صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 16 إلى 30 من 39

الموضوع: قريبا بإذن الله دفاعا عن الصحابي أبي هريرة رضي الله عنه وأرضاه:

  1. #16
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    الدولة
    اليمن
    المشاركات
    2,483
    وهناك نقولات كثيرة جدا تحرق بإذن الله ما هذى به عدنان بن يحيى الجنيد من الوسواس الشيطاني وسيأتي المزيد منها عند الفراغ من الرد بإذن الله 0
    وننتقل إلى المسألة الثانية بإذن الله تعالى 0

  2. #17
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    الدولة
    اليمن
    المشاركات
    2,483
    المسألة الثانية قال المفتري الضال عدنان بن يحيى الجنيد :( إن من يستقرئ حديث أبي هريرة سيجد أكثرها تقدح في صلب العقيدة)
    قال أبو عبد الرحمن ماجد بن أحمد بن ماطر كذا يقول الجنيد ما يملي عليه شيطانه في الصحابي الفاضل أبي هريرة رضي الله عنه وأرضاه وما حاله إلا كما قيل :
    وإذا أتتك مذمتي من ناقص *** فهي الشهادة لي بأني كامل 0
    وها أنا أسوق أقوال الأئمة الحفاظ في سعة حفظ أبي هريرة وإتقانه وجميع علماء المسلمين على ذلك لا يخالف أحد في ذلك ممن هو معتد بقوله ولا عبرة بقول أهل البدع والضلال ومن سار سيرهم كالجنيد

  3. #18
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    الدولة
    اليمن
    المشاركات
    2,483
    1- قال الإمام الحاكم في المستدرك ج3 :-31- كتاب معرفة الصحابة رضي الله تعالى عنهم : ذكر: أبي هريرة الدوسي -رضي الله تعالى عنه-:( وإنما يتكلم في أبي هريرة لدفع أخباره من قد أعمى الله قلوبهم، فلا يفهمون معاني الأخبار:
    إما معطل جهمي يسمع أخباره التي يرونها خلاف مذهبهم الذي هو كفر، فيشتمون أبا هريرة، ويرمونه بما الله تعالى قد نزهه عنه، تمويها على الرعاء والسفل، أن أخباره لا تثبت بها الحجة.
    وإما خارجي يرى السيف على أمة محمد -صلَّى الله عليه وسلَّم-، ولا يرى طاعة خليفة ولا إمام إذا سمع أخبار أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- عن النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- خلاف مذهبهم الذي هو ضلال، لم يجد حيلة في دفع أخباره بحجة وبرهان، كان مفزعه الوقيعة في أبي هريرة.
    أو قدري اعتزل الإسلام وأهله، وكفر أهل الإسلام الذين يتبعون الأقدار الماضية التي قدرها الله -تعالى-، وقضاها قبل كسب العباد لها، إذا نظر إلى أخبار أبي هريرة التي قد رواها عن النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- في إثبات القدر لم يجد بحجة يريد صحة مقالته التي هي كفر وشرك، كانت حجته عند نفسه، أن أخبار أبي هريرة لا يجوز الاحتجاج بها.
    أو جاهل يتعاطى الفقه، ويطلبه من غير مظانه، إذا سمع أخبار أبي هريرة فيما يخالف مذهب من قد اجتبى مذهبه وأخباره تقليدا بلا حجة ولا برهان، كلم في أبي هريرة ودفع أخباره التي تخالف مذهبه، ويحتج بأخباره على مخالفته إذا كانت أخباره موافقة لمذهبه)0

  4. #19
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    الدولة
    اليمن
    المشاركات
    2,483
    2 – قال الحافظ ابن كثير رحمه الله في البداية والنهاية : الجزء الثامن :ثم دخلت سنة تسع وخمسين :أبو هريرة الدوسي رضي الله عنه :( 000وروى أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الكثير الطيب، وكان من حفاظ الصحابة، وروى عن أبي بكر، وعمر، وأبيّ بن كعب، وأسامة بن زيد، ونضرة بن أبي نضرة، والفضل بن العباس، وكعب الأحبار، وعائشة أم المؤمنين.
    وحدث عنه خلائق من أهل العلم قد ذكرناهم مرتبين على حروف المعجم في (التكميل)، كما ذكره شيخنا في (تهذيبه).
    قال البخاري: روى عنه نحو من ثمانمائة رجل أو أكثر من أهل العلم، من الصحابة والتابعين وغيرهم000 وقال الإمام أحمد: حدثنا عبد الرحمن، ثنا عكرمة بن عامر، حدثني أبو كثير - وهو يزيد بن عبد الرحمن بن أذينة السحيمي الأعمى - حدثني أبو هريرة.
    قال: والله ما خلق الله مؤمناً يسمع بي ولا يراني إلا أحبني.
    قلت: وما علمك بذلك يا أبا هريرة؟
    قال: إن أمي كانت امرأة مشركة، وإني كنت أدعوها إلى الإسلام، وكانت تأبى عليّ، فدعوتها يوماً فأسمعتني في رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أكره، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أبكي، فقلت: يا رسول الله إني كنت أدعو أمي إلى الإسلام فكانت تأبى عليّ وإني دعوتها اليوم فأسمعتني فيك ما أكره، فادع الله أن يهدي أم أبي هريرة.
    فقال: ((اللهم اهد أم أبي هريرة)).
    فخرجت أعدو أبشرها بدعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم لها، فلما أتيت الباب إذا هو مجاف، وسمعت خضخضة خشخشة، وسمعت خشف رجل - يعني: وقعها - فقالت: يا أبا هريرة كما أنت، ثم فتحت الباب وقد لبست درعها، وعجلت عن خمارها أن تلبسه.
    وقالت: إني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله، فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أبكي من الفرح كما بكيت من الحزن. (ج/ص: 8/113)
    فقلت: يا رسول الله أبشر فقد استجاب الله دعاءك، قد هدى الله أم أبي هريرة.
    وقلت: يا رسول الله ادعو الله أن يحببني وأمي إلى عبادة المؤمنين.
    فقال: ((اللهم حبب عبيدك هذا وأمه إلى عبادك المؤمنين، وحببهم إليهما)).
    قال أبو هريرة: فما خلق الله من مؤمن يسمع بي ولا يراني أو يرى أمي إلا وهو يحبني.
    وقد رواه مسلم من حديث عكرمة عن عمار نحوه.
    وهذا الحديث من (دلائل النبوة)، فإن أبا هريرة محبب إلى جميع الناس)0
    التعديل الأخير تم بواسطة الناصر ; 05-11-2006 الساعة 06:29 PM

  5. #20
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    الدولة
    اليمن
    المشاركات
    2,483
    قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في الإصابة في ترجمة الصحابي الفاضل أبي هريرة رضي الله عنه :( 000 وقد أجمع أهل الحديث على أنه أكثر الصحابة حديثا وذكر أبو محمد بن حزم أن مسند بقي بن مخلد احتوى من حديث أبي هريرة على خمسة آلاف وثلاثمائة حديث وكسر000قال البخاري روى عنه نحو الثمانمائة من أهل العلم وكان أحفظ من روى الحديث في عصره قال وكيع في نسخته حدثنا الأعمش عن أبي صالح قال كان أبو هريرة أحفظ [ص:433] أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم وأخرجه البغوي من رواية أبي بكر بن عياش عن الأعمش بلفظ ما كان أفضلهم ولكنه كان أحفظ وأخرج بن أبي خيثمة من طريق سعيد بن أبي الحسن قال لم يكن أحد من الصحابة أكثر حديثا من أبي هريرة وقال الربيع قال الشافعي أبو هريرة أحفظ من روى الحديث في دهره وقال أبو الزعيزعة كاتب مروان أرسل مروان إلى أبي هريرة فجعل يحدثه وكان أجلسني خلف السرير أكتب ما يحدث به حتى إذا كان في رأس الحول أرسل إليه فسأله وأمرني أن أنظر فما غير حرفا عن حرف وفي صحيح البخاري من طريق وهب بن منبه عن أخيه همام عن أبي هريرة قال لم يكن من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر حديثا مني إلا عبدالله بن عمر فإنه كان يكتب ولا أكتب وقال الحاكم أبو أحمد بعد أن حكى الاختلاف في اسمه ببعض ما تقدم كان من أحفظ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وألزمهم له صحبة على شبع بطنه فكانت يده مع يده يدور معه حيث دار إلى أن مات ولذلك كثر حديثه وقد أخرج البخاري في الصحيح من طريق سعيد المقبري عن أبي هريرة قلت يا رسول الله من أسعد الناس بشفاعتك قال لقد ظننت ألا يسألني عن هذا الحديث أحد أولى منك لما رأيت من حرصك على الحديث وأخرج أحمد من حديث أبي بن كعب أن أبا هريرة كان جريئا على أن يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أشياء لا يسأله عنها غيره وقال أبو نعيم كان أحفظ الصحابة لأخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعا له
    [ص:434] بأن يحببه إلى المؤمنين وكان إسلامه بين الحديبية وخيبر قدم المدينة مهاجر وسكن الصفة000وفي الصحيح عن الأعرج قال قال أبو هريرة إنكم تزعمون أن أبا هريرة يكثر الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والله الموعد إني كنت أمرأ مسكينا أصحب رسول الله صلى الله عليه وسلم على ملء بطني وكان المهاجرين يشغلهم الصفق بالأسواق وكانت الأنصار يشغلهم القيام على أموالهم فحضرت من النبي صلى الله عليه وسلم مجلسا فقال من يبسط رداءه حتى أقضى مقالتي ثم يقبضه إليه فلن ينسى شيئا سمعه مني فبسطت بردة علي حتى قضى حديثه ثم قبضتها إلي فوالذي نفسي بيده ما نسيت شيئا سمعته منه بعد وأخرجه أحمد والبخاري ومسلم والنسائي من طريق الزهري عن الأعرج ومن طريق الزهري أيضا عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة عن أبي هريرة يزيد بعضهم على بعض وأخرجه البخاري وغيره من طريق سعيد المقبري عنه مختصرا قلت يا رسول الله إني لأسمع منك حديثا كثيرا أنساه فقال ابسط رداءك فبسطته ثم قال ضمه إلى صدرك فضممته فما أنسيت حديثا بعد وأخرج أبو يعلى من طريق الوليد بن جميع عن أبي الطفيل عن أبي هريرة قال شكوت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم سوء الحفظ فقال افتح كساءك فذكر نحوه وأخرج أبو نعيم من طريق عبدالله بن أبي يحيى عن سعيد بن أبي هند عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ألا تسألني عن هذه الغنائم [ص:437] قلت أسألك أن تعلمني مما علمك الله قال فنزع نمرة على ظهري ووسطها بيني وبينه فحدثني حتى إذا استوعبت حديثه قال أجمعها فصرها إليك فأصبحت لا أسقط حرفا مما حدثني وقد تقدمت طرق هذا الحديث الصحيحة وله طرق أخرى منها عند أبي يعلى من طريق يونس بن عبيد عن الحسن عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من يأخذ مني كلمة أو كلمتين أو ثلاثا فيصرهن في ثوبه فيتعلمهن ويعلمهن قال فنشرت ثوبي وهو يحدث ثم ضممته فأرجو الا أكون نسيت حديثا مما قال وأخرجه أحمد من طريق المبارك بن فضالة عن الحسن نحوه وفيه فقلت أنا فقال ابسط ثوبك وفي آخره فأرجو ألا أكون نسيت حديثا سمعته منه بعد ذلك وأخرج بن عساكر من طريق شعبة عن سماك بن حرب عن أبي الربيع عن أبي هريرة كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فبسطت ثوبي ثم جمعته فما نسيت شيئا بعد000 وأخرج البغوي بسند جيد عن الوليد بن عبدالرحمن عن بن عمر أنه قال
    [ص:440] لأبي هريرة أنت كنت ألزمنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأعلمنا بحديثه000 )

  6. #21
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    الدولة
    اليمن
    المشاركات
    2,483
    قال الحافظ الذهبي رحمه الله في السير ج2 : فَصْلٌ فِي بَقِيَّةِ كُبَرَاءِ الصَّحَابَةِ 126 - أَبُو هُرَيْرَةَ الدَّوْسِيُّ، عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ صَخْرٍ (ع):( أَبُو هُرَيْرَةَ الدَّوْسِيُّ، عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ صَخْرٍ (ع)
    الإِمَامُ، الفَقِيْهُ، المُجْتَهِدُ، الحَافِظُ، صَاحِبُ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَبُو هُرَيْرَةَ الدَّوْسِيُّ، اليَمَانِيُّ، سَيِّدُ الحُفَّاظِ الأَثْبَاتِ000
    عِكْرِمَةُ بنُ عَمَّارٍ: حَدَّثَنَا أَبُو كَثِيْرٍ السُّحَيْمِيُّ - وَاسْمُهُ: يَزِيْدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ - حَدَّثَنِي أَبُو هُرَيْرَةَ، قَالَ:
    وَاللهِ مَا خَلَقَ اللهُ مُؤْمِناً يَسْمَعُ بِي إِلاَّ أَحَبَّنِي.
    قُلْتُ: وَمَا عِلْمُكَ بِذَلِكَ؟
    قَالَ: إِنَّ أُمِّي كَانَتْ مُشْرِكَةً، وَكُنْتُ أَدْعُوْهَا إِلَى الإِسْلاَمِ، وَكَانَتْ تَأْبَى عَلَيَّ، فَدَعَوْتُهَا يَوْماً، فَأَسْمَعَتْنِي فِي رَسُوْلِ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَا أَكْرَهُ، فَأَتَيْتُ رَسُوْلَ اللهِ وَأَنَا أَبْكِي، فَأَخْبَرْتُهُ، وَسَأَلْتُهُ أَنْ يَدْعُوَ لَهَا.
    فَقَالَ: (اللَّهُمَّ اهْدِ أُمَّ أَبِي هُرَيْرَةَ).
    فَخَرَجْتُ أَعْدُوا، أُبَشِّرُهَا، فَأَتَيْتُ، فَإِذَا البَابُ مُجَافٍ، وَسَمِعْتُ خَضْخَضَةَ المَاءِ، وَسَمِعَتْ حِسِّي، فَقَالَتْ:
    كَمَا أَنْتَ، ثُمَّ فَتَحَتْ، وَقَدْ لَبِسَتْ دِرْعَهَا، وَعَجِلَتْ عَنْ خِمَارِهَا، فَقَالَتْ: أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله، وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ.
    وَقَالَ: فَرَجَعْتُ إِلَى رَسُوْلِ اللهِ أَبْكِي مِنَ الفَرَحِ، كَمَا بَكَيْتُ مِنَ الحُزْنِ، فَأَخْبَرْتُهُ، وَقُلْتُ: ادْعُ اللهَ أَنْ يُحَبِّبَنِي وَأُمِّي إِلَى عِبَادِهِ المُؤْمِنِيْنَ.
    فَقَالَ: (اللَّهُمَّ حَبِّبْ عُبَيْدَكَ هَذَا وَأُمَّهُ إِلَى عِبَادِكَ المُؤْمِنِيْنَ، وَحَبِّبْهُمْ إِلَيْهِمَا).
    إِسْنَادُهُ حَسَنٌ. (2/594)000 وَكَانَ حِفْظُ أَبِي هُرَيْرَةَ الخَارِقُ مِنْ مُعْجِزَاتِ النُّبُوَّةِ.
    قَالَ مُحَمَّدُ بنُ المُثَنَّى الزَّمِنُ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الحَنَفِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي يَحْيَى، سَمِعْتُ سَعِيْدَ بنَ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ:
    أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: (أَلاَ تَسْأَلُنِي مِنْ هَذِهِ الغَنَائِمِ الَّتِي يَسْأَلُنِي أَصْحَابُكَ؟).
    قُلْتُ: أَسْأَلُكَ أَنْ تُعَلِّمَنِي مِمَّا عَلَّمَكَ اللهُ.
    فَنَزَعَ نَمِرَةً كَانَتْ عَلَى ظَهْرِي، فَبَسَطَهَا بَيْنِي وَبَيْنَهُ، حَتَّى كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى النَّمْلِ يَدُبُّ عَلَيْهَا، فَحَدَّثَنِي حَتَّى إِذَا اسْتَوْعَبْتُ حَدِيْثَهُ، قَالَ: (اجْمَعْهَا، فَصُرَّهَا إِلَيْكَ).
    فَأَصْبَحْتُ لاَ أُسْقِطُ حَرْفاً مِمَّا حَدَّثَنِي.
    ابْنُ شِهَابٍ: عَنْ سَعِيْدٍ، وَأَبِي سَلَمَةَ: أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ، قَالَ:
    إِنَّكُمْ تَقُوْلُوْنَ: إِنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ يُكْثِرُ الحَدِيْثَ عَنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَتَقُوْلُوْنَ: مَا لِلْمُهَاجِرِيْنَ وَالأَنْصَارِ لاَ يُحَدِّثُوْنَ مِثْلَهُ؟ وَإِنَّ إِخْوَانِي المُهَاجِرِيْنَ كَانَ يَشْغَلُهُمُ الصَّفْقُ بِالأَسْوَاقِ، وَكَانَ إِخْوَانِي مِنَ الأَنْصَارِ يَشْغَلُهُمْ عَمَلُ أَمْوَالِهِمْ، وَكُنْتُ امْرَأً مِسْكِيْناً مِنْ مَسَاكِيْنِ الصُّفَّةِ، أَلْزَمُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى مِلْءِ بَطْنِي، فَأَحْضُرُ حِيْنَ يَغِيْبُوْنَ، وَأَعِي حِيْنَ يَنْسَوْنَ، وَقَدْ قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي حَدِيْثٍ يُحَدِّثُهُ يَوْماً: (إِنَّهُ لَنْ يَبْسُطَ أَحَدٌ ثَوْبَهُ حَتَّى أَقْضِي جَمِيْعَ مَقَالَتِي، ثُمَّ يَجْمَعُ إِلَيْهِ ثَوْبَهُ، إِلاَّ وَعَى مَا أَقُوْلُ).
    فَبَسَطْتُ نَمِرَةً عَلَيَّ، حَتَّى إِذَا قَضَى مَقَالَتَهُ، جَمَعْتُهَا إِلَى صَدْرِي، فَمَا نَسِيْتُ مِنْ مَقَالَةِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- تِلْكَ مِنْ شَيْءٍ. (2/595)
    الزُّهْرِيُّ أَيْضاً: عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ:
    تَزْعُمُوْنَ أَنِّي أُكْثِرُ الرِّوَايَةَ عَنْ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَاللهُ المَوْعِدُ - إِنِّي كُنْتُ امْرَأً مِسْكِيْناً، أَصْحَبُ رَسُوْلَ اللهِ عَلَى مِلْءِ بَطْنِي، وَإِنَّهُ حَدَّثَنَا يَوْماً، وَقَالَ: (مَنْ يَبْسُطُ ثَوْبَهُ حَتَّى أَقْضِيَ مَقَالَتِي، ثُمَّ قَبَضَهُ إِلَيْهِ، لَمْ يَنْسَ شَيْئاً سَمِعَ مِنِّي أَبَداً).
    فَفَعَلْتُ، فَوَالَّذِي بَعَثَهُ بِالحَقِّ، مَا نَسِيْتُ شَيْئاً سَمِعْتُهُ مِنْهُ.
    وَالحَدِيْثَانِ: صَحِيْحَانِ، مَحْفُوْظَانِ. (2/596)000 حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بنُ عُبَيْدٍ الأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو الزُّعَيْزِعَةِ كَاتِبُ مَرْوَانَ:
    أَنَّ مَرْوَانَ أَرْسَلَ إِلَى أَبِي هُرَيْرَةَ، فَجَعَلَ يَسْأَلُهُ، وَأَجْلَسَنِي خَلْفَ السَّرِيْرِ، وَأَنَا أَكْتُبُ، حَتَّى إِذَا كَانَ رَأْسُ الحَوْلِ، دَعَا بِهِ، فَأَقْعَدَهُ مِنْ وَرَاءِ الحِجَابِ، فَجَعَلَ يَسْأَلُهُ عَنْ ذَلِكَ الكِتَابِ، فَمَا زَادَ وَلاَ نَقَصَ، وَلاَ قَدَّمَ وَلاَ أَخَّرَ.
    قُلْتُ: هَكَذَا فَلْيَكُنِ الحِفْظُ. (2/599)
    قَالَ الشَّافِعِيُّ: أَبُو هُرَيْرَةَ أَحْفَظُ مَنْ رَوَى الحَدِيْثَ فِي دَهْرِهِ000 وَقَدْ كَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ يَجْلِسُ إِلَى حُجْرَةِ عَائِشَةَ، فَيُحَدِّثُ، ثُمَّ يَقُوْلُ: يَا صَاحِبَةَ الحُجْرَةِ، أَتُنْكِرِيْنَ مِمَّا أَقُوْلُ شَيْئاً؟
    فَلَمَّا قَضَتَ صَلاَتَهَا، لَمْ تُنْكِرْ مَا رَوَاهُ، لَكِنْ قَالَتْ:
    لَمْ يَكُنْ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَسْرُدُ الحَدِيْثَ سَرْدَكُمْ. (2/608)
    وَكَذَلِكَ قِيْلَ لابْنِ عُمَرَ: هَلْ تُنْكِرُ مِمَّا يُحَدِّثُ بِهِ أَبُو هُرَيْرَةَ شَيْئاً؟
    فَقَالَ: لاَ، وَلَكِنَّهُ اجْترَأَ، وَجَبُنَّا000 بَلْ احْتَجَّ المُسْلِمُوْنَ قَدِيْماً وَحَدِيْثاً بِحَدِيْثِهِ، لِحِفْظِهِ، وَجَلاَلَتِهِ، وَإِتْقَانِهِ، وَفِقْهِهِ، وَنَاهِيْكَ أَنَّ مِثْلَ ابْنِ عَبَّاسٍ يَتَأَدَّبُ مَعَهُ، وَيَقُوْلُ: أَفْتِ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ.
    وَأَصَحُّ الأَحَادِيْثِ مَا جَاءَ: عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
    وَمَا جَاءَ عَنْ: أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
    وَمَا جَاءَ عَنِ: ابْنِ عَوْنٍ، وَأَيُّوْبَ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ سِيْرِيْنَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
    وَأَيْنَ مِثْلُ أَبِي هُرَيْرَةَ فِي حِفْظِهِ، وَسَعَةِ عِلْمِهِ000 قَالَ الحَافِظُ أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ: سَمِعْتُ أَبَا المَعْمَرِ المُبَارَكَ بنَ أَحْمَدَ، سَمِعْتُ أَبَا القَاسِمِ يُوْسُفَ بنَ عَلِيٍّ الزَّنْجَانِيَّ الفَقِيْهَ، سَمِعْتُ الفَقِيْهَ أَبَا إِسْحَاقَ الفَيْرُوْزَابَادِيَّ، سَمِعْتُ القَاضِي أَبَا الطَّيِّبِ يَقُوْلُ:
    كُنَّا فِي مَجْلِسِ النَّظَرِ بِجَامِعِ المَنْصُوْرِ، فَجَاءَ شَابٌّ خُرَاسَانِيٌّ، فَسَأَلَ عَنْ مَسْأَلَةِ المُصَرَّاةِ، فَطَالَبَ بِالدَّلِيْلِ، حَتَّى اسْتَدَلَّ بِحَدِيْثِ أَبِي هُرَيْرَةَ الوَارِدِ فِيْهَا، فَقَالَ - وَكَانَ حَنَفِيّاً -: أَبُو هُرَيْرَةَ غَيْرُ مَقْبُوْلِ الحَدِيْثِ.
    فَمَا اسْتَتَمَّ كَلاَمَهُ حَتَّى سَقَطَ عَلَيْهِ حَيَّةٌ عَظِيْمَةٌ مِنْ سَقْفِ الجَامِعِ، فَوَثَبَ النَّاسُ مِنْ أَجْلِهَا، وَهَرَبَ الشَّابُّ مِنْهَا وَهِيَ تَتْبَعُهُ.
    فَقِيْلَ لَهُ: تُبْ تُبْ.
    فَقَالَ: تُبْتُ.
    فَغَابَتِ الحَيَّةُ، فَلَمْ يُرَ لَهَا أَثَرٌ.
    إِسْنَادُهَا أَئِمَّةٌ. (2/619) وَأَبُو هُرَيْرَةَ: إِلَيْهِ المُنْتَهَى فِي حَفِظِ مَا سَمِعَهُ مِنَ الرَّسُوْلِ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- وَأَدَائِهِ بِحُرُوْفِهِ، وَقَدْ أَدَّى حَدِيْثَ المُصَرَّاةِ بِأَلْفَاظِهِ، فَوَجَبَ عَلَيْنَا العَمَلُ بِهِ، وَهُوَ أَصْلٌ بِرَأْسِهِ000 وَكَذَلِكَ أَفْتَى أَبُو هُرَيْرَةَ فِي دِقَاقِ المَسَائِلِ مَعَ مِثْلِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَقَدْ عَمِلَ الصَّحَابَةُ فَمَنْ بَعْدَهُمْ بِحَدِيْثِ أَبِي هُرَيْرَةَ فِي مَسَائِلَ كَثِيْرَةٍ، تُخَالِفُ القِيَاسَ، كَمَا عَمِلُوا كُلُّهُمْ بِحَدِيْثِهِ:
    عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قَالَ: (لا تُنْكَحُ المَرْأَةُ عَلَى عَمَّتِهَا، وَلاَ خَالَتِهَا).
    وَعَمِلَ أَبُو حَنِيْفَةَ، وَالشَّافِعِيُّ، وَغَيْرُهُمَا بِحَدِيْثِهِ: (أَنَّ مَنْ أَكَلَ نَاسِياً، فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ)، مَعَ أَنَّ القِيَاسَ عِنْدَ أَبِي حَنِيْفَةَ أَنَّهُ يُفْطِرُ، فَتَرَكَ القِيَاسَ لِخَبَرِ أَبِي هُرَيْرَةَ. (2/621)
    وَهَذَا مَالِكٌ عَمِلَ بِحَدِيْثِ أَبِي هُرَيْرَةَ فِي غَسْلِ الإِنَاءِ سَبْعاً مِنْ وُلُوْغِ الكَلْبِ، مَعَ أَنَّ القِيَاسَ عِنْدَهُ أَنَّهُ لاَ يُغْسَلُ؛ لِطَهَارَتِهِ عِنْدَهُ000 وَقَدْ كَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ وَثِيْقَ الحِفْظِ، مَا عَلِمْنَا أَنَّهُ أَخْطَأَ فِي حَدِيْثٍ)0

  7. #22
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    الدولة
    اليمن
    المشاركات
    2,483
    قال ابن العماد الحنبلي رحمه الله في شذرات الذهب :( سنة سبع وخمسين (س 57):( وفيها توفي أبو هريرة عبد الرحمن بن صخر، الدوسي، قاله هشام، وابن المديني، وقيل: سنة ثمان وخمسين، قاله أبو معشر، ويحيى بن بكير، وجماعة، وقيل: سنة تسع وخمسين، كان كثير العبادة والذكر، حسن الأخلاق، ولي إمرة المدينة، وكان حافظ الصحابة وأكثرهم رواية)0

  8. #23
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    الدولة
    اليمن
    المشاركات
    2,483
    قال النووي رحمه الله في شرح صحيح مسلم الجزء الأول : -10- باب تغليظ الكذب على رسول اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم :( ولأبي هريرة رَضِيَ اللهُ عَنْهُ منقبة عظيمة، وهي أنَّه أكثر الصَّحابة رَضِيَ اللهُ عَنْهُم رواية عن رسول اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم.وذكر الإمام الحافظ بقي بن مخلد الأندلسيُّ في (مسنده) لأبي هريرة خمسة آلاف حديث وثلاثمائة وأربعة وسبعين حديثاً. (ج/ص: 1/68)وليس لأحد من الصَّحابة رَضِيَ الله عنهم هذا القدر ولا ما يقاربه.قال الإمام الشَّافعيُّ رحمه اللَّه: أبو هريرة أحفظ من روى الحديث في دهره، وكان أبو هريرة ينزل المدينة بذي الحليفة وله بها دار، مات بالمدينة سنة تسع وخمسين، وهو ابن ثمان وسبعين سنة، ودفن بالبقيع، وماتت عائشة رَضِيَ الله عَنْهَا قبله بقليل، وصلَّى عليها.وقيل: إنَّه مات سنة سبع وخمسين.وقيل: سنة ثمان والصَّحيح سنة تسع).
    وقال الحافظ الذهبي رحمه الله في الكاشف :( أبو هريرة الدوسي كان حافظا متثبتا ذكيا مفتيا صاحب صيام وقيام قال عكرمة كان يسبح في اليوم اثني عشر ألف تسبيحة).
    وقال الحافظ الذهبي رحمه الله في العبر في خبر من غبر :( سنة ثمان وخمسين : وفيها في قول أبي معشر ويحيى بن بكير وجماعة توفي أبو هريرة الدوسي الحافظ وكان كثير العبادة والذكر حسن الأخلاق ولي إمرة المدينة مرة بل مرات).
    قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في تقريب التهذيب :( أبو هريرة الدوسي الصحابي الجليل حافظ الصحابة ).
    وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله في فتح الباري شرح صحيح البخاري المجلد الأول : 2 كِتَاب الْإِيمَانِ : باب حِفْظِ الْعِلْمِ: (قوله: (باب حفظ العلم) لم يذكر في الباب شيئا عن غير أبي هريرة، وذلك لأنه كان أحفظ الصحابة للحديث، قال الشافعي رضي الله عنه: أبو هريرة أحفظ من روى الحديث في عصره.وقد كان ابن عمر يترحم عليه في جنازته ويقول: كان يحفظ على المسلمين حديث النبي صلى الله عليه وسلم، رواه ابن سعد.
    وقد دل الحديث الثالث من الباب على أنه لم يحدث بجميع محفوظه، ومع ذلك فالموجود من حديثه أكثر من الموجود من حديث غيره من المكثرين، ولا يعارض هذا ما تقدم من تقديمه عبد الله بن عمرو على نفسه في كثرة الحديث لأنا قدمنا الجواب عن ذلك، ولأن الحديث الثاني من الباب دل على أنه لم ينس شيئا سمعه، ولم يثبت مثل ذلك لغيره).
    وقال الحافظ السيوطي رحمه الله في إسعاف المبطأ :( أبو هريرة الدوسي اليماني حافظ الصحابة روى عنه خلائق من الصحابة والتابعين قال الشافعي أبو هريرة أحفظ من روى الحديث في دهره).

  9. #24
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    الدولة
    اليمن
    المشاركات
    2,483
    وقال الحافظ الذهبي رحمه الله في معرفة القراء الكبار :( 8 – أبو هريرة وكان إماما مفتيا فقيها صالحا حسن الأخلاق متواضعا محببا إلى الأمة وكان كثير العبادة والذكر)0

  10. #25
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    الدولة
    اليمن
    المشاركات
    2,483
    سئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كما في مجموع الفتاوى ج4 ص 532 إلى 539 :( سئل رحمه الله تعالى
    عن رجل يناظر مع آخر فى ( مسألة المصراة ( وردها اذا اراد المشترى فاستدل من ادعى جواز الرد بحديث ابى هريرة المتفق عليه فعارضه الخصم بأن قال ( ابو هريرة ( لم يكن من فقهاء الصحابة وقد أنكر عليه عمر بن الخطاب كثرة الرواية ونهاه عن الحديث وقال ان عدت تحدث فعلت وفعلت وكذا انكر عليه ابن عباس وعائشة اشياء فهل ما ذكره الخصم صحيح ام لا وما يجب على من تكلم فى أبى ( هريرة ) بهذا الكلام
    فأجاب
    الحمد لله هذا الراد مخطئ من وجوه
    ( أحدها ) قوله إنه لم يكن من فقهاء الصحابة فان عمر بن الخطاب ولى أبا هريرة على البحرين وهم خيار المسلمين الذين هاجر وفدهم الى النبى وهم وفد ( عبد القيس )
    وكان أبو هريرة أميرهم هو الذي يفتيهم بدقيق الفقه مثل ( مسألة المطلقة ) دون الثلاث إذا تزوجت زوجا أصابها هل
    تعود إلى الأول على الثلاث كما هو قول ابن عباس وابن عمر وهو مذهب أبى حنيفة ورواية عن عمر بناء على أن إصابة الزوج تهدم ما دون الثلاث كما هدمت الثلاث أو تعود على ما بقى كما هو قول عمر وغيره من أكابر الصحابة وهو مذهب مالك والشافعي وأحمد في المشهور عنه بناءا على أن إصابة الزوج الثاني إنما هي غاية التحريم الثابت بالطلاق الثلاث فهو الذي يرتفع بها والمطلقة دون الثلاث لم تحرم فلا ترفع الإصابة منها شيئا فأفتى أبو هريرة بهذا القول ثم سأل عمر فأقره على ذلك وقال لو أفتيت بغيره لأوجعتك ضربا
    وكذلك أفتى أبو هريرة في دقائق ( مسائل الفقه ) مع فقهاء الصحابة كابن عباس وغيره من اشهر الأمور وأقواله المنقولة في فتاويه تدل على ذلك وإذا كان عمر وعلى افقه من عمران بن حصين وأبى موسى الأشعري لم يخرجا بذلك من الفقه وكذلك إذا كان معاذ و ابن مسعود ونحوهما أفقه من أبى هريرة وعبدالله بن عمر ونحوهما لم يخرجا بذلك من الفقه
    ( الثاني ) أن يقال لهذا المعترض جميع علماء الأمة عملت بحديث أبى هريرة فيما يخالف القياس والظاهر كما عملوا جميعهم بحديثه عن النبي أنه قال ( لا تنكح المرأة على عمتها ولا على خالتها ) وعمل أبو حنيفة
    مع الشافعي واحمد وغيرهما بحديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم ( من أكل أو شرب ناسيا فليتم صومه فإنما أطعمه الله وسقاه ( مع أن القياس عند أبى حنيفة أنه يفطر فترك القياس لحديث أبى هريرة ونظائر ذلك تطول ومالك مع الشافعي واحمد علموا بحديث أبى هريرة في غسل الإناء من ولوغ الكلب سبعا مع أن القياس عند مالك انه يغسل لأنه طاهر عنده بل الائمة يتركون القياس لما هو دون حديث أبى هريرة كما ترك أبو حنيفة القياس في مسالة ( القهقهة ) بحديث مرسل لا يعرف من رواه من الصحابة وحديث أبى هريرة أثبت منه باتفاق الأمة
    ( الثالث أن يقال المحدث إذا حفظ اللفظ الذي سمعه لم يضره أن لا يكون فقيها كالملقنين بحروف القرآن وألفاظ التشهد والأذان ونحو ذلك وقد قال ( نضر الله امرءا سمع حديثا فبلغه إلى من لم يسمعه فرب حامل فقه غير فقيه ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ) وهذا بين في أنه يؤخذ حديثه الذي فيه الفقه من حامل فقه إلى من هو أفقه منه ( وهذا بين في أنه يؤخذ حديث الذي فيه الفقه من حامله الذي ليس بفقيه ويأخذ عمن هو دونه في الفقه وإنما يحتاج في الرواية إلى الفقه إذا كان قد روى بالمعنى فخاف إن غير الفقيه يغير المعنى وهو لا يدرى
    و ( أبو هريرة ( كان من أحفظ الأمة وقد دعا له النبي صلى الله عليه وسلم ( بالحفظ ) قال فلم أنس شيئا سمعته بعد ولهذا روى حديث المصراة وغيره بلفظ رسول الله صلى ا لله عليه وسلم
    الرابع ) أن الصحابة كلهم كانوا يأخذون بحديث أبى هريرة كعمر وابن عمر وابن عباس وعائشة ومن تأمل كتب الحديث عرف ذلك
    ( الخامس ) أن أحدا من الصحابة لم يطعن في شيء رواه أبو هريرة بحيث قال أنه أخطا في هذا الحديث لا عمر ولا غيره بل كان لأبى هريرة مجلس إلى حجرة عائشة فيحدث ويقول يا صاحبة الحجرة هل تنكرين مما أقول شيئا فلما قضت عائشة صلاتها لم تنكر مما رواه لكن قالت إن رسول الله لم يكن يسرد الحديث سردكم ولكن كان يحدث حديثا لو عده العاد لحفظه فأنكرت صفة الأداء لا ما أداه
    وكذلك ابن عمر قيل له هل تنكر مما يحدث أبو هريرة شيئا فقال لا ولكن أخبر وجبنا فقال أبو هريرة ما ذنبي حفظت ونسوا وكانوا يستعظمون كثرة روايته حتى يقول بعضهم أكثر أبو هريرة حتى قال أبو هريرة الناس يقولون أكثر أبوهريرة والله الموعد أما إخواني من المهاجرين فكان يشغلهم الصفق بالأسواق وأما إخواني من الأنصار فكان يشغلهم عمل أموالهم وكنت امرءا مسكينا ألزم رسول الله فكنت أشهد إذا غابوا واحفظ إذا انسوا ولقد حدثنا رسول الله حديثا ثم قال ( أيكم يبسط ثوبه فبسطت ثوبي فدعا لي فلم أنس بعد شيئا سمعته منه صلى الله عليه وسلم)
    وروى عنه أنه كان يجزىء الليل ( ثلاثة أجزاء ) ثلثا يصلى وثلثا يكرر على الحديث وثلثا ينام
    فقد بين أن سبب ملازمة النبي صلى الله عليه وسلم وقطع العلائق ودعاؤه له وكان عمر بن الخطاب يستدعى الحديث من أبي هريرة ويسأله عنه ولم ينهه عن رواية ما يحتاج إليه من العلم الذي سمعه من النبي ولا توعده على ذلك ولكن كان عمر يحب التثبت في الرواية حتى لا يجترى الناس فيزاد في الحديث
    ولهذا طلب من أبى موسى الأشعري من يوافقه على حديث الاستئذان مع أن أبا موسى من أكابر وثقاتهم باتفاق الأئمة
    ( السادس ) أن الصحابة كانوا يرجعون في مسائل الفقه إلى من هو دون أبى هريرة في الفقه كما رجع عمر بن الخطاب إلى حمل بن مالك وغيره في ( دية الجنين ) وكما رجع عثمان بن عفان إلى الفريعة بنت مالك في لزوم المتوفى عنها ( لمنزل الوفاة ) وكما رجع عمر بن الخطاب وغيره في ( توريث المرأة من دية زوجها )إلى الضحاك بن سفيان الكلابي وكما رجع زيد ابن ثابت وغيره إلى امرأة من الأنصار في سقوط طواف الوداع عن الحائض
    وكذلك ابن مسعود لما أفتى ( المفوضة المتوفى عنها ) بمهر المثل فقام رجال من أشجع فشهدوا أن رسول الله قضى في بروع بنتا واشق بمثل ما قضيت به ففرح عبد الله بذلك فرحا شديدا وأبو بكر الصديق ورث الجدة بحديث المغيرة بن شعبة ومحمد بن سلمة ونظائر هذا كثيرة

    ( السابع ) أن يقال المخالف لحديث أبى هريرة في ( المصراة ) يقول انه يخالف الأصول أو قياس الأصول
    فيقال له بل القول فيه كالقول في نظائره التي اتبعت فيها النصوص فهذا الحديث ورد فيما يخالف غيره لا فيما يماثل غيره والقياس هو التسوية بين المتماثلين والتفريق بين المختلفين وذلك أن من خالفه يقول انه أثبت الرد بالمعيب وقدر بدل المتلف بل إن كان من المثليات ضمن بمثله و إلا فقيمته وهذا مضمون بغير مثل ولا قيمة وجعل الضمان على المشترى والخراج بالضمان فيقال له ) الرد يثبت بالتدليس ويثبت باختلاف الصفة باتفاق الأئمة ( والمدلس ( الذي أظهر أن المبيع على صفة وليس هو عليها كالواصف لها بلسانه وهذا النوع من الخيار غير خيار الرد بالعيب ويقال له المشترى لم يضمن اللبن
    الحادث على ملكه ولكن ضمن ما في الضرع فانه لما اشترى المصراة وفيها لبن تلف عنده كان عليه ضمانه وإنما قدر الشارع البدل لأنه اختلط اللبن القديم باللبن الحادث فلم يبق يعرف مقدار اللبن القديم فلهذا لم يكن ضمانه بمثله ولا بقيمته فقدر الشارع في ذلك بدلا يقطع به النزاع كما قدر ديات النفس وديات الأعضاء ومنافعها ونحو ذلك من المقدرات التي يقطع بها نزاع الناس فانه إذا أمكن العلم بمقدار الحق كان هو الواجب وإذا تعذر ذلك شرع الشارع ما هو أمثل الطرق وأقربها إلى الحق فتارة يأمر بالخرض إذا تعذر الكيل أو الوزن إقامة للظن مقام العلم عند تعذر العلم ويأمر بالاستفهام لتعيين المستحق عند كمال الإبهام وتارة يقدر بدل الاستخقاق اذا لم يكن طريق آخر لقطع الشقاق ورد المشترى للصاع بدل ما أخذ من اللبن من هذا الباب
    وفى المسالة حكاية ثانية ذكرها ( أبو سعيد بن السمعاني ( عن الشيخ العارف يوسف الهمداني عن الشيخ الفقيه أبى إسحاق الشيرازى عن القاضي أبى الطيب الطبري قال كنا جلوسا بالجامع ببغداد فجاء خراسانى سألنا عن المصراة فأجبناه فيها واحتججنا بحديث أبى هريرة فطعن في أبى هريرة فوقعت حية من السقف وجاءت حتى دخلت الحلقة وذهبت إلى ذلك الأعجمي فضربته فقتلته ونظير هذه ما ذكره الطبراني في ( كتاب السنة ) عن زكريا بن يحيى الساجي قال كنا إلى بعض الشيوخ لسماع حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فاسترعنا في المشي ومعنا شاب ما جن فقال ارفعوا أرجلكم عن أجنحة الملائكة لا تكسروها قال فما زال حتى جفته رجلاه ولهذا نظائر نسأل الله تعالى الاعتصام بكتابه وسنة رسوله وإتباع ما أقام من دليله والله سبحانه أعلم )0
    التعديل الأخير تم بواسطة الناصر ; 05-14-2006 الساعة 11:02 AM

  11. #26
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    الدولة
    اليمن
    المشاركات
    2,483
    وسيأتي مزيدا بإذن الله تعالى .
    المسألة الثالثة :
    قال المبتدع الضال عدنان بن يحيى الجنيد بعد كلامه السابق وطعنه في أحاديث الصحابي الفاضل أبي هريرة رضي الله عنه
    :( كالأحاديث التي تقول بأن الله خلق آدم على صورته وأنه تعالى وضع رجله على جهنم فقالت جهنم قط قط وغيرها مما يفيد تجسيم ذات الله وتشبيهها بالمخلوقين ).
    قال أبو عبد الرحمن وسيأتي الرد عليه من أكثر من وجه بإذن الله تعالى.

  12. #27
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    الدولة
    اليمن
    المشاركات
    2,483
    الوجه الأول
    أن الحديثين في الصحيحين وهما من الأحاديث التي تلقتها الأمة بالقبول .
    الوجه الثاني : من صحح هذين الحديثين بخصوصهما ومن نقل من العلماء الإتفاق على صحة هذين الحديثيين.

    قال ابن مندة رحمه الله في الرد على الجهمية : باب في قوله عز وجل يوم نقول لجهنم هل امتلأت وتقول هل من مزيد :( 14 أخبرنا محمد بن الحسين بن الحسن القطان ، بنيسابور ، ثنا أحمد بن يوسف السلمي ، ثنا عبد الرزاق ، ثنا معمر ، عن همام بن منبه ، قال : هذا ما حدثنا أبو هريرة ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " تحاجت الجنة والنار " ، فقالت النار : أوثرت بالمتكبرين والمتجبرين ، وقالت الجنة : فإني لا يدخلني إلا ضعفاء الناس وسقطهم ، " فقال جل وعز للنار : " إنما أنت عذابي أعذب بك من أشاء من عبادي ، وقال للجنة : أنت رحمتي أرحم بك من أشاء من عبادي ، ولكل واحدة منكما ملؤها ، فأما النار فلا تمتلئ حتى يضع الله فيها رجله فتقول : قط قط ، فهنالك تمتلئ ويزوي بعضها إلى بعض ، ولا يظلم الله جل وعز من خلقه أحدا ، وأما الجنة فإن الله جل وعز ينشئ لها خلقا . " وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " خلق الله آدم على صورته طوله ستون ذراعا ، " فلما خلقه قال : " اذهب فسلم على أولئك النفر ، وهم نفر من الملائكة جلوس ، فاستمع ما يحيونك ، فإنها تحيتك وتحية ذريتك " قال : " فذهب إليهم " فقال : السلام عليكم فقالوا : عليك السلام ورحمة الله قال : " فزادوه ورحمة الله " فكل من يدخل الجنة على صورة آدم طوله ستون ذراعا ، فلا يزال الخلق ينقص بعده حتى الآن ، قال أبو عبد الله : وهذا حديث ثابت باتفاق من أهل المعرفة بالأثر
    15 أخبرنا أحمد بن محمد بن إبراهيم الوراق ، ثنا عبد الله بن يحيى ، ثنا المقدمي ، ثنا أشعث بن عبد الله الخراساني ، ثنا شعبة ، عن قتادة ، عن أنس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " يلقى في النار ، وتقول : هل من مزيد حتى يضع رجله أو قدمه فتقول : قط قط "
    16 ورواه القواريري ، عن حرمي بن عمارة ، عن شعبة ، عن قتادة ، عن أنس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " يضع الله رجله في النار فتقول : قط قط " قال أبو عبد الله : وهذا حديث ثابت باتفاق).
    التعديل الأخير تم بواسطة الناصر ; 05-27-2006 الساعة 07:00 PM

  13. #28
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    الدولة
    اليمن
    المشاركات
    2,483
    ولله در الحافظ الذهبي رحمه الله حيث قال
    كما في سير أعلام النبلاء : مُجَلَّدُ الرَّابِعَ عَشَرَ : في ترجمة الذي قتل على الزندقة 205-الحَلاَّجُ الحُسَيْنُ بنُ مَنْصُوْرِ :
    ( فَمَا مِنْ إِمَامٍ كَامِلٍ فِي الخَيْرِ، إِلاَّ وَثَمَّ أُنَاسٌ مِنْ جهلَةِ المُسْلِمِيْنَ وَمُبْتَدِعِيهِم يذمُّونَه، وَيحطُّونَ عَلَيْهِ، وَمَا مِنْ رَأْسٍ فِي البدعَةِ وَالتَّجَهُّمِ وَالرَّفضِ إِلاَّ وَلَهُ أُنَاسٌ يَنْتصرُوْنَ لَهُ، وَيَذُبُّونَ عَنْهُ، وَيدينُوْنَ بِقَولِه بِهوَىً وَجهلٍ، وَإِنَّمَا العِبْرَةُ بِقَولِ جُمْهُوْرِ الأُمَّةِ الخَالينَ مِنَ الهوَى وَالجَهْلِ، المتَّصِفِينَ بِالوَرَعِ وَالعِلْمِ، فَتَدبّرْ-يَا عَبْدَ اللهِ-نحْلَةَ الحَلاَّجِ الَّذِي هُوَ مِنْ رُؤُوْسِ القرَامِطَةِ، وَدعَاةِ الزَّنْدَقَةِ، وَأَنِصْفْ، وَتَوَرَّعْ، وَاتَّقِ ذَلِكَ، وَحَاسِبْ نَفْسكَ، فَإِنْ تبرهَنَ لَكَ أَنَّ شَمَائِلَ هَذَا المَرْءِ شَمَائِلُ عدوٍّ لِلإِسْلاَمِ، مُحبٍّ للرِّئاسَةِ، حريصٍ عَلَى الظُهُوْرِ بباطلٍ وَبحقٍّ، فَتبرَّأْ مِنْ نِحْلتِه).(14/345)

  14. #29
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    الدولة
    اليمن
    المشاركات
    2,483
    قال ابن القيم رحمه الله في إجتماع الجيوش الإسلامية على غزو المعطلة والجهمية ص 98 و99 و 100 و101:
    ( قول إمام الشافعية في وقته أبي العباس بن سريج رحمه الله تعالى :
    ذكر أبو القاسم سعد بن علي بن محمد الزنجاني في جوابات المسائل التي سئل عنها بمكة فقال

    الحمد لله أولا وآخرا وظاهرا وباطنا وعلى كل حال وصلى الله على محمد المصطفى وعلى الأخيار الطيبين من الأصحاب والآل سألت
    أيدك الله تعالى بتوفيقه بيان ما صح لدي وتأدى حقيقته إلى من سلك مذهب السلف وصالحي الخلف في الصفات الواردة في الكتاب المنزل والسنة المنقولة بالطرق الصحيحة برواية الثقات الأثبات عن النبي بوجيز من القول واختصار في الجواب فاستخرت الله سبحانه وتعالى وأجبت عنه بجواب بعض الأئمة الفقهاء وهو أبو العباس أحمد بن عمر بن سريج رحمه الله تعالى وقد سئل عن مثل هذا السؤال فقال أقول وبالله التوفيق).
    حرام على العقول أن تمثل الله سبحانه وتعالى... وقد صح وتقرر واتضح عند جميع أهل الديانة والسنة والجماعة من السلف الماضين والصحابة والتابعين من الأئمة المهتدين الراشدين المشهورين إلى زماننا هذا أن جميع الآي الواردة عن الله تعالى في ذاته وصفاته والأخبار الصادقة الصادرة عن رسول الله في الله وفي صفاته التي صححها أهل النقل وقبلها النقاد الأثبات يجب على المرء المسلم المؤمن الموفق الإيمان بكل واحد منه كما ورد وتسليم أمره إلى الله سبحانه وتعالى كما أمر ذلك مثل قوله تعالى ( هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة )
    وقوله تعالى ( وجاء ربك والملك صفا صفا )
    وقوله تعالى ( الرحمن على العرش استوى )
    وقوله تعالى ( والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه )
    ونظائرها مما نطق به القرآن كالفوقية والنفس واليدين والسمع والبصر والكلام والعين والنظر والإرادة والرضى والغضب والمحبة والكراهة ... وجميع ما لفظ به المصطفى من صفاته كغرسه جنته الفردوس بيده وشجرة طوبى بيده وخط التوراة بيده والضحك والتعجب ووضعه القدم على النار فتقول قط قط وذكر الأصابع والنزول كل ليلة إلى سماء الدنيا وليلة الجمعة وليلة النصف من شعبان وليلة القدر وكغيرته وفرحه بتوبة العبد واحتجابه بالنور وبرداء الكبرياء وأنه ليس بأعور وأنه يعرض عما يكره ولا ينظر إليه وأن كلتا يديه يمين واختيار آدم قبضة اليمنى وحديث القبضة وله كل يوم كذا وكذا نظرة في اللوح المحفوظ وأنه يوم القيامة يحثو ثلاث حثيات من جهنم فيدخلهم الجنة
    ولما خلق آدم عليه الصلاة والسلام مسح ظهره بيمينه فقبض قبضة فقال هؤلاء للجنة ولا أبالي أصحاب اليمين وقبض قبضة أخرى وقال هذه للنار ولا أبالي أصحاب الشمال ثم ردهم في صلب آدم وحديث القبضة التي يخرج بها من النار قوما لم يعملوا خيرا قط عادوا حمما فيلقون في نهر من الجنة يقال له نهر الحياة وحديث خلق آدم على صورته وقوله لا تقبحوا الوجه فإن الله خلق آدم على صورة الرحمن... ونفسر ما فسره النبي وأصحابه والتابعون والأئمة المرضيون من السلف المعروفين بالدين والأمانة ونجمع على ما أجمعوا عليه ونمسك عن ما أمسكوا عنه ونسلم الخبر الظاهر والآية الظاهرة تنزيلها لا نقول بتأويل المعتزلة والأشعرية والجهمية والملحدة والمجسمة والمشبهة والكرامية والمكيفة بل نقبلها بلا تأويل ونؤمن بها بلا تمثيل ونقول الإيمان بها واجب والقول بها سنة وابتغاء تأويلها بدعة آخر كلام أبي العباس بن سريج الذي حكاه أبو القاسم سعد بن علي الزنجاني في أجوبته ثم ذكر باقي المسائل وأجوبتها)

  15. #30
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    الدولة
    اليمن
    المشاركات
    2,483
    وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله في فتح الباري المجلد الخامس : كِتَاب الْعِتْقِ : باب إِذَا ضَرَبَ الْعَبْدَ فَلْيَجْتَنِبْ الْوَجْهَ:
    ( وقال حرب الكرماني في " كتاب السنة " سمعت إسحاق بن راهويه يقول: صح أن الله خلق آدم على صورة الرحمن.
    وقال إسحاق الكوسج سمعت أحمد يقول هو حديث صحيح وقال الطبراني في كتاب السنة " حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: قال رجل لأبي إن رجلا قال خلق الله آدم على صورته - أي صورة الرجل - فقال: كذب هو قول الجهمية " انتهى).

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •