قال ابن القيم رحمه الله في نونيته :
فصل في مصارع النفاة والمعطلين بأسنة أمراء الاثبات الموحدين :
واذا أردت ترى مصارع من خلا *** من أمة التعطيل والكفران
وتراهم أسرى حقيرا شأنهم *** أيديهم غلت إلى الأذقان
وتراهم تحت الرماح دريئة *** ما فيهم من فارس طعان
وتراهم تحت السيوف تنوشهم *** من عن شمائلهم وعن أيمان
وتراهم انسلخوا من ال *** وحيين والعقل الصريح ومقتضى القرآن
وتراهم والله ضحكة ساخر *** ولطالما سخروا من الإيمان
قد أوحشت منهم ربوع زادها *** الجبار إيحاشا مدى الأزمان
وخلت ديارهم وشتت شملهم *** ما فيهم رجلان مجتمعان
قد عطل الرحمن أفئدة لهم *** من كل معرفة ومن إيمان
إذ عطلوا الرحمن من أوصافه *** والعرش أخلوه من الرحمن
بل عطلوه عن الكلام وعن صفا *** ت كماله بالجهل والبهتان
فاقرأ تصانيف الإمام حقيقة *** شيخ الوجود العالم الرباني
أعني أبا العباس أحمد ذلك ال *** بحر المحيط بسائر الخلجان
واقرأ كتاب العقل والنقل الذي *** ما في الوجود له نظير ثان
وكذاك منهاج له في رده *** قول الروافض شيعة الشيطان
وكذاك أهل الاعتزال فانه *** أرادهم في حفرة الجبان
وكذلك التأسيس أصبح نقضه *** أعجوبة للعالم الرباني
وكذا جواب للنصارى فيه ما *** يشفي الصدور وأنه سفران
شرح عقيدة للأصبها *** ني شارح المحصول شرح بيان
فيها النبوات التي إثباتها *** في غاية التقرير والتبيان
والله ما لأولي الكلام نظيره *** أبدا وكتبهم بكل مكان
وكذا حدوث العالم العلوي وال *** سفلي فيه في أتم بيان
وكذا قواعد الاستقامة انها *** سفران فيما بيننا ضخمان
وقرأت أكثرها عليه فزادني *** والله في علم وفي إيمان
هذا ولو حدثت نفسي أنه *** قبلي يموت لكان غير الشان
وكذلك توحيد الفلاسفة الألى *** توحيدهم هو غاية الكفران
سفر لطيف فيه نقض أصولهم *** بحقيقة المعقول والبرهان
وكذاك تسعينية فيها له *** رد على من قال بالنفساني
تسعون وجها بينت بطلانه *** أعني كلام النفس ذا الوحدان
وكذا قواعده الكبار وانها *** أوفى من المائتين في الحسبان
لم يتسع نظمي لها فأسوقها *** فأشرت بعض إشارة لبيان
وكذا رسائله إلى البلدان وال *** أطراف والأصحاب والإخوان
هي في الورى مبثوثة معلومة *** تبتاع بالغالي من الأثمان
وكذا فتاواه فأخبرني الذي *** أضحى عليها دائم الطوفان
بلغ الذي ألقاه منها عدة ال *** أيام من شهر بلا نقصان
سفر يقابل كل يوم والذي *** قد فاتني منها بلا حسبان
هذا وليس يقصر التفسير عن *** عشر كبار ليس ذا نقصان
وكذا المفاريد التي في كل مس *** ألة فسفر واضح التبيان
ما بين عشر أو تزيد بضعفها *** هي كالنجوم لسالك حيران
وله المقامات الشهيرة في الورى *** قد قامها لله غير جبان
نصر الإله ودينه وكتابه *** ورسوله بالسيف والبرهان
أبدى فضائحهم وبين جهلهم *** وأرى تناقضهم بكل مكان
وأصارهم والله تحت نعال أه *** ل الحق بعد ملابس التيجان
وأصارهم تحت الحضيض وطالما *** كانوا هم الأعلام للبلدان
ومن العجائب أنه بسلاحهم *** أرداهم تحت الحضيض الداني
كانت نواصينا بأيديهم فما *** منالهم إلا أسير عان
فغدت نواصيهم بأيدينا فلا *** يلقوننا إلا بحبل أمان
وغدت ملوكهم مماليكا لأن *** صار الرسول بمنة الرحمن
وأتت جنودهم التي صالوا بها *** منقادة لعساكر الإيمان
يدري بهذا من له خبر بما *** قد قاله في ربه الفئتان
والفدم يوحشنا وليس هناكم *** فحضوره ومغيبه سيان