فائدة في أثناء المناقشة لا تذكر الحكم على الشخص
لمعالي الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ- حفظه الله تعالى- من شرحه على الفتوى الحموية:
" فإذا احتجت إلى مناقشة من عنده شبهات في العقيدة وفي التوحيد فلا تدخل في الحكم على القائل؛ لأن الحكم على القائل يصرف ذهن ويصرف قلب المناقَش إلى الدفاع عن هذا المتهم, أو هذا المقدوح فيه, تقول العلم هذا فيه كذا وكذا وكذا، خلاص ينصرف عن أصل المسألة وتأخذه الحمية للدفاع عن[......] من يعظِّمهم يُحدث من الفرقة ما يحدثه الخروج عن الإمام.
لهذا ترى شيخ الإسلام لما كتب الوصية الكبرى عظّم عدي بن مسافر وبين أنه كذا ومقامه في السنة, لما أتى يتكلم شرح كلمات في نصوص الغيب عظّم عبد القادر الجيلاني وما قدح فيه بشيء؛ لأن هؤلاء أئمة طرق صوفية، فقال هؤلاء فيهم وفيهم وذكر النصوص عنهم في رجوعهم للسنة ومحبتهم للسنة ومحبتهم لأهل الحق, فهذا أصل في أنك عند نقاش المخالف لا يستجرك الخلاف إلى أن تتكلم في الشخص؛ لأنه يصد عن قبول الحق، يصبح هناك تعصب هو يتعصب للشخص وأنت تتعصب عليه، فيحجز ذلك عن قبول الحق في المسألة.
المقصود ليس الكلام في العلماء, العلماء أدوات لنقل الشريعة, فإن نقلوها على الصواب فذلك من كرامة الله لهم, وإن نقلوها على الغلط فلا يتبع العالم بزلته و لا يقدح فيه بزلته، إلا إذا احتيج إلى ذلك في مقامات, أما في النقاش تنتبه إلى أنك تقرر الحق وتصبر مهما بالغ في مدح العالم لا تقدح فيه، حتى لا يكون في قلب المتحدث معه حاجزا عن قبول الحق الذي تأتي به؛ لأن النفوس جبلت على تعظيم الأشخاص، فإذا تقدح فيه ولو كان كلامه حقا لكن يؤخر بعض الحق في مصلحة راجحة ويبين الحق في نفسه حتى يقبل."