قال أبو هريرة رضي الله عنه : ( اقرأ بها في نفسك يا فارسي)0
هل يريد أبو هريرة رضي الله عنه :
1/ قراءة الفاتحة في السرية والجهرية كما هو مشهور؟
2/ قراءة الفاتحة في الصلاة السرية كما بوب عليها الإمام مالك في موطئه ؟
3/ قراءة الفاتحة في السر والسكتات كما هو مذهب شيخ الإسلام وابن تيمية وإن لم يجزموا بمراد أبي هريرة رضي الله عنه؟
التوضيح :
1- قال من نسب إلى أبي هريرة القول بالقراءة في السرية والجهرية أن مراد أبي هريرة عاما وإليه أشار الترمذي رحمه الله في سننه .
2- بوب الإمام مالك رحمه الله في في الموطأ رواية يحيى الليثي : القراءة خلف الإمام فيما لا يجهر فيه بالقراءة :
‏‏حدثني ‏ ‏يحيى ‏ ‏عن ‏ ‏مالك ‏ ‏عن ‏ ‏العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب ‏ ‏أنه سمع ‏ ‏أبا السائب ‏ ‏مولى ‏ ‏هشام بن زهرة ‏ ‏يقول سمعت ‏ ‏أبا هريرة ‏ ‏يقول ‏
‏سمعت رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يقول من صلى صلاة لم يقرأ فيها ‏ ‏بأم القرآن ‏ ‏فهي ‏ ‏خداج ‏ ‏هي خداج هي خداج غير تمام قال فقلت يا ‏ ‏أبا هريرة ‏ ‏إني أحيانا أكون وراء الإمام قال فغمز ذراعي ثم قال اقرأ بها في نفسك يا فارسي فإني سمعت رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يقول قال الله تبارك وتعالى ‏ ‏قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين فنصفها لي ونصفها لعبدي ولعبدي ما سأل قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏اقرءوا يقول العبد الحمد لله رب العالمين
‏يقول الله تبارك وتعالى حمدني عبدي ويقول العبد ( الرحمن الرحيم ) ‏يقول الله أثنى علي عبدي ويقول العبد ( مالك يوم الدين) ‏يقول الله مجدني عبدي يقول العبد ( إياك نعبد وإياك نستعين) فهذه الآية بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل يقول العبد( اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين) فهؤلاء لعبدي ولعبدي ما سأل).
و حدثني ‏ ‏عن ‏ ‏مالك ‏ ‏عن ‏ ‏هشام بن عروة ‏ ‏عن ‏ ‏أبيه ‏
‏أنه كان ‏ ‏يقرأ خلف الإمام فيما لا يجهر فيه الإمام بالقراءة
‏و حدثني ‏ ‏عن ‏ ‏مالك ‏ ‏عن ‏ ‏يحيى بن سعيد ‏ ‏وعن ‏ ‏ربيعة بن أبي عبد الرحمن ‏ ‏أن ‏ ‏القاسم بن محمد ‏ كان ‏ ‏يقرأ خلف الإمام فيما لا يجهر فيه الإمام بالقراءة
‏و حدثني ‏ ‏عن ‏ ‏مالك ‏ ‏عن ‏ ‏يزيد بن رومان ‏ ‏أن ‏ ‏نافع بن جبير بن مطعم ‏ كان ‏ ‏يقرأ خلف الإمام فيما لا يجهر فيه بالقراءة ‏
‏قال ‏ ‏مالك ‏ ‏وذلك أحب ما سمعت إلي في ذلك
********************
3- وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وتلميذه ابن القيم بإستحباب القراءة في السر والسكتات : وأجابوا عن أصحاب القول الأول بإن قول أبي هريرة رضي الله محتمل أنه أراد السر أو السكتات وإليك أخي الكريم نص كلامهما رحمهما الله : قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى ج23 ص
300، 301 :( وقوله اقرأ بها فى نفسك مجمل فان أراد ما أراد غيره من القراءة فى حال المخافتة أو سكوت الإمام لم يكن ذلك مخالفا لقول أولئك يؤيد هذا أن أبا هريرة ممن روى قوله ( وإذا قرأ فأنصتوا ( وروى قوله ( لا صلاة إلا بفاتحة الكتاب وما زاد ( وقال ( تجزىء فاتحة الكتاب وإذا زاد فهو خير ( ومعلوم أن هذا لم يتناول المأموم المستمع لقراءة الإمام فان هذا لا تكون الزيادة على الفاتحة خيرا له بل الاستماع والإنصات خيرا له فلا يجزم حينئذ بأنه أمره
أن يقرأ حال استماعه لقراءة الإمام بلفظ مجمل)
وقال ابن القيم رحمه الله في تهذيب سنن أبي داود 2 ـ كتاب الصلاة : 279 ـ باب من رأى القراءة إذا لم يجهر:( وقوله: "كيف يصح ذلك عن أبي هريرة، وهو يأمر بالقراءة خلف الإمام؟" فالمحفوظ عن أبي هريرة أنه قال "اقرأ بها في نفسك" وهذا مطلق ليس فيه بيان فيه أن يقرأ بها حال الجهر. ولعله قال له يقرأ بها في السر والسكتات، ولو كان عاما فهذا رأى له خالفه فيه غيره من الصحابة والأخذ بروايته أولى)0
*****************
قال الفقير إلى عفو ربه الناصر : والذي يظهر لي والله أعلم أن ما ذهب إليه الإمام مالك من تبويبه هو مراد أبي هريرة وسيأتي بيان ذلك بالأسانيد إن شاء الله سبحانه وتعالى.