قال الله سبحانه وتعالى :( إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب * الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلق هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار)
ذكر العلامة الألباني رحمه الله في السلسة الصحيحة ج 6 ح 2714 ص 482 : حديث رسول الله
صلى الله عليه وسلم :( [ إن الله قسم بينكم أخلاقكم كما قسم بينكم أرزاقكم ، وإن الله يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب ، ولا يعطي الايمان إلا من أحب ، فمن ضن بالمال أن ينفقه ، وخاف العدو أن يجاهده ، وهاب الليل أن يكابده ، فليكثر من قول : سبحان الله ، ( والحمد لله ) ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر ] . ( صحيح ) . وفي رواية زاد في آخره : فإنهن مقدمات مجنبات ومعقبات ، وهن الباقيات الصالحات . ( صحيح لشواهده ) .
**********************************************
قال ابن القيم رحمه الله في مدارج السالكين :
ولقد شاهدت من شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه من ذلك أمرا لم أشاهده من غيره وكان يقول كثيرا : ما لي شيء ولا مني شيء ولا في شيء وكان كثيرا ما يتمثل بهذا البيت :
أنا المكدى وابن المكدى وهكذا كان أبي وجدي
وكان إذا أثنى عليه في وجهه يقول : والله إني إلى الآن أجدد إسلامي كل وقت وما أسلمت بعد إسلاما جيدا وبعث إلي في آخر عمره قاعدة في التفسير بخطه وعلى ظهرها أبيات بخطه من نظمه :
أنا الفقير إلى رب البريات ***أنا المسيكين في مجموع حالاتي
أنا الظلوم لنفسي وهي ظالمتي ***والخير إن يأتنا من عنده ياتي
لا أستطيع لنفسي جلب منفعة *** ولا عن النفس لي دفع المضرات
وليس لي دونه مولى يدبرني*** ولا شفيع إذا حاطت خطيئاتي
إلا بإذن من الرحمن خالقنا*** إلى الشفيع كما قد جاء في الآيات
ولست أملك شيئا دونه أبدا*** ولا شريك أنا في بعض ذرات
ولا ظهير له كي يستعين به ***كما يكون لأرباب الولايات
والفقر لي وصف ذات لازم أبدا*** كما الغنى أبدا وصف له ذاتي
وهذه الحال حال الخلق أجمهم*** وكلهم عنده عبد له آتي
فمن بغى مطلبا من غير خالقه ***فهو الجهول الظلوم المشرك العاتي
والحمد لله ملء الكون أجمعه ***ما كان منه وما من بعد قد ياتي