالذبح للأصنام أو للكواكبِ أو للجنِّ كفرٌ عملي أكبر , وهكذا لو صلى لهم ، لو سجد لهم , يكفر كفراً عملياً أكبر - والعياذ بالله - .
هكذا لو سبّ الدينَ أو سب الرسولَ ، أو استهزأ بالله أو بالرسول كفرٌ عملي أكبر عند جميع أهل السنة والجماعة .
س5 : ما معنى الكفر العملي الذي يكون في الأحوال الطبيعية ، والأصل القلبي لَم ينتقض ؟
الجواب : مثل السجود لغير الله والذبح لغير الله : كفر عمل ، مثل سبه لدين ، أو استهزأ بالدين : كفر عملي - نسأل الله العافية - كفرٌ أكبر .
س 6 : السجود والذبح إذا كان جهلاً ، هل يفرق بين الجهل والتعمد ؟
الجواب : هذا ما فيه جهلُ .. هذا الأمور التي لا تُجهلُ بين المسلمين .. يذبح لغير الله ؟ ، لذلك يكفرُ وعليه التوبة ، وإذا كان صادقاً عليه بالتوبة , فمن تاب , تاب الله عليه . فالمشركون تابوا , وتاب الله عليهم يوم الفتح ، وهم معروف كفرهم وضلالهم ، ولما فتح الله مكة ودخلوا في دينِ اللهِ , قَبلَ اللهُ منهم .
س 7 : لكن يا شيخ بمجرد العمل ! كسجود معاذِ للنبي عليه الصلاة والسلام بمجرد العمل هكذا ؟!
الجواب : هذا متأولُ يحسبُ أنه جاهلُ .. بين له النبي صلى الله عليه وسلم .. استقرت الشريعةُ , وعرف أن السجود لله ( فاسجدوا لله واعبدوا ) , وانتهى الأمر .
كان معاذ جاهلاً فعلمه النبيُّ صلى الله عليه وسلم .. الآن استقرت الشريعةُ ، وعلم أن السجود لله : ( فاسجدوا لله واعبدوا ) .
والذبح لله : ( قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له ) .
فالذي بين المسلمين يسجد لغير الله يكون كافراً عليه التوبة .
ومن أراد التوسع في هذه المسائل فل يراجع كتاب : حوار حول مسائل التكفير مع الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى . ط1 مكتبة الإمام الذهبي - الكويت - 1420هـ , إعداد : خالد الخراز
أما الأمر الثاني وهوإستدلالك بقول الجارية وعندنا نبيٌ يعلم مافي غدٍ أرجوا منك أن تذكر المصدر ؟؟؟
أما الأمر الثالث قولك -غفر الله لك - ثم لتعلم أخي أن العلماء ؛ لاسيما أئمة الدعوة وأخصُ بالذكر الامام محمد ؛ قد تجد في بعض كلماتهم أنهم لايعذرون بالجهل !، وتأتي لموضع أخر تجد أنهم يقولون بالعذر به !
فإليك كلام للشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله وغفر الله له وهداه إلى صرطه المستقيم في هذه المسألة وإن شأت فقل قريبة من السؤال الذي طرحته مع ذكر بعض كلامه في العذر بالجهل للفائدة وكل هذا ذكره في سلسلة شرح كشف الشبهات .
س :هل يكفر قوم بأن عندهم عادة سب الدين والرسول ومنهم جاهل بأن ذلك كفر وأنه منكر هل يكفر بالجهل؟
ج: من سب الإسلام الذي أنزله الله جل وعلا على محمد صلى الله عليه وسلم فهو كافر ولا يعذر بالجهل ولا بأن يقول ما قلته على وجه المزاح واللعب أو غلطت ما علمت إلى آخر ذلك، كذلك سب الله جل وعلا كذلك سب الرسول صلى الله عليه وسلم فإن تعظيم الله جل وعلا تعظيم رسوله صلى الله عليه وسلم وتعظيم القرآن وتعظيم دين الإسلام هذا واجب من الواجبات ويعلم بالضرورة من دين الإسلام فإذا سب معناه أنه نافى ذلك التعظيم وهذا كفر بمجرده.
و بين الشيخ -غفر الله له- بلحوق إسم المشرك على من وقع فيه جاهلا فقال :فإن المتلبس بالشرك يقال له مشرك سواء أكان عالما أم كان جاهلا .
ثم ضرب مثالا بالزتني فقال : لأنه من المتقرر عند العلماء أن من تلبس بالزنا فهو زان وقد يؤاخذ وقد لا يؤاخذ إذا كان عالما بحرمة الزنا فزنى فهو مؤاخذ وإذا كان أسلم للتو وزنى غير عالم أنه محرم فالاسم باق عليه لكن لا يؤاخذ بذلك لعدم علمه
و ذكر كذلك -وفقه الله- عن ما يلحقه من أحكام : والعذاب هنا إنما يكون بعد إقامة الحجة على العبد في الدنيا أو في الآخرة قد يعامل معاملة الكافر استبراء للدين وحفظا له من جهة الاستغفار له ومن جهة عدم التضحية له وألاّ يزوج وأشباه ذلك من الأحكام " .
و حل الشيخ مسألة عدم تكفير أئمة الدعوة لمن وقع في الشرك الأكبر فقال وهنا الشاهد من كلام الأخ :
وأما من لم تقم عليه الحجة فتارة لا يطلقون عليه الكفر كما قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب في موضع: ((وإن كنا لا نكفر من عند قبة الكوّاز وقبة البدوي لأجل عدم وجود من ينبههم)). الشيخ صالح معلقا ما كفر أهل [الجبيلة] ونحوهم ممن عندهم بعض الأوثان في أول الأمر لأجل عدم بلوغ الحجة الكافية لهم، وقد يطلق بعضهم على هؤلاء الكفر ويراد به أن يعاملوا معاملة أهل الكفر حرزا ومحافظة لأمر الشريعة والإتباع حتى لا يستغفر لمشرك ، وحتى لا يضحي عن مشرك، أو أن يتولى مشركا ونحو ذلك من الأحكام.
هذا ما أردت أن أجيب عليه من الأسئلة التي طرحها الأخ فاكري -حفظه الله- وكما أنني أنتظر الأخ أبو إسحاق حمزة لكي يجبني على الأسئلة التي طرحت عليه -والله الموفق والهادي إلى سبيل الرشاد-