قال الحافظ الذهبي رحمه الله في تأريخ الإسلام ترجمة أحمد بن محمد بن وسيم رحمه الله :( كان فقيها متفننا شاعرا لغويا نحويا 0 غزا مع محمد بن تمام إلى مكادة فلما انهزموا هرب إلى قرطبة وأتبعه أهل طليطلة فصلبوه ثم رموه بالنبل والحجارة حتى هلك وهو يتلو سورة يس رحمه الله)0
قال ابن القيم رحمه الله في كتابه الروح ص11 :( وفي النسائي وغيره من حديث معقل بن يسار المزني عن النبي أنه قال اقرؤوا يس عند موتاكم وهذا يحتمل أن يراد به قراءتها على المحتضر عند موته مثل قوله لقنوا موتاكم لا إله إلا الله ويحتمل أن يراد به القراءة عند القبر والأول أظهر لوجوه
الأول أنه نظير قوله لقنوا موتاكم لا إله إلا الله
الثاني انتفاع المحتضر بهذه السورة لما فيها من التوحيد والمعاد والبشرى بالجنة لأهل التوحيد وغبطة من مات عليه بقوله يا ليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين فتستبشر الروح بذلك فتحب لقاء الله فيحب الله لقاءها فإن هذه السورة قلب القرآن ولها خاصية عجيبة في قراءتها عند المحتضر
وقد ذكر أبو الفرج بن الجوزي قال كنا عند شيخنا أبي الوقت عبد الأول وهو في السياق وكان آخر عهدنا به أنه نظر إلى السماء وضحك وقال يا ليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين وقضى
الثالث إن هذا عمل الناس وعادتهم قديما وحديثا يقرأون يس عند المحتضر
الرابع إن الصحابة لو فهموا من قوله اقرأوا يس عند موتاكم قراءتها عند القبر لما أخلوا به وكان ذلك أمرا معتادا مشهورا
الخامس أن انتفاعه باستماعها وحضور قلبه وذهنه قراءتها في آخر عهده بالدنيا هو المقصود وأما قراءتها عند قبره فإنه لا يثاب على ذلك لأن الثواب إما بالقراءة أو بالاستماع وهو عمل وقد انقطع من الميت)0
**********************
قال الحافظ الذهبي رحمه الله في ترجمة عبد الله بن المبارك :( وَلبَعْضِ الفُضَلاَءِ:
مَرَرْتُ بِقَبْرِ ابْنِ المُبَارَكِ غَدْوَةً * فَأَوْسَعَنِي وَعْظاً وَلَيْسَ بِنَاطِقِ
وَقَدْ كُنْتُ بِالعِلْمِ الَّذِي فِي جَوَانِحِي * غَنِيّاً وَبِالشَّيْبِ الَّذِي فِي مَفَارِقِي
وَلَكِنْ أَرَى الذِّكْرَى تُنَبِّهُ عَاقِلاً * إِذَا هِيَ جَاءتْ مِنْ رِجَالِ الحَقَائِقِ