قال تعالى : ( وأصبح فؤاد أم موسى فارغا إن كادت لتبدي به لولا أن ربطنا على قلبها لتكون من المؤمنين )
قال القرطبي في تفسيره :
وَقَالَ الْحَسَن أَيْضًا وَابْن إِسْحَاق وَابْن زَيْد : " فَارِغًا " مِنْ الْوَحْي إِذْ أَوْحَى إِلَيْهَا حِين أُمِرَتْ أَنْ تُلْقِيه فِي الْبَحْر " لَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي " وَالْعَهْد الَّذِي عَهِدَهُ إِلَيْهَا أَنْ يَرُدّهُ وَيَجْعَلهُ مِنْ الْمُرْسَلِينَ ; فَقَالَ لَهَا الشَّيْطَان : يَا أُمّ مُوسَى كَرِهْت أَنْ يَقْتُل فِرْعَوْن مُوسَى فَغَرَّقْتِيهِ أَنْتِ ! ثُمَّ بَلَّغَهَا أَنَّ وَلَدهَا وَقَعَ فِي يَد فِرْعَوْن فَأَنْسَاهَا عِظَم الْبَلَاء مَا كَانَ مِنْ عَهْد اللَّه إِلَيْهَا.
وقال :
وَقَالَهُ الْأَخْفَش أَيْضًا وَقَالَ الْعَلَاء بْن زِيَاد : " فَارِغًا " نَافِرًا الْكِسَائِيّ : نَاسِيًا ذَاهِلًا وَقِيلَ : وَالِهًا ; رَوَاهُ سَعِيد بْن جُبَيْر اِبْن الْقَاسِم عَنْ مَالِك : هُوَ ذَهَاب الْعَقْل ; وَالْمَعْنَى أَنَّهَا حِين سَمِعَتْ بِوُقُوعِهِ فِي يَد فِرْعَوْن طَارَ عَقْلهَا مِنْ فَرْط الْجَزَع وَالدَّهَش .


حينما جاء السحابيون أتباع المدخلي بتسجيل بصوت للشيخ فالح الحربي ـ حفظه الله ـ يقول فيه عن حال عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ بعد وفاة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بأنّه : ( لمحبته للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ نسي نفسه وكأنّما طاش عقله وذهب وهو عمر بن الخطاب ) لشدّة وقوع الخبر عليه.

صاح السّحابيون صيحة رجل واحد : ( فالح الحربي يطعن في الصحابي عمر ابن الخطاب ) مدّعين الغيرة على صاحب رسول الله ؟؟.
وعلى فرض أنّ ما تفوّه به الشيخ فالح يعدّ من الطعن في حق هذا الصحابي الجليل والخليفة الراشد لم نرى منهم رجلا عاقلاّ ورعاً ولو كان جاهلاً ـ وكلهم جهال ـ يعدها زلّت لسان من الشيخ فالح !!.


لكن شاء الله أن يفضحهم غيرتهم المزيفة على الصحابة فوق رؤوس الأشهاد ويجعلهم عبرة لغيرهم.

1ـ القول بأنّ الصاحبة طاشت عقولهم لحظة سماعهم بخبر وفاة حبيبهم ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهول الموقف بالنسبة لهم لا يعد من الطعن بهم ، فهم رضي الله عنهم بشر يعتريهم مايعتري بالشر من حزن وفرح وغيره.
2ـ الشيخ فالح قال : ( وكأنّما طاش عقله ) ولم يقل أنّ عقله رضي الله عنه طاش .
3ـ نقل عن غير واحد من أهل العلم وهم يقولون بما يقارب قول الشيخ فالح ، ولو كان ما تفوه به الشيخ فالح يعد طعناً لكان قول هؤلاء العلماء أصرح بالطعن من قول الشيخ فالح ـ وحاشاهم من الطعن بصحب رسول الله ـ ومنهم الشيخ عبدالله بن الإمام محمد بن عبدالوهاب حيث قال في مختصر سيرة الرسول : ( ولما عرفوا أنه مات دهش الناس وطاشت عقولهم ، فمنهم من خبل ومنهم من أصمت ، ولم يكن أثبت وأحزم من أبي بكر والعباس )
وهذا يعد في عرف السّحابيين ـ لو كانوا صادقين ـ طعن في جميع الصّحابة عدى أبا بكر والعباس!!.

لكنّ أهل سحاب كشيخهم وكبيرهم ربيع ، لا يعرفون الحياء ، ولا الرّجوع للحق ، وكف الظلم عمّن ظلموه ، فيجب أن يظهروا مخالفهم بصورة الطعان في الصحابة ليستميلوا قلوب الجهال بالعواطف الزائفه.

فشاء الله أن يظهر هذا التسجيل لشيخهم المدخلي وهو يقول عن عمر رضي الله عنه في نفس الحادثة ( عمر طاش لبه لما مات الرسول ).
فليت شعري لو كان لديهم إنصاف لطالبوا شيخهم المعصوم بالرجوع ؟؟.
1ـ قوله : ( عمر طالش لبه ) توكيد ، وكلام الشيخ فالح سبق بــ ( كأنّما ) ؟.
2ـ ربيع يقول ( طاش لبّه ) والشيخ فالح يقول ( وكأنما طاش عقله ) واللب أخص من العقل ، فلب الشيء هو خالصه وخياره ، لذلك علق ربنا سبحانه وتعالى الأحكام التي لا يدركها إلاّ العقول الزكيّه بأولي الألباب !!.
فلو أنّ شخصاً منصفاً إعتبر كلام الشيخ فالح طعناً لزمه من باب أولى أن يعتبر كلام ربيع طعناً.


لكن السحابييون أتباع المدخلي خنسوا كما يخنس الوسواس الخناس ، وتلاشت غيرتهم الزائفه أدراج الرياح لمّا كان الطاعن هو المدخلي.

فسحقاً لقومٍ لا يصدقون مع أنفسهم قبل أن يصدقوا مع النّاس
ولا بارك الله بسلفيّه مدّعاة تكيل بمكيالين.