رسالة ثانية إلى الأخ أبو المهدي خاصة و نصيحة إلى الشباب السلفي عامة

بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله و الصلاة والسلام على رسول الله
أما بعد هذه رسالة ثانية إلى أخينا أبو المهدي إسماعيل أذكره فيها أولا بتقوى الله عز وجل وأن يرجع في أقواله و أفعاله إلى الوحيين كتاب الله و سنة رسوله صلى الله عليه وسلم على فهم السلف الصالح وأذكره ثانيا بقول الله تعالى –فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون –أمرنا الله بسؤال أهل العلم إذا جهلنا و أن لا نتسرع في إصدار الأحكام على الأشخاص دون أن يكون لدينا سلف من علمائنا في هذه المسألة الخطيرة التي كانت سببا لتمزق الصف السلفي لقد كان علماء السلف لا يتأهب الواحد منهم للقول و إصدار الأحكام إلا بعد أن يشهد له عدد من العلماء وأنه صار أهلا لذلك مع أن عوارض الفتن في وقتهم ليست بالكثرة ولا بالتلون الذي يخالط هذا الزمن
لهذا يجب أن يرجع إلى كبار العلماء في بلاد الحرمين خاصة لأنهم يراعون المصالح و المفاسد
ومما زاد الأمر ضيقا طعن بعض السلفيين في إخوانهم و اتهامهم بالحدادية مع أنهم يتبرؤون من منهج محمود الحداد هذا الذي يبدع من لاييدع ابن حجر و النووي الى أخر ما عنده من المخالفات لمنهج السلف الصالح
وتعلم يا أخانا أن الفتن التي مر بها السلفيين بالمغرب جد عديدة كان ضحيتها عدد كبير من الشباب كانوا في بداية استقامتهم و لأنهم لم يفهموا جيدا ماذا يحدث وجهت لهم أصبع الاتهام بأنهم متعصبة للمغراوي و بأنهم قومين لكلمة أو كلمتان صدرت منهم دون الصبر عليهم واستمرار النصح لهم بحكمة ورفق و لين مما أدى إلى فرقة عظيمة عندنا لم أجد لها مثيل
أما تعلم بأن دعوتنا على شفا جرف و أن هذا هو منهج الإقصاء
حقيقة أن زمام الأمور إذا تولاها من لا يحسنها سيفسد أكثر مما يصلح أما تعلم بأن جل السلفيين قمنا باقصاءهم مع ما لهم من فدم صدق في هذه الدعوة من محاربة البدع و أهلها و محاربة القومين و محاربة التكفيريين إلى غير ذلك من الأعمال الصالحة
أتريدون من إخوانكم السلفيين أن لايخطئوا و هذا غير ممكن لكن العيب في الإصرار على الخطأ دعونا يا إخواننا من منهج الإقصاء هذا ما يريد عدوكم الشيطان أعاذنا الله وإياكم منه ما استطاع أن يأتيكم من طريق الشرك و البدع عصمنا الله و إياكم منهم و جاءكم من طريق أخر وهو تمزيقكم و تفريق شملكم
لقد قلت أخي أشياء تحز في النفوس و يتأسف لها أي سلفي غيور على دينه و كنا نحسن بك الظن لكن للأسف قد كتبت و اطلع عليها القاصي و الداني
أسألك بالله يا أخي من سلفك من كبار العلماء في القول بأن الشيخ فالح منحرف أو ضال أو حدادي
أما تعلم أن كبار المشايخ لما عرضت عليهم هذه العبارات أجابوا بكل صراحة أن هذا ليس بصحيح يعني الشيخ فالح ليس بحدادي بل أنه من المشايخ حفظه الله و أبشركم أن من هؤلاء المشايخ الكبار الشيخ الفوزان و الشيخ ال عبيكان و الشيخ ملفي الصاعدي و كذلك مشايخ آخرون حفظهم الله جميعا
ماذا يمكن أن نقول لهؤلاء العلماء الكبار هل هم فالحين أو حدادين حاشا والله وكلا
أسألك يا أخي ماذا تقصد بمنهج فالح هل الشيخ فالح حفظه الله ليس على منهج أهل السنة و الجماعة
هل له منهج خاص مخالف لمنهج أهل السنة و الجماعة من فضلك إن كان له منهج خاص نريد أن نعرف قواعد هذا المنهج الجديد كما تسمونه أنتم بالمنهج الفالحي
وأسألك أيضا من سلفك في حذف ردود الشيخ فالح من الرسالة التي جمعتم فيها الرد على المغراوي و تبرؤكم منه ومن ردوده
ألا تعلم يا أبا المهدي أنك في منزلق خطير قد يضر بك و بإخوانك الذين يناصرونك على هذا التخبط
قد قلت يا أبا المهدي في عبارة .....حتى لا يقولوا بأنني فالحي ......أقول لك وما يضرك إن قالوها ألا يكون لك في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة خير البشر لما قالوا بأنه ساحر و بأنه مجنون وبرءه الله مما قالوا يا أخي لا يهمك كلام الناس ابحث عن مرضاة الله والنجاة من عذابه وأن يدخلك في رحمته
فعليك يا أخي أن تتوب إلى الله عز وجل و تترك عنك هذه التفاهات و ابتعد عن الأمور التي لا تحسنها عملا بقول الله عز و جل –و لا تقف ما ليس لك به علم –
و حتى يتضح الأمر أكثر سأقدم لك تفريغ لكلام بعض المشايخ مع الرسالة التي أرسلها كل من الشيخ عبيد و الشيخ السحيمي و الشيخ ملفي الصاعدي إلى الشيخ ربيع و كذلك بعض فتاوى أهل العلم لأن هذا الوقت بالذات يستدعي منا بعدما صبرنا كثيرا أن نصدع بالحق إلى الإخوة الذين التبس عليهم الأمر و أصبحوا في حيرة من أمر دينهم و أسأل الله لي و لأخواني أن يرزقنا معرفة الحق و العمل به انه و لي ذلك و القادر عليه
قبل أن أختم الكلام أطلب من إخواني السلفيين خاصة الأخ أبو بكر ماءالعينين مصطفى و الأخ أبو عبد العزيز لعميري عثمان أن يعودوا إلى نشاطهم الدعوي وأن يهتموا بما يعود بالنفع على مجتمعهم حيث أنهم يعيشون في مجتمع تكثر فيه الشركيات و البدع إلى غير ذلك من الفتن التي يرقق بعضها البعض كما أخبرنا المصطفى عليه الصلاة و السلام وأن يحرصوا أشد الحرص على الدعوة إلى التوحيد و هذه نصيحة الأولين و الأخريين و أن يربطوا الشباب بالعلماء و أن يشتغلوا بالعلم و التعلم و ينصحوا إخوانهم بترك الغيبة المحرمة و ترك النميمة لأنها سبب كبير في تفرق السلفيين و نسأل الله أن يجمع شملهم و أن ينصحوا إخوانهم بالتلطف بعوام المسلمين و مخالطتهم من أجل النصح و الإرشاد وأن يسألوا العلماء عن كيفية التعامل مع المخالف إلى غير ذلك من الأخطاء الشائعة عند إخواننا السلفيين حتى نتمكن من جمع الشمل لأنه يا إخواني لن يكون النصر إلا اذا اقتفينا أثر سلفنا الصالح في العقائد و العبادات و المعاملات وأن نكون رحماء في ما بيننا و تكون بيننا مودة و رحمة وأن تكون بيننا أخوة إيمانية ولنحرص دائما على تقوى الله في جميع أمورنا وأن ندعو الله سبحانه و تعالى أن لا يجعل في قلوبنا غلا للذين ءامنوا و نسعى في أن نكون سباقين للخير و أن نعفو ونصفح و نحسن الظن بإخواننا ونتوب من أخطاءنا
وختاما أقول لكم و الله إني لست أهلا لكتابة أي موضوع لأن مكانتي العلمية الضعيفة لا تأهلني أن أتقدم ولولكتابة جملة واحدة مع وجود علماء أجلاء يستحي الإنسان أن يتقدم بين أيديهم خاصة في مثل هذه الأمور العظام
لكن لمثل هذه الظروف العصيبة التي نعيشها في هذا البلد الحبيب اضطررت أن أتقدم لكتابة هذه الرسالة عسى أن يتفطن إخواني لهذه المشاكل و نضع لها حدا بإذن الله بمساعدة من إخواننا- أبو عبد العزيز و أبو بكر- حفظهم الله و سدد خطاهم
سبحانك اللهم و بحمدك أشهد أن لا اله إلا أنت أستغفرك و أتوب إليك

- كتبه أخوكم في الله –أبو جابر- من المغرب
يوم الاثنين 30 ذي الحجة 1426 الموافق ل30/01/2006