قال ابن القيم رحمه الله وهو يذكرإجماع الرسل على علو الله على خلقه وعلى إثبات صفات الله جل جلاله :
فصل
هذا وخامس عشرها الإجماع من *** رسل الإله الواحد المنان
فالمرسلون جميعهم مع كتبهم *** قد صرحوا بالفوق للرحمن
وحكى لنا إجماعهم شيخ الورى ***والدين عبد القادر الجيلاني
وأبو الوليد المالكي أيضا حكى *** إجماعهم أعني ابن رشد الثاني
وكذا أبو العباس أيضا قد حكى *** إجماعهم علم الهدى الحراني
وله إ طلاع لم يكن من قبله *** لسواه من متكلم بلسان
هذا ونقطع نحن أيضا أنه *** إجماعهم قطعا على البرهان
وكذاك نقطع أنهم جاؤوا بإث *** بات الصفات لخالق الأكوان
وكذاك نقطع أنهم جاؤوا بإث *** بات الكلام لربنا الرحمن
وكذاك نقطع أنهم جاؤوا بإث *** بات المعاد لهذه الأبدان
وكذاك نقطع أنهم جاؤوا بتو *** حيد الإله وماله من ثان
وكذاك نقطع أنهم جاؤوا بإث *** بات القضاء وما لهم قولان
فالرسل متفقون قطعا في *** أصول الدين دون شرائع الإيمان
كل له شرع ومنهاج وذا *** في الأمر لا التوحيد فافهم ذان
فالدين في التوحيد دين واحد *** لم يختلف منهم عليه إثنان
دين الإله اختاره لعباده *** ولنفسه هو قيم الأديان
فمن المحال بأن يكون لرسله *** في وصفه خبران مختلفان