النتائج 1 إلى 15 من 25

الموضوع: الفَوَائِدُ وَ اللَّطَائِفُ وَ وَالطَرَائِفُ وَالدُّرَرُ/ " إَضَافَةٌ مُتَجدِدَة "

مشاهدة المواضيع

  1. #18
    تاريخ التسجيل
    Aug 2004
    المشاركات
    213
    بين الجور و الصبر و الدعاء


    ـ قال ابن ذكوان: إن الحجاج بن يوسف بعث إلى سعيد بن جبير، فأصابه الرسول بمكة، فلما سار به ثلاثة أيام رآه يصوم نهاره ويقوم ليله، فقال الرسول: و الله إني لأعلم أني أذهب بك إلى من يقتلك، فاذهب إلى أي طريق شئت، فقال له سعيد: إنه سيبلغ الحجاج أنك قد أتخذتني، فإن خليت عني خفتَ أن يقتلك، ولكن اذهب بي إليه.
    قال: فذهب به، فلما دخل قال له الحجاج: ما اسمك؟ قال: سعيد بن جبير. قال: بل شقي بن كسير فقال: أمي سمتني. قال: شقيت. قال: الغيب يعلمه غيرك. قال له الحجاج: أما والله لأبدلنك من دنياك نارا تلظى، قال سعيد: لو علمتُ أن ذلك إليك ما اتخذت إلهاً غيرك.
    ثم قال له الحجاج: ما تقول في رسول الله صلى الله عليه و سلم؟ قال: نبي مصطفى، خير الباقين وخير الماضين. قال: فما تقول في أبي بكر الصديق؟ قال: ثاني اثنين إذ هما في الغار أعز الله به الدين، وجمع به الفرقة. قال: فما تقول في عمر بن الخطاب رضي الله عنه؟ قال: فاروق وخيرة الله من خلقه، أحب الله أن يعز الدين بأحد الرجلين، فكان أحقهما بالخيرة و الفضيلة، قال: فما تقول في عثمان بن عفان؟ قال: مجهز جيش العسرة، و المشتري بيتا في الجنة و المقتول ظلما. قال: فما تقول في علي؟ قال: أولهم إسلاما و أكثرهم هجرة، تزوج بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم التي هي أحب بناته إليه.
    قال: فما تقول في معاوية؟ قال: كاتب رسول الله صلى الله عليه و سلم: قال: فما تقول في الخلفاء منذ كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى الآن؟ قال: سيجزون بأعمالهم، فمسرور و مبثور، ولست عليهم بوكيل. قال: فما تقول في عبد الملك بن مروان؟ قال: إن كان محسنا فعند الله ثواب إحسانه، وإن يكن مسيئا فلن يُعجز الله. قال: فما تقول فيَّ؟ قال: أنت بنفسك أعلم. قال: بُث فيَّ علمك. قال: إذا أسوءك ولا أسرك. قال: بُث. قال : نعم، ظهر منك جور في حد الله، وجرأة على معاصيه بقتلك أولياء الله. قال: والله لأقطعنك قطعا و أفرقن أعضاءك عضوا عضوا.
    قال: إذاً فسد عليَّ دنياي و أفسد عليك آخرتك، و القصاص أمامك. قال: الويل لك من الله. قال: لمن زحزح عن الجنة و أدخل النار، قال: اذهبوا به فاضربوا عنقه، قال سعيد: إني أشهدك أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده و رسوله، أستحفظك بها حتى ألقاك يوم القيامة.
    فلما ذهبوا به ليقتل تبسم، فقال له الحجاج: مم ضحكن؟ قال: من جرأتك على الله عز وجل، فقال الحجاج: أضجعوه للذبح فأضجع. فقال: وجهت وجهي للذي فطر السموات و الأرض. فقال الحجاج: أقلبوا ظهره إلى القبلة، فقرأ سعيد: فأينما تولوا فثم وجه الله. فقال:كُبُّوه على وجهه، فقرأ سعيد: منها خلقناكم و فيها نعيدكم ومنها نخرجكم. فذُبح من قفاه.
    قال: فبلغ ذلك الحسن بن أبي الحسن البصري، فقال: اللهم يا قاصم الجبابرة اقصم الحجاج، فما بقي إلا ثلاثاً حتى وقع في جوفه الدود فمات. اهـ
    (صفة الصفوة) للحافظ ابن الجوزي –رحمه الله تعالى-.
    التعديل الأخير تم بواسطة عبد الله الجزائري السلفي ; 04-16-2006 الساعة 08:24 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •