النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: مفسدة القتل /الإمام ابن القيم رحمه الله

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2004
    الدولة
    \\\\\\\\\
    المشاركات
    2,713

    مفسدة القتل /الإمام ابن القيم رحمه الله

    بسم الله الرحمن الرحيم
    مفسدة القتل /الإمام ابن القيم رحمه الله
    ولما كانت مفسدة القتل هذه المفسدة قال الله تعالي{ من أجل ذلك كتبنا على بني سرائيل أنه نفسا بغير نفس أو فساد فى الأرض الناس جميعا} ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جمعيا وقد أشكل فهم هذا على كثير من الناس وقالوا معلوم أن إثم قاتل مائة أعظم إثما عند الله من إثم قاتل نفس واحدة وإنما أتوا من ظنهم أن التشبيه فى مقدار الإثم والعقوبة والقول لم يدل على هذا ولا يوم من تشبيه الشىء بجميع أحكامه وقد قال تعالى{ كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها }وقال تعالى {كانهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار} وذلك لا يوجب أن لبثهم فى الدنيا إنما كان هذا المقدار وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم [من صلى العشاء فى جماعة فكأنما قام نصف الليل ومن صلى الفجر فى جماعة فكأنما قام الليل كله] أى مع العشاء كما جاء فى لفظ آخر وأصرح من هذا قوله [من صام رمضان وأتبعه ستا من شوال فكأنما صام الدهر ]وقوله صلى الله عليه وسلم[ من قرأ قل هو الله أحد فكأنما قرأ ثلث القرآن] ومعلوم أن ثواب فاعل هذه الأشياء لم يبلغ ثواب المشبه به فيكون قدرها سواء ولو كان قدر الثواب سواء لم يكن لمصلى الفجر والعشاء فى جماعة فى قيام الليل منفعه غير التعب والنصب وما أوتي أحد بعد الإيمان أفضل من الفهم عن الله وعن رسوله صلى الله عليه وسلم وذلك فضل الله يوتيه من يشاء فان قيل ففي أي شيء وقع التشبيه بين قاتل نفس واحدة وبين قاتل الناس جميعا قيل في وجوه متعددة أحدها أن كل واحد منهما عاص لله ورسوله صلى الله عليه وسلم مخالف لامره متعرض لعقوبته وكل منهما قدباء بغضب من الله ولعنته واستحقاق الخلود في نار جهنم وأعدلهم عذابا عظيما وإن تفاوتت درجات العذاب فليس إثم نبيا أو إماما عادلا يأمر الناس بالقسط من لا مزية له من آحاد الناس الثاني أنهما سواء فى استحقاق ازهاق النفس الثالث أنهما سواء فى الجراءة على سفك الدم الحرام فإن نفسا بغير إستحقاق بل لمجرد الفساد فى الأرض فأنه يجترى كل من ظفر به وأمكنه قتله فهو معاد للنوع الإنساني ومنها أنه يسمي قاتلا أو فاسقا أو ظالما أو واحد كما يسمي الناس جميعا ومنها أن الله سبحانه جعل المؤمنين فى تواددهم وتراحمهم وتعاطفهم وتواصلهم كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضوا تداعي له سائر الجسد بالحمى والسهر فإذا أتلف القاتل عضوا من ذلك الجسد فكأنما أتلف سائر الجسد وآلم جميع أعضائه فمن آذي مؤمنا واحدا فقد آذى جميع المؤمنين وفى أذي جميع المؤمنين أذى جميع الناس كلهم فإن الله إنما يدافع عن الناس بالمؤمنين الذين بينهم فإيذاء الخفير إيذاء المخفر وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم [لاتقتل النفس ظلما بغير حق ألا كان على ابن آدم الأول كفل منها لأنه أول من سن القتل ]ولم يجىء هذا الوعيد فى أول زان ولا أول سارق ولا أول شارب مسكر وإن كان أول المشركين قد يكون أولى بذلك من أول قاتل لأنه أول من سن الشرك ولهذا رأي النبي صلى الله عليه وسلم عمرو بن لحى الخزاعي يعذب أعظم العذاب فى النار لأنه أول من غير دين إبراهيم عليه السلام وقد قال تعالى {ولاتكونوا أول كافر به }أي فيفتدي بكم من بعدكم فيكون إثم كفره عليكم وكذلك حكم من سن سنة سيئة فاتبع
    عليها وفى جامع الترمذي عن إبن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال [يجىء المقتول بالقاتل يوم القيامة ناصيته ورأسه بيده واوداجه تشخب دما يقول يا رب سل هذا فيما قتلى] فذكروا لابن عباس التوجه فتلى هذه الآية {ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها }ثم قال ما نسخت هذه الآية ولا بدلت وأني له التوبة قال الترمذي هذا حديث حسن وفى صحيح البخاري عن سمرة بن جندب قال أول ما ينتن من الإنسان بطنه فمن استطاع منكم أن لا يأكل الا طيبا فليفعل ومن استطاع أن لا يحول بينه وبين الجنة ملأ كف من دم أهرقه فليفعل وفى جامع الترمذي عن نافع قال نظر عبد الله بن عمر يوما إلى الكعبة فقال ما أعظمك وأعظم حرمتك والمؤمن عند الله أعظم حرمة منك قال الترمذي هذا حديث حسن وفى صحيح البخاري أيضا عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم [لا يزال المؤمن فى فسخة من دينه ما لم يصب دما حراما] وذكر البخاري أيضا عن ابن عمر قال [من ورطات الأمور التى لا مخرج لمن أوقع نفسه فيها سفك الدم الحرام بغير حلة] وفى الصحيحين عن أبي هريرة يرفعه[ سباب المؤمن فسوق وقتاله كفر] وفيهما أيضا عنه صلى الله عليه وسلم [لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض] وفى صحيح البخارى عنه صلى الله عليه وسلم [من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة وإن ريحها يوجد مسيرة أربعين عاما ]هذه عقوبة قاتل عدو الله إذا كان معاهدا فى عهده وأمانه فكيف بعقوبة قاتل عبده المؤمن وإذا كانت إمرأة قد دخلت النار فى هرة حبستها حتى ماتت جوعا وعطشا فرآها النبي صلى الله عليه وسلم فى النار والهرة تخدشها فى وجهها وصدرها فكيف عقوبة من حبس مؤمنا حتى مات بغير جرم وفى بعض السنن عنه صلى الله عليه وسلم[ لزوال الدنيا الله مؤمن بغير حق}..
    منقول من كتاب {الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي/الداء والدواء}
    قال العلامة الشيخ فالح بن نافع الحربي{{ وإنني أحذر المسلمين من هذه الشبكة الخبيثة -شبكة سحاب-المفسدة كما أرى أنه يجب على كل ناصح أن يحذرها، ويحذر منها؛
    فقد أصبحت ملتقى لأصحاب الطيش، والجهل وسيئ الأدب }}


  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2004
    الدولة
    \\\\\\\\\
    المشاركات
    2,713
    الررررررفع
    قال العلامة الشيخ فالح بن نافع الحربي{{ وإنني أحذر المسلمين من هذه الشبكة الخبيثة -شبكة سحاب-المفسدة كما أرى أنه يجب على كل ناصح أن يحذرها، ويحذر منها؛
    فقد أصبحت ملتقى لأصحاب الطيش، والجهل وسيئ الأدب }}


ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •