النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: هو الموت ما منه ملاذ ومهرب : قصيدة للشيخ محمد بن عبد الله بن عثيمين

مشاهدة المواضيع

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    الدولة
    اليمن
    المشاركات
    2,483

    هو الموت ما منه ملاذ ومهرب : قصيدة للشيخ محمد بن عبد الله بن عثيمين

    قال الشيخ محمد بن عبد الله بن عثيمين رحمه الله المتوفي 1663ه:
    هُوَ المَوتُ ما منهُ ملاذٌ وَمهربُ *** متى حُطَّ ذا عن نَعشهِ ذاكَ يَركبُ
    نُشاهدُ ذا عَينَ اليَقينَ حَقيقَةً *** عَلَيهِ مضى طِفلٌ وَكهلٌ وَأَشيَبُ
    وَلكن عَلى الرانِ القُلوبُ كَأَنَّنا *** بِما قد عَلمناهُ يَقيناً تُكذِّبُ
    نُؤَمِّلُ آمالاً وَنرجو نِتاجَها *** وَعلَّ الرَدى مِمّا نُرَجّيهِ أَقرَبُ
    وَنَبني القصورَ المُشمخِرّاتِ في الهَوى *** وَفي عِلمِنا أَنّا نَموتُ وَتَخرَبُ
    وَنَسعى لِجَمعِ المالِ حِلّاً وَمَأثَماً *** وَبِالرَغمِ يَحويهِ البعيدُ وَأَقرَبُ
    نُحاسَبُ عنهُ داخِلاً ثمَّ خارجاً *** وَفيمَ صَرَفناهُ وَمن أَينَ يُكسَبُ
    وَيَسعدُ فيه وارِثٌ مُتَعَفِّفٌ *** تَقِيٌّ وَيَشقى فيه آخرُ يَلعَبُ
    وَأَوَّلُ ما تَبدو نَدامةُ مُسرِفٍ *** إِذا اِشتَدَّ فيهِ الكَربُ وَالروحُ تُجذَبُ
    وَيُشفِقُ من وَضعِ الكتابِ وَيَمتَني *** لَو ان رُدَّ لِلدّنيا وَهَيهات مَطلَبُ
    وَيشهدُ مِنّا كلُّ عُضوٍ بِفِعلهِ *** وَليسَ عَلى الجَبّارِ يَخفى المُغَيَّبُ
    إِذا قيلَ أَنتُم قد عَلِمتُم فَما الذي *** عَمِلتُم وَكلٌّ في الكِتابِ مُرَتَّبُ
    وَماذا كَسَبتُم في شَبابٍ وَصِحَّةٍ *** وَفي عُمرٍ أَنفاسُكُم فيه تُحسَبُ
    فَيا لَيتَ شِعري ما نَقولُ وَما الَّذي *** نُجيبُ بهِ وَالأَمرُ إِذ ذاكَ أَصعَبُ
    إِلى اللَهِ نَشكو قَسوَةً في قُلوبِنا *** وَفي كُلِّ يَومٍ واعِظُ المَوتِ يَندُبُ
    وَلِلَّهِ كم غادٍ حَبيبٍ وَرائحٍ *** نُشَيِّعهُ لِلقَبرِ وَالدَمعُ يُسكَبُ
    أخٍ أَو حميمٍ أو تَقيٍّ مُهذَّبٍ *** يُواصِلُ في نُصحِ العِبادِ وَيَدأَبُ
    نَهيلُ عَليهِ التُربَ حَتّى كَأنَّهُ *** عَدوٌّ وفي الأَحشاءِ نارٌ تَلَهَّبُ
    سَقى جدثاً وارى ابنَ أحمدَ وابِلٌ *** منَ العَفوِ رَجّاسُ العَشِيّاتِ صَيِّبُ
    وَأَنزَلَهُ الغُفرانُ وَالفَوزُ وَالرِضى *** يُطافُ عَليهِ بِالرَحيقِ وَيَشربُ
    فَقد كانَ في صَدرِ المَجالسِ بَهجةً *** بهِ تُحدِقُ الأَبصارُ وَالقَلبُ يَرهبُ
    فَطوراً تَراهُ مُنذِراً وَمُحَذِّراً *** عَواقِبَ ما تَجني الذُنوبُ وَتَجلُبُ
    وَطَوراً بِآلاءِ مُذكِّراً *** وَطَوراً إلى دارِ النَعيمِ يُرَغِّبُ
    وَلم يَشتَغِل عَن ذا بِبَيعٍ وَلا شِرا *** نَعَم في اِبتِناءِ المَجدِ لِلبَذلِ يَطرَبُ
    فَلو كان يُفدى بِالنُفوسِ وَما غَلا *** لَطِبنا نُفوساً بِالذي كان َيَطلُبُ
    وَلكِن إِذا تَمَّ المَدى نَفَذَ القَضا *** وَما لامرىءٍ عَمّا قَضى اللَهُ مَهرَبُ
    أخٌ كانَ لي نِعمَ المُعينُ على التُقى *** بهِ تَنجَلي عَنّي الهُمومُ وَتَذهَبُ
    فَطَوراً بِأَخبارِ الرَسولِ وَصحبهِ *** وَطَوراً بِآدابٍ تَلذُ وَتَعذُبُ
    عَلى ذا مَضى عُمري كَذاكَ وَعُمرهُ *** صَفِيَّينِ لا نَجفو وَلا نَتَعَتَّبُ
    وَما الحالُ إِلّا مِثلُ ما قالَ مَن مَضى *** وَبِالجُملَةِ الأَمثالُ لِلنّاسِ تُضرَبُ
    لِكُلِّ اجتِماع من خَليلَينِ فُرقَةٌ *** وَلَو بَينَهُم قَد طابَ عَيشٌ وَمَشرَبُ
    وَمن بعدِ ذا حَشرٌ وَنشرٌ وَمَوقِفٌ *** وَيَومٌ بهِ يُكسى المَذَلَّةَ مُذنِبُ
    إِذا فرَّ كلٌّ من أَبيهِ وَأُمِّهِ *** كَذا الأُمُّ لم تَنظُر إِلَيهِ وَلا الأَبُ
    وَكم ظالمٍ يُندي من العَضِّ كَفَّهُ *** مَقالتَهُ يا وَيلَتَي أَينَ أَذهَبُ
    إِذا اِقتَسَموا أَعمالَهُ غُرَماؤهُ *** وَقيلَ لهُ هذا بما كنتَ تَكسِبُ
    وَصُكَّ له صَكٌّ إِلى النارِ بعدَ ما *** يُحَمَّلُ من أَوزارِهِم وَيُعَذَّبُ
    وَكم قائِلٍ واحَسرَتا ليتَ أَنَّنا *** نُرَدُّ إِلى الدُنيا نُنيبُ وَنَرهبُ
    فَما نحنُ في دارِ المُنى غيرَ أَنَّنا *** شُغِفنا بِدُنيا تَضمَحِلُّ وَتَذهَبُ
    فَحُثّوا مَطايا الإِرتِحالِ وَشَمِّروا *** إِلى اللَهِ وَالدارِ التي لَيسَ تَخرَبُ
    فَما أَقرَبَ الآتي وَأَبعدَ ما مَضى *** وَهذا غُرابُ البَينِ في الدارِ يَنعَبُ
    وَصَلِّ إلهي ما هَمى الوَدقُ أَو شَدا *** عَلى الأَيكِ سَجّاعُ الحمامِ المُطَرِّبُ
    عَلى سَيِّدِ الساداتِ وَالآلِ كُلِّهِم *** وَأَصحابِهِ ما لاحَ في الأُفقِ كَوكَبُ
    ************
    الأخوة الكرام من المراد بقول الشيخ رحمه الله :
    سَقى جدثاً وارى ابنَ أحمدَ وابِلٌ *** منَ العَفوِ رَجّاسُ العَشِيّاتِ صَيِّبُ
    التعديل الأخير تم بواسطة الناصر ; 12-27-2005 الساعة 12:04 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •