صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 15 من 27

الموضوع: الرد على سلطان الجهني أحد كتاب سحاب

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    الدولة
    اليمن
    المشاركات
    2,483

    الرد على سلطان الجهني أحد كتاب سحاب

    المسألة الأولى :
    قال سلطان الجهني :( وقد كان السؤال عمن يقول عن أهل البدع كالإخوان المسلمين، عقيدتهم سلفية ومنهجهم إخواني .
    وهذا نص السؤال الذي تعمد الحدادية حذفه خيانةً وترويجاً لكذبهم :
    السائل : ذكرتم ياشيخ في محاضرتكم التي أمس أن الإنسان عقيدته ومنهجه يعني يجب أن تكون معاً لا يكون الإنسان منهجه يختلف عن عقيدته يعني لاحظ مثلاً بعض الناس يكون عقيدته مثلاً سلفية في الأسماء والصفات وغيرها ومنهجه مثلاً إخواني كما كان الشيخ الألباني دائماً يردد هذا فلان عقيدته سلفية ومنهجه إخواني ؟
    فأجاب الشيخ ربيع – حفظه الله – بقوله :
    هذا من الكلام الذي قلنا إذا اختلف اثنان عالمان أو عالم وطالب علم فما هو الحل ؟ الرجوع للكتاب والسنة ولمنهج السلف .
    فالخوارج منهجهم خَالفَ عقيدتَهم فما كان مصيرهم ! يعني عقيدتهم في الأسماء والصفات – ماشاء الله – مضبوطين ! ما عندهم تعطيل ، ليسوا جهمية ، في توحيد العبادة ، ماهم صوفية ولا قبوريين ، موحدين تماماً إلى اليوم الخوارج باقي فيهم توحيد العبادة أحسن من كثير من المنتسبين للمذاهب ، إلى الآن ما عندهم شرك ، ومع ذلك سمّاهم الرسول شر الخلق والخليقة . وأمر بقتلهم وقال إينما وجدتموهم فاقتلوهم لو أدركتُهم لقتلتهم قتل عاد وإرم ، كلاب النار .
    يعني خالفوا في مسألة واحدة تقريباً أو مسألتين المنهج ، خالفوا العقيدة هذا مصيرهم .
    فالآن خالف ، يقول إنه سلفي وهذا ما أُصدِّقه !
    أنا لا أصدق سلفي مقتنع بالعقيدة السلفية والمنهج السلفي يذهب يأخذ منهج أهل الضلال والبدع ؟! كيف يبقى سلفياً ؟!
    كيف يؤثر منهجاً يحارب العقيدة التي أنت عليها والمنهج الذي أنت عليه ؟!
    مالذي دفعك إلى هذا ؟ إلا انحراف في العقيدة نفسها ، واستهانة بها ، واستخفاف بها ولو كانت لعقيدته مكانة وحرمة في نفسه ، لما دفعه شيطانه إلى موالاة أهل البدع ومعاداة أهل العقيدة التي يزعمها ، هذا شيء معروف .
    ما وجدنا سلفياً أو من يدّعي السلفية ينتمي إلى هذاه الأحزاب إلا وهو أشد الناس على السلفيين حتى بالكذب ، هذا شيء معروف . . . . - إلي أن قال الشيخ ربيع حفظه الله - :
    " فأنا من رأيي أن يقال للألباني ياشيخ الخوارج كان عقيدتهم سلفية وفي العبادة وفي الأسماء والصفات وكان عندهم انحراف في المنهج ؛ فكيف الرسول يقول فيهم كذا وكذا ويقتلهم الصحابة ويظلون عند الأمة كلها من شر خلق الله عز وجل !! يعني الخوارج الآن معتزلة وعندهم اعتزال وعندهم رفض أيضاً بالطعن في الصحابة ، ومخالفة لهم ، وكان عندهم القول بالحاكمية :الغلو فيه " ا هـ .
    *****************
    التعليق على سلطان الجهني :
    إن كنت صادقا فيما تدعيه فأعرض سؤالا على الشيخ الفوزان أو آل الشيخ وقل له يا شيخ ما حكم من يقول عن الخوارج الذين خرجوا على علي بن أبي طالب رضي الله عنه خالفوا المنهج في مسألة أو مسألتين وانظر ماذا سيكون جوابهم لتعلم أن دفاعك دفاع بالباطل وتقليد أعمى 0
    وأنا أثبت لك الآن ما يبطل هذه الدعوى من كلام أئمة الإسلام :
    1- قال ابن عبد البر رحمه الله في الإستذكار ج2 ص55، ص56:( وروى جرير وعبد الله بن إدريس عن ليث عن مجاهد أن رجلا سأل بن عباس شهرا كل يوم يسأله عنها ما تقول في رجل يصوم النهار ويقوم الليل ولا يشهد الجمعة ولا الجماعة فكان بن عباس يقول في ذلك كله صاحبك في النار وهذا يحتمل أن يكون بن عباس عرف حال المسؤول عنه باعتقاد مذهب الخوارج في ترك الصلاة مع الجماعة والتهمة باستحلال دماء المسلمين وتكفيرهم وأنه لذلك ترك الجمعة والجماعة معهم فأجابه بهذا الجواب تغليظا في سوء مذهبه)0
    *** وقال رحمه الله في الإستذكار ج:2 ص:497 وما بعدها:( وأما حديثه عن يحيى بن سعيد عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي سعيد قال سمعت يقول يخرج فيكم قوم تحقرون صلاتكم مع صلاتهم وصيامكم مع صيامهمرسول الله وأعمالكم مع أعمالهم يقرؤون القرآن ولا يجاوز حناجرهم (يمرقون من الدين (مروق السهم من الرمية تنظر في النصل فلا ترى شيئا وتنظر في القدح فلا ترى شيئا وتنظر في الريش فلا ترى شيئا وتتمارى في الفوق الحديث على ما في الموطأ
    وهو حديث مسند صحيح يروى من وجوه كثار صحاح ثابتة بمعان متقاربة وإن اختلف بعض ألفاظها وقد ذكرت كثيرا منها في التمهيد فأول ما في حديث مالك هذا من المعاني أن الخوارج على الصحابة ( رضي لأصحابه يخرج فيكم ومعنى قوله فيكم أيالله عنهم ) إنما قيل لهم خوارج لقوله عليكم كما قال تعالى في جذوع النخل طه 71 أي عليكم كما قال تعالى جذوع النخل وكان خروجهم ومروقهم في زمن الصحابة فسموا الخوارج وسموا المارقة بقوله في هذا الحديث يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية
    وبقوله ( عليه السلام ) تقتتل طائفتان من أمتي تمرق منهما مارقة تقتلها أولى الطائفتين بالحق فهذا أصل ما سميت به الخوارج والمارقة ثم استمر خروجهم على السلاطين فأكدوا الاسم ثم افترقوا فرقا لها أسماء منهم الإباضية أتباع عبد الله بن إباض والأزارقة أتباع نافع بن الأزرق والصفرية أتباع النعمان زياد بن الأصفر وأتباع نجدة الحروري يقال لهم النجدات ولم يقل فيهم النجدية وما أظن ذلك والله أعلم إلا ليفرق بين ما انتسب إلى بلاد نجد وبينهم
    وفرق سواها يطول ذكرها وليس هذا موضعه وهم يتسمون بالشراة ولا يسميهم بذلك غيرهم بل أسماؤهم التي ذكرناها عنهم مشهورة في الأخبار والأشعار قال عبد الله بن قيس الرقيات
    ألا طرقت من آل بثنة طارقة
    على أنها معشوقة الدل عاشقة
    تبيت وأرض السوس بيني وبينها
    وسولاف رستاق خمته الأزارقة
    إذا نحن شئنا صادفتنا عصابة
    حرورية أضحت من الدين مارقه
    والحرورية منسوبة إلى حروراء خرج فيه أولهم على علي رضي الله عنه فقاتلهم بالنهروان وأظهره الله عليهم فقتل منهم ألوفا وهم قوم استحلوا بما تأولوا من كتاب الله ( عز وجل ) دماء المسلمين وكفروهم بالذنوب وحملوا عليهم السيف وخالفوا جماعتهم فأوجبوا الصلاة على الحائض ولم يروا على الزاني المحصن الرجم ولم يوجبوا عليه إلا الحد مائة ولم يطهرهم عند أنفسهم إلا الماء الجاري أو الكثير المستبحر إلى أشياء يطول ذكرها قد أتينا على ذكر أكثرها في غير هذا الموضع فمرقوا من الدين بما أحدثوا فيه مروق السهم من الرمية كما قال وقد ذكرنا في التمهيد الحكم فيهم عند العلماء
    روى بن وهب وغيره عن سفيان بن عيينة عن عبيد الله بن أبي يزيد قال ذكرت الخوارج واجتهادهم يعني في الصلاة والصيام وتلاوة القرآن عند بن عباس فقال ليسوا بأشد اجتهادا من اليهود والنصارى ثم هم يضلون وأما قوله يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم فمعناه أنهم لم ينتفعوا بقراءته إذ تأولوه على غير سبيل السنة المبينة له وإنما حملهم على جهل السنة ومعاداتها وتكفيرهم السلف ومن سلك سبيلهم وردهم لشهاداتهم ورواياتهم تأولوا القرآن بآرائهم فضلوا وأضلوا فلم ينتفعوا به ولا حصلوا من تلاوته إلا على ما يحصل عليه الماضغ الذي يبلع ولا يجاوز ما في فيه من الطعام حنجرته
    وأما قوله يمرقون من الدين فالمروق الخروج السريع كما يخرج السهم من الرمية والرمية الطريدة من الصيد المرمية مثل المقتولة والقتيلة
    قال الشاعر ( النفس موقوفة والموت غايتها
    نصب الرمية للأحداث ترميها ) وقال أبو عبيد كما يخرج السهم من الرمية قال يقول خرج السهم ولم يتميز بشيء كما خرج هؤلاء من الإسلام ولم يتمسكوا منه بشيء وقال غيره قوله في الحديث ويتمارى في الفرق في الفرق دليل على الشك في خروجهم جملة على الإسلام لأن التماري الشك فإذا وقع الشك في خروجهم لم يقطع عليهم بالخروج الكلي من الإسلام يخرجواحتج من ذهب هذا المذهب بلفظة رويت في بعض الأحاديث الواردة فيهم وفي قوله فيكم قوم من أمتي فلو صحت هذه اللفظة كانت شهادة منه ( عليه السلام ) أنهم من أمته حدثنا عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا بكر بن حماد قال حدثنا مسدد قال حدثنا مجالد قال حدثنا أبو الوداك واسمه جبر بن نوف قال سمعت أبا سعيد يخرج قوم من أمتي عند فرقة أو قال عند اختلاف من الناسالخدري يقول قال رسول الله يقرؤون القرآن كأحسن ما يقرأه الناس ويرعونه كأحسن ما يرعاه الناس يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية يرمي الرجل الصيد فينفذ الفرث والدم فيأخذ السهم فيتمارى أصابه شيء أم لا هم شر الخلق والخليقة تقتلهم أولى الطائفتين بالله أو أقرب الطائفتين إلى الله ( 1 ) قال بعض العلماء في هذا الحديث معنى قوله يخرج قوم من فيأمتي أي في دعواهم قال أبو عمر أكثر طرق الأحاديث عن أبي سعيد الخدري عن النبي قال تلتقي من أمتي فئتان أو تقتتل من أمتيهذا الباب إنما فيها أن رسول الله فئتان فبينا هم كذلك إذ مرقت مارقة بينهما يقتلها أولى الطائفتين بالحق ( 2 ) وقد مروقهم من الدين برميةذكرنا طرق هذا الحديث في التمهيد قال الأخفش شبه رسول الله الرامي الشديد الساعد الذي رمى الرمية فأنفذها سهمة وقع في جانب منها وخرج من الجانب الآخر لشدة رميته فلم يتعلق بالسهم دم ولا فرث وكأن الرامي أخذ السهم فنظر في نصله وهو الحديدة التي في السهم فلم ير شيئا من دم ولا فرث ثم نظر في القدح والقدح عود السهم فلم ير شيئا ونظر في الريش فلم ير شيئا وقوله يتمارى في الفوق أي يشك إن كان أصاب الدم الفوق أم لا والفوق هو الشيء الذي يدخل فيه الوتر قال يقول فكما يخرج السهم نقيا من الدم لم يتعلق به منه شيء فكذلك يخرج هؤلاء من الدين يعني الخوارج ذكر عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن نافع قيل قل لابن عمر إن نجدة الحروري يقول إنك كافر وأراد قتل مولاك إذ لم يقل إنك كافر فقال بن عمر والله ما كفرت منذ أسلمت قال نافع وكان بن عمر حين خرج نجدة يرى قتاله قال عبد الرزاق وأخبرنا معمر عن بن طاوس عن أبيه أنه كان يحرض على قتال الحرورية وذكر بن وهب عن عمر بن الحارث عن بكير بن الأشج أنه سأل نافعا كيف كان رأي بن عمر في الخوارج فقال كان يقول هم شرار الخلق انطلقوا إلى آيات أنزلت في الكفار فجعلوها في المؤمنين
    وقد ذكرنا في التمهيد رواية جماعة عن علي ( رضي الله عنه ) أنه سئل عن أهل النهروان أكفارهم قال من الكفر فروا قيل فهم منافقون فقال إن المنافقين لا يذكرون الله إلا قليلا قيل فما هم قال قوم ضل سعيهم وعموا عن الحق وهم بغوا علينا فقاتلناهم فنصرنا الله عليهم وذكر نعيم بن حماد عن وكيع عن مسعر عن عامر بن شقيق عن أبي وائل عن علي ( رضي الله عنه ) قال لم نقاتل أهل النهروان على الشرك وعن وكيع عن أبي خالد عن حكيم بن جابر عن علي مثله وقد ذكرنا أقاويل الفقهاء في قتال الخوارج وأهل البغي والحكم فيهم بعد ذكر سيرة علي ( رضي الله عنه ) فيهم وفي غيرهم ممن قاتله في حين قتاله لهم مبسوطة في التمهيد والحمد لله وفي هذا الحديث نص على أن القرآن قد يقرؤه من لا دين له ولا خير فيه ولا يجاوز لسانه وقد مضى هذا المعنى عند قول بن مسعود وسيأتي على الناس زمان قليل فقهاؤه كثير قراؤه تحفظ فيه حروف القرآن وتضيع حدوده ( 1 ) وذكرنا هناك أكثر منافقي أمتي قراؤها ( 2 ) وحسبك بما ترى من تضييع حدود القرآنقول رسول الله وكثرة تلاوته في زماننا هذا بالأمصار وغيرها مع فسق أهلها والله أسأله العصمة والتوفيق والرحمة فذلك منه لا شريك له)0
    *** وقال رحمه الله في الإستذكار ج 7 ص479 ، 480:( واما اهل البدع والخوارج منهم ومن جرى مجراهم من المعتزلة فانهم لا يرون الرجم على زان محصن ولا غير محصن ولا يرون على الزناة الا الجلد وليس عند احد من اهل العلم ممن يعرج على قولهم ولا يعدون خلافا وروى حماد بن زيد وحماد بن سلمة وهشيم والمبارك بن فضالة واشعث كلهم عن علي بن زيد وحماد بن سلمة عن يوسف بن مهران عن بن عباس قال سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول ايها الناس ان الرجم حق فلا قد رجم وكذلك ابو بكر ورجمنا بعدهما وسيكون قوم من هذهتخدعن عنه فان رسول الله الامة يكذبون بالرجم وبالدجال وبطلوع الشمس من مغربها وبعذاب القبر وبالشفاعة وبقوم يخرجون من النار بعد ما امتحشوا قال ابو عمر الخوارج والمعتزلة يكذبون بهذا كله عصمنا الله من الضلال برحمته)0
    *** وقال رحمه الله في الإستذكار ج 7 ص 490:( قال ابو عمر قد تقدم في هذا الباب من القول في الرجم وثبوته عند اهل العلم في السنة وفي الكتاب المحكم المعمول به عند جماعة منهم بشهادة الاثار الصحاح بذلك ما فيه - والحمد لله - كفاية حدثنا عبد الوارث بن سفيان قال حدثني قاسم بن اصبغ قال حدثني بكر بن حماد قال حدثني مسدد وحدثني احمد بن قاسم قال حدثني قاسم بن اصبغ قال حدثني الحارث بن ابي اسامة قال حدثني إسحاق بن عيسى قالا جميعا حدثني حماد بن زيد - واللفظ لحديث مسدد - وهو اتم عن حديث بن زيد عن يوسف بن مهران عن بن عباس قال سمعت عمر بن الخطاب يخطب ايها الناس ان الرجم حق فلا تخدعن عنه وان اية ذلك ان رسول الله قد رجم وان ابا بكر قد رجم وانا قد رجمنا بعدهما وسيكون قوم من هذه الامة يكذبون بالرجم ويكذبون بالدجال ويكذبون بطلوع الشمس من مغربها ويكذبون بعذاب القبر ويكذبون بالشفاعة ويكذبون بقوم يخرجون من النار بعد ما امتحشوا قال ابو عمر الخوارج كلها وكثير من المعتزلة يكذبون بهذا كله - والله اساله التوفيق لما يرضاه من عصمته ورحمته)0
    2- قال ابن عبد البر في التمهيد ج1 ص2 :( وأجمع أهل العلم من أهل الفقه والأثر في جميع الأمصار فيما علمت على قبول خبر الواحد العدل وايجاب العمل به اذا ثبت ولم ينسخه غيره من أثر أو أجماع على هذا جميع الفقهاء في كل عصر من لدن الصحابة الى يومنا هذا الا الخوارج وطوائف من أهل البدع شرذمة لا تعد خلافا وقد أجمع المسلمون على جواز قبول الواحد السائل المستفتى لما يخبره به العالم الواحد ( ب ) اذا استفتاه فيما لا يعلمه وقبول خبر الواحد العدل فيما يخبر به مثله وقد ذكر الحجة عليهم ( ) في ردهم أخبار الآحاد جماعة من أئمة الجماعة ( ج ) وعلماء المسلمين وقد أفردت لذلك كتابا موعبا كافيا ( 3 ) والحمد لله)0
    *** وقال رحمه الله في التمهيد متواترة صحيحة ثابتة كثيرة والإيمانج 2ص 291:( قال أبو عمر الاحاديث في حوضه بالحوض عند جماعة علماء المسلمين واجب والاقرار به عندالجماعة لازم وقد نفاه أهل أخبرنا عبدالبدع من الخوارج والمعتزلة وأهل الحق على التصديق بما جاءعنه في ذلك الرحمان بن يحيى قال حدثنا أحمد بن سعيد قال حدثنا عبد الملك بن بحر قال حدثنا موسى بن هارون قال العباس بن الوليد قال قال سفيان بن عيينة الايمان قول وعمل ونية والايمان يزيد وينقص والايمان بالحوض والشفاعة والدجال قال أبو عمر على هذاجماعة المسلمين إلا من ذكرنا فإنهم لا يصدقون بالشفاعة ولا بالحوض ولا بالدجال والاثار في الحوض أكثر من أن تحصى وأصح ما ينقل ويروى ونحن نذكر في هذا الباب ما حضرنا ذكره منها لأنها مسألة مأخوذة من جهة الأثر لا ينكرها من يرضى قوله ويحمد مذهبه وبالله التوفيق)0
    *** وقال رحمه الله في التمهيد ج 5 ص 324:( ومعنى قول الله عز وجل ) الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ( 2 معناه الأبكار دون من قد أحصن وأما المحصن فجلده الرجم إلا عند الخوارج ولا يعدهم العلماء خلافا لجهلهم وخروجهم عن جماعة المسلمين)0
    *** وقال رحمه الله في التمهيد ج 9ص84:(وأما أهل البدع فأكثرهم ينكر الرجم ويدفعه ولا يقول به في شيء من الزناة ثيبا ولا غير ثيب عصمنا الله من الخذلان برحمته حدثنا عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن اصبغ قال حدثنا بكر بن حماد قال حدثنا مسدد قال حدثنا حماد بن زيد عن علي بن زيد عن يوسف بن مهران عن ابن عباس قال سمعت عمر بن الخطاب يخطب فقال أيها الناس أن الرجم حق فلا قد رجم وأن أبا بكر قد رجم وأنا قد رجمناتخدعن عنه فإن آية ذلك أن رسول الله بعدهما وسيكون قوم من هذه الأمة يكذبون بالرجم ويكذبون بالدجال ويكذبون بطلوع الشمس من مغربها ويكذبون بعذاب القبر ويكذبون بالشفاعة ويكذبون بقوم يخرجون من النار بعدما امتحشوا
    قال أبو عمر الخوارج وبعض المعتزلة يكذبون بهذا كله وليس كتابنا هذا موضعا للرد عليهم والحمد لله الذي عافانا مما ابتلاهم به)0
    *** وقال رحمه الله في التمهيد ج 14ص 140:( وفي فضل الجماعة في الصلاة أحاديث متواترة عن النبي أجمع العلماء على صحة مجيئها وعلى اعتقادها والقول بها وفي ذلك ما يوضح بدعة الخوارج ومخالفتهم لجماعة المسلمين في إنكارهم الصلاة في جماعة وكراهيتهم لأن يأتم أحد بأحد في صلاته إلا أن يكون نبيا أو صديقا أجارنا الله من الضلال برحمته وعصمنا ( ه ) بفضله لا إله إلا هو )0
    **************************
    3- قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في المجموع ج3 ص 349 ،350 :( ولهذا كان أول من فارق جماعة المسلمين من أهل البدع الخوارج المارقون وقد صح الحديث في الخوارج عن النبي من عشرة أوجه خرجها مسلم في صحيحه وخرج البخاري منها غير وجه وقد قاتلهم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب فلم يختلفوا في قتالهم كما اختلفوا في قتال الفتنة يوم الجمل وصفين إذ كانوا في ذلك ثلاثة أصناف صنف قاتلوا مع هؤلاء وصنف قاتلوا مع هؤلاء وصنف أمسكوا عن القتال وقعدوا وجاءت النصوص بترجيح هذه الحال
    فالخوارج لما فارقوا جماعةالمسلمين وكفروهم واستحلوا قتالهم جاءت السنة بما جاء فيهم كقول النبي يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم وقراءته مع قراءتهم يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية أينما لقيتموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجرا عند الله لمن قتلهم يوم القيامة وقد كان أولهم خرج على عهد رسول الله فلما رأى قسمة النبي قال يا محمد إعدل فإنك لم تعدل فقال له النبي لقد خبت وخسرت إن لم أعدل فقال له بعض أصحابه دعني يا رسول الله أضرب عنق هذا المنافق فقال إنه يخرج من ضئضىء هذا أقوام يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم وقراءته مع قراءتهم الحديث فكان مبدأ البدع هو الطعن في السنة بالظن والهوى كما طعن إبليس في أمر ربه برأيه وهواه وأما تعيين الفرق الهالكة فأقدم من بلغنا أنه تكلم في تضليلهم يوسف بن أسباط ثم عبدالله بن المبارك وهما إمامان جليلان من أجلاء أئمة المسلمين قالا أصول البدع أربعة الروافض والخوارج والقدرية والمرجئة فقيل لابن المبارك والجهمية فأجاب بأن أولئك ليسوا من أمة محمد وكان يقول إنا لنحكي كلام اليهود والنصارى ولا نستطيع أن نحكي كلام الجهمية )
    *** وقال رحمه الله في المجموع ج3 ص 325:( وأما الخوارج والروافض ففي تكفيرهم نزاع وتردد عن أحمد وغيره)0
    *** وقال رحمه الله في المجموع ج3 ص355:( وأصل قول أهل السنة الذي فارقوا به الخوارج والجهمية والمعتزلة والمرجئة أن الإيمان يتفاضل ويتبعض كما قال النبي يخرج من النار من كان في قلبه مثال ذرة من إيمان وحينئذ فتتفاضل ولاية الله وتتبعض بحسب ذلك
    وإذا عرف أصل البدع فأصل قول الخوارج أنهم يكفرون بالذنب ويعتقدون ذنبا ما ليس بذنب ويرون ابتاع الكتاب دون السنة التي تخالف ظاهر الكتاب وإن كانت متواترة ويكفرون من خالفهم ويستحلون منه لارتداده عندهم ما لا يستحلونه من الكافر الأصلي كما قال النبي فيهم يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان ولهذا كفروا عثمان وعليا وشيعتهما وكفروا أهل صفين الطائفتين في نحو ذلك من المقالات الخبيثة)0
    *** وقال رحمه الله في المجموع ج 4 ص 153:( وكذلك الخوارج قد كفروا عثمان وعليا وجمهور المسلمين من الصحابة والتابعين فكيف يزعمون أنهم على مذهب السلف)0
    *** وقال رحمه الله ج4 ص309 :( إن أحاديث الشفاعة فى ( أهل الكبائر ( ثانية متواترة عن النبى وقد اتفق عليها السلف من الصحابة وتابعيهم بإحسان وأئمة المسلمين وانما نازع فى ذلك اهل البدع من الخوارج والمعتزلة ونحوهم)0
    *** وقال رحمه الله في المجموع ج 4 ص 436:( فالخوارج تكفر عثمان وعليا وسائر أهل الجماعة)0
    *** وقال رحمه الله في المجموع ج4 ص475، 376:( وأما صاحب الكبيرة فسلف الأمة وأئمتها وسائر أهل السنة والجماعة لا يشهدون له بالنار بل يجوزون أن الله يغفر له كما قال تعالى ( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ( فهذه فى حق من لم يشرك فإنه قيدها بالمشيئة وأما قوله تعالى ( قل يا عبادى الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا ( فهذا فى حق من تاب ولذلك أطلق وعم
    والخوارج والمعتزلة يقولون إن صاحب الكبيرة يخلد فى النار ثم انهم قد يتوهمون فى بعض الأخيار أنه من أهل الكبائر كما تتوهم الخوارج فى عثمان وعلى وأتباعهما أنهم مخلدون فى النار ) 0
    *** قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى ج19 ص 71 وما بعدها :( فصل أول البدع ظهورا فى الاسلام وأظهرها ذما فى السنة والآثار بدعة الحرورية المارقة فإن أولهم قال للنبى فى وجهه اعدل يامحمد فإنك لم تعدل وأمر النبى بقتلهم وقتالهم وقاتلهم أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم مع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب والأحاديث عن النبى مستفيضة بوصفهم وذمهم والأمر بقتالهم قال أحمد بن حنبل صح الحديث في الخوارج من عشرة أوجه قال النبى صلى الله عليه وسلم ( يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم وقراءته مع قراءتهم يقرأون القرآن لايجاوز حناجرهم يمرقون من الاسلام كما يمرق السهم من الرمية أينما لقيتموهم فاقتلوهم فإن فى قتلهم أجرا عند الله لمن قتلهم يوم القيامة (
    ولهم خاصتان مشهورتان فارقوا بهما جماعة المسلمين وأئمتهم أحدهما خروجهم عن السنة وجعلهم ماليس بسيئة سيئة أو ماليس بحسنة حسنة وهذا هو الذي أظهروه فى وجه النبى حيث قال له ذو الخويصرة التميمي اعدل فانك لم تعدل حتى قال له النبى ( ويلك ومن يعدل إذا لم أعدل لقد خبت وخسرت إن لم أعدل ( فقوله فانك لم تعدل جعل منه لفعل النبى سفها وترك عدل وقوله ( اعدل ( أمر له بما اعتقده هو حسنة من القسمة التى لا تصلح وهذا الوصف تشترك فيه البدع المخالفة للسنة فقائلها لابد أن يثبت ما نفته السنة وينفى ما أثبتته السنة ويحسن ما قبحته السنة أو يقبح ما حسنت السنة وإلا لم يكن بدعة وهذا القدر قد يقع من بعض أهل العلم خطأ فى بعض المسائل لكن أهل البدع يخالفون السنة الظاهرة المعلومة والخوارج جوزوا على الرسول نفسه أن يجور ويضل في سنته ولم يوجبوا طاعته ومتابعته وإنما صدقوه فيما بلغه من القرآن دون ما شرعه من السنة التى تخالف بزعمهم ظاهر القرآن وغالب أهل البدع غير الخوارج يتابعونهم فى الحقيقة على هذا فإنهم يرون أن الرسول لو قال بخلاف مقالتهم لما اتبعوه كما يحكى عن عمرو بن عبيد فى حديث الصادق المصدوق وإنما يدفعون ( عن ) نفوسهم الحجة اما برد النقل وإما بتأويل المنقول فيطعنون تارة في الاسناد وتارة في المتن وإلا فهم ليسوا متبعين ولا مؤتمين بحقيقة السنة التى جاء بها الرسول بل ولا بحقيقة القرآن الفرق الثانى فى الخوارج وأهل البدع انهم يكفرون بالذنوب والسيئات ويترتب على تكفيرهم بالذنوب استحلال دماء المسلمين وأموالهم وان دار الاسلام دار حرب ودارهم هي دار الايمان وكذلك يقول جمهور الرافضة وجمهور المعتزلة والجهمية وطائفة من غلاة المنتسبة إلى أهل الحديث والفقه ومتكلميهم فهذا أصل البدع التى ثبت بنص سنة رسول الله وإجماع السلف أنها بدعة وهو جعل العفو سيئة وجعل السيئة كفرا فينبغي للمسلم أن يحذر من هذين الأصلين الخبيثين وما يتولد عنهما من بغض المسلمين وذمهم ولعنهم واستحلال دمائهم وأموالهم
    وهذان الأصلان هما خلاف السنة والجماعة فمن خالف السنة فيما أتت به أو شرعته فهو مبتدع خارج عن السنة ومن كفر المسلمين بما رآه ذنبا سواء كان دينا أو لم يكن دينا وعاملهم معاملة الكفار فهو مفارق للجماعة وعامة البدع والأهواء إنما تنشأ من هذين الأصلين أما الأول فشبه التأويل الفاسد أو القياس الفاسد أما حديث بلغه عن الرسول لا يكون صحيحا أو أثر عن غير الرسول قلده فيه ولم يكن ذلك القائل مصيبا أو تأويل تأوله من آية من كتاب الله أو حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم صحيح أو ضعيف أو أثر مقبول أو مردود ولم يكن التأويل صحيحا وإما قياس فاسد أو رأي رآه اعتقده صوابا وهو خطأ فالقياس والرأي والذوق هو عامة خطأ المتكلمة والمتصوفة وطائفة من المتفقهة وتأويل النصوص الصحيحة أو الضعيفة عامة خطأ طوائف المتكلمة والمحدثة والمقلدة والمتصوفةوالمتفقهة وأما التكفير بذنب أو اعتقاد سنى فهو مذهب الخوارج والتكفير باعتقاد سنى مذهب الرافضة والمعتزلة وكثير من غيرهم وأما التكفير باعتقاد بدعى فقد بينته فى غير هذا الموضع ودون التكفير قد يقع من البغض والذم والعقوبة وهو العدوان أو من ترك المحبة والدعاء والاحسان وهو التفريط ببعض هذه التأويلات ما لا يسوغ وجماع ذلك ظلم فى حق الله تعالى أو فى حق المخلوق كما بينته فى غير هذا الموضع ولهذا قال أحمد بن حنبل لبعض أصحابه أكثر ما يخطىء الناس من جهة التأويل والقياس)0
    *********************
    4- قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في الفتح
    المجلد الأول : كِتَاب الْحَيْضِ : باب لَا تَقْضِي الْحَائِضُ الصَّلَاةَ
    قوله: (أحرورية) الحروري منسوب إلى حروراء بفتح الحاء وضم الراء المهملتين وبعد الواو الساكنة راء أيضا، بلدة على ميلين من الكوفة، والأشهر أنها بالمد.قال المبرد: النسبة إليها حروراوي، وكذا كل ما كان في آخره ألف تأنيث ممدودة، ولكن قيل الحروري بحذف الزوائد، ويقال لمن يعتقد مذهب الخوارج حرورى لأن أول فرقة منهم خرجوا على علي بالبلدة المذكورة فاشتهروا بالنسبة إليها، وهم فرق كثيرة، لكن من أصولهم المتفق عليها بينهم الأخذ بما دل عليه القرآن ورد ما زاد عليه من الحديث مطلقا، ولهذا استفهمت عائشة معاذة استفهام إنكار، وزاد مسلم في رواية عاصم عن معاذة فقلت: لا ولكني أسأل، أي سؤالا مجردا لطلب العلم لا للتعنت، وفهمت عائشة عنها طلب الدليل فاقتصرت في الجواب عليه دون التعليل، والذي ذكره العلماء في الفرق بين الصلاة والصيام أن الصلاة تتكرر فلم يجب قضاؤها للحرج بخلاف الصيام، ولمن يقول بأن الحائض مخاطبة بالصيام أن يفرق بأنها لم تخاطب بالصلاة أصلا.
    قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في فتح الباري :( وفيه دليل على الخوارج وغيرهم من المكفرين بالذنوب والموجبين لخلود المذنبين في النار، فأول الحديث يرد على من أنكر الزيادة والنقص في الإيمان لأن الحسن تتفاوت درجاته، وآخره يرد على الخوارج والمعتزلة)0]مجلد الأول : 2 كِتَاب الْإِيمَانِ : 31 باب حُسْنُ إِسْلَامِ الْمَرْءِ[ 0
    وقال رحمه الله : (وقال ابن المنذر اختلف العلماء أيهما أفضل: المسح على الخفين، أو نزعهما وغسل القدمين؟ قال: والذي أختاره أن المسح أفضل لأجل من طعن فيه من أهل البدع من الخوارج والروافض)0 ] المجلد الأول : كتاب الوضوء : باب الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ[ 0
    وقال رحمه الله : (قوله: (أحرورية) الحروري منسوب إلى حروراء بفتح الحاء وضم الراء المهملتين وبعد الواو الساكنة راء أيضا، بلدة على ميلين من الكوفة، والأشهر أنها بالمد.
    قال المبرد: النسبة إليها حروراوي، وكذا كل ما كان في آخره ألف تأنيث ممدودة، ولكن قيل الحروري بحذف الزوائد، ويقال لمن يعتقد مذهب الخوارج حرورى لأن أول فرقة منهم خرجوا على علي بالبلدة المذكورة فاشتهروا بالنسبة إليها، وهم فرق كثيرة، لكن من أصولهم المتفق عليها بينهم الأخذ بما دل عليه القرآن ورد ما زاد عليه من الحديث مطلقا، ولهذا استفهمت عائشة معاذة استفهام إنكار،)0 ] المجلد الأول : كِتَاب الْحَيْضِ : باب لَا تَقْضِي الْحَائِضُ الصَّلَاةَ[ 0
    وقال رحمه الله :( قوله: (باب ما جاء في عذاب القبر) لم يتعرض المصنف في الترجمة لكون عذاب القبر يقع على الروح فقط أو عليها وعلى الجسد، وفيه خلاف شهير عند المتكلمين، وكأنه تركه لأن الأدلة التي يرضاها ليست قاطعة في أحد الأمرين فلم يتقلد الحكم في ذلك واكتفى بإثبات وجوده، خلافا لمن نفاه مطلقا من الخوارج وبعض المعتزلة كضرار بن عمرو وبشر المريسي ومن وافقهما، وخالفهم في ذلك أكثر المعتزلة وجميع أهل السنة وغيرهم وأكثروا من الاحتجاج له)0
    ] المجلد الثالث : كتاب الجنائز : باب مَا جَاءَ فِي عَذَابِ الْقَبْرِ[0
    وقال رحمه الله :( قوله: (باب الحائض تترك الصوم والصلاة) قال الزين بن المنير ما محصله: إن الترجمة لم تتضمن حكم القضاء لتطابق حديث الباب فإنه ليس فيه تعرض لذلك، قال وأما تعبيره بالترك فللإشارة إلى أنه ممكن حسا، وإنما تتركه اختيارا لمنع الشرع لها من مباشرته.
    قوله: (وقال أبو الزناد الخ) قال الزين بن المنير: نظر أبو الزناد إلى الحيض فوجده مانعا من هاتين العبادتين، وما سلب الأهلية استحال أن يتوجه به خطاب الاقتضاء، وما يمنع صحة الفعل يمنع الوجوب، فلذلك استبعد الفرق بين الصلاة والصوم فأحال بذلك على اتباع السنة والتعبد المحض، وقد تقدم في كتاب الحيض سؤال معاذ من عائشة عن الفرق المذكور وأنكرت عليها عائشة السؤال وخشيت عليها أن تكون تلقنته من الخوارج الذين جرت عادتهم باعتراض السنن بآرائهم، ولم تزدها على الحوالة على النص، وكأنها قالت لها: دعي السؤال عن العلة إلى ما هو أهم من معرفتها وهو الانقياد إلى الشارع)0] المجلد الرابع : كِتَاب الصَّوْمِ : باب الْحَائِضِ تَتْرُكُ الصَّوْمَ وَالصَّلَاةَ[0
    وقال رحمه الله :( قوله: (باب مناقب علي بن أبي طالب) أي ابن عبد المطلب (القرشي الهاشمي أبي الحسن) وهو ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم شقيق أبيه واسمه عبد مناف على الصحيح.
    ولد قبل البعثة بعشر سنين على الراجح وكان قد رباه النبي صلى الله عليه وسلم من صغره لقصة مذكورة في السيرة النبوية، فلازمه من صغره فلم يفارقه إلى أن مات.
    وأمه فاطمة بنت أسد بن هاشم، وكانت ابنة عمة أبيه وهي أول هاشمية ولدت لهاشمي، وقد أسلمت وصحبت وماتت في حياة النبي صلى الله عليه وسلم قال أحمد وإسماعيل القاضي والنسائي وأبو علي النيسابوري لم يرد في حق أحد من الصحابة بالأسانيد الجياد أكثر مما جاء في علي وكأن السبب في ذلك أنه تأخر، ووقع الاختلاف في زمانه وخروج من خرج عليه، فكان ذلك سببا لانتشار مناقبه من كثرة من كان بينها من الصحابة ردا على من خالفه، فكان الناس طائفتين، لكن المبتدعة قليلة جدا.
    ثم كان من أمر علي ما كان فنجمت طائفة أخرى حاربوه، ثم اشتد الخطب فتنقصوه واتخذوا لعنه على المنابر سنة، ووافقهم الخوارج على بغضه وزادوا حتى كفروه، مضموما ذلك منهم إلى عثمان، فصار الناس في حق علي ثلاثة: أهل السنة والمبتدعة من الخوارج والمحاربين له من بني أمية وأتباعهم، فاحتاج أهل السنة إلى بث فضائله فكثر الناقل لذلك لكثرة من يخالف ذلك، وإلا فالذي في نفس الأمر أن لكل من الأربعة من الفضائل إذا حرر بميزان العدل لا يخرج عن قول أهل السنة والجماعة أصلا)0] المجلد السابع : بقية كِتَاب الْمَنَاقِبِ : باب مَنَاقِبِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ[0
    وقال رحمه الله :( وإن ثبت فالمختص بنبينا صلى الله عليه وسلم الكوثر الذي يصب من مائه في حوضه فإنه لم ينقل نظيره لغيره ووقع الامتنان عليه به في السورة المذكورة قال القرطبي في " المفهم " تبعا للقاضي عياض في غالبه: مما يجب على كل مكلف أن يعلمه ويصدق به أن الله سبحانه وتعالى قد خص نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم بالحوض المصرح باسمه وصفته وشرابه في الأحاديث الصحيحة الشهيرة التي يحصل بمجموعها العلم القطعي، إذ روي ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم من الصحابة نيف على الثلاثين، منهم في الصحيحين ما ينيف على العشرين وفي غيرهما بقية ذلك مما صح نقله واشتهرت رواته، ثم رواه عن الصحابة المذكورين من التابعين أمثالهم ومن بعدهم أضعاف أضعافهم وهلم جرا، وأجمع على إثباته السلف وأهل السنة من الخلف، وأنكرت ذلك طائفة من المبتدعة وأحالوه على ظاهره وغلوا في تأويله من غير استحالة عقلية ولا عادية تلزم من حمله على ظاهره وحقيقته، ولا حاجة تدعو إلى تأويله، فخرق من حرفه إجماع السلف وفارق مذهب أئمة الخلف.
    قلت: أنكره الخوارج وبعض المعتزلة، وممن كان ينكره عبيد الله بن زياد أحد أمراء العراق لمعاوية وولده، فعند أبي داود من طريق عبد السلام بن أبي حازم قال: شهدت أبا برزة الأسلمي دخل على عبيد الله بن زياد فحدثني فلان وكان في السماط فذكر قصة فيها أن ابن زياد ذكر الحوض فقال هل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر فيه شيئا؟ فقال أبو برزة: نعم لا مرة ولا مرتين ولا ثلاثا ولا أربعا ولا خمسا فمن كذب به فلا سقاه الله منه)0 }المجلد الحادي عشر : كِتَاب الرِّقَاقِ : باب فِي الْحَوْضِ[0

    ************************
    المسألة الثانية : فيما يتعلق بالأسماء والصفات وسيأتي بيان ذلك إن شاء الله :
    التعديل الأخير تم بواسطة الناصر ; 12-23-2005 الساعة 05:32 PM

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2004
    الدولة
    \\\\\\\\\
    المشاركات
    2,713
    بارك الله فيك أخي الناصر على ردك الموفق على السفيه وشيخه المجنون ربيع ولعلك رايت بعينك الافتراءات عصابة ربيع وكذبهم وسيتبين لك أكثر وأكثر أن هؤلاء الناس ملأ الله قلوبهم حقدا على الشيخ فالح والسلفين وأن مآخذاتهم على الشيخ فالح كلها بالباطل
    التعديل الأخير تم بواسطة أبو علي السلفي ; 12-23-2005 الساعة 10:45 PM
    قال العلامة الشيخ فالح بن نافع الحربي{{ وإنني أحذر المسلمين من هذه الشبكة الخبيثة -شبكة سحاب-المفسدة كما أرى أنه يجب على كل ناصح أن يحذرها، ويحذر منها؛
    فقد أصبحت ملتقى لأصحاب الطيش، والجهل وسيئ الأدب }}


  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Aug 2004
    المشاركات
    928
    اخي الناصر بارك الله فيك وفي ردك على الجويهل الجهني
    ولكن في رايء لايحتاج أن يذهب الجهني ويسأل العلماء فهو لايراهم بشيء او مرجعية اسوة بشيخه المدخلي الذي طعن في الشيخ ابن باز وقال مقالته المعروفه فيه أنه(طعن طعنة شديده في السلفية)
    فنحن قد كفينه المؤنه الجهني ومن على شاكلته فقد عرضت مقولة المدخلي على الشيخين المفتي والفوزان حفظهما الله
    على هذا الرابط تجد جواب المشايخ الذين فندوا مقولة المدخلي الباطلة:


    صواعق العلماء الأثرية لدحض مقولة المدخلي:( إن الخوارج كانت عقيدتهم سلفية )
    التعديل الأخير تم بواسطة الفاروق ; 12-23-2005 الساعة 06:57 PM
    قال:الامام البربهاري-رحمه الله-كل بدعة احدثت في هذه الامة كان أولها صغيرا يشبه الحق فاغتر بذلك من دخل فيها ثم لم يستطع الخروج منها فعظمت وصارت دينا يدان بها فخالف الصراط المستقيم.
    قال ابن عون- رحمه الله-:(من يجالس أهل البدع أشد علينا من أهل البدع)

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jul 2005
    الدولة
    وطني
    المشاركات
    621
    جزاك الله خيراً .
    فعلى منطق ربيع يكون شيخ الخوارج ( ذو الخويصرة التميمي ) ومن كان على شاكلته من الخوارج المارقة كابن مَلْجَم وغيره كانوا على عقيدة السلف ولم يكن عندهم إلا انحراف في مسألة الحاكمية .
    نسأل الله أن يُعافينا من الأهواء المُضلة .
    قال إمام أهل السنة والجماعة أحمد بن حنبل ـ رحمه الله ـ :
    ( العلم لا يعدله شيء إذا صلحت النيَّة . قيل : وما صلاح النيَّة ؟ قال :
    أن ينوي به رفع الجهل عن نفسه وعن غيره
    ) .

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jan 2005
    الدولة
    بلاد الله
    المشاركات
    1,500
    جزاك الله خيرا الناصر على ردك الموفق
    قال الشيخ العلامة الإمام صالح الفوزان حفظه الله (( فلا يُقاوم البدع إلا العلم والعلماء ، فإذا فقد العلم والعلماء أتيحت الفرصة للبدع أن تظهر وتنتشر ولأهلها ما يشاءون ))


  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    الدولة
    اليمن
    المشاركات
    2,483
    جزاكم الله خيرا وبارك فيكم وغفر لي ولكم جميعا ووفقنا لما يحبه ويرضاه
    تابع المسألة الأولى : قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الصارم المسلول الجزء 2، صفحة 343 وما بعدها
    الحديث الخامس عشر قال سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي في مغازيه حدثني أبى عن المجالد بن سعيد عن الشعبي قال لما افتتح رسول الله مكة دعا بمال العزى فنثره بين يديه ثم دعا رجلا قد سماه فأعطاه منها ثم دعا أبا سفيان بن حرب فأعطاه منها ثم دعا سعيد بن الحارث فأعطاه منها ثم دعا رهطا من قريش فأعطاهم فجعل يعطي الرجل القطعة من الذهب فيها خمسون مثقالا وسبعون مثقالا ونحو ذلك فقام رجل فقال انك لبصير حيث تضع التبر ثم قام الثانية فقال مثل ذلك فأعرض عنه النبي ثم قام الثالثة فقال انك لتحكم وما نرى عدلا قال ويحك إذا لا يعدل أحد بعدي ثم دعا نبي الله أبا بكر فقال اذهب فاقتله فذهب فلم يجده فقال لو قتلته لرجوت أن يكون أولهم واخرهم فهذا الحديث نص في قتل مثل هذا الطاعن على رسول الله من غير استتابه وليست هي قصة غنائم حنين ولا قسم التبر الذي بعث به علي من اليمن بل هذه القصة قبل ذلك في قسم مال العزى وكان هدم العزى قبل الفتح في أواخر شهر رمضان سنة ثمان وغنائم حنين قسمت بعد ذلك بالجعرانة في ذي القعدة وحديث علي في سنة عشر وهذا الحديث مرسل ومخرجه عن مجالد وفيه لين لكن له ما يؤيد معناه فانه قد تقدم أن عمر قتل الرجل الذي لم يرض بحكم النبي ونزل القرآن بإقراره على ذلك وجرعه اسهل من جرم هذا
    وأيضا فان في الصحيحين عن أبى سعيد عن النبي في حديث الذي لمزه في قسمة الذهيبة التي أرسل بها علي من اليمن وقال يا رسول الله اتق الله انه قال انه يخرج من ضئضى هذا قوم يتلون كتاب الله رطبا لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان لئن ادركتهم لاقتلنهم قتل عاد وفي الصحيحين عن علي رضي الله عنه قال سمعت رسول الله يقول سيخرج قوم في آخر الزمان حداث الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من خير قول البرية لا يجاوز ايمانهم حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية فاينما لقيتموهم فاقتلوهم فان في قتلهم اجرا لمن قتلهم يوم القيامة
    وروى النسائي عن أبى برزة قال أتى رسول الله بمال فقسمه فاعطى من عن يمينه ومن عن شماله ولم يعط من ورائه شيئا فقام رجل من وراءه فقال يا محمد ما عدلت في القسمة رجل اسود مطموم الشعر عليه ثوبان أبيضان فغضب رسول الله غضبا شديدا وقال والله لا تجدون بعدي رجلا هو اعدل مني ثم قال يخرج في اخر الزمان قوم كان هذا منهم يقرؤون القرن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية سيماهم التحليق لا يزالون يخرجون حتى يخرج اخرهم مع المسيح الدجال فإذا لقيتموهم فاقتلوهم هم شر الخلق والخليقة فهذه الأحاديث كلها دليل على أن النبي أمر بقتل طائفة هذا الرجل العائب عليه واخبر أن في قتلهم اجرا لمن قتلهم وقال لئن ادركتهم لاقتلنهم قتل عاد وذكر انهم شر الخلق والخليقة وفيما رواه الترمذي وغيره عن أبى امامة انه قال هم شر قتلى تحت اديم السماء خير قتلى من قتلوه وذكر انه سمع النبي يقول ذلك مرات متعددة وتلا فيهم قوله تعالى يوم تبيض وجوه

    الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه وقال زاغوا فزيغ بهم ولا يجوز أن يكون أمر بقتلهم لمجرد قتالهم الناس كما يقاتل الصائل من قاطع الطريق ونحوه وكما يقاتل البغاة لان أولئك إنما يشرع قتالهم حتى تنكسر شوكتهم وكفوا عن الفساد ويدخلوا في الطاعة ولا يقتلون أينما لقوا ولا يقتلون قتل عاد وليسوا شر قتلى تحت اديم السماء ولا يؤمر بقتلهم وانما يؤمر في آخر الأمر بقتالهم فعلم أن هؤلاء أوجب قتلهم مروقهم من الدين لما غلوا فيه حتى مرقوا منه كما دل عليه قوله في حديث علي يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية فأينما لقيتموهم فاقتلوهم فرتب الأمر بالقتل على مروقهم فعلم انه الموجب له ولهذا وصف النبي الطائفة الخارجة
    وقال ولو يعلم الجيش الذين يصيبونهم ما قضي لهم علي لسان محمد لنكلوا عن العمل وآية ذلك أن فيهم رجلا له عضد ليس له ذراع على راس عضده مثل حلمة الثدي عليه شعيرات بيض وقال انهم يخرجون علي خير فرقة من الناس يقتلهم أدنى الطائفتين إلى الحق وهذا كله في الصحيح فثبت أن قتلهم لخصوص صفتهم لا لعموم كونهم بغاة أو محاربين وهذا القدر موجود في الواحد منهم كوجوده في العدد منهم وانما لم يقتلهم علي رضي الله عنه اول ما ظهروا لانه لم يتبين له انهم الطائفة المنعوتة حتى سفكوا دم ابن خباب واغاروا على سرح الناس فظهر فيهم قوله يقتلون هل الإسلام ويدعون أهل الأوثان فعلم انهم المارقون ولانه لو قتلهم قبل المحاربة له لربما غضبت لهم قبائلهم وتفرقوا على علي رضي الله عنه وقد كان حاله في حاجته إلى مداراة عسكره واستئلافهم كحال النبي في حاجته في أول الامر إلى استئلاف المنافقين وأيضا فان القوم لم يعترضوا لرسول الله بل كانوا يعظمونه ويعظمون أبا بكر وعمر ولكن غلوا في الدين غلوا جازوا به حده لنقص عقولهم وعملهم فصاروا كما تاوله علي فيهم من قوله عز وجل قل هل ننبئكم بالاخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا
    واوجب ذلك لهم عقائد فاسدة ترتب عليها افعال منكرة كفرهم بها كثير من الأمة وتوقف فيها آخرون فلما رأى النبي الرجل
    الطاعن عليه في القسمة الناسب له عدم العدل بجهله وغلوه وظنه أن العدل هو ما يعتقده من التسوية بين جميع الناس دون النظر الى ما في تخصيص بعض الناس وتفضيله من مصلحة التأليف وغيرها من المصالح علم ان هذا أول أولئك فانه إذا طعن عليه في وجهه فهو على سنته بعد موته وعلى خلفائه اشد طعنا
    وقد حكى أرباب المقالات عن الخوارج انهم يجوزون على الأنبياء الكبائر ولهذا لا يلتفتون إلى السنة المخالفة في رأيهم لظاهر القران وان كانت متواترة فلا يرجمون الزاني ويقطعون يد السارق فيما قل او كثر زعما منهم على ما قيل ان لاحجة إلا القران وان السنة الصادرة عن الرسول ليست حجة بناء على ذلك الأصل الفاسد
    قال من حكى ذلك عنهم انهم لا يطعنون في النقل لتواتر ذلك وانما يبنونه على هذا الأصل ولهذا قال النبي في صفتهم انهم يقرؤون القران لا يجاوز حناجرهم يتاولونه برأيهم من غير
    استدلال على معانيه بالسنة وهم لا يفهمونه بقلوبهم إنما يتلونه بالسنتهم والتحقيق انهم أصناف مختلفة فهذا رأي طائفة منهم وطائفة قد يكذبون النقلة وطائفة لم يسمعوا ذلك ولم يطلبوا علمه وطائفة يزعمون أن ما ليس له ذكر في القران بصريحه ليس حجة على الخلق إما لكونه منسوخا أو مخصوصا بالرسول أو غير ذلك وكذلك ما ذكر من تجويزهم الكبائر فأظنه والله اعلم قول طائفة منهم وعلى كل حال فمن كان يعتقد ان النبي جائر في قسمه يقول انه يفعلها بامر الله فهو مكذب له ومن زعم ان يجوز في حكمه أو قسمه فقد زعم انه خائن وان اتباعه لايجب وهو مناقض لما تضمنه الرسالة من أمانته ووجوب طاعته وزوال الحرج عن النفس من قضائه بقوله وفعله فانه قد بلغ عن الله انه أوجب طاعته والانقياد لحكمه ولانه لا يحيف على احد فم طعن في هذا فقد طعن في صحة تبليغه وذلك طعن في نفس الرسالة وبهذا يتبين صحة رواية من روى الحديث ومن يعدل إذا لم اعدل لقد خبت وخسرت ان لم اكن اعدل لان هذا الطاعن يقول انه رسول الله وانه يجب عليه تصديقه وطاعته فإذا قال انه لم يعدل فقد لزم انه
    صدق غير عدل ولا امين ومن اتبع مثل ذلك فهو خائب خاسر كما وصفهم الله تعالى بانهم من الاخسرين أعمالا وان حسبوا انهم يحسنون صنعا ولانه من لم يؤتمن على المال يؤتمن على ما هو اعظم منه ولهذا قال ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء يأتيني خبر السماء صباحا ومساء وقال لما قال له اتق الله اولست أحق أهل الأرض أن يتق الله وذلك لان الله قال فيما بلغه إليهم الرسول وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا بعد قوله ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول الآية فبين سبحانه انه ما نهى عنه من مال الفيء فعلينا ان ننتهي عنه فيجب ان يكون أحق اهل الأرض أن يتق الله إذ لولا ذلك لكانت الطاعة له ولغيره أن تساويا أو لغيره دونه أن كان دونه وهذا كفر بما جاء به وهذا ظاهر
    وقوله شر الخلق والخليقة وقوله شر قتلى تحت اديم السماء نص في انهم من المنافقين لان المنافقين أسوأ حالا من الكفار
    وكذلك في حديث أبى امامة أن قوله تعالى أكفرتم بعد إيمانكم نزلت فيهم وهذا مما لاخلاف فيه اذا صرحوا بالطعن في الرسول والعيب عليه كفعل أولئك اللامريين له
    فإذا ثبت بهذه الأحاديث الصحيحة انه أمر بقتل من كان من جنس ذلك الرجل الذي لمزه أينما لقوا واخبر انهم شر الخليقة وثبت انهم من المنافقين كان ذلك دليلا على صحة معنى حديث الشعبي في استحقاق أصلهم للقتل
    يبقى ان يقال ففي الحديث الصحيح انه نهى عن قتل ذلك اللامز
    فنقول حديث الشعبي هو أول ظهور هؤلاء كما تقدم فيشير والله اعلم ان يكون أمر بقتله أولا طمعا في انقطاع أمرهم وان كان قد كان يعفو عن اكثر المنافقين لانه خاف من هذا انتشار الفساد من بعده على الأمة ولهذا قال لو قتلته لرجوت أن يكون أولهم واخرهم وكان ما يحصل بقتله من المصلحة العظيمة اعظم مما يخاف من
    نفور بعض الناس بقتله فلما لم يوجد وتعذر قتله ومع النبي بما اوحاه الله إليه من العلم ما فضله الله به فكأنه علم انه لابد من خروجهم انه لا مطمع في استئصالهم كما انه لما علم ان الدجال خارج لا محالة نهى عمر عن قتل ابن صياد وقال ان يكنه فلن تسلط عليه وان لا يكنه فلا خير لك في قتله فكان هذا مما أوجب نهيه بعد ذلك عن قتل ذي الخويصرة لما لمزه في غنائم حنين وكذلك لما قال عمر ائذن لي فاضرب عنقه قال دعه فان له أصحابا يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية إلى قوله يخرجون على حين فرقة من الناس فامر بتركه لاجل أن له أصحابا خارجين بعد ذلك فظهر أن
    علمه بأنهم لابد أن يخرجوا منعه من أن يقتل منهم أحدا فيتحدث الناس بان محمدا يقتل أصحابه الذين يصلون معه وتنفر بذلك عن الإسلام قلوب كثير من غير مصلحة تغمر هذه المفسدة هذا مع انه كان له أن يعفو عمن أذاه مطلقا بابي هو وامي
    وبهذا يتبين سبب كونه في بعض الحديث يعلل بأنه يصلي وفي بعضه بان لا يتحدث الناس أو محمدا يقتل أصحابه وفي بعضه بان له أصحابا سيخرجون وسيأتي إن شاء الله ذكر بعض هذه الأحاديث وان كان هذا الموضع خليقا بها أيضا فثبت أن كل من لمز النبي في حكمه أو قسمه فانه يجب قتله كما أتمر به في حياته وبعد موته وانه إنما عفا عن ذلك اللامز في حياته كما قد كان يعفو عمن يؤذيه من المنافقين لما علم انهم خارجون في الأمة لا محالة وان ليس في قتل ذلك الرجل كثير فائدة بل فيه من المفسدة ما في قتل سائر المنافقين واشد ومما يشهد لمعنى هذا الحديث قول أبو بكر رضي الله عنه في الحديث المشهور لما أراد أبو برزة أن يقتل الرجل الذي اغلظ لأبى بكر وتغيظ عليه أبو بكر وقال له أبو برزة اقتله فقال أبو بكر ما كانت لأحد بعد رسول الله )
    فان هذا كما تقدم من دليل على ان الصديق علم ان النبي يطاع امره في قتل من امر بقتله ممن اغضب النبي
    فلما كان في حديث الشعبي انه امر ابا بكر بقتل ذلك الذي لمزه حتى اغضبه كانت هذه القضية بمنزلة العمدة لقول الصديق وكان قول صديق رضى الله عنه دليلا على صحة معناها
    ومما يدل على انهم كانوا يرون قتل من علموا انه من اولئك الخوارج وان كان منفردا حديث صبيغ بن عسل وهو مشهور قال ابو عثمان النهدي سال رجل من بني يربوع او من بني تميم عمر بن الخطاب رضى الله عنه عن الذاريات والمرسلات والنازعات او عن بعضهن فقال عمر ضع عن راسك فاذا له وفرة فقال عمر اما والله لو رايتك محلوقا لضربت الذي فيه عيناك ثم قال ثم كتب الى اهل البصرة او قال الينا ان لا تجالسوه قال فلو جاء ونحن مئة تفرقنا رواه الاموي وغيره باسناد صحيح فهذا عمر يحالف بين المهاجرين والانصار انه لو راى العلامة التي وصف بها النبي الخوارج لضرب عنقه مع انه هو الذي نهاه النبي عن قتل ذي الخويصرة فعلم انه فهم من قول النبي اينما لقيتموهم فاقتلوهم القتل مطلقا وان العفو عن ذلك كان في حال الضعف والاستئلاف )0اه كلامه رحمه الله

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Nov 2004
    الدولة
    \\\\\\\\\
    المشاركات
    2,713
    اخي الناصر بارك الله فيك وفي ردك على الجويهل الجهني السفيه
    قال العلامة الشيخ فالح بن نافع الحربي{{ وإنني أحذر المسلمين من هذه الشبكة الخبيثة -شبكة سحاب-المفسدة كما أرى أنه يجب على كل ناصح أن يحذرها، ويحذر منها؛
    فقد أصبحت ملتقى لأصحاب الطيش، والجهل وسيئ الأدب }}


  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    الدولة
    اليمن
    المشاركات
    2,483
    قال حافظ حكمي رحمه الله وغفر له في معاج القبول ج2 ص 856:(وقد أنكر الصراط والمرور عليه أهل البدعة والهوى من الخوارج ومن تابعهم من المعتزلة وتأولوا الورود برؤية النار لا أنه الدخول والمرور على ظهرها وذلك لا اعتقادهم أن من دخل النار لا يخرج منها ولو بالاصرار على صغيرة فخالفوا الكتاب والسنة والجماعة وردوا الآيات والأحاديث الواردة في الورود والمقام المحمود والشفاعة )0
    وقال رحمه الله في ج2 ص 896:(
    وثالثا يشفع في أقوام ماتوا *** على دين الهدى الإسلام
    وأوبقتهم كثرة الآثام*** فأدخلوا النار بذا الإجرام
    أن يخرجوا منها إلى الجنان *** بفضل رب العرش ذي الإحسان فهذه الشفاعة حق يؤمن بها أهل السنة والجماعة كما آمن بها الصحابة رضوان الله تعالى عليهم ودرج على الإيمان بذلك التابعون لهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأنكرها في آخر عصر الصحابة الخوارج وأنكرها في عصرالتابعين المعتزلة وقالوا بخلود من دخل النار من عصاة الموحدين الذين يشهدون أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ويشهدون أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويصومون رمضان ويحجون البيت الحرام ويسألون الله الجنة ويستعيذون به من النار في كل صلاة ودعاء غير أنهم ماتوا مصرين على معصية عملية عالمين بتحريمها معتقدين مؤمنين بما جاء فيه الوعيد الشديد فقضوا بتخليدهم في جهنم مع فرعون وهامان وقارون فجحدوا قول الله عز وجل أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض أن نجعل المتقين كالفجار عز وجل أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون وقول تعالى أفنجعل المسلمين كالمجرمين ما لكم كيف تحكمون أفلا تذكرون وغيرها من الآيات وسائر الأحاديث الواردة)0
    وقال رحمه الله في ج3 ص 1020:( وما تمسك به الخوارج والمعتزلة وأضرابهم من التشبث بنصوص الكفر والفسوق الأصغر واستدلالهم به على الأكبر فذلك مما جنته أفهامهم الفاسدة وأذهانهم البعيدة وقلوبهم الغلف فضربوا نصوص الوحي بعضها ببعض واتبعوا ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله فقالت الخوارج المصر على كبيرة من زنا أو شرب خمر أو ربا كافر مرتد خارج من الدين بالكلية لا يصلى عليه ولا يدفن في مقابر المسلمين ولو أقر لله تعالى بالتوحيد وللرسول صلى الله عليه وسلم بالبلاغ وصلى وصام وزكى وحج وجاهد وهو مخلد في النار أبدا مع إبليس وجنوده ومع فرعون وهامان وقارون وقالت المعتزلة العصاة ليسوا مؤمنين ولا كافرين ولكن نسميهم فاسقين فجعلوا الفسق منزلة بين المنزلتين ولكنهم لم يحكموا به بمنزلة في الآخرة بين المنزلتين بل قضوا بتخليده في النار أبدا كاالذين قبلهم فوافقوا الخوارج مآلا وخالفوهم مقالا وكان الكل مخطئين ضلالا وقابل ذلك المرجئة فقالوا لا تضر المعاصي مع الإيمان لابنقص لا منافاة ولا يدخل النار أحد بذنب دون الكفر بالكلية ولا تفاضل عندهم بين إيمان الفاسق الموحد وبين إيمان أبي بكر وعمر حتى ولا تفاضل بينهم وبين الملائكة لا ولا فرق عندهم بين المؤمنين والمنافقين إذا الكل مستوفى النطق بالشهادتين كما قدمنا اعتقادهم في بحث الإيمان نسأل الله تعالى العافية)0
    وقال رحمه الله ناقلا عن ابن خزيمة رحمهما الله جميعا كما في ج 3 ص 1024:( قال إمام الأئمة أبو بكر محمد بن اسحاق بن خزيمة رحمه الله تعالى في كتاب التوحيد بعد سرده أحاديث الشفاعة بأسانيدها قال قد روينا أخبارا عن النبي صلى الله عليه وسلم يحسب كثير من اهل الجهل والعناد انها خلاف هذه الأخبار التي ذكرناها مع كثرتها وعدالة ناقليها في الشفاعة وفي إخراج بعض اهل التوحيد من النار بعد ما دخلوها بذنوبهم وخطاياهم وليست بخلاف تلك الأخبار عندنا بحمد الله ونعمته واهل الجهل الذين ذكرتهم في هذا الفصل صنفان صنف منهم من الخوارج والمعتزلة انكرت اخراج أحد من النار ممن دخل النار وأنكرت هذه الأخبار التي ذكرناها في الشفاعة الصنف الثاني الغالية من المرجئة التي تزعم ان النار حرمت على من قال لا اله إلا الله تتأول هذا الأخبار التي رويت عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذه اللفظة على خلاف تأويلها000)0
    وقال رحمه الله ناقلا عن ابن خزيمة أيضا كما في ج 3 ص 1033 قال حافظ حكمي رحمه الله :( ثم لما انتهى من الكلام على ما احتج به المرجئة على باطلهم وكفر به الخوارج وردوه بباطل آخر شرع رحمه الله في بيان ما تشبث به الخوارج واحتجوا به على باطلهم وما كفر به المرجئة وردوه بباطل آخر فقال رحمه الله تعالى باب ذكر أخبار رويت عن النبي صلى الله عليه وسلم ثابتة من جهة النقل جهل معناها فرقتان فرقة المعتزلة والخوارج احتجوا بها وادعوا أن مرتكب الكبيرة إذا مات قبل التوبة منها مخلد في النار محرم عليه الجنان والفرقة الأخرى المرجئة كفرت بهذه الأخبار وأنكرتها ودفعتها جهلا منها بمعانيها وأنا ذاكرها بأسانيدها وألفاظ متونها ومبين معانيها بتوفيق الله000)0
    ************************************************
    ***قال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب النجدي رحمه الله كما في مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب النجدي رحمه الله ج1 ص122 :( وسر المسألة أن الإيمان يتجزأ ولا يلزم إذا ذهب بعضه أن يذهب كله بل هو مذهب الخوارج فالذي يقول الأعمال كلها من لا إله إلا الله فقوله الحق والذي يقول يخرج من النار من قالها وفي قلبه من الإيمان مثقال ذرة فقوله الحق)0
    *** وقال رحمه الله كما في ج1 ص233:( وأما المسألة الثالثة وهي من أكبر تلبيسك الذي تلبس به على العوام إن أهل العلم قالوا لا يجوز تكفير المسلم بالذنب وهذا حق ولكن ليس هذا ما نحن فيه وذلك أن الخوارج يكفرون من زنى أو من سرق أو سفك الدم بل كل كبيرة إذا فعلها المسلم كفر وأما أهل السنة فمذهبهم أن المسلم لا يكفر إلا بالشرك000)0
    *** وقال رحمه الله كما في ج1 ص244، 245:( وأما أصول الدين التي أوضحها الله وأحكمها في كتابه فإن حجة الله هو القرآن فمن بلغه القرآن فقد بلغته الحجة ولكن أصل الإشكال أنكم لم تفرقوا بين قيام الحجة وبين فهم الحجة فإن أكثر الكفار والمنافقين من المسلمين لم يفهموا حجة الله مع قيامها عليهم كما قال تعالى أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبلا وقيام الحجة نوع وبلوغها نوع وقد قامت عليهم وفهمهم إياها نوع آخر وكفرهم ببلوغها إياهم وإن لم يفهموها إن أشكل عليكم ذلك فانظروا قوله صلى الله عليه وسلم في الخوارج أينما لقيتموهم فاقتلوهم وقوله شر قتلى تحت أديم السماء مع كونهم في عصر الصحابة ويحقر الإنسان عمل الصحابة معهم ومع إجماع الناس أن الذي أخرجهم من الدين هو التشدد والغلو والاجتهاد وهم يظنون أنهم يطيعون الله وقد بلغتهم الحجة ولكن لم يفهموها)0
    التعديل الأخير تم بواسطة الناصر ; 12-27-2005 الساعة 11:34 AM

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    الدولة
    اليمن
    المشاركات
    2,483
    قال المناوي في فيض القدير، شرح الجامع الصغير
    الجزء الثالث :- فصل في المحلى بأل من هذا الحرف [أي حرف الخاء]ـ قال وهو يشرح حديث الخوارج كلاب النار:( - (الخوارج) الذين يزعمون أن كل من أتى كبيرة فهو كافر مخلد في النار أبداً (كلاب) أهل (النار) هم قوم {ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً} وذلك لأنهم دأبوا ونصبوا في العبادة وفي قلوبهم زيغ فمرقوا من الدين بإغواء شيطانهم حتى كفروا الموحدين بذنب واحد وتأوّلوا التنزيل على غير وجهه فخذلوا بعد ما أيدوا حتى صاروا كلاب النار فالمؤمن يستر ويرحم ويرجو المغفرة والرحمة والمفتون الخارجي يهتك ويعير ويقنط وهذه أخلاق الكلاب وأفعالهم فلما كلبوا على عباد اللّه ونظروا لهم بعين النقص والعداوة ودخلوا النار صاروا في هيئة أعمالهم كلاباً كما كانوا على أهل السنة في الدنيا كلاباً بالمعنى المذكور.)0

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Oct 2005
    المشاركات
    322
    جزاك الله خيرا على هذا البيان الطيب

    وهذا الجهني الكذاب يحاول الترقيع لشيخه

    ولكن لايعلم الجويهل الرويبضة ان لشيخه هذه العبارة في كثير من اشرطته
    وقوله عن عقيدتهم انها سلفية وان عقيدتهم طيبة وغيرها من العبارات المشابهه لها
    وسيسمعها عما قريب باذن الله تعالى
    وسنرى حينها بما سيرقع لشيخه

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    الدولة
    اليمن
    المشاركات
    2,483
    جزاكم الله خيرا جميعا وبارك فيكم ورفع قدركم في الدارين
    قال السرخسي رحمه الله في المبسوط : كتاب الحيض والنفاس : فصل الأحكام التي تتعلق بالحيض
    وَمِنْهَا أَنَّهُ يَلْزَمُهَا قَضَاءُ الصَّوْمِ دُونَ الصَّلَاةِ لِمَا رُوِيَ أَنَّ امْرَأَةً قَالَتْ : لِعَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا مَا بَالُ إحْدَانَا تَقْضِي صِيَامَ أَيَّامِ الْحَيْضِ وَلَا تَقْضِي الصَّلَاةَ فَقَالَتْ : أَحَرُورِيَّةٌ أَنْتِ كُنَّا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَقْضِي صِيَامَ أَيَّامِ الْحَيْضِ ، وَلَا نَقْضِي الصَّلَاةَ أَنْكَرَتْ عَلَيْهَا السُّؤَالَ لِشُهْرَةِ الْحَالِ وَنَسَبَتْهَا إلَى حَرُورَاءَ وَهِيَ قَرْيَةٌ كَانَ أَهْلُهَا يَسْأَلُونَ سُؤَالَ التَّعَنُّتِ فِي الدِّينِ .

    وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله في شرحه لصحيح البخاري باب ‏من ترك قتال الخوارج للتألف وأن لا ينفر الناس عنه‏ :(

    ‏قوله ( فإن له أصحابا ) ‏
    ‏هذا ظاهره أن ترك الأمر بقتله بسبب أن له أصحابا بالصفة المذكورة , وهذا لا يقتضي ترك قتله مع ما أظهره من مواجهة النبي صلى الله عليه وسلم بما واجهه , فيحتمل أن يكون لمصلحة التأليف كما فهمه البخاري لأنه وصفهم بالمبالغة في العبادة مع إظهار الإسلام , فلو أذن في قتلهم لكان ذلك تنفيرا عن دخول غيرهم في الإسلام , ويؤيده رواية أفلح ولها شواهد , ووقع في رواية أفلح " سيخرج أناس يقولون مثل قوله " . ‏

    ‏قوله ( يحقر أحدكم صلاته مع صلاته وصيامه مع صيامه ) ‏
    ‏كذا في هذه الرواية بالإفراد , وفي رواية شعيب وغيره " مع صلاتهم " بصيغة الجمع فيه وفي قوله " مع صيامهم " وقد تقدم في ثاني أحاديث الباب الذي قبله وزاد في رواية شعيب ويونس " يقرءون القرآن ولا يجاوز تراقيهم " بمثناة وقاف جمع ترقوة بفتح أوله وسكون الراء وضم القاف وفتح الواو وهي العظم الذي بين نقرة النحر والعاتق , والمعنى أن قراءتهم لا يرفعها الله ولا يقبلها , وقيل لا يعملون بالقرآن فلا يثابون على قراءته فلا يحصل لهم إلا سرده . وقال النووي : المراد أنهم ليس لهم فيه حظ إلا مروره على لسانهم لا يصل إلى حلوقهم فضلا عن أن يصل إلى قلوبهم , لأن المطلوب تعقله وتدبره بوقوعه في القلب . قلت : وهو مثل قوله فيهم أيضا " لا يجاوز إيمانهم حناجرهم " أي ينطقون بالشهادتين ولا يعرفونها بقلوبهم , ووقع في رواية لمسلم " يقرءون القرآن رطبا " قيل المراد الحذق في التلاوة أي يأتون به على أحسن أحواله , وقيل المراد أنهم يواظبون على تلاوته فلا تزال ألسنتهم رطبة به , وقيل هو كناية عن حسن الصوت به حكاها القرطبي , ويرجح الأول ما وقع في رواية أبي الوداك عن أبي سعيد عند مسدد " يقرءون القرآن كأحسن ما يقرؤه الناس " ويؤيد الآخر قوله في رواية مسلم عن أبي بكرة عن أبيه " قوم أشداء أحداء ذلقة ألسنتهم بالقرآن " أخرجه الطبري وزاد في رواية عبد الرحمن بن أبي نعم عن أبي سعيد " يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان , يمرقون " وأرجحها الثالث . ‏

    ‏قوله ( يمرقون من الدين كما يمرق السهم ) ‏
    ‏يأتي تفسيره في الحديث الثاني , وفي رواية الأوزاعي كمروق السهم . ‏

    ‏قوله ( من الرمية ) ‏
    ‏في رواية معبد بن سيرين عن أبي سعيد الآتية في آخر كتاب التوحيد " لا يعودون فيه حتى يعود السهم إلى فوقه " والرمية فعيلة من الرمي والمراد الغزالة المرمية مثلا . ووقع في حديث عبد الله بن عمرو من رواية مقسم عنه " فإنه سيكون لهذا شيعة يتعمقون في الدين يمرقون منه " الحديث , أي يخرجون من الإسلام بغتة كخروج السهم إذا رماه رام قوي الساعد فأصاب ما رماه فنفذ منه بسرعة بحيث لا يعلق بالسهم ولا بشيء منه من المرمي شيء , فإذا التمس الرامي سهمه وجده ولم يجد الذي رماه فينظر في السهم ليعرف هل أصاب أو أخطأ فإذا لم يره علق فيه شيء من الدم ولا غيره ظن أنه لم يصبه والفرض أنه أصابه , وإلى ذلك أشار بقوله " سبق الفرث والدم " أي جاوزهما ولم يتعلق فيه منهما شيء بل خرجا بعده , وقد تقدم شرح القذذ في علامات النبوة , ووقع في رواية أبي نضرة عن أبي سعيد عند مسلم فضرب النبي صلى الله عليه وسلم لهم مثلا الرجل يرمي الرمية الحديث , وفي رواية أبي المتوكل الناجي عن أبي سعيد عند الطبري " مثلهم كمثل رجل رمى رمية فتوخى السهم حيث وقع فأخذه فنظر إلى فوقه فلم ير به دسما ولا دما " لم يتعلق به شيء من الدسم والدم , كذلك هؤلاء لم يتعلقوا بشيء من الإسلام , وعنده في رواية عاصم بن شمخ بفتح المعجمة وسكون الميم بعدها معجمة بعد قوله من الرمية " يذهب السهم فينظر في النصل فلا يرى شيئا من الفرث والدم " الحديث , وفيه " يتركون الإسلام وراء ظهورهم " وجعل يديه وراء ظهره , وفي رواية أبي إسحاق مولى بني هاشم عن أبي سعيد في آخر الحديث " لا يتعلقون من الدين بشيء كما لا يتعلق بذلك السهم " أخرجه الطبري , وفي حديث أنس عن أبي سعيد عند أحمد وأبي داود والطبري " لا يرجعون إلى الإسلام حتى يرتد السهم إلى فوقه " وجاء عن ابن عباس عند الطبري وأوله في ابن ماجه بسياق أوضح من هذا ولفظه " سيخرج قوم من الإسلام خروج السهم من الرمية عرضت للرجال فرموها فانمرق سهم أحدهم منها فخرج فأتاه فنظر إليه فإذا هو لم يتعلق بنصله من الدم شيء , ثم نظر إلى القذذ فلم يره تعلق من الدم بشيء , فقال : إن كنت أصبت فإن بالريش والفوق شيئا من الدم , فنظر فلم ير شيئا تعلق بالريش والفوق . قال : كذلك يخرجون من الإسلام " وفي رواية بلال بن يقطر عن أبي بكرة " يأتيهم الشيطان من قبل دينهم " وللحميدي وابن أبي عمر في مسنديهما من طريق أبي بكر مولى الأنصار عن علي " أن ناسا يخرجون من الدين كما يخرج السهم من الرمية ثم لا يعودون فيه أبدا " . ‏

    ‏قوله ( آيتهم ) ‏
    ‏أي علامتهم , ووقع في رواية ابن أبي مريم عن علي عند الطبري " علامتهم " . ‏

    ‏قوله ( رجل إحدى يديه أو قال ثدييه ) ‏
    ‏هكذا للأكثر بالتثنية فيهما مع الشك هل هي تثنية يد أو ثدي بالمثلثة , وفي رواية المستملي هنا بالمثلثة فيهما فالشك عنده هل هو الثدي بالإفراد أو بالتثنية , ووقع في رواية الأوزاعي " إحدى يديه " تثنية يد ولم يشك , وهذا هو المعتمد , فقد وقع في رواية شعيب ويونس " إحدى عضديه " . ‏

    ‏قوله ( مثل ثدي المرأة أو قال مثل البضعة ) ‏
    ‏بفتح الموحدة وسكون المعجمة أي القطعة من اللحم . ‏

    ‏قوله ( تدردر ) ‏
    ‏بفتح أوله ودالين مهملتين مفتوحتين بينهما راء ساكنة وآخره راء وهو على حذف إحدى التاءين وأصله تتدردر ومعناه تتحرك وتذهب وتجيء , وأصله حكاية صوت الماء في بطن الوادي إذا تدافع , وفي رواية عبيدة بن عمرو عن علي عند مسلم " فيهم رجل مخدج اليد أو مودن اليد أو مثدون اليد " والمخدج بخاء معجمة وجيم والمودن بوزنه والمثدون بفتح الميم وسكون المثلثة , وكلها بمعنى وهو الناقص , وله من رواية زيد بن وهب عن علي " وغاية ذلك أن فيهم رجلا له عضد ليس له ذراع على رأس عضده مثل حلمة الثدي عليه شعرات بيض " وعند الطبري من وجه آخر " فيهم رجل مجدع اليد كأنها ثدي حبشية " وفي رواية أفلح بن عبد الله " فيها شعرات كأنها سخلة سبع , وفي رواية أبي بكر مولى الأنصار " كثدي المرأة لها حلمة كحلمة المرأة حولها سبع هلبات " وفي رواية عبيد الله بن أبي رافع عن علي عند مسلم " منهم أسود إحدى يديه طبي شاة أو حلمة ثدي " فأما الطبي فهو بضم الطاء المهملة وسكون الموحدة وهي الثدي , وعند الطبري من طريق طارق بن زياد عن علي " في يده شعرات سود " والأول أقوى , وقد ذكر صلى الله عليه وسلم للخوارج علامة أخرى ففي رواية معبد بن سيرين عن أبي سعيد " قيل ما سيماهم , قال : سيماهم التحليق " وفي رواية عاصم ابن شمخ عن أبي سعيد " فقام رجل فقال : يا نبي الله هل في هؤلاء القوم علامة ؟ قال : يحلقون رءوسهم فيهم ذو ثدية " وفي حديث أنس عن أبي سعيد " هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا , قيل : يا رسول الله ما سيماهم ؟ قال التحليق " هكذا أخرجه الطبري , وعند أبي داود بعضه . ‏

    ‏قوله ( يخرجون على خير فرقة من الناس ) ‏
    ‏كذا للأكثر هنا , وفي علامات النبوة وفي الأدب " حين " بكسر المهملة وآخره نون و " فرقة " بضم الفاء . ووقع في رواية عبد الرزاق عند أحمد وغيره " حين فترة من الناس " بفتح الفاء وسكون المثناة , ووقع للكشميهني في هذه المواضع " على خير " بفتح المعجمة وآخره راء و " فرقة " بكسر الفاء والأول المعتمد وهو الذي عند مسلم وغيره وإن كان الآخر صحيحا ويؤيد الأول أن عند مسلم من طريق أبي نضرة عن أبي سعيد " تمرق مارقة عند فرقة من المسلمين يقتلهم أولى الطائفتين بالحق " وفي لفظ له " يكون في أمتي فرقتان فيخرج من بينهما طائفة مارقة يلي قتلهم أولاهم بالحق " وفي لفظ له " يخرجون في فرقة من الناس يقتلهم أدنى الطائفتين إلى الحق " وفيه " فقال أبو سعيد : وأنتم قتلتموهم يا أهل العراق " وفي رواية الضحاك المشرقي عن أبي سعيد " يخرجون على فرقة مختلفة يقتلهم أقرب الطائفتين إلى الحق " وفي رواية أنس عن أبي سعيد عند أبي داود " من قاتلهم كان أولى بالله منهم " . ‏

    ‏قوله ( قال أبو سعيد ) ‏
    ‏هو متصل بالسند المذكور . ‏

    ‏قوله ( أشهد سمعت من النبي صلى الله عليه وسلم ) ‏
    ‏كذا هنا باختصار , وفي رواية شعيب ويونس " قال أبو سعيد فأشهد أني سمعت هذا الحديث من النبي صلى الله عليه وسلم , وقد مضى في الباب الذي قبله من وجه آخر عن أبي سعيد " سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يخرج في هذه الأمة " وفي رواية أفلح بن عبد الله " حضرت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم " . ‏

    ‏قوله ( وأشهد أن عليا قتلهم ) ‏
    ‏في رواية شعيب ( أن علي بن أبي طالب قاتلهم " وكذا وقع في رواية الأوزاعي ويونس " قاتلهم " ووقع في رواية أفلح بن عبد الله " وحضرت مع علي يوم قتلهم بالنهروان " ونسبة قتلهم لعلي لكونه كان القائم في ذلك , وقد مضى في الباب قبله من رواية سويد بن غفلة عن علي " أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتلهم " ولفظه " فأينما لقيتموهم فاقتلوهم " وقد ذكرت شواهده , ومنها حديث نصر بن عاصم عن أبي بكرة رفعه " إن في أمتي أقواما يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم , فإذا لقيتموهم فأنيموهم " أي فاقتلوهم أخرجه الطبري , وتقدم في أحاديث الأنبياء وغيرها " لئن أدركتهم لأقتلنهم " وأخرج الطبري من رواية مسروق قال " قالت لي عائشة : من قتل المخدج ؟ قلت : علي قالت فأين قتله ؟ قلت على نهر يقال لأسفله النهروان . قالت : ائتني على هذا ببينة , فأتيتها بخمسين نفسا شهدوا أن عليا قتله بالنهروان " أخرجه أبو يعلى والطبري , وأخرج الطبراني في " الأوسط " من طريق عامر بن سعد قال " قال عمار لسعد : أما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : يخرج أقوام من أمتي يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية يقتلهم علي بن أبي طالب ؟ قال : إي والله " وأما صفة قتالهم وقتلهم فوقعت عند مسلم في رواية زيد بن وهب الجهني أنه كان في الجيش الذين كانوا مع علي حين ساروا إلى الخوارج فقال علي بعد أن حدث بصفتهم عن النبي صلى الله عليه وسلم : والله إني لأرجو أن يكونوا هؤلاء القوم , فإنهم قد سفكوا الدم الحرام وأغاروا في سرح الناس , قال فلما التقينا وعلى الخوارج يومئذ عبد الله بن وهب الراسبي فقال لهم : ألقوا الرماح وسلوا سيوفكم من جفونها فإني أخاف أن يناشدوكم كما ناشدوكم يوم حروراء , قال فشجرهم الناس برماحهم , قال فقتل بعضهم على بعض , وما أصيب من الناس يومئذ إلا رجلان . وأخرج يعقوب بن سفيان من طريق عمران بن جرير عن أبي مجلز قال : كان أهل النهر أربعة آلاف فقتلهم المسلمون ولم يقتل من المسلمين سوى تسعة , فإن شئت فاذهب إلى أبي برزة فاسأله فإنه شهد ذلك . وأخرج إسحاق بن راهويه في مسنده من طريق حبيب بن أبي ثابت قال : أتيت أبا وائل فقلت : أخبرني عن هؤلاء القوم الذين قتلهم علي فيم فارقوه وفيم استحل قتالهم ؟ قال : لما كنا بصفين استحر القتل في أهل الشام فرفعوا المصاحف فذكر قصة التحكيم , فقال الخوارج ما قالوا ونزلوا حروراء , فأرسل إليهم علي فرجعوا ثم قالوا نكون في ناحيته فإن قبل القضية قاتلناه وإن نقضها قاتلنا معه , ثم افترقت منهم فرقة يقتلون الناس فحدث علي عن النبي صلى الله عليه وسلم بأمرهم . وعند أحمد والطبراني والحاكم من طريق عبد الله بن شداد أنه دخل على عائشة مرجعه من العراق ليالي قتل علي فقالت له عائشة تحدثني بأمر هؤلاء القوم الذين قتلهم علي , قال : إن عليا لما كاتب معاوية وحكما الحكمين خرج عليه ثمانية آلاف من قراء الناس فنزلوا بأرض يقال لها حروراء من جانب الكوفة وعتبوا عليه فقالوا : انسلخت من قميص ألبسكه الله ومن اسم سماك الله به , ثم حكمت الرجال في دين الله ولا حكم إلا لله , فبلغ ذلك عليا فجمع الناس فدعا بمصحف عظيم فجعل يضربه بيده ويقول : أيها المصحف حدث الناس , فقالوا ماذا إنسان ؟ إنما هو مداد وورق , ونحن نتكلم بما روينا منه , فقال : كتاب الله بيني وبين هؤلاء , يقول الله في امرأة رجل ( فإن خفتم شقاق بينهما ) الآية , وأمة محمد أعظم من امرأة رجل , ونقموا علي أن كاتبت معاوية , وقد كاتب رسول الله صلى الله عليه وسلم سهيل بن عمرو ولقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة . ثم بعث إليهم ابن عباس فناظرهم فرجع منهم أربعة آلاف فيهم عبد الله بن الكواء , فبعث علي إلى الآخرين أن يرجعوا فأبوا . فأرسل إليهم : كونوا حيث شئتم وبيننا وبينكم أن لا تسفكوا دما حراما ولا تقطعوا سبيلا ولا تظلموا أحدا , فإن فعلتم نبذت إليكم الحرب . قال عبد الله بن شداد : فوالله ما قتلهم حتى قطعوا السبيل وسفكوا الدم الحرام الحديث . وأخرج النسائي في الخصائص صفة مناظرة ابن عباس لهم بطولها . وفي الأوسط للطبراني من طريق أبي السائغة عن جندب بن عبد الله البجلي قال : لما فارقت الخوارج عليا خرج في طلبهم فانتهينا إلى عسكرهم فإذا لهم دوي كدوي النحل من قراءة القرآن , وإذا فيهم أصحاب البرانس أي الذين كانوا معروفين بالزهد والعبادة , قال فدخلني من ذلك شدة , فنزلت عن فرسي وقمت أصلي فقلت : اللهم إن كان في قتال هؤلاء القوم لك طاعة فائذن لي فيه . فمر بي علي فقال لما حاذاني تعوذ بالله من الشك يا جندب , فلما جئته أقبل رجل على برذون يقول إن كان لك بالقوم حاجة فإنهم قد قطعوا النهر , قال ما قطعوه ثم جاء آخر كذلك , ثم جاء آخر كذلك قال : لا ما قطعوه ولا يقطعونه وليقتلن من دونه عهد من الله ورسوله , قلت الله أكبر , ثم ركبنا فسايرته فقال لي : سأبعث إليهم رجلا يقرأ المصحف يدعوهم إلى كتاب الله وسنة نبيهم فلا يقبل علينا بوجهه حتى يرشقوه بالنبل ولا يقتل منا عشرة ولا ينجو منهم عشرة , قال فانتهينا إلى القوم فأرسل إليهم رجلا فرماه إنسان فأقبل علينا بوجهه فقعد وقال علي : دونكم القوم فما قتل منا عشرة ولا نجا منهم عشرة . وأخرج يعقوب بن سفيان بسند صحيح عن حميد بن هلال قال حدثنا رجل من عبد القيس قال : لحقت بأهل النهر فإني مع طائفة منهم أسير إذ أتينا على قرية بيننا نهر , فخرج رجل من القرية مروعا فقالوا له لا روع عليك , وقطعوا إليه النهر فقالوا له أنت ابن خباب صاحب النبي صلى الله عليه وسلم ؟ قال : نعم , قالوا : فحدثنا عن أبيك فحدثهم بحديث يكون فتنة فإن استطعت أن تكون عبد الله المقتول فكن , قال فقدموه فضربوا عنقه , ثم دعوا سريته وهي حبلى فبقروا عما في بطنها . ولابن أبي شيبة من طريق أبي مجلز لاحق بن حميد قال قال علي لأصحابه : لا تبدءوهم بقتال حتى يحدثوا حدثا , قال فمر بهم عبد الله بن خباب فذكر قصة قتلهم له وبجاريته وأنهم بقروا بطنها وكانوا مروا على ساقته فأخذ واحد منهم تمرة فوضعها في فيه فقالوا له تمرة معاهد فيم استحللتها ؟ فقال لهم عبد الله بن خباب : أنا أعظم حرمة من هذه التمرة . فأخذوه فذبحوه , فبلغ عليا فأرسل إليهم : أقيدونا بقاتل عبد الله بن خباب , فقالوا : كلنا قتله , فأذن حينئذ في قتالهم . وعند الطبري من طريق أبي مريم قال أخبرني أخي أبو عبد الله أن عليا سار إليهم حتى إذا كان حذاءهم على شط النهروان أرسل يناشدهم فلم تزل رسله تختلف إليهم حتى قتلوا رسوله , فلما رأى ذلك نهض إليهم فقاتلهم حتى فرغ منهم كلهم . ‏

    ‏قوله ( جيء بالرجل على النعت الذي نعته النبي صلى الله عليه وسلم ) ‏
    ‏في رواية شعيب " على نعت النبي صلى الله عليه وسلم الذي نعته " وفي رواية أفلح " فالتمسه علي فلم يجده ثم وجده بعد ذلك تحت جدار على هذا النعت " وفي رواية زيد بن وهب فقال علي التمسوا فيهم المخدج فالتمسوه فلم يجدوه فقام علي بنفسه حتى أتى ناسا قد قتل بعضهم على بعض قال أخروهم فوجده مما يلي الأرض فكبر ثم قال : صدق الله وبلغ رسوله . وفي رواية عبيد الله بن أبي رافع " فلما قتلهم علي قال انظروا , فنظروا فلم يجدوا شيئا , فقال ارجعوا فوالله ما كذبت ولا كذبت مرتين أو ثلاثا ثم وجدوه في خربة فأتوا به حتى وضعوه بين يديه " أخرجها مسلم , وفي رواية للطبري من طريق زيد بن وهب " فقال علي اطلبوا ذا الثدية , فطلبوه فلم يجدوه فقال . ما كذبت ولا كذبت اطلبوه فطلبوه , فوجدوه في وهدة من الأرض عليه ناس من القتلى , فإذا رجل على يده مثل سبلات السنور , فكبر علي والناس وأعجبه ذلك " ومن طريق عاصم بن كليب حدثنا أبي قال " بينا نحن قعود عند علي فقام رجل عليه أثر السفر فقال : إني كنت في العمرة فدخلت على عائشة فقالت : ما هؤلاء القوم الذين خرجوا فيكم ؟ قلت : قوم خرجوا إلى أرض قريبة منا يقال لها حروراء , فقالت أما إن ابن أبي طالب لو شاء لحدثكم بأمرهم , قال فأهل علي وكبر فقال : دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس عنده غير عائشة فقال : كيف أنت وقوم يخرجون من قبل المشرق وفيهم رجل كأن يده ثدي حبشية , نشدتكم الله هل أخبرتكم بأنه فيهم ؟ قالوا : نعم , فجئتموني فقلتم ليس فيهم فحلفت لكم أنه فيهم ثم أتيتموني به تسحبونه كما نعت لي . فقالوا : اللهم نعم . قال فأهل علي وكبر " وفي رواية أبي الوضي بفتح الواو وكسر الضاد المعجمة الخفيفة والتشديد عن علي " اطلبوا المخدج " فذكر الحديث وفيه " فاستخرجوه من تحت القتلى في طين " قال أبو الوضي : كأني أنظر إليه حبشي عليه طريطق له إحدى يديه مثل ثدي المرأة عليها شعيرات مثل شعيرات تكون على ذنب اليربوع " ومن طريق أبي مريم قال " إن كان وذلك المخدج لمعنا في المسجد وكان فقيرا قد كسوته برنسا لي ورأيته يشهد طعام علي وكان يسمى نافعا ذا الثدية وكان في يده مثل ثدي المرأة على رأسه حلمة مثل حلمة الثدي عليه شعيرات مثل سبلات السنور " أخرجهما أبو داود , وأخرجه الطبري من طريق أبي مريم مطولا وفيه " وكان علي يحدثنا قبل ذلك أن قوما يخرجون وعلامتهم رجل مخدج اليد فسمعت ذلك منه مرارا كثيرة وسمعت المخدج حتى رأيته يتكره طعامه من كثرة ما يسمع ذلك منه " وفيه " ثم أمر أصحابه أن يلتمسوا المخدج فالتمسوه فلم يجدوه حتى جاء رجل فبشره فقال وجدناه تحت قتيلين في ساقية , فقال والله ما كذبت ولا كذبت " وفي رواية أفلح " فقال علي أيكم يعرف هذا ؟ فقال رجل من القوم : نحن نعرفه , هذا حرقوص وأمه هاهنا , قال فأرسل علي إلى أمه فقالت : كنت أرعى غنما في الجاهلية فغشيني كهيئة الظلة فحملت منه فولدت هذا " وفي رواية عاصم بن شمخ عن أبي سعيد قال حدثني عشرة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن عليا قال " التمسوا لي العلامة التي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فإني لم أكذب ولا أكذب , فجيء به فحمد الله وأثنى عليه حين عرف العلامة " ووقع في رواية أبي بكر مولى الأنصار عن علي حولها سبع هلبات وهو بضم الهاء وموحدة جمع هلبة , وفيه أن الناس وجدوا في أنفسهم بعد قتل أهل النهر فقال علي : إني لا أراه إلا منهم , فوجدوه على شفير النهر تحت القتلى فقال علي : صدق الله ورسوله , وفرح الناس حين رأوه واستبشروا وذهب عنهم ما كانوا يجدونه " . ‏

    ‏قوله ( قال فنزلت فيه ) ‏
    ‏في رواية السرخسي " فيهم " . ‏

    ‏قوله ( ومنهم من يلمزك في الصدقات ) ‏
    ‏اللمز العيب وقيل الوقوع في الناس وقيل بقيد أن يكون مواجهة , والهمز في الغيبة أي يعيبك في قسم الصدقات , ويؤيد القيل المذكور ما وقع في قصة المذكور حيث واجه بقوله " هذه قسمة ما أريد بها وجه الله ) ولم أقف على الزيادة إلا في رواية معمر , وقد أخرجه عبد الرزاق عن معمر لكن وقعت مقدمة على قوله " حين فرقة من الناس , قال فنزلت فيهم " وذكر كلام أبي سعيد بعد ذلك , وله شاهد من حديث ابن مسعود قال " لما قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم غنائم حنين سمعت رجلا يقول : إن هذه القسمة ما أريد بها وجه الله " قال فنزلت ( ومنهم من يلمزك في الصدقات ) أخرجه ابن مردويه , وقد تقدم في غزوة حنين بدون هذه الزيادة ووقع في رواية عتبة بن وساج عن عبد الله بن عمر ما يؤيد هذه الزيادة " فجعل يقسم بين أصحابه ورجل جالس فلم يعطه شيئا فقال : يا محمد ما أراك تعدل " وفي رواية أبي الوضي عن أبي برزة نحوه , فدل على أن الحامل للقائل على ما قال من الكلام الجافي وأقدم عليه من الخطاب السيئ كونه لم يعط من تلك العطية وأنه لو أعطي لم يقل شيئا من ذلك . وأخرج الطبراني نحو حديث أبي سعيد وزاد في آخره " فغفل عن الرجل فذهب , فسأل النبي صلى الله عليه وسلم عنه فطلب فلم يدرك " وسنده جيد . ‏
    ‏( تنبيه ) : ‏
    ‏جاء عن أبي سعيد الخدري قصة أخرى تتعلق بالخوارج فيها ما يخالف هذه الرواية , وذلك فيما أخرجه أحمد بسند جيد عن أبي سعيد قال " جاء أبو بكر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله إني مررت بوادي كذا فإذا رجل حسن الهيئة متخشع يصلي فيه , فقال : اذهب إليه فاقتله . قال فذهب إليه أبو بكر فلما رآه يصلي كره أن يقتله فرجع , فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعمر : اذهب إليه فاقتله فذهب فرآه على تلك الحالة فرجع , فقال : يا علي اذهب إليه فاقتله فذهب علي فلم يره , فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إن هذا وأصحابه يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ثم لا يعودون فيه فاقتلوهم هم شر البرية " وله شاهد من حديث جابر أخرجه أبو يعلى ورجاله ثقات , ويمكن الجمع بأن يكون هذا الرجل هو الأول وكانت قصته هذه الثانية متراخية عن الأولى , وأذن صلى الله عليه وسلم في قتله بعد أن منع منه لزوال علة المنع وهي التألف , فكأنه استغنى عنه بعد انتشار الإسلام كما نهى عن الصلاة على من ينسب إلى النفاق بعد أن كان يجري عليهم أحكام الإسلام قبل ذلك وكأن أبا بكر وعمر تمسكا بالنهي الأول عن قتل المصلين وحملا الأمر هنا على قيد أن لا يكون لا يصلي فلذلك عللا عدم القتل بوجود الصلاة أو غلبا جانب النهي . ثم وجدت في " مغازي الأموي " من مرسل الشعبي في نحو أصل القصة " ثم دعا رجالا فأعطاهم , فقام رجل فقال : إنك لتقسم وما نرى عدلا , قال : إذن لا يعدل أحد بعدي . ثم دعا أبا بكر فقال : اذهب فاقتله , فذهب فلم يجده فقال : لو قتلته لرجوت أن يكون أولهم وآخرهم " فهذا يؤيد الجمع الذي ذكرته لما يدل عليه " ثم " من التراخي والله أعلم . وفي هذا الحديث من الفوائد غير ما تقدم منقبة عظيمة لعلي وأنه كان الإمام الحق وأنه كان على الصواب في قتال من قاتله في حروبه في الجمل وصفين وغيرهما , وأن المراد بالحصر في الصحيفة في قوله في كتاب الديات " ما عندنا إلا القرآن والصحيفة " مقيد بالكتابة لا أنه ليس عنده عن النبي صلى الله عليه وسلم شيء مما أطلعه الله عليه من الأحوال الآتية إلا ما في الصحيفة , فقد اشتملت طرق هذا الحديث على أشياء كثيرة كان عنده عن النبي صلى الله عليه وسلم علم بها مما يتعلق بقتال الخوارج وغير ذلك مما ذكر , وقد ثبت عنه أنه كان يخبر بأنه سيقتله أشقى القوم فكان ذلك في أشياء كثيرة . ويحتمل أن يكون النفي مقيدا باختصاصه بذلك فلا يرد حديث الباب لأنه شاركه فيه جماعة وإن كان عنده هو زيادة عليهم لأنه كان صاحب القصة فكان أشد عناية بها من غيره . وفيه الكف عن قتل من يعتقد الخروج على الإمام ما لم ينصب لذلك حربا أو يستعد لذلك لقوله " فإذا خرجوا فاقتلوهم " , وحكى الطبري الإجماع على ذلك في حق من لا يكفر باعتقاده , وأسند عن عمر بن عبد العزيز أنه كتب في الخوارج بالكف عنهم " ما لم يسفكوا دما حراما أو يأخذوا مالا فإن فعلوا فقاتلوهم ولو كانوا ولدي " ومن طريق ابن جريج " قلت لعطاء ما يحل في قتال الخوارج ؟ إذا قطعوا السبيل وأخافوا الأمن " وأسند الطبري عن الحسن أنه " سئل عن رجل كان يرى رأي الخوارج ولم يخرج ؟ فقال : العمل أملك بالناس من الرأي " قال الطبري . ويؤيده أن النبي صلى الله عليه وسلم وصف الخوارج بأنهم يقولون الحق بألسنتهم ثم أخبر أن قولهم ذلك وإن كان حقا من جهة القول فإنه قول لا يجاوز حلوقهم , ومنه قوله تعالى ( إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه ) أخبر أن العمل الصالح الموافق للقول الطيب هو الذي يرفع القول الطيب , قال وفيه أنه لا يجوز قتال الخوارج وقتلهم إلا بعد إقامة الحجة عليهم بدعائهم إلى الرجوع إلى الحق والإعذار إليهم , وإلى ذلك أشار البخاري في الترجمة بالآية المذكورة فيها واستدل به لمن قال بتكفير الخوارج . وهو مقتضى صنيع البخاري حيث قرنهم بالملحدين وأفرد عنهم المتأولين بترجمة , وبذلك صرح القاضي أبو بكر بن العربي في شرح الترمذي فقال : الصحيح أنهم كفار لقوله صلى الله عليه وسلم " يمرقون من الإسلام " ولقوله " لأقتلنهم قتل عاد " وفي لفظ " ثمود " وكل منهما إنما هلك بالكفر وبقوله " هم شر الخلق " ولا يوصف بذلك إلا الكفار , ولقوله " إنهم أبغض الخلق إلى الله تعالى " ولحكمهم على كل من خالف معتقدهم بالكفر والتخليد في النار فكانوا هم أحق بالاسم منهم , وممن جنح إلى ذلك من أئمة المتأخرين الشيخ تقي الدين السبكي فقال في فتاويه : احتج من كفر الخوارج وغلاة الروافض بتكفيرهم أعلام الصحابة لتضمنه تكذيب النبي صلى الله عليه وسلم في شهادته لهم , بالجنة , قال : وهو عندي احتجاج صحيح , قال : واحتج من لم يكفرهم بأن الحكم بتكفيرهم يستدعي تقدم علمهم بالشهادة المذكورة علما قطعيا , وفيه نظر لأنا نعلم تزكية من كفروه علما قطعيا إلى حين موته وذلك كاف في اعتقادنا تكفير من كفرهم , ويؤيده حديث " من قال لأخيه كافر فقد باء به أحدهما " وفي لفظ مسلم " من رمى مسلما بالكفر أو قال عدو الله إلا حار عليه " قال وهؤلاء قد تحقق منهم أنهم يرمون جماعة بالكفر ممن حصل عندنا القطع بإيمانهم فيجب أن يحكم بكفرهم بمتقضى خبر الشارع , وهو نحو ما قالوه فيمن سجد للصنم ونحوه ممن لا تصريح بالجحود فيه بعد أن فسروا الكفر بالجحود فإن احتجوا بقيام الإجماع على تكفير فاعل ذلك قلنا وهذه الأخبار الواردة في حق هؤلاء تقتضي كفرهم ولو لم يعتقدوا تزكية من كفروه علما قطعيا , ولا ينجيهم اعتقاد الإسلام إجمالا والعمل بالواجبات عن الحكم بكفرهم كما لا ينجي الساجد للصنم ذلك . قلت : وممن جنح إلى بعض هذا البحث الطبري في تهذيبه فقال بعد أن سرد أحاديث الباب : فيه الرد على قول من قال لا يخرج أحد من الإسلام من أهل القبلة بعد استحقاقه حكمه إلا بقصد الخروج منه عالما فإنه مبطل لقوله في الحديث " يقولون الحق ويقرءون القرآن ويمرقون من الإسلام ولا يتعلقون منه بشيء " ومن المعلوم أنهم لم يرتكبوا استحلال دماء المسلمين وأموالهم إلا بخطأ منهم فيما تأولوه من آي القرآن على غير المراد منه . ثم أخرج بسند صحيح عن ابن عباس وذكر عنده الخوارج وما يلقون عند قراءة القرآن فقال : يؤمنون بمحكمه ويهلكون عند متشابهه . ويؤيد القول المذكور الأمر بقتلهم مع ما تقدم من حديث ابن مسعود " لا يحل قتل امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث - وفيه - التارك لدينه , المفارق للجماعة " قال القرطبي في " المفهم " : يؤيد القول بتكفيرهم التمثيل المذكور في حديث أبي سعيد , يعني الآتي في الباب الذي يليه , فإن ظاهر مقصوده أنهم خرجوا من الإسلام ولم يتعلقوا منه بشيء كما خرج السهم من الرمية لسرعته وقوة راميه بحيث لم يتعلق من الرمية بشيء , وقد أشار إلى ذلك بقوله " سبق الفرث والدم " وقال صاحب الشفاء فيه : وكذا نقطع بكفر كل من قال قولا يتوصل به إلى تضليل الأمة أو تكفير الصحابة , وحكاه صاحب " الروضة " في كتاب الردة عنه وأقره . وذهب أكثر أهل الأصول من أهل السنة إلى أن الخوارج فساق وأن حكم الإسلام يجري عليهم لتلفظهم بالشهادتين ومواظبتهم على أركان الإسلام , وإنما فسقوا بتكفيرهم المسلمين مستندين إلى تأويل فاسد وجرهم ذلك إلى استباحة دماء مخالفيهم وأموالهم والشهادة عليهم بالكفر والشرك . وقال الخطابي : أجمع علماء المسلمين على أن الخوارج مع ضلالتهم فرقة من فرق المسلمين , وأجازوا مناكحتهم وأكل ذبائحهم , وأنهم لا يكفرون ما داموا متمسكين بأصل الإسلام . وقال عياض : كادت هذه المسألة تكون أشد إشكالا عند المتكلمين من غيرها , حتى سأل الفقيه عبد الحق الإمام أبا المعالي عنها فاعتذر بأن إدخال كافر في الملة وإخراج مسلم عنها عظيم في الدين , قال : وقد توقف قبله القاضي أبو بكر الباقلاني وقال : لم يصرح القوم بالكفر وإنما قالوا أقوالا تؤدي إلى الكفر . وقال الغزالي في كتاب " التفرقة بين الإيمان والزندقة والذي ينبغي الاحتراز عن التكفير ما وجد إليه سبيلا فإن استباحة دماء المصلين المقرين بالتوحيد خطأ , والخطأ في ترك ألف كافر في الحياة أهون من الخطأ في سفك دم لمسلم واحد . ومما احتج به من لم يكفرهم قوله في ثالث أحاديث الباب بعد وصفهم بالمروق من الدين " كمروق السهم فينظر الرامي إلى سهمه " إلى أن قال " فيتمارى في الفوقة هل علق بها شيء " قال ابن بطال : ذهب جمهور العلماء إلى أن الخوارج غير خارجين عن جملة المسلمين لقوله " يتمارى في الفوق " لأن التماري من الشك , وإذ وقع الشك في ذلك لم يقطع عليهم بالخروج من الإسلام , لأن من ثبت له عقد الإسلام بيقين لم يخرج منه إلا بيقين قال : وقد سئل علي عن أهل النهر هل كفروا ؟ فقال : من الكفر فروا . قلت : وهذا إن ثبت عن علي حمل على أنه لم يكن اطلع على معتقدهم الذي أوجب تكفيرهم عند من كفرهم , وفي احتجاجه بقوله " يتمارى في الفوق " نظر , فإن في بعض طرق الحديث المذكور كما تقدمت الإشارة إليه وكما سيأتي " لم يعلق منه بشيء " وفي بعضها " سبق الفرث والدم " وطريق الجمع بينهما أنه تردد هل في الفوق شيء أو لا ثم تحقق أنه لم يعلق بالسهم ولا بشيء منه من الرمي بشيء , ويمكن أن يحمل الاختلاف فيه على اختلاف أشخاص منهم , ويكون في قوله " يتمارى " إشارة إلى أن بعضهم قد يبقى معه من الإسلام شيء , قال القرطبي في " المفهم " : والقول بتكفيرهم أظهر في الحديث , قال : فعلى القول بتكفيرهم يقاتلون ويقتلون وتسبى أموالهم وهو قول طائفة من أهل الحديث في أموال الخوارج , وعلى القول بعدم تكفيرهم يسلك بهم مسلك أهل البغي إذا شقوا العصا ونصبوا الحرب , فأما من استسر منهم ببدعة فإذا ظهر عليه هل يقتل بعد الاستتابة أو لا يقتل بل يجتهد في رد بدعته ؟ اختلف فيه بحسب الاختلاف في تكفيرهم , قال : وباب التكفير باب خطر ولا نعدل بالسلامة شيئا , قال وفي الحديث علم من أعلام النبوة حيث أخبر بما وقع قبل أن يقع , وذلك أن الخوارج لما حكموا بكفر من خالفهم استباحوا دماءهم وتركوا أهل الذمة فقالوا نفي لهم بعهدهم , وتركوا قتال المشركين واشتغلوا بقتال المسلمين , وهذا كله من آثار عبادة الجهال الذين لم تنشرح صدورهم بنور العلم ولم يتمسكوا بحبل وثيق من العلم , وكفى أن رأسهم رد على رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره ونسبه إلى الجور نسأل الله السلامة . قال ابن هبيرة : وفي الحديث أن قتال الخوارج أولى من قتال المشركين , والحكمة فيه أن في قتالهم حفظ رأس مال الإسلام , وفي قتال أهل الشرك طلب الربح , وحفظ رأس المال أولى , وفيه الزجر عن الأخذ بظواهر جميع الآيات القابلة للتأويل التي يفضي القول بظواهرها إلى مخالفة إجماع السلف , وفيه التحذير من الغلو في الديانة والتنطع في العبادة بالحمل على النفس فيما لم يأذن فيه الشرع , وقد وصف الشارع الشريعة بأنها سهلة سمحة , وإنما ندب إلى الشدة على الكفار وإلى الرأفة بالمؤمنين , فعكس ذلك الخوارج كما تقدم بيانه . وفيه جواز قتال من خرج عن طاعة الإمام العادل , ومن نصب الحرب فقاتل على اعتقاد فاسد , ومن خرج يقطع الطرق ويخيف السبيل ويسعى في الأرض بالفساد , وأما من خرج عن طاعة إمام جائر أراد الغلبة على ماله أو نفسه أو أهله فهو معذور ولا يحل قتاله وله أن يدفع عن نفسه وماله وأهله بقدر طاقته , وسيأتي بيان ذلك في كتاب الفتن , وقد أخرج الطبري بسند صحيح عن عبد الله بن الحارث عن رجل من بني نضر عن علي وذكر الخوارج فقال : إن خالفوا إماما عدلا فقاتلوهم , وإن خالفوا إماما جائرا فلا تقاتلوهم فإن لهم مقالا . قلت : وعلى ذلك يحمل ما وقع للحسين بن علي ثم لأهل المدينة في الحرة ثم لعبد الله بن الزبير ثم للقراء الذين خرجوا على الحجاج في قصة عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث والله أعلم . وفيه ذم استئصال شعر الرأس , وفيه نظر لاحتمال أن يكون المراد بيان صفتهم الواقعة لا لإرادة ذمها , وترجم أبو عوانة في صحيحه لهذه الأحاديث " بيان أن سبب خروج الخوارج كان بسبب الأثرة في القسمة مع كونها كانت صوابا فخفي عنهم ذلك " وفيه إباحة قتال الخوارج بالشروط المتقدمة وقتلهم في الحرب وثبوت الأجر لمن قتلهم , وفيه أن من المسلمين من يخرج من الدين من غير أن يقصد الخروج منه ومن غير أن يختار دينا على دين الإسلام , وأن الخوارج شر الفرق المبتدعة من الأمة المحمدية ومن اليهود والنصارى . قلت : والأخير مبني على القول بتكفيرهم مطلقا , وفيه منقبة عظيمة لعمر لشدته في الدين وفيه أنه لا يكتفى في التعديل بظاهر الحال ولو بلغ المشهود بتعديله الغاية في العبادة والتقشف والورع حتى يختبر باطن حاله ) .

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    الدولة
    اليمن
    المشاركات
    2,483
    قال الشيخ الألباني رحمه الله في مقدمة السلسة الصحيحة ج1 ص 6 ، 7 في سياق رده على أهل الكلام :( ولكن يكفي المسلم الموفق أن يعلم أنهم وافقوا المعتزلة والخوارج في كثير من ضلالاتهم من ذلك قولهم بأن القرآن كلام الله مخلوق لكنهم لا يصرحون تصريح المعتزلة بل يقولون تقية كلام الله غير مخلوق ثم يتأولونه بالكلام النفسي الذي لا يسمع! ولكنه يفهم! فعطلوا بذلك صريح قوله تعالى لكليمه موسى عليه السلام :( فاستمع لما يوحى) فجعلوا الكلام الإلهي هو العلم الإلهي فعطلوا صفة الكلام ولكن باللف والدوران تماما كما فعل المعتزلة أو بعضهم بصفة السمع والبصر فقالوا إن المراد العلم فعطلوا بذلك صفتي السمع والبصر كما عطلوا صفة الكلام فإن لم يكن هذا هوالتعطيل فليس في الدنيا تعطيل)0

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    الدولة
    اليمن
    المشاركات
    2,483
    ومما نقله الأخ قاسم علي من لمعة الإعتقاد للعلامة ابن عثيمين رحمه الله وهو موجود في الشبكة ومنه نقلت الكلام:

    3 - الخوارج: وهم الذين خرجوا لقتال علي بن أبي طالب بسبب التحكيم.

    مذهبهم التبرؤ من عثمان، وعلي، والخروج على الإمام إذا خالف السنة وتكفير فاعل الكبيرة، وتخليده في النار، وهم فرق عديدة.

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    الدولة
    اليمن
    المشاركات
    2,483
    ومما نقله الأخ قاسم علي من لمعة الإعتقاد للعلامة ابن عثيمين رحمه الله وهو موجود في الشبكة ومنه نقلت الكلام:

    3 - الخوارج: وهم الذين خرجوا لقتال علي بن أبي طالب بسبب التحكيم.

    مذهبهم التبرؤ من عثمان، وعلي، والخروج على الإمام إذا خالف السنة وتكفير فاعل الكبيرة، وتخليده في النار، وهم فرق عديدة.

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    الدولة
    اليمن
    المشاركات
    2,483
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى ج3 ص 293 :( أما إذا كانت البدعة ظاهرة تعرف العامة أنها مخالفة للشريعة كبدعة الخوارج والروافض والقدرية والجهمية فهذه على السلطان إنكارها لأن علمها عام كما عليه الإنكار على من يستحل الفواحش والخمر وترك الصلاة ونحو ذلك ).

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •