النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: ماذا يريد أهل السنة من أهل السنة (رد على الشيخ العباد)-للشيخ المفضّال :فوزي الآثري

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Feb 2005
    الدولة
    الجزيرة
    المشاركات
    598

    ماذا يريد أهل السنة من أهل السنة (رد على الشيخ العباد)-للشيخ المفضّال :فوزي الآثري

    ماذا يريد أهل السنة من أهل السنة -للشيخ المفضّال :فوزي الآثري

    ماذا يريد اهل السنة من أهل السنة ..
    للؤلؤة البحرين وشوكة اهل السنة في حلوق رافضة البحرين الشيخ الفاضل الحبيب :ابو عبدالله فوزي الآثري -كان الله في عونه -إنَّ الحَمْـدَ للهِ نَحْمَدُهُ ونَسْتـَعِينُهُ ونَسْتَغْفِرُهُ ونَعُوذُ باللهِ مِن شُرُورِ أنفُسِنَا وسَيِئَاتِ أعْمَالِنَا مَن يَهْدِهِ اللهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ ومَن يُضْلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ، وأشْهَدُ أن لاَّ إلَهَ إلاَّ اللهَ وَحـْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ وأشْهَدُ أنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
    { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ }
    { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً }
    { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً }
    أما بعد ،،
    فإن الله تعالى امتنَّ على عباده أعظم المنَّة ، فأرسلَ إليهم رسولاً منهم يتلوا عليهم آياته ، ويبصَّرهم بسُبُل مرضاتِهِ، ويدلهم به إلى صراطٍ مستقيم ، ويعلمهم السنة ويزكيهم بها .
    قال تعالى :{ لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ }
    ولم يكنْ للعباد غنيةٌ عن هذه النَّعمة العظيمة ، لأنهم لولاها لَوُكِلُوا إلى عقولهم وآرائِهم وأهوائِهم ورجالهِم ، ولو كانَ ذلك كذلك لضلُّوا السبيل .
    قال تعالى { وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُمْ بِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }[البقرة:231] .
    وقال تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ (6) وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنْ الأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمْ الإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمْ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُوْلَئِكَ هُمْ الرَّاشِدُونَ (7) فَضْلاً مِنْ اللَّهِ وَنِعْمَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} [ الحجرات: 7ـ8] .
    وقال تعالى : { وَلا تَتَّبِعْ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ } [ص: 26] .
    وقال تعالى : { وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }.[ الأنعام: 153] .
    فكان الرسل هم الحكّامُ على أقوامهم بما يوحى إليهم من الشرائعِ ، إذْ كانوا هم الوسائط بين الرب سبحانه وتعالى وبين سائر خلقه ، يُبَلِّغون رسالاتِ ربِّهم .
    ولولاهم ما أمكَن أحداً من الخلق أن يعلمَ التحريمَ من التحليلِ ولا الغيبَ من الشهادة ولا عُرفَ ثوابٌ ولا عقابٌ ، ولا بعثٌ ولا حسابٌ ، ولا تَميَّز حقٌ من باطل ، ولا كُفر من إيمان ولا مَنْ يعبُدُ إبليسَ مِمَّن يعبُدُ الله .
    قال تعالى : { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الإسلام دِيناً }[ المائدة : 3 ] .
    وقال تعالى :{ وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ } [ الأنعام: 119] .
    وقال تعالى :{ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمْ الإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمْ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُوْلَئِكَ هُمْ الرَّاشِدُونَ }[ الحجرات : 7 ] .
    وقال تعالى :{ وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً }[ الإسراء : 81] .
    وقال تعالى :{ بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ }[ الأنبياء : 18] .
    وهذا معنى أدركه الرسل وأتباعُهُم ، فكانوا على الصراط المستقيم ، ورفضته فرق من الخلق فخرجوا عن طريقة الرسل وحادوا عن الحق المبين .
    ولقد علَّق ربُّنا سبحانه وتعالى النجاةَ والفلاحَ والفوزَ بطاعةِ الرسول صلى الله عليه وسلم واتِّباعه .
    قال تعالى : {إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إلى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ (51) وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقِيهِ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَائِزُونَ}[ النور : 51ـ52] .
    وقال تعالى :{ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقاً }[ النساء : 69] .
    فهما طريقان : اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم وطاعته ، أو اتباع الهوى ، وليس من سبيل إلى ثالث ، فَمنْ لم يتبع الرسول صلى الله عليه وسلم فلا بُدَّ أن يتبع الهوى .
    قال تعالى: { فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنْ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ } [ القصص: 50].
    وقال تعالى:{ أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ كَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ }[ محمد :14] .
    وقال تعالى:{ فَذَلِكُمْ اللَّهُ رَبُّكُمْ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلالُ فَأَنَّا تُصْرَفُونَ }[ يونس :32] .
    قال القرطبي رحمه الله في جامع الأحكام ( ج8ص335) ( [ ذا ] صلة أي ما بعد عبادة الإله الحق إذا تركت عبادته إلا الضلال...قال علماؤنا : حكمت هذه الآية بأنه ليس بين الحق والباطل منزلة ثالثة...والضلال حقيقته الذهاب عن الحق ) . اهـ
    وقال ابن القيم رحمه الله في الرسالة التبوذكية( ص64 ) : ( قال تعالى : (فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا ) نهى عن إتباع الهوى الحامل على ترك العدل ، وقوله تعلى ( أن تعدلوا ) منصوب الموضع لأنه مفعول لأجله ، وتقديره عند البصريين كراهية أن تعدلوا ، أو حذر أن تعدلوا ، فيكون إتباعهم للهوى كراهية العدل أو فراراً منه ) .اهـ
    فلا تتبعوا شهوات أنفسكم المعارضة للحق فإنكم أن اتبعتموها عدلتم عن الصواب ولم توفقوا للعدل، فان الهوى إما أن يعمي بصيرة صاحبه حتى يرى الحق باطلاً والباطل حقاً ، وإما أن يعرف الحق ويتركه لأجل هواه فمن سلم من هوى نفسه وفق للحق وهدي إلى الصراط المستقيم .
    فالعبد إذا اتصف بالعدل والإحسان لم يترك لمولاه حقاً واجباً عليه إلا أداه ، ولم يترك شيئاً مما نهاه عنه إلا اجتنبه .
    فاتباع الآراء والرجال دون ما جاء به الرسول اتباع للهوى وعدول عن الصراط المستقيم .
    قال تعالى : { وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }[ الأنعام : 153] .
    فالصراط المستقيم واحد ،والحيد عنه يكون إلى سبل متشعبة ، ولقد صور ذلك النبي صلى الله عليه وسلم أحسن تصوير .
    قال الشاطبي رحمه الله في الموافقات ( ج4 ص63): ( الشريعة كلها ترجع إلى قول واحد في فروعها وإن كثر الخلاف كما أنها في أصولها كذلك ولا يصلح فيها غير ذلك ... قال تعالى : { وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }[ الأنعام : 153] .فبين أن طريق الحق واحد وذلك عام في جملة الشريعة وتفاصيلها).اهـ
    فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : ( خطَّ لنا رسول الله خطّاً ، ثم قال : هذا سبيل الله ، ثمَّ خطَّ خطوطاً عن يمِنهِ وعن شِمالهِ ، ثم قال : هذا سبل متفرقة ، على كل سبيل منها شيطانٌ يدعو إليه ، ثم قرأ { وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }. حديث حسن
    أخرجه أحمد في المسند ( ج1 ص435) والحاكم في المستدرك (ج2ص318 ) والبغوي في شرح السنة ( ج1ص196) وابن نصر في السنة (ص5) والنسائي في السنن الكبرى ( ج6ص343 ).
    وإسناده حسن .
    فتعدد السبل الشيطانية لا عصمة منه إلا التمسك بحبل الله تعالى الذي هو كتابه ودينه ، والذي بعث به نبيه المعصوم محمد صلى الله عليه وسلم فقام به بياناً وتفصيلا بسنته وهديه فلم يقبضه ربه إليه إلا وقد أبان الحق من الباطل وترك أمته على بيضاء نقية لا يزيغ عنها إلا هالك .
    إنها تنبيهات للأمة الإسلامية لعلها تحذر كيد الكافرين من الخارج...وكيد الحزبيين من الداخل...وتستفيق فلا تتبع سبيل المجرمين .
    أهل السنة عرفوا سبيل المخالفين فكشفوه للمسلمين نصحاً لله ولرسوله وللمؤمنين فلا يجوز التعرض لهم بالتجريح لا تصريحاً ولا تلميحاً بأنهم يفرقون الأمة الإسلامية والله كشف الباطل وفضح زخرفته على يد أهل السنة لتستبين سبيل المجرمين.
    قال تعالى :{ وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ }[ الأنعام : 55] .
    وهذا الخطاب وإن كان للنبي صلى الله عليه وسلم لكنه عام لجميع الأمة.
    ولذلك فإن استبانت سبيل المجرمين ضرورية لوضوح سبيل المؤمنين ومن أجل ذلك فإن استبانت سبيل المجرمين كانت هدفاً من أهداف التفصيل الرباني للآيات ، لأن أي شبهة أو غبش في سبيل المجرمين ترتد غبشاً ولبساً على سبيل المؤمنين ، وبهذا يكون سفور الكفر والإجرام والشر ضروري لوضوح الإيمان والخير والصلاح(1) .
    وبهذا يتضح الجانب المضاد من الباطل... والتأكد أن هذا باطل محض لأنه لا بد من تمايز أمور وتميزها .
    ولذلك قيل ( وبضدها تتميز الأشياء ) .
    قال ابن قتيبة رحمه الله في تأويل مختلف الحديث ( ص14 ) : ( ولن تكتمل الحكمة والقدوة إلا بخلق الشيء وضده ليعرف كل واحد منهما بصاحبه ، فالنور يعرف بالظلمة ، والعلم يعرف بالجهل ، والخير بالشر والنفع يعرف بالضر ، والحلو يعرف بالمر ) .اهـ
    وهكذا يجب على العاملين للإسلام على بصيرة أن يبدؤوا بتجديد سبيل المؤمنين لاتباعها، وتجريد سبيل المجرمين لاجتنابها، وذلك في الواقع لا النظريات.
    قلت: ولا يظن البعض أن الحرب فقط بين أهل الإسلام وأهل الكفر(2) في الخارج، بل أيضاً بين أهل البدع والتحزب(3) في الداخل .
    ومن هنا يعرف أهل الحق وأهل الباطل الذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجاً .
    ولا تعرف الحق بالرجال ، بل اعرف الحق تعرف أهله، وعادة الضعفاء يعرفون الحق بالرجال لا الرجال بالحق ، والعاقل يعرف الحق ، ثم ينظر في قول نفسه، فإن كان حقاً قبله وإن كان باطلاً رده ، وهذا هو المنهج الذي سار عليه أئمتنا بصفائه ونقائه .
    قال ابن مسعود رضي الله عنه ( ألا لا يُقلدن أحدكم دينه رجلاً ، إنْ آمن آمن ، وإنْ كفر كفر ، فإنه لا أسوة في البشر ) . أثر صحيح
    أخرجه اللالكائي في الاعتقاد ( ج1 ص93 ) وابن عبد البر في جامع بيان العلم تعليقا ( ج2 ص989 ) .
    وإسناده صحيح .
    وذكره الهيثمي في الزوائد ( ج1 ص180 ) ثم قال رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح .
    المسألة الأولى :أهل السنة معتصمون بحبل الله تعالى ، فيحرم قذفهم بأي شيء: قال تعالى : { وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا }[ آل عمران :103] .
    والاعتصام بحبل الله تعالى يتضمن الاجتماع على الحق والتعاون على البر والتقوى والتناصر على أعداء الله تعالى في الداخل والخارج ، وأعداء المسلمين والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
    وبهذا يتبين أن أحق الناس بالاعتصام بحبل الله تعالى هم أهل السنة ، فيجب علينا أن نوفيهم حقهم لا أن نقذفهم ونتهمهم بأموركـ ( تفريقهم للصف ) مثلاً ! أو ( تفريقهم لأهل السنة ) مثلاً ! .
    قال أبو المظفر السمعاني رحمه الله في الانتصار لأصحاب الحديث (ص44): ( إنك لو طالعت كتبهم ـ يعني أهل السنة ـ المصنفة من أولهم إلى أخرهم ، قديمهم وحديثهم ...وجدتهم في بيان الاعتقاد على وتيرة واحدة ونمط واحد ، يجرون فيه على طريقة لا يحيدون عنها ولا يميلون فيها ، قولهم في ذلك واحد ، وفعلهم واحد ، لا ترى بينهم اختلافاً ولا تفرقاً في شيء وإن قلّ...وهل على الحق دليل أبين من هذا .
    قال تعالى :{ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا } [آل عمران:103] ،وأما إذا نظرت إلى أهل الأهواء والبدع رأيتهم متفرقين مختلفين شيعاً وأحزاباً ...وهل على الباطل دليل أظهر من هذا .
    قال تعالى :{ ِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إلى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ}[ الإنعام:159] .اهـ
    المسألة الثانية : أهل السنة يتبعون السلف الصالح ، فيحرم الطعن في منهجهم وإن قل : لقد نص الله تعالى والرسول صلى الله عليه وسلم على صحة ما عليه السلف الصالح رضي الله عنهم ، وجعله علامة على إصابة الحق في الدنيا والنجاة يوم القيامة قال تعالى :{ وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }[ التوبة :100] .
    ولا يرضى الله إلا عمن صح دينه وثبتت عدالته على الدوام .
    وقال النبي صلى الله عليه وسلم مجيباً من سأله عن صفة ( الفرقة الناجية ) فقال ( ما أنا عليه وأصحابي )(1) .فوضع بذلك معياراً للحق وميزاناً للطريق الذي يجب اتباعه والتمسك به .
    قال ابن تيمية رحمه الله في الفرقان ( ص85 ) : ( ولم يستوعب الحق إلا من اتبع المهاجرين والأنصار ، وآمن بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم على وجهه ) .اهـ
    وقال ابن تيمية رحمه الله في الفتوى الحموية (ص109):( السنة هي ما كان عليه الرسول وأصحابه اعتقاداً واقتصاداً وقولاً وعملاً ).اهـ
    والمتتبع لأحداث الزمن بصدق على مر العصور وكر الدهور ـ يرى بجلاء ووضوح ـ أن أشد الناس تمسكاً بسبيل السلف الصالح التي شهد لها النبي صلى الله عليه وسلم بالخير هم أهل السنة والأثر .
    وإليك الدليل :
    عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قيل للنبي صلى الله عليه وسلم يارسول الله أي الناس خير ؟ قال : ( أنا ومن معي ، قال : قيل له : ثم من يارسول الله ؟ قال : ( الذين على الأثر ) قيل له : ثم من يارسول الله قال : فرفضهم ).
    حديث حسن
    أخرجه أحمد في المسند ( ج3ص155) وأبونعيم في الحلية (ج2ص78) وفي الإمامة (ص15) والكلاباذي في معاني الأخبار ( ص67) .
    وإسناده حسن .
    وعليه فكل مسألة في الأصول والفروع تختلف فيها الأمة الإسلامية فميزانها كونها على ( الصواب ) أو على ( الخطأ ) هو ما عليه سلف الأمة وأهل السنة والأثر.
    قال الحافظ البربهاري رحمه الله في السنة (ص42) : ( وذلك أن السنة والجماعة قد أحكما أمر الدين كله وتبين للناس ، فعلى الناس الاتِّباع )(1).اهـ
    وقال ابن تيمية رحمه الله في الفتاوى ( ج4ص167) : ( فلا بد في الطوائف المنتسبة إلى السنة والجماعة من نوع تنازع ، لكن لابد فيهم من طائفة تعتصم بالسنة كما أنه لا بد أن يكون بين المسلمين تنازع واختلاف ، لكنه لا يزال في هذه الأمة طائفة قائمة بالحق لا يضرها من خالفها ولا من خذلها حتى تقوم الساعة ).اهـ
    إذاً من غمز أهل السنةصغارهم وكبارهم بشيء فقد غمز السلف الصالح اللهم غفراً.
    المسألة الثالثة : أهل السنة لا يجرحون أحداً إلا بالجرح المفسر ، فيحرم التلويح بأنهم يجرحون بلا دليل ، وهم الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر فيجب علينا أن نتعاون معهم لا أن نحبط من معنوياتهم :
    إن من أوجب الواجبات من رزقه الله فهماً وعلماً وبصيرة أن ينضح للمسلمين إلى أبعد ما يستطيعه من النصح وينكر هذه المنكرات ولا يخشى في الله لومة لائم .
    واليك الدليل:
    عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( من رأى منكم منكراً فلغيره بيده ، فان لم يستطع فبلسانه فان لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان ).
    أخرجه مسلم في صحيحه ( ج1ص69) وأبوداود في سننه (ج1ص297) والترمذي في سننه (ج4ص469 ) والنسائي في سننه(ج8ص111) وابن ماجة في سننه (ج1ص40) .
    قال ابن تيمية رحمه الله في اقتضاء الصراط المستقيم (ج1ص172): ( لو فرض أنا علمنا أن الناس لا يتركون المنكر، ولا يعترفون بأنه منكر ، لم يكن ذلك مانعاً من إبلاغ الرسالة وبيان العلم ، بل ذلك لا يُسقط وجوب الإبلاغ، ولا وجوب الأمر والنهي ).اهـ
    وقال ابن تيمة رحمه الله في الفتاوى (ج24 ص292 ): ( ومن كان مبتدعاً ظاهر البدعة وجب الإنكار عليه، ومن الإنكار المشروع أن يهجر حتى يتوب ، ومن الهجر إمتناع أهل الدين من الصلاة عليه لينزجر من يتشبه بطريقته ويدعو إليه ، وقد أمر بمثل هذا مالك بن أنس وأحمد بن حنبل وغيرهما ) .اهـ
    وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا يَمْنَعَنَّ أحدا منكم مخافةُ الناس أو بشر أن يتكلم بالحق إذا رآهُ أو عَلِمَهُ أو رآهُ أو سَمِعَهُ ).
    حديث صحيح
    أخرجه أحمد في المسند (ج3 ص46 ) .
    وإسناده صحيح .
    قال ابن تيمية رحمه الله في الفتاوى ( ج7 ص472 ) : ( نعم من خالف الكتاب المستبين ، والسنة المستفيضة ، أو ما أجمع عليه سلف الأمة خلافاً لا يعذر فيه فهذا يعامل بما يعامل به أهل البدع ) .اهـ
    وقال ابن تيمية رحمه الله في منهاج السنة (ج5ص253) : ( والأمر بالسنة والنهي عن البدعة أمر بمعروف ونهي عن منكر ، وهو من أفضل الأعمال الصالحة ).اهـ
    إذاً لا ينبغي للمؤمن(1) أن يضيق صدره من نقد المخالف كائناً من كان لأنه من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
    قال الشيخ بكر أبو زيد في الرد على المخالف من أصول الإسلام (ص57): ( والذين يَلْوون ألسنتهم باستنكار نقد الباطل ، وإن كان في بعضهم صلاح وخير ، ولكنه الوهن وضعف العزائم حيناً ، وضعف إدراك مدارك الحق والصواب أحياناً ، بل في حقيقته من التولي يوم الزحف عن مواقع الحراسة لدين الله والذب عنه ، وحينئذ يكون الساكت عن كلمة الحق كالناطق بالباطل في الإثم ) .اهـ
    وقال أبو محمد القيرواني رحمه الله في الجامع (ص121): ( ومن قول أهل السنة : أنه لا يعذر من أداه اجتهاده إلى بدعة لأن الخوارج اجتهدوا في التأويل ، فلم يعذروا ) .اهـ
    ولذلك فقد اتفقت كلمة السلف على وجوب مجاهدة أهل الأهواء.
    قال الذهبي رحمه الله في سير أعلام النبلاء (ج7ص261) : ( أكثر السلف على هذا التحذير يرون أن القلوب ضعيفة والشبه خطافة) .اهـ
    وقال ابن القيم رحمه الله في إعلام الموقعين ( ج4ص304): ( وقد كان السلف الطيب يشتد نكيرهم وغضبهم على من عارض حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم برأي أو قياس أو استحسان أو قول أحد من الناس كائناً من كان ويهجرون فاعل ذلك ) .اهـ
    إذاً فما ذنب أهل السنة إذا نطقوا بما نطقت به النصوص، وتمسكوا بما تمسك به السلف الصالح (1).
    قال ابن القيم رحمه الله في الصواعق المرسلة (ج1ص262): (فما ذنب أهل السنة والحديث، إذا نطقوا بما نطقت به النصوص، وأمسكوا بما أمسكت عنه، ووصفوا الله بما وصف به نفسه ، ووصفه رسوله وردوا تأويل الجاهلين وانتحال المبطلين الذين عقدوا ألوية الفتنة ، وأطلقوا أعنة المحنة ، وقالوا على الله ، وفي الله بغير علم ، فردوا باطلهم وبينوا زيغهم ، وكشفوا إفكهم ، ونافحوا عن الله ورسوله ).اهـ
    المسألة الرابعة : هل السنة يتمسكون بمنهج السلف في الغيبة الجائزة المفسرة ، فلماذا نرميهم بأنهم يغتابون : إن أهل السنة إذا وجدوا من شخص البدعة أو التحزب أو المعصية...فيذكروه بما فيه ليحذره الناس...نصحاً وتقرباً لله عز وجل، وذلك على منهج السلف الصالح(2) .
    قال تعالى:{ لا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنْ الْقَوْلِ إِلاَّ مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعاً عَلِيماً }[ النساء : 148] .
    قال ابن تيمية رحمه الله: ( وأما الشخص المعين فذكر ما فيه من الشر في مواضع منها المظلوم له أن يذكر ظالمه بما فيه إما على وجه دفع ظلمه واستيفاء حقه...قال تعالى : { لا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنْ الْقَوْلِ إِلاَّ مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعاً عَلِيماً })(1) .اهـ
    وعن عائشة رضي الله عنها قالت : ( استأذن رجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ائذنوا له ، بئس أخو العشيرة أو ابن العشيرة فلما دخل ألان له الكلام قلت : يا رسول الله قلت الذي قلت ثم ألنت له الكلام ؟ قال : أي عائشة إن من شر الناس من تركه الناس أو وَدَعَه الناس اتقاء فُحْشهِ ).
    أخرجه البخاري في صحيحه (6032) وفي الأدب المفرد (ج2ص689) ومسلم في صحيحه ( ج4 ص2002) وأبو داود في سننه ( ج4ص351) والترمذي في سننه ( ج4ص359) .
    قال ابن حبان رحمه الله في المجروحين (ج1ص15): ( وفي هذا الخبر دليل على أن إخبار الرجل بما في الرجل على جنس الإبانة ليس بغيبة ولو كان هذا غيبة لم يفعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم ) . اهـ
    وقال الخطيب رحمه الله في الكفاية ( ص54 ) : ( ففي قول النبي صلى الله عليه وسلم : (بئس أخو العشيرة ) دليل على أن إخبار المخبر بما يكون في الرجل من العيب على ما يوجب العلم والدين من النصيحة للسائل وليس بغيبة ). اهـ
    وقال ابن القيم رحمه الله في الروح (ص322) : ( والفرق بين النصيحة والغيبة أن النصيحة يكون القصد فيها تحذير المسلم من مبتدع أو فتان أو غشاش أو مفسد، فتذكر ما فيه إذا استشارك في صحبته ومعاملته والتعلق به ...فإذا وقعت الغيبة على وجه النصيحة لله ولرسوله وعباده المسلمين فهي قربة إلى الله من جملة الحسنات).اهـ
    وقال ابن رجب في الفرق بين النصيحة والتعيير (ص5) :( فحينئذ ترد المقالات الضعيفة وتبيين الحق في خلافها بالأدلة لا يكون داخلاً في باب الغيبة بالكلية ).اهـ
    وقال الإمام شعبة بن الحجاج رحمه الله : ( تعالوا حتى نغتاب في الله عز وجل ) أثر صحيح
    أخرجه الخطيب في الكفاية (ص52 ) وأبو نعيم في الحلية ( ج7 ص152) والعقيلي في الضعفاء ( ج1ص11و15 ) وابن حبان في المجروحين ( ج1ص19 ) والهروي في ذم اكلام ( ج3 ص309 ) .
    وإسناده صحيح .
    وقال عبد الرحمن بن مهدي رحمه الله : ( مررت مع سفيان الثوري برجل ـ يعني يحدث ـ فقال:كذب والله ، لولا أنه لا يحل لي أن أسكت عنه لسكت).
    أثر صحيح
    أخرجه ابن حبان في المجروحين (ج1 ص21 ) من طريق محمد بن إسحاق ثنا أبو قدامة قال سمعت ابن مهدي يقول فذكره.
    وإسناده صحيح.
    وقال حماد بن زيد رحمه الله: ( كلمنا شعبة بن الحجاج أنا وعباد بن عباد وجرير بن حازم في رجل ، قلنا لو كففت عن ذكره ، فكأنه لان وأجابنا ، ثم مضيت يوماً أريد الجمعة فإذا شعبة يناديني من خلفي فقال : ذاك الذي قلت لكم فيه لا أراه يسعني (1)).
    أثر صحيح
    أخرجه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ( ج1ص171) و(ج2ص21)وابن حبان في المجروحين ( ج2ص20) وابن عدي في الكامل (ج2ص299) والخطيب في الكفاية (ج1 ص173) .
    وإسناده صحيح .
    وقال عاصم الأحول رحمه الله: ( كان قتادة يقصِّر بعمرو بن عبيد فجثوت على ركبتي ، فقلت : يا أبا الخطاب ، هذه الفقهاء ينال بعضها من بعض ؟ فقال: يا أحول، رجل ابتدع بدعةً فيذكر خير من أن يُكفّ عنه ).
    أثر حسن
    أخرجه الخطيب في الكفاية ( ج1ص175) وفي تاريخ بغداد (ج12ص178) واللالكائي في الاعتقاد (1372) وأبو نعيم في الحلية(ج2ص335).
    وإسناده حسن.
    وقال الحسن بن الربيع قال ابن المبارك: ( المعلى بن هلال هو ، إلا أنه إذا جاء الحديث يكذب ، قال : فقال له بعض الصوفية ، يا أبا عبد الرحمن ، تغتاب ؟ قال: اسكت، إذا لم نبين كيف يُعرف الحق من الباطل ).
    أثر صحيح
    أخرجه الخطيب في الكفاية ( ج1ص177) والفسوي في المعرفة والتاريخ ( ج3 ص137 ).
    وإسناده صحيح .
    وقال عبد الله بن أحمد قلت: لأبي ( ما تقول في أصحاب الحديث يأتون الشيخ لعله يكون مُرْجئاً أو شيعياً أو فيه شيء من خلاف السنة ؟!! أيسعني أن أسكت عنه أم أحذر عنه ؟ فقال أبي : أن كان يدعوا إلى بدعة وهو إمامهم فيها ويدعو إليها قال نعم ، تحذر عنه ). أثر صحيح
    أخرجه الخطيب في الكفاية ( ج1ص179) وإسناده صحيح .
    والأثر في مسائل عبد الله بن أحمد ( ج3ص1317).
    وقال الحسن البصري رحمه الله: ( ليس لأهل البدعة غيبة ) .
    أثر صحيح
    أخرجه ابن أبي الدنيا في الصمت (ص338) وفي ذم الغيبة (ص153) والهروي في ذم الكلام (ج3ص311) والبيهقي في شعب الإيمان (ج7 ص110) والبخاري في الأدب المفرد ( ج2 ص472) .
    وإسناده صحيح .
    وقال عفان رحمه الله : ( كنا عند إسماعيل بن عُلَيْة جلوساً فحدث رجل عن رجل فقلت : إن هذا ليس بثبت ، فقال الرجل اغتبته ، فقال إسماعيل: ما اغتابه ، ولكنه حكم أنه ليس بثبت )(1) .
    أثر صحيح
    أخرجه مسلم في مقدمة صحيحه (ج1ص118) وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (ج2ص23) وابن حبان في المجروحين ( ج1 ص18 ) والعقيلي في الضعفاء (ج1 ص11) والهروي في ذم الكلام (ج4 ص23 ) وأبو نعيم في المستخرج ( ج1ص56) والخطيب في الكفاية ( ج1ص171) .
    وإسناده صحيح .
    وقال ابن تيمية رحمه الله في الفتاوى ( ج28ص217): ( وأما إذا أظهر الرجل المنكرات ، وجب الإنكار عليه علانية ، ولم يبق له غيبة ، ووجب أن يعاقب علانية بما يردعه عن ذلك من هجر وغيره ) .اهـ
    وقال ابن الجوزي في مناقب الإمام أحمد بن حنبل(ص185): ( وقد كان الإمام أبو عبد الله أحمد بن حنبل لشدة تمسكه بالسنة ونهيه عن البدعة يتكلم في جماعة من الأخيار(2) إذا صدر منهم ما يخالف السنة ، وكلامه ذلك محمول على النصيحة للدين ) . اهـ
    قلت: وهذا الكلام قلَّ من يفهمه ، وأهل العلم على هذا وأنهم يتكلمون حتى في الأخيار إذا خالفوا السنة اللهم غفرا .
    وبلا شك أن مسائل الجرح والتعديل من المسائل المهمة ، وعليها يجري كثير من الخلافات قديماً وحديثاً ، وقد كثر حولها الكلام في الآونة الأخيرة من عدد من المنتسبين للعلم ، فمنهم من أخطأ طريقه ، وانتشر الخلاف حتى خاض فيه من ليس أهلاً للعلم ، وأتى بعضهم بالعجائب والغرائب(1) .
    لذا وجب رد مثل هذه المسائل إلى الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم أولاً ثم النقل عن السلف الصالح وقبول الحق الذي جاء عنهم .
    كما قال تعالى:{ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوْ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إلى الرَّسُولِ وَإلى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ }[ النساء : 83] . وقال تعالى:{ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ } [ النحل :43] .
    وهذا لايتم إلا بتلقي أمور الدين من مصادرها ومن علمائها الذين حملوها عمن قبلهم وتدارسوها بالتلقي وبلغوها لمن بعدهم هذا هو طريق العلم المنهجي الصحيح (2).
    المسألة الخامسة:أهل السنة يتحلون بالعلم النافع والعمل الصالح(1) فيحرم لمزهم بأنهم يشتغلون عن ذلك بالرد على المخالف والرد بعضهم على بعض لأن ذلك من قصور الفهم على أهل السنة الذين يصدعون على المخالف كائناً من كان ولا يخافون في الله لومة لائم:
    فإن الله تعالى أمتن على هذه الأمة بالعلماء الربانيين وطلاب العلم المتمكنين...فكانت نعمتهم أعظم النِّعم على الأمة وأجلِّها ، وهم أكرمُ الخلق عند الله وأرفعهم قدراً وأفضلهم على وجه الأرض بعد الرسل عليهم الصلاة والسلام...فالرسل هم القُدوة ، وهم الأساس في الدعوة والعلم والفضل...ويليهم العلماء ثم طلاب العلم ...فكل من كان أعلم بالله كان أقرب الناس من الرسل .
    وإن من تمام هذه النعمة توريث الله تعالى العلماء وطلاب العلم علوم الرسل والأنبياء ...فكانوا هم ورثتهم القائمين في أمتهم بمهمة البلاغ ونشر العلم والتعليم ...وبيان الحلال والحرام...وتوجيه الناس إلى الخير وإرشادهم إلى الحق وتوصيلهم للهدى ...فأخلاقهم عظيمة وصفاتهم حميدة وأعمالهم جليلة خلفاء الرسل ...فأثارهم عظيمة شكرها الله لهم ... فالعلم من علامات الخير والصلاح ...ومن علامات التوفيق ...فهم يحملون العلم في صدورهم ويدعون إليه الناس وأقوامهم بحقه...وهم أعرف الناس بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم والقيام بحقهما ...فكان لهم الاعتبار والمكانة في الشريعة... فواجب على الأمة طاعتهم في طاعة الله ورسوله ... وموالاتهم واحترامهم وتوقيرهم ومحبتهم ومعاونتهم على البر والتقوى (1).
    وعلى هذا جرى سلف الأمة وأئمة المسلمين في كل بلد وزمان... فعرفوا لهم أقدارهم ومنازلهم ومكانتهم ، ويتبين ذلك من أقوالهم وأفعالهم .
    ثم خلف خُلوف قلّ فيها العلم وأهله ...وقل اعتبار الناس للعلماء وطلبة العلم ...فلم ينزلوهم منازلهم ولم يرفعوا لهم رأساً ، وأساءوا بهم الظنَّ واستطالوا عليهم ...فكانت عاقبة أمرهم خسرا وأضلوا ( فرقوا دينهم وكانوا شيعاً كل حزب بما لديهم فرحون ) وما أدري إن كانت قلوب هؤلاء لا تنفعهم الموعظة ولا تفيدهم الذكرى...ألم تزجرهم النصوص المرهبة والمرعبة عن فعلهم هذا الشنيع... اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك (2).
    فالذي يلمز أهل السنة بأنهم مشتغلون بأنفسهم وبغيرهم فهذا فيه قصور، والصواب خلاف ذلك .
    المسألة السادسة: إمام أهل السنة في هذا العصرو هو سماحة (الإمام الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله) يتكلم في المخالفين ويأمر بذلك(3) :
    1) تكلم في عبد الرحمن عبد الخالق المخالف:
    وكان رحمه الله قد نصحه بالرجوع عن أخطائه ، وبالتوبة(1) إلى الله عز وجل واستغفاره ورجوعه إلى الحق وبراءته مما وقع فيه من المخالفات، وأن يعلن تراجعه .
    قال الإمام الشيخ ابن باز رحمه الله في الفتاوى (ج8ص240) عنه:( ولا شك أن ما قلته عن علماء السعودية غير صحيح، وخطأ منكر، والواجب عليك الرجوع عن ذلك، وإعلان ذلك في الصحف المحلية في الكويت والسعودية ، نسأل الله لنا ولك الهداية والرجوع إلى الحق والثبات عليه ، إنه خير مسئول ) .اهـ
    وقال الإمام الشيخ ابن باز رحمه الله في الفتاوى (ج8ص240) عندما ذكر بعض أخطاء عبد الرحمن عبد الخالق ( وبكل حال، فالواجب الرجوع عن هذه العبارة، وإعلان ذلك في الصحف المحلية في المملكة العربية السعودية والكويت ) .اهـ
    وقال الإمام الشيخ ابن باز رحمه الله في الفتاوى (ج8ص240) عنه : (فالواجب عليكم الرجوع عن هذا الكلام ، وإعلان ذلك في الصحف المحلية في الكويت والسعودية ، وفي مؤلف خاص يتضمن رجوعكم عن كل ما أخطأتم فيه )(2) .
    ويرد عبد الرحمن عبد الخالق في شريطه ( كشف الشبهات ؟ على ثلاث مسائل انتقد فيها .
    المسألة الأولى: طعنه فيما سبق في بعض تلاميذ الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في كتابه ( أصول العمل الجماعي ) (ص10و11) حيث دافع عن نفسه بأنه لا يريد علماء الدعوة السلفية، وإنما يريد بعض طلاب العلم ممن يلقون الكلام على عواهنه حيث يقولون...كما يزعم ...أنه لا يجوز الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلا بإذن الإمام .
    والرد على هذا كالتالي :
    سئل الإمام الشيخ ابن باز رحمه الله عن طعنه في بعض تلاميذ الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله الذي جاء في كتابه ( أصول العمل الجماعي ) (ص10ـ11) .
    فأجاب الإمام الشيخ ابن باز رحمه الله : ( بأن هذا الكلام باطل وغلط منه وما قال به أحد ـ أي من تلاميذ الشيخ محمد بن عبد الوهاب ـ ولا يمكن أن يقول به مؤمن ) (2).اهـ
    المسألة الثانية : يدافع عبد الرحمن عبد الخالق عن قوله أن طائفة العلماء في السعودية في عماية تامة وجهل تام عن المشكلات الجديدة وأن سلفيتهم التقليدية هذه لا تساوي شيئاً :
    فيقول عبد الرحمن عبد الخالق: أن هذا الكلام الآن خطأ، ولكن قبل ثلاثين عاماً هذا الكلام حق.
    سئل الإمام الشيخ عبد العزيز ابن باز رحمه الله عن هذا الكلام فأفتى (بأن هذا الكلام باطل وإن كان قبل ثلاثين عاماً ).( 2)اهـ
    المسألة الثالثة : قولك أن السائل عندما قال ( هل صحيح أن من ضوابط هجر المبتدع أن تكون بدعته أحد البدع الخمس التجهم والرفض والإرجاء والخروج والقدر ) حيث قلت أن السائل لم يكمل بقية كلامه وهو ( وكذلك أهل البدعة الكبرى المخرجة من الدين ، وهم العلمانية أو اللادينية ) .
    كما جاء في صفحة (43) من كلامك في ( موقف أهل السنة من البدع والمبتدعة ) .
    والرد على هذا كالآتي :
    سئل الإمام الشيخ ابن باز رحمه الله : (هل صحيح أن من ضوابط هجر المبتدع أن تكون بدعته أحد البدع الآتية التجهم والرفض والإرجاء والخروج والقدر والبدع المخرجة من الدين كالعلمانية و اللادينية والزنادقة ) .
    فأفاد الشيخ عبد العزيز رحمه الله ( بأن هذا التعين غير صحيح )(1).اهـ
    2) تكلم في محمد علي الصابوني المخالف :
    مقالة بعنوان ( تنبيهات هامة على ما كتبه الشيخ محمد علي الصابوني في صفات الله عز وجل ). (2)
    3) تكلم في محمد المسعري المخالف :
    قال الإمام الشيخ ابن باز رحمه الله في الفتاوى ( ج8ص410):( توزيع الأشرطة الخبيثة التي تدعو إلى الفرقة والاختلاف، وسب ولاة الأمور والعلماء، ولا شك أنها من أعظم المنكرات ، والواجب الحذر منها ، سواء كانت جاءت من لدن من الحاقدين والجاهلين الذين باعوا دينهم وباعوا أمانتهم على الشيطان من جنس محمد المسعري ومن معه ، الذين أرسلوا الكثير من الأوراق الضالة المضلة ، والمفرقة للجماعة ، يجب الحذر منهم ، ويجب اتلاف ما يأتي من هذه الأوراق لأنها شر وتدعوا إلى الشر ، وما هكذا النصيحة ) .اهـ
    4) تكلم في سعد الفقيه المخالف:
    قال الإمام الشيخ ابن باز رحمه الله في الفتاوى (ج9ص100):(أما ما يقوم به الأن محمد المسعري وسعد الفقيه وأشباههما من ناشري الدعوات الفاسدة الضالة فهذا بلا شك شر عظيم ، وهم دعاة شر عظيم ، وفساد كبير والواجب الحذر من نشراتهم ، والقضاء عليها وإتلافها ) .اهـ
    5) تكلم في أسامة بن لادن المخالف :
    قال الإمام الشيخ ابن باز رحمه الله في الفتاوى (ج8ص410): ( هذه النشرات التي تصدر من الفقيه أو من المسعري أو من غيرهما من دعاة الباطل ودعاة الشر يجب القضاء عليها وإتلافها وعدم الإلتفات إليها...ونصيحتي للمسعري والفقيه وابن لادن وجميع من سلك سبيلهم أن يدَعوا هذا الطريق الوخيم ، وأن يتقوا الله ويحذروا نقمته وغضبه ، وأن يعودوا إلى رشدهم وأن يتوبوا إلى الله مما سلف منهم ، والله سبحانه وعد عباده التائبين بقبول توبتهم).اهـ
    6) تكلم في عبد الله القصيمي المخالف ( صاحب كتاب الأغلال ):
    قال الإمام الشيخ ابن باز رحمه الله في الفتاوى (ج9ص168) عن القصيمي : ( الزائغ المرتاب ...الضال القصيمي ...الزائغ المفتون ...وبالجملة فمن تأمل كتاب هذا الزائغ المفتون من أوله إلى أخره ، عرف أنه لا يدين إلا بعبادة الطبيعة ).اهـ
    7) تكلم في سيد قطب المخالف :
    قال الإمام الشيخ ابن باز رحمه الله عن مكانة سيد قطب في التفسير (مسكين ضايع في التفسير )(1) .اهـ
    وذلك عندما قرأعليه كلامه في الأشعرية وغيرها من كتابه ( ظلال القرآن).
    8) تكلم في زاهد الكوثري وتلميذه عبد الفتاح أبو غرة المخالف :
    قال الإمام الشيخ ابن باز رحمه الله في رسالة إلى الشيخ بكر بن عبد الله : ( فقد اطلعت على الرسالة التي كتبتم بعنوان ( براءة أهل السنة من الوقيعة في علماء الأمة ) وفضحتم فيها المجرم الآثم محمد زاهد الكوثري بنقل ماكتبه من السب والشتم والقذف لأهل العلم والإيمان واستطالته في أعراضهم وانتقاده لكتبهم إلى آخر ما فاه به ذلك الأفاك الأثيم ، عليه من الله ما يستحق ،كما أوضحتم أثابكم الله تعلق تلميذه الشيخ عبد الفتاح أبو غدة به وولاءه له وتبجحه باستطالة شيخه المذكور في أعراض أهل العلم والتقى ومشاركته له الهمز واللمز ، وقد سبق أن نصحناه بالتبرىء منه ، وإعلان عدم موافقته له على ما صدر منه ، وألححنا عليه في ذلك ، ولكنه أصر على مولاته له هداه الله للرجوع إلى الحق ، وكفى الله المسلمين شره وأمثاله ، وإنا نشكركم على ما كتبتم في هذا الموضوع ونسأل الله أن يجزيكم عن ذلك خير الجزاء ) (1).اهـ
    9) تكلم في عبد الرحيم الطحان المخالف :
    قال الإمام الشيخ ابن باز رحمه الله في جواب لسؤال الشيخ محمد بن جميل زينو عن عبد الرحيم الطحان : ( كلامه كلام المجانين والرافضة)(2).اهـ
    فليمت دعاة السياسة وغيرهم كمداً ، مما يقرأونه من هذه العبارات القوية التي تصدر من سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله ، وهذا أمر ينكرونه، ويلبسون على أتباعهم فيقولون : ( ليس هذا من منهج الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله ) !!!.
    10) تكلم في سلمان العودة المخالف وسفر الحولي المخالف: من خلال خطابه التالي :
    من عبد العزيز بن باز إلى حضرة صاحب السمو الملكي الأمير المكرم نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية وفقه الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... وبعد
    فأشير إلى كتاب سموكم الكريم رقم ( م/ب/4/192/م ص)وتاريخ 22,21/3/1414هـ . المتضمن توجيه خادم الحرمين الشريفين حفظه الله تعالى بعرض تجاوزات كل من / سفر بن عبد الرحمن الحولي وسلمان بن فهد العودة(1) ، في بعض المحاضرات والدروس على مجلس هيئة كبار العلماء في دورته الحادية والأربعين المنعقدة بالطائف إبتداء من تاريخ 18/3/1414 هـ ضمن ما هو مدرج في جدول أعماله .
    وأفيد سموكم بأن مجلس هيئة كبار ا لعلماء إطلع على كتاب سموكم المشار إليه ومشفوعه ملخص لمجلس ودروس المذكورين من أول محرم 1414هـ ونسخة من كتاب / سفر الحوالي (( وعد كيسنجر )) وناقش الموضوع من جميع جوانبه واطلع كذلك على بعض التسجيلات لهما ، وبعد الدراسة والمناقشة رأى المجلس بالإجماع : ( مواجهة المذكورين بالأخطاء التي عرضت على المجلس ـ وغيرها من الأخطاء التي تقدمها الحكومة ـ بواسطة لجنة تشكلها الحكومة ويشترك فيها شخصان من أهل العلم يختارهما معالي وزير الشئون الإسلام ية والأوقاف والدعوة والإرشاد ، فإن اعتذرا عن تلك التجاوزات والتزما بعدم العود إلى شيء منها وأمثالها فالحمد لله ويكفي ، وإن لم يمتثلا منعا من المحضرات والندوات والخطب والدروس العامة والتسجيلات حماية للمجتمع من أخطائهما هداهما الله وألهمهما رشدهما ) . اهـ
    وقد طلب المجلس إبلاغ سموكم رأيه هذا ... وأعيد لسموكم برفقة كتابكم المشار إليه ومشفوعاته .
    وأسأل الله أن يوفق خادم الحرمين الشريفين وسموكم لما يحبه ويرضاه وأن يعين على كل خير أنه سميع قريب .
    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ....
    مفتي عام المملكة العربية السعودية
    وكان قد عقد في منزل سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله بمكة في شهر رجب عام ( 1413 هـ) مجلس ضم مجموعة من المشايخ وطلبة العلم.
    وقد سأله أحد القضاة :
    فقال : سماحة الشيخ هل هناك ملاحظات وأخطاء على سفر الحوالي وسلمان العودة ؟
    فأجاب سماحته : ( نعم ، نعم ، عندهم نظرة سيئة في الحكام ، ورأي في الدولة وعندهم تهييج للشباب (1)، وإغار صدور العامة ، وهذا من منهج الخوارج وأشرطتهم توحي إلى ذلك .
    قال السائل القاضي : يا شيخ هل يصل بهم ذلك إلى حد البدعة ؟
    قال سماحته : ( لا شك إن هذه بدعة اختصت بها الخوارج والمعتزلة هداهم الله )( 2).اهـ
    فالواجب عليهم الرجوع عن هذه العبارات التي هي في الحقيقة طعناً في الشيخ ابن باز رحمه الله، وإن فعل الشيخ معهم من باب السكوت عن الصدع بالحق لأجل مصلحة الدعوة كما يقولون .
    وكان رحمه الله من أشد الناس إشفاقاً على المخالف، حتى إنه ربما دعا له بالهداية والتوفيق، وربما أثنى عليه تألفاً له، أو إكرامه في بيته طمعاً في رجوعه إلى الحق، وربما شفع فيه لدى ولاة الأمر ونحو ذلك من الأمور التي يرى أنها ربما أثرت في نفس المخالف وأثمرت فيه.
    لكن الإمام الشيخ ابن باز رحمه الله إذا رأى من المخالف العناد والإصرار على الخطأ بين أمره، ورد عليه خطؤه كما سبق ذكر ذلك، بل منهم من يغلظ عليه ويأمر بذلك .
    قال الإمام الشيخ ابن باز رحمه الله في الفتاوى ( ج3ص203): ( لاشك أن الشريعة الإسلامية الكاملة جاءت بالتحذير من الغلو في الدين، وأمرت بالدعوة إلى سبيل الحق بالحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن ، ولكنها مع ذلك لم تهمل جانب الغلظة والشدة في محلها حيث لا ينفع اللين والجدال بالتي هي أحسن كما قال تعالى :{ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدْ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ }[ التوبة :73] . وقال تعالى :{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنْ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ }[ التوبة :123] . وقال تعالى:{ وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ }[ العنكبوت:46] .فشرع الله لعباده المؤمنين الغلظة على الكفار والمنافقين حين لم تؤثر فيهم الدعوة بالحكمة واللين .
    والآيات وإن كانت في معاملة الكفار والمنافقين(1) دالات على أن الشريعة إنما جاءت باللين في محله حين يرجى نفعه . أما إذا لم ينفع واستمر صاحب الظلم أو الكفر أو الفسق في عمله ولم يبال بالواعظ والناصح ، فإن الواجب الأخذ على يديه ومعاملته بالشدة وإجراء ما يستحقه من إقامة حد أو تعزير أو تهديد أو توبيخ حتى يقف عند حده وينزجر عن باطله ).اهـ
    وقال الإمام الشيخ ابن باز رحمه الله في الفتاوى ( ج3ص209) : ( قال تعالى:{ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ }[ النحل :125] .
    وهذه الآية العظيمة وإن كان الخطاب فيها موجهاً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فالمراد بها جميع الأمة ، وقد أوضح الله فيها سبيل الدعوة ومراتبها ، فالواجب على الدعاة أن يسيروا في دعوتهم إلى الله سبحانه على ضوئها ، وعلى الطريقة التي رسمها الله فيها سواء كان المدعو كافراً أو مسلماً إلا من ظلم وعاند فقد تقدم في الأدلة السابقة ما يدل على شرعية الغلظة عليه ومعاملته بما يستحق من حدود الشريعة الكاملة ) .اهـ
    وقال الإمام الشيخ ابن باز رحمه الله في الفتاوى ( ج3ص109) : ( فإذا كان المدعو عنده بعض الشبهة ، فعليك أيها الداعي أن توضح الحق بدلائله ...فعليك بالرفق والجدال بالتي هي أحسن حتى يقبل منك الحق وحتى لا تضيع الفرصة، وتذهب الفائدة سدى ، بسبب العنف والشدة ما دام صاحبك يريد منك الحق ، ولم يظلم ولم يتعد .
    أما عند الظلم والتعدي فله نهج آخر ، وسبيل آخر كما قال تعالى : { وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ }[ العنكبوت :46] .فإذا كان أهل الكتاب يجادلون بالتي هي أحسن، فالمسلمون من باب أولى أن يجادلوا بالتي هي أحسن ، لكن من ظلم يُنتقل معه إلى شيء آخر ، فقد يستحق الظالم الزجر والتوبيخ ، وقد يستحق التأديب والسجن إلى غير ذلك على حسب ظلمه ).اهـ
    وقال الإمام الشيخ ابن باز رحمه الله في الدعوة إلى الله (ص17) : ( الدعوة بالجهل فهذا يضر ولا ينفع ، لأن الدعوة مع الجهل بالأدلة قول على الله بغير علم ،وهكذا الدعوة بالعنف والشدة ضررها أكثر ، وإنما الواجب والمشروع هو الأخذ بما بينه الله عز وجل في آية النحل وهي قوله تعالى { ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ }[ النحل :125] .
    إلا إذا ظهر من المدعو العناد والظلم فلا مانع من الإغلاظ عليه كما قال سبحانه{ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدْ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ }[ التحريم: 9].وقال تعالى { وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ }[العنكبوت:46]).اهـ
    وهذا مما يبين بطلان ما ينسبه دعاة الحزبية لسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله من عدم الغلظة على المخالف !!!. وهؤلاء يفترون على الشيخ رحمه الله لما كان لسماحته من مكانة ومنزلة عند كثير من الناس ، وعند أتباع السلف خاصة ، صار هؤلاء يلبسون ويقررون أن الشيخ عبد العزيز بن باز لا يرد على المخالفين من الدعاة ، بل يسكت عنهم ولا يغلظ عليهم تأليفاً لهم ، ومراعاة لمصلحة الدعوة ، وأن الشيخ لا يُعنى بتصنيف الأشخاص ، ولا ينتقد أحداً منهم بذكر أسمه ، وأنه إن رد رد في السر ولا يشهر بمن خالف ولو كانت مخالفته ما كانت (1)!!!.
    فإن كانت هذه حال سماحته ـ وحاشاه ـ مع المخالفين(2) للكتاب والسنة، فأنتم إنما تذمونه ولا تمدحونه، فإنه لا يعقل أن يرى الشيخ ابن باز رحمه الله هذه المخالفات العقدية والمنهجية التي تزخر بها الكتب والمحاضرات والصحف والأشرطة، ثم يسكت عن ذلك (3).
    والشيخ ابن باز رحمه الله يقول : ( القاعدة الكلية : أنه لا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة ، فإذا وجد من يجهل الحق وجب أن يُعلم ممن يعلم الحق ولا يجوز تأخيره من أجل مراعاة خاطرة فلان...)(4) .اهـ
    وكما أنه رحمه الله يحث على الرفق يأمر بالشدة كما سبق النقل عنه رحمه الله .
    ثم نرى من يقول عن الشيخ ابن باز رحمه الله بأنه يحاضر للجماعات أو الجمعيات المخالفة عن طريق الهاتف (5).
    نقول: قد بينا فيما سبق بأن الشيخ ابن باز رحمه الله من أشد الناس إشفاقاً على المخالف حتى إنه ربما دعا له بالهداية والتوفيق، وربما أثنى عليه تأليفاً ... ونحو ذلك من الأمور التي يرى أنها أثرت في نفس المخالف، وأثمرت فيه.
    وهذا في ابتداء دعوة المخالف عند الشيخ رحمه الله، أما إذا تبين عنده أخطاء المخالف وأصر على عناده أغلظ عليه ورد خطؤه عليه كما سبق الكلام عن ذلك من قوله رحمه الله.
    وكذلك بأن الشيخ ابن باز رحمه الله لم يتبين له أمر هذه الجماعة أو هذه الجمعية من انحراف فيحاضر عندهم على الأصل.
    لكن إذا رأى الشيخ ابن باز إصرار جماعة أو جمعية على إنحرافها ، فكان يحذر(1) منها ولا يحاضر عندهم لانحرافهم(2) ولا يحث عليها .
    وليأتي هؤلاء بجماعة منحرفة أو جمعية منحرفة علم بانحرافها الشيخ ابن باز رحمه الله فحاضر عندهم بعد ذلك .
    وأنتم تعلمون انحراف هذه الجماعة أو هذه الجمعية ، وإصرارها على المخالفات ، بل تتمادى إلى الأسوء ، ومع هذا تحاضرون عندهم وتثنون عليهم وتكثرون سوادهم ثم تدعون بأن هذا منهج الشيخ ابن باز رحمه الله!!!، ومنهج الشيخ ابن عثيمين رحمه الله !!! .
    بل هذا منهجكم ومن عند أنفسكم ما أنزل الله به من سلطان .
    وأكبر دليل بأن هذه الجمعيات التي تحاضرون عندها لم تتغير ولم تسمع نصحكم (1)، بل هذه الجمعيات تمادت إلى الأسوء ، تتجارى بهم الأهواء كما يتجارى الكَلَبُ بصاحبه،كما لا يخفى عليكم .
    فها هي تنشر المنكرات بين المسلمين ظاهراً وباطناً ولم تردوا عليها ولم تبينوا أمرها للمسلمين، بل تحاضرون عندهم على أنها عندها بضعة أخطاء!!!
    أفبعد ذلك يقال أن أهل السنة ينشغلون بعضهم ببعض في الردود .
    بل أهل السنة قاموا بواجبهم نحو دينهم الحق .
    فيجب إذاً أن يحمل أهل السنة على أناملهم أقلام النصرة ، بكلمة حق يخر لها الباطل صعقاً ولتفضح المبطل تحذيراً من فتنه ودفعاً لباطله .
    قلت: وهذا الدفاع كفاحاً عن ديننا الحنيف والسلام .
    وجملة القول: أن أمثال هؤلاء لا يعتد بنقلهم عن الشيخ ابن باز في المنهج(2) .

    فتوى سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله
    في الجماعات والجمعيات الخيرية
    سئل سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله . ما واجب علماء المسلمين حيال كثرة الجمعيات والجماعات في كثير من الدول الإسلامية وغيرها ، واختلافها فيما بينها حتى إن كل جماعة تضلل الأخرى . ألا ترون من المناسب التدخل في مثل هذه المسألة بإيضاح وجه الحق في هذه الخلافات ، خشية تفاقمها وعواقبها الوخيمة على المسلمين هناك ؟
    فأجاب سماحته : ( إن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بين لنا درباً واحداً يجب على المسلمين أن يسلكونه وهو صراط الله المستقيم ومنهج دينه القويم ، يقول الله تعالى: { وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }[ الأنعام : 153] .
    كما نهى رب العزة والجلالة أمة محمد صلى الله عليه وسلم عن التفريق واختلاف الكلمة، لأن ذلك من أعظم أسباب الفشل وتسلط العدو كما في قوله تعالى: { وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا } [آل عمران : 103].
    وقوله تعالى: { شَرَعَ لَكُمْ مِنْ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ}[ الشورى :13] .
    فهذه دعوة إلهية إلى اتحاد الكلمة وتألف القلوب والجمعيات إذا كثرت في أي بلد إسلامي من أجل الخير والمساعدة والتعاون على البر والتقوى بين المسلمين دون أن تختلف أهواء أصحابها (1)فهي خير وبركة عظيمة .
    أما إذا كانت كل واحدة تضلل الأخرى وتنتقد أعمالها(2) فإن الضرر بها حينئذ عظيم والعواقب وخيمة ، فالواجب على المسلمين توضيح الحقيقة ومناقشة كل جماعة أو جمعية ونصح الجميع بأن يسيروا في الخط الذي رسمه الله لعباده ودعا إليه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، ومن تجاوز(3) هذا أو استمر في عناده لمصالح شخصية أو لمقاصد لا يعلمها إلا الله ـ فإن الواجب التشهير به والتحذير منه ممن عرف الحقيقة (4)، حتى يتجنب الناس طريقهم وحتى لا يدخل معهم من لا يعرف حقيقة أمرهم فيضلوه ويصرفوه عن الطريق المستقيم الذي أمرنا به الله باتباعه في قوله جل وعلا:{ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } [ الأنعام : 153] .
    ومما لا شك فيه أن كثرة الفرق والجماعات في المجتمع الإسلام ي مما يحرص عليه الشيطان أولاً وأعداء الإسلام من الإنس ثانياً، لأن اتفاق كلمة المسلمين ووحدتهم وإدراكهم الخطر الذي يهددهم ويستهدف عقيدتهم يجعلهم ينشطون لمكافحة ذلك العمل في صف واحد من أجل مصلحة المسلمين ودرء الخطر عن دينهم وبلادهم وإخوانهم وهذا مسلك لا يرضاه الأعداء من الأنس والجن ، فلذا هم يحرصون على تفريق كلمة المسلمين وتشتيت شملهم وبذر أسباب العداوة بينهم ، نسأل الله أن يجمع كلمة المسلمين على الحق وأن يزيل من مجتمعهم كل فتنة وضلال ، إنه ولي ذلك والقادر عليه ) (1).اهـ
    لقد ترك العلامة الشيخ ابن باز رحمه الله إرثاً غنياً فيما يتعلق في المنهج وفيما يتعلق بالرد على المخالف، وهو يعّدُ ذلك من الجهاد في سبيل الله .
    قال الإمام الشيخ ابن باز رحمه الله في الفتاوى ( ج2ص97): (والواجب على المؤمن التمسك بما أخبر الله به ورسوله ، ودرج عليه سلف الأمة من الصحابة رضي الله عنهم ، وأتباعهم بإحسان ، والحذر من مقالات أهل البدع الذين أعرضوا عن الكتاب والسنة ، وحكموا أفكارهم وعقولهم فضلوا وأضلوا ). اهـ
    وقال الإمام الشيخ ابن باز رحمه الله في الفتاوى ( ج9ص397): (فلا يجوز لأهل العلم السكوت ، وترك الكلام للفاجر والمبتدع والجاهل ، فإن هذا غلط عظيم ، ومن أسباب انتشار الشر والبدع ، واختفاء الخير وقلته وخفاء السنة )(1) .اهـ
    وقال الإمام الشيخ ابن باز رحمه الله في الفتاوى ( ج9ص397): (إن الواجب على أهل العلم وهم علماء الكتاب والسنة أن يبلغوا الناس ما أوجب الله عليهم وما حرم عليهم ، وأن يحذروهم من طاعة الجهلاء ودعاة التفرقة الذين ليس لهم نصيب من العلم النافع ، وإنما همهم العداء للدين والعداء لأهل الدين(2) ، والتشويش على المسلمين(3) ، وأشار سماحته إلى وجوب الحذر من هؤلاء ) .اهـ
    وهذا والله غيض من فيض من مجمل كلامه رحمه الله .
    فما بال أقوام كلما امتطى سلفي فرسه وخيله ، ولبس درعه لحرب أهل البدع والأهواء ، وأشرع في صدور المخالفين سيفه وجاهدهم في سبيل الله تعالى علت صيحاتهم واشتد نكيرهم عليه وقالوا له : لا تفرق الأمة لا تتكلم على الدعاة رفقاً بأهل السنة !!!...اللهم غفراً .
    وفي ذلك يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الفتاوى (ج12 ص467) : ( وبإزاء هؤلاء المكفرين بالباطل أقوام لا يعرفون اعتقاد أهل السنة والجماعة كما يجب أو يعرفون بعضه ويجهلون بعضه وما عرفوه منه قد لا يبينونه للناس بل يكتمونه ولا ينهون عن البدع المخالفة للكتاب والسنة ولا يذمون أهل البدع ويعاقبونهم ، بل لعلهم يذمون الكلام في السنة وأصول الدين ذماً مطلقاً ، ولا يفرقون فيه ما دل عليه الكتاب والسنة والإجماع وما يقوله أهل البدعة والفرقة أو يقرون الجميع على مذاهبهم المختلفة كما يقر العلماء في مواضع الاجتهاد التي يسوغ فيها النزاع وهذه الطريقة قد تغلب على كثير من المرجئة وبعض المتفقهة المتصوفة والمتفلسفة كما تغلب الأولى للكثير من أهل الأهواء والكلام وكلا هاتين الطريقتين منحرفة خارجة عن الكتاب والسنة .
    وإنما الواجب بيان ما بعث الله به رسله وأنزل به كتبه وتبليغ ما جاءت به الرسل عن الله والوفاء بميثاق الله الذي أخذه على العلماء فيجب أن يعلم ما جاءت به الرسل ويؤمن به ويبلغه ويدعو إليه ويجاهد عليه ويزن جميع ما خاض الناس فيه من أقوال وأعمال في الأصول والفروع الباطنة والظاهرة بكتاب الله وسنة رسوله غير متبعين لهوى: من عادة أو مذهب أو طريقة أو رئاسة أو سلف.
    ولا متبعين لظن : من حديث ضعيف أو قياس فاسد ـ سواء كان قياس شمول أو قياس تمثيل ـ أو تقليد لمن لا يجب اتباع قوله وعمله فإن الله ذم في كتابه الذين يتبعون الظن وما تهوى الأنفس ويتركون اتباع ما جاءهم من ربهم من الهدى ) .اهـ
    فالله يحمي هذه الأمة من كل من نصب نفسه مدافعاً من أهل التحزب .
    لقد تنوعت أساليب الإمام الشيخ عبد العزيز ابن باز رحمه الله في الرد على المخالف من أفراد وجماعات وجمعيات.
    وسلك مسلكه في ذلك كل ما من شأنه أن يظهر الحق ويبطل الباطل ويرد المخالف عن مخالفته ويحذر الأمة مما وقع فيه .
    وقد كان الإمام الشيخ عبد العزيز ابن باز رحمه الله يفرح بكتب الردود ويثني عليها خيراً ، ويقدم لها بالمقدمات العطرة ، ويؤيد من كتبها ويشد على عضده(1) .
    وقد سار الإمام الشيخ عبد العزيز ابن باز رحمه الله على منوال أهل العلم قبله ، من خلال الرد على المخالف عن طريق الكتب والأشرطة والصحافة والنشرات(2) .
    وسلك مسلكه في ذلك كل ما من شأنه آن يظهر الحق ويبطل الباطل ويرد المخالف عن مخالفته ، ويحذر الأمة مما وقع فيه(3) .
    قال الإمام الشيخ عبد العزيز ابن باز رحمه الله : ( فإنه لايخفى ـ على أحدٍ ـ كثرة انتشار الكتب التي تحمل العناوين البراقة باسم الإسلام ، وقد تبين لي في كثير منها الخطر على عقيدة المسلمين ، فرأيت أن من الواجب علي التنبيه ، وتحذير القراء مما يحمله بعضها من الأفكار الهدامة والعقائد المضلة ، والدعوة إلى التحلل الخلقي ، وسوف أوالي إن شاء الله تباعاً نشر أسماء الكتب المذكورة ، التي يجب منع دخولها إلى المملكة ، أو طباعتها فيها ، أو بيعها في المكتبات التجارية داخل المملكة ، نصحاً لله ولعباده ، وحماية للمسلمين من شر ما فيها)(4). اهـ
    وهناك المزيد والمزيد من كلام الإمام الشيخ عبد العزيز ابن باز رحمه الله في المخالفين فليراجع كتاب ( صور مضيئة ) من جهود الإمام الشيخ عبد العزيز ابن باز رحمه الله في الرد على المخالف بقلم الشيخ عبد الله السلفي .
    إذاً ما ينقله البعض عن الشيخ ابن باز رحمه الله وإن كان في بعضهم خير لا حقيقة له ، ولا يغفل هؤلاء أنهم يتحدثون عمن حمى الله بهم دعوة السلف وأنهم يتحدثون عمن لا يُعرف لهم نظير في العالم الإسلام ي ، أنهم يخبرون عمن قيض الله لفتاواهم نقلة أمناء ، ينفون عنهم تزوير المزوِّرين وتَحريف الغالين وتأويل الجاهلين .
    المسألة السابعة : إمام أهل السنة في هذا العصر وهو ( العلامة الفقيه الشيخ محمد بن صالح العثيمين ) رحمه الله يتكلم في المخالفين(1) .
    1) تكلم في محمد المغراوي المغربي المخالف :
    جواب الإمام العلامة الفقيه الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله ، على سؤال ( مغربي ) حيث قرأ عليه كلام ( محمد المغراوي ) حول البيعة من كتابه ( العقيدة السلفية في مسيرتها التاريخية ) .
    فأجاب فضيلته : ( هذا رجل ثوري... هذا رجل ثوري ...ما يفقه الواقع ، ولا يعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم أمرنا أن نسمع ونطيع وإن وجدنا أثرة علينا ، وإن ضرب الظهر وأخذ المال ولم يعلم ما جرى للأعلام كـ(الإمام أحمد) وغيره في معاملة الخلفاء الذين هم أشد من الموجودين الآن ، الذين يأمرون الناس بـ( خلق القرآن ) ، أقول : احذر هذا وأمثاله )(2). اهـ
    2) تكلم في عدنان عرعور المخالف :
    سئل الإمام الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله : يقول عدنان عرعور : والتي من تتبع أسباب الانشقاقات التي حصلت في الجماعات الإسلامية يعود معظمها أسباباً أخلاقية لا عقدية ولا منهجية فما قول سماحتكم ؟
    فأجاب فضيلته : ( هذا غير صحيح ... هذا غير صحيح ، بل هي عقدية منهجية )(19).اهـ
    وسئل الإمام الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله : يقول عدنان عرعور: اختلافات الجماعات اختلافاتٍ اجتهادية ، وأنا مقر بذلك ولو لم يكن كذلك لأخرجناهم بسهولة من دائرة الإسلام فما قول سماحتكم ؟
    فأجاب فضيلته : ( لا شك أن بعضها اجتهادي ، وبعضها عناد واستكبار، فما كان فيه الحق واضحاً فالمخالف معاند مستكبر ، وما كان مشتبهاً فهو محل اجتهادي )(2) .اهـ
    ثم سأله كذا سؤال(3)ثم قال السائل : هذا المقالات يا شيخ موجودة في كتب وأشرطة رجل يدعى( عدنان عرعور ) فهل تعرفونه ، وما قولكم فيه؟
    فأجاب فضيلته: ( ما نعرفه ... وما نعرف إلا أنه له كتاباً في مواقيت الحج منعت دار الإفتاء من تداوله لما فيه من أخطاء أما غير هذا ما أدري عنه شيء)(4).اهـ
    3) تكلم في سيد قطب المخالف:
    سئل الإمام الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله: ما قولكم في رجل ينصح الشباب بقراءة كتب ( سيد قطب ) ويخص منها في ظلال القرآن ومعالم في الطريق ولماذا أعدموني ؟
    فأجاب فضيلته : ( أنا أرى أنه من كان ناصحاً لله ولرسوله وللمسلمين، أن يحث الناس على قراءة كتب الأقدمين في التفسير ، فهي أبرك وأنفع وأحسن من كتب المتأخرين .
    وتفسير سيد قطب فيه طوام كتفسير الاستواء وتفسير قل هو الله أحد ، ووصف بعض الرسل بما لا ينبغي أن نصفهم به )(1). اهـ
    4) تكلم في أحمد سلام المخالف:
    سئل الإمام الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله : نقل عنكم هنا أحد الدعاة يدعى أحمد سلام أنكم زكيتم عدنان عرعور فهل هذا صحيح ؟
    فأجاب فضيلته: ( لا نعلم عنه شيئاً لكن الرجل عنده بعض الشطحات ولم نزكه، وأذكر أن بعض الناس عنده له ملاحظات).(2)اهـ
    وسئل الإمام الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله عنه: ما هو ردكم على من يقول: أكثر الشر في بلد التوحيد مصدره الحكومة وأن الولاة ليسوا بأئمة سلفيين ؟
    فأجاب فضيلته :( ردنا على هذا أنه قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم إنه مجنون وشاعر، وكما يقال : ( لا يضر السحاب نبح الكلاب ) ، ولا يوجد والحمد لله مثل بلادنا اليوم في التوحيد وتحكيم الشريعة ، وهي لا تخلوا من الشر كسائر بلاد العلم ، بل حتى المدينة النبوية في عهد النبي صلى الله عليه وسلم يكون فيها من بعض الناس شر، فقد حصلت السرقة وحصل الزنا أي نعم)(3).اهـ
    وسئل الإمام الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله عنه : ما هو ردكم على من يقول بجواز الدراسة في الجامعات المختلطة بحجة أن الاختلاط موجود في كل مكان في الشوارع والحافلات والمحلات ؟ .
    فأجاب فضيلته: ( ردنا على هذا أن نقول إن الطالب يجلس إلى الطالبة جنباً إلى جنب وفخذ إلى فخذ فيحس بحرارتها وتحس بحرارته ، وهذا لا بد أن يحدث فتنة أفهمت بخلاف الأسواق ، الأسواق كل في سبيله لايقف أحد عند أحد ، فالفرق ظاهر جداً )( 1).ا هــ
    5) تكلم في سلمان العودة المخالف وسفر الحوالي المخالف :
    سئل الإمام الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى : تسمعون حفظكم الله عن أشرطة سلمان العودة وسفر الحوالي ، هل تنصحون بعدم سماع ذلك ، هل نستطيع سماع أشرطة سلمان العودة وسفر الحوالي ؟
    فأجاب فضيلته:( هذا بارك الله فيك الخير الذي في أشرطتهما موجود في غيرها ، وهما في بعض أشرطتهما عليهما مؤاخذات ليس جميعها .
    السائل : تنصحنا بعدم سماع أشرطتهما .
    فأجاب فضيلته :لا ...أنصحك أن تسمع أشرطة الشيخ ابن باز وأشرطة الشيخ الألباني وتسمع أشرطة المعروفين بالاعتدال )(2).
    السائل : هم ـ [ يعني الخوارج في الجزائر ] ـ يسمعون أشرطة سلمان العودة وسفر الحوالي ...هل هذا الخلاف ـ [ يعني في تكفير الحكام ] ـ خلاف فرعي أو خلاف في الأصول ... لأنهم يكفرون الحكام ويقومون بالجهاد في بلاد الجزائر !.
    فأجاب فضيلته: ( هذا الخلاف عقدي لأن من عقيدة أهل السنة والجماعة ألا نكفر أحداً بذنب ).(1) اهـ
    6) تكلم على القرضاوي بكلام شديد :
    عرض على الإمام الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى : كلاماً للقرضاوي في شريط ( حكم التدخين ) ما نصه قال القرضاوي : ( قبل أن أودع مقامي هذا أحسب أن أقول كلمة عن نتائج الانتخابات الإسرائيلية ، العرب كانوا معلقين كل أمالهم على نجاح (برلين ) وقد سقط ( برلين ) وهذا مما نحمده في إسرائيل.
    نتمنى أن تكون بلادنا مثل هذه البلاد من أجل مجموعة قليلة ، سقط واحد من الشعب ، وهو الذي يحكم ليس هناك التسعات الأربع أو التسعات الخمس ، التي نعرفها في بلادنا ، تسعة وتسعين تسعة وتسعين من مائة ، ما هذا لو أن الله عرض نفسه على الناس ما أخذ هذه النسبة ، نحي إسرائيل على ما فعلت ) .اهـ كلام القرضاوي.
    فأجاب الإمام الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى : بقوله (أعوذ بالله هذا يجب أن يتوب هذا ، وإلا فيقتل مرتداً لأنه جعل المخلوق أعلم من الخالق ، فعليه أن يتوب إلى الله فإن تاب فالله يغفر الذنوب عن عباده وإلا يجب على ولاة الأمور أن يضربوا عنقه )(2).اهـ
    ففضل والعياذ بالله اليهودي على الله تعالى !!!.
    فالله ربنا عز وجل هو الغني ولا يحتاج إلى التصويت، والتصويت لا يحتاج إليه إلا البشر الضعيف .
    قال تعالى:{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمْ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (15) إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ (16) وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ }[ فاطر: 15ـ16 ـ17] .
    7) تكلم في عبد الرحمن عبد الخالق المخالف :
    قال عبد الرحمن عبد الخالق : ( وقد عجبت أشد العجب أن ينكر بعض تلاميذ الشيخ محمد بن عبد الوهاب ـ رحمه الله ـ أن يتنكروا لطريقة أستاذهم ويقولوا كما يقول أعداء دعوته كل من أسس جماعة للدعوة والجهاد فهو خارجي معتزلي ، وليس النظام من دين الله والتحزب ، وليس من الإسلام ، والعجب كل العجب إن بعض هؤلاء أعطوا الأئمة من أشباه المسلمين حقوق لم يعطى الصديق ، ولا الفاروق ولا عرفها المسلمون في كل تاريخه ، ولا دونها حسب علمي عالم موثوق في شيء من كتب العلم ، وإنه لا يجوز الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلا بإذن الإمام ، ولا يجوز رد العدوان عن ديار الإسلام إلا بأمر السلطان وهؤلاء وللأسف أعطوا الحاكم صفات الرب سبحانه وتعالى )(1).اهـ
    فأجاب فضيلته عن كلام عبد الرحمن عبد الخالق فقال : ( كذاب من وجه وضلال من وجه ...) .
    السائل : تنصح الشباب أن يرتبطوا بمثل هؤلاء ؟
    فأجاب فضيلته : ( لا أنصح الشباب أن يرتبطوا بمثل هؤلاء . يحذر منه، ويحقق معه ) (2).اهـ
    و قال عبد الرحمن عبد الخالق : ( من أكبر قضايا التقليد في السلفية ، التقليد في العقائد بمعنى أنا نفهم المشاكل التي وقع فيها الناس قديماً لا نفهم غيرها ونطبقها في الوقت الحاظر ، مثال : إذا تذهب إلى السعودية لا تجد قبراً ونادراً تجد من يدعوا غير الله عز وجل مع ذلك تجد طائفة العلماء لا يحسنون العقيدة إلا ما تكلم به الشيخ محمد بن عبد الوهاب ـ رحمه الله ـ وهي قضايا توحيد الألوهية والنهي عن عبادة القبور والتوسل بها ... مع العلم أن البيئة والقرى التي يتكلمون فيها هذا الكلام لا تجد فيها إنسان يقول بمثل هذا الكلام ، لكن نشأ أفكار جديدة مثل الألحاد والتشكيك في الدين... لكن هم ـ يعني العلماء ـ في عماء تام وجهل تام عن هذه المشكلات الجديدة ، إذاً هذه السلفية التقليدية لا تساوي شيئاً ) (1).اهـ
    فأجاب فضيلته عن كلام عبد الرحمن عبد الخالق فقال : ( هذا الكلام عن جهل بواقع السعودية فالعلماء هنا ولله الحمد يقررون التوحيد بجميع أنواعه :
    1) توحيد الربوبية
    2) توحيد الألوهية
    3) توحيد الأسماء والصفات(2).
    يقررون هذا لأنهم مسئولون عن إخوانهم في البلاد الأخرى التي يرون ضل كثير من عوامها بتعظيم القبور ودعائها أحياناً .
    إما كونهم لم يبحثوا في ما جد من العقائد الفاسدة الباطلة فهذه أيضاً شنشنة... وقد نشأ كثير من طلاب العلم الذين تخرجوا من الجامعات على دراسة هذه الأفكار المنحرفة والملل الحادثة كما يعرف ذلك من اطلع على مناهج جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وغيرها أيضاً ).(3) اهـ
    وكتاب ( الصراط ) لعبد الرحمن عبد الخالق وكتابات أخرى تردد قضية توحيد الحاكمية .
    وكتاب ( الصراط ) أصدره في رمضان سنة (1417 هـ ) .
    أجمل فيه عبد الرحمن عبد الخلق ـ كعادته كما في كتبه الآخرى ـ القول بأن كل من لم يحكم بما أنزل الله كافر ، وأن التوحيد ينقسم إلى أربعة أقسام منها الحاكمية وساق أقوال العلماء دون تفصيل .
    فرد عليه الإمام الشيخ محمد صالح ابن عثيمين رحمه الله ( بأن من يدعي أن هناك قسماً رابعاً للتوحيد تحت مسمى ( توحيد الحاكمية ) يعد مبتدعاً ، فهذا تقسيم مبتدع صادر من جاهل لا يفقه من أمر العقيدة والدين شيئاً وذلك لأن الحاكمية تدخل في توحيد الربوبية من جهة أن الله يحكم بما يشاء ، وتدخل في توحيد الألوهية أن العبد عليه أن يتعبد الله بما حكم فهو ليس خارجاً عن أنواع التوحيد الثلاثة وهي توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية وتوحيد الأسماء والصفات ) (1). اهـ
    وهناك المزيد والمزيد من كلام الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في الرد على المخالفين .
    وله رحمه الله جهود طيبة في الرد على أهل البدع والتحذير(2) منهم كـ (الأشاعرة وغيرهم ) فليراجع شرحه للعقيدة الواسطية لابن تيمية .
    إذاً ما ينقله البعض عن الشيخ ابن عثيمين رحمه الله ـ وإن كان في بعضهم خير ، لا حقيقة له ، ولا يغفل هؤلاء أنهم يتحدثون عمن حمى الله بهم دعوة السلف ، وأنهم يتحدثون عمن لا يُعرف لهم نظير في العالم الإسلام ي ، أنهم يخبرون عمن قيض الله لفتاواهم نقلة أمناء ، ينفون عنهم تزوير المزوِّرين وتَحريف الغالين وتأويل الجاهلين (1).
    المسألة الثامنة: أهل السنة يألفون القلوب بين المسلمين ، فلا يتهمون بتفريق المسلمين : يشاع في الآونة الأخيرة عن أهل السنة أقوال من قبل الخصوم لأغراض لا تخفى فيجب التأكد منها ... فمنها بأنهم يفرقون الأمة الإسلامية !!!.
    لكن المتأمل في واقع هؤلاء بأنهم هم المفرقون للأمة الإسلامية كما هو مشاهد لأن أهل السنة أعدل منهم في كل شيء.
    قال تعالى:{ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى } [ المائدة :8] .
    والعدل والإنصاف هو منهج أهل السنة.
    قال ابن تيمية رحمه الله في الفتاوى ( أهل السنة أعدل مع المبتدعة ، من المبتدعة بعضهم مع بعض ) .اهـ
    ومن القواعد الكلية المتفق عليها بين علماء أهل السنة الحرص على الألفة والاجتماع ، والنهي عن التفرق والاختلاف ، ولذ سُمي أهل السنة بالجماعة لأنه يأمرون بالاجتماع على ما كانت عليه الجماعة الأولى ، جماعة الصحابة رضي الله عنهم ، ومن كان بعدهم على ما كانوا عليه .
    قال تعالى:{ وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }[ الانفال:63] .
    قال ابن تيمية رحمه الله في الفتاوى( ج3ص421) : ( تعلمون أن من القواعد العظيمة التي هي من جماع الدين تأليف القلوب واجتماع الكلمة وصلاح ذات البين فان الله تعالى يقول :{ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ }[ الأنفال :1] . وأمثال ذلك من النصوص التي تأمر بالجماعة والائتلاف وتنهى عن الفرقة والاختلاف ).اهـ
    واساس الالفة بين الناس التعاون لا التناحر ... والتآلف لا التخالف...والتواصل لا التقاطع .
    وهذه الصفات الطيبة عليها أهل السنة ، فيحرم لمز أهل السنة بغير ذلك(1).
    المسألة التاسعة: أهل السنة لا يشتغلون بجرح أهل السنة إلا كما أسلفنا بل يشتغلون بالعلم النافع والعمل الصالح وهذا مشاهد من كتبهم وأشراطهم العلمية ودوراتهم العلمية فيحرم الكلام عليهم بغير ذلك :
    بينت فيما سبق من القول أن أهل السنة لا يجرحون أحداً إلا بالجرح الممدوح ، فلا نتهمهم بالتجريح المطلق بدون تبيين ذلك للناس جملة وتفصيلا.
    وهذا مما يلاحظ على البعض فإنه يتهم أخوانه بتجريح أهل السنة ، فيترتب على هذا اختلاف القلوب بين أهل السنة أنفسهم وهو لا يشعر فوقع مما كان يحذر منه أهل السنة .
    فالفائدة تكون قاصرة حين يقتصر على ذلك .
    ولا مانع عند أهل السنة في الرد على المخالف(2) حتى لو كان من أهل السنة مع توقيره واحترامه وعدم إهدار مكانته في قلوب الناس (3).
    قال الحافظ ابن رجب رحمه الله في الفرق يبين النصيحة والتعيير (ص26) : ( اعلم أن ذكر الإنسان بما يكره محرم إذا كان المقصود منه مجرد الذم والعيب ، والنقص .
    فأما إذا كان فيه مصلحة عامة للمسلمين ، أو خاصة لبعضهم ، وكان المقصود به تحصيل تلك المصلحة فليس بمحرم ، بل مندوب إليه .
    وقد قرر علماء الحديث هذا في كتبهم في الجرح والتعديل ، وذكروا الفرق بين جرح الرواة وبين الغيبة ، وردُّوا على من سَّوى بينهما من المتعبدين وغيرهم ممن لا يتسع علمه(1) .
    ولا فرق بين الطعن في رواة ألفاظ الحديث ، ولا التمييز بين ما تُقبل روايته منهم ومن لا تُقبل ، وبين تبيين خطأ من أخطأ في فهم معاني الكتاب والسنة، وتأويل شيئاً منها على غير تأويله ، وتمسك بما لا يُتمسَّك به لِحُذرَ من الاقتداء به فيما أخطأ فيه ...
    فلهذا كان أئمة السلف المُجمع على علمهم وفضلهم ، يقبلون الحق ممن أورده عليهم وإن كان صغيراً ، ويوصون أصحابهم وأتباعهم بقبول الحق إذا ظهر في غير قولهم ...
    فحينئذ فَرَدُّ المقلات الضعيفة ، وتبيين الحق في خلافها بالأدلة الشرعية ، ليس هو مما يكره أولئك العلماء ، بل مما يحبونه ويمدحون فاعله ، ويثنون عليه، فلا يكون داخلاً في باب الغيبة بالكلية .
    فلو فُرض أن أحداً يكره إظهار خطئه المخالف للحق ، فلا عبرة لكراهته لذلك فإن كراهة إظهار الحق إذا كان مخالفاً لقول الرجل ليس من الخصال المحمودة .
    بل الواجب على المسلم أن يحب ظهور الحق ومعرفة المسلمين له ، سواء كان في موافقته أو مخالفته .
    وهذا من النصيحة لله ولكتابه ولرسوله ودينه وأئمة المسلمين وعامتهم وذلك هو الدين كما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم .
    وأما بيان خطأ من أخطأ من العلماء قبله إذا تأدب في الخطاب ، وأحسن الرد والجواب فلا حرج عليه ولا لوم يتوجه إليه .
    أما في باطن الأمر، فإن كان مقصوده في ذلك مجرد تبيين الحق، ولئلا يغتر الناس بمقالات من أخطأ في مقالاته ، فلا ريب أنه مثاب على قصده ، ودخل بفعله هذا ـ بهذه النية ـ في النصح لله ولرسوله وأئمة المسلمين وعامتهم وسواء كان الذي بين الخطأ صغيراً أو كبيراً ، فله أسوة بمن رد من العلماء ) (1).اهـ
    وقال ابن قدامة رحمه الله في روضة الناظر (ص196 ) : ( أما الإجماع فإن الصحابة رضي الله عنهم اشتهر عنهم في وقائع لا تحصى إطلاق الخطأ على المجتهدين ـ ثم ذكر الآثار في ذلك ـ ثم قال : وهذا اتفاق منهم على أن المجتهد يخطىء ) .اهـ
    وتبيين خطأ المخطىء لا يُقلل من قيمته ومكانته إذا كان من أهل السنة .
    قال ابن القيم رحمه الله في إعلام الموقعين ( ج3ص283): ( ومن له علم بالشرع والواقع يعلم قطعاً أن الرجل الجليل الذي له في الإسلام وأهله بمكان قد تكون منه الهفوة والزلة هو فيها معذور بل مأجور لاجتهاده ، فلا يجوز أن يتبع فيها ولا يجوز أن تهدر مكانته وإمامته في قلوب المسلمين) .اهـ
    فالشريعة الإسلامية تبين أن الخطأ والنقص والجهالة تعتري البشر على مختلف أشكالهم وألوانهم وفئاتهم وأزمانهم ، والعلم ليس مانعاً لصاحبه من الخطأ ، ولا مانعاً لغيرها من الاحتساب عليه ، فالعالم هناك من هو أعلم منه ، كما أن هناك من انتفع بعلمه وانتقى ، وهناك من اغتر بعلمه فجهل واستعلى، فالاحتساب على الناس حقيقة واحتياجهم اليه واضح .
    علماً بأن أهل السنة لم ينشغلوا بالرد إلا على المخالفين (1)لأهل السنة الذين ديدنهم في كل زمان ومكان نشر مناهجهم المخالفة للكتاب والسنة ومنهج السلف، والطعن في أهل السنة .
    لذا وجب على أهل السنة أن يردوا كيدهم وأن يبينوا للناس أمرهم ليحذروهم .
    وأهل المخالفات الشرعية فلنا أن نظن بهم شراً حسبما يظهر منهم .
    قال الشيخ صالح بن فوزان الفوزان في الفتاوى (ج2ص275): ( فأما أهل السوء والفسوق فلنا أن نظن بهم شراً حسبما يظهر منهم ) .اهـ
    قلت : كالظن بالحزبية والمبتدعة وأمثالهم من أهل المخالفات الشرعية(2) حسبما يظهر منهم وهذا مطلوب شرعاً .
    قال ابن مفلح رحمه الله في الآداب الشرعية(ج1ص45): ( حسن الظن بأهل الشر ليس بحسن ) .اهـ
    وإن المؤمن للمؤمن كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الفتاوى ( ج28ص53 ): ( المؤمن للمؤمن كاليدين تغسل أحداهما الأخرى ، وقد لا ينقلع الوسخ إلا بنوع من الخشونة لكن ذلك يوجب من النظافة والنعومة ما نحمد معه ذلك التخشين ).اهـ
    فعلى أهل العلم والإيمان التيقظ لتلك الأقلام: { وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ } [ الأنفال :12] .وكل يقوم بهذا الواجب حسب وسعه وطاقته على منهاج الشريعة: { وَالَّذِينَ لا يَجِدُونَ إِلاَّ جُهْدَهُمْ } [ التوبة :79] .والنصح لكل مسلم ميثاق نبوي والسلام(1).
    المسألة العاشرة : أهل السنةيرجعون إلى إلى العلماء الربانيين في مسائل الردود فلا داعي إلى لمزهم بغير ذلك وهذا ظاهر منهم(2):
    إن الله تعالى امتن على هذه الأمة بالعلماء الربانيين وطلاب العلم المتمكنين ، فكانت نعمتهم أعظم النَّعم على الأمة وأجلها ، وهم أكرم الخلق عند الله وأرفعهم قدراً وأفضلهم على وجه الأرض بعد الرسل عليهم الصلاة والسلام ...فالرسل هم القدوة ، وهم الأساس في الدعوة والعلم والفضل...ويليهم العلماء ثم طلاب العلم ... فكل من كان أعلم بالله كان أقرب الناس من الرسل .
    وإنّ من تمام هذه النعمة توريث الله تعالى العلماء وطلاب العلم علوم الرسل والأنبياء ...فكانوا هم ورثتهم القائمين في أمتهم بمهمة البلاغ ونشر العلم والتعليم ...وبيان الحلال والحرام ...وتوجيه الناس إلى الخير وارشادهم إلى الحق وتوصيلهم للهدى ... فأخلاقهم عظيمة وصفاتهم حميدة وأعمالهم جليلة خلفاء الرسل ...فآثارهم عظيمة شكرها الله لهم ...فالعلم من علامات الخير والفلاح ومن علامات التوفيق ... فهم يحملون العلم في صدورهم ويدعون إليه الناس وأقومهم بحقه ، وهم أعرف الناس بكتاب الله تعالى و سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم والقيام بحقها .
    فكان لهم الاعتبار والمكانة في الشريعة المطهرة...فواجب على الأمة طاعتهم في طاعة الله ورسوله ...وموالاتهم واحترامهم وتوقيرهم ومحبتهم ومعاونتهم على البر والتقوى (1).
    وأهل السنة أسعد الناس بالرجوع إلى العلماء في كل شيء حتى في مسائل الردود على المخالفين .
    فلا تجد في المخالفين إلا وقد سئل أهل السنة عنه من العلماء من هيئة كبار العلماء أو من لجنة الإفتاء الدائمة أو غيرهم من العلماء في أي بلد .
    وعلى هذا فله أن يسأل من شاء من العلماء عن المخالف ، ولا يجب عليه أن يتقيد بأحد العلماء بإجماع الأمة .
    فيستفتي من يعتقد بأنه يفتيه بشرع الله في المخالف وغيره من أي عالم .
    وفي ذلك يقول ابن تيمية رحمه الله في الفتاوى (ج20ص209) :( أن يستفتي من اعتقد أنه يفتيه بشرع الله ورسوله من أي مذهب كان ) .اهـ
    وقال ابن تيمية رحمه الله في الفتاوى (ج20ص213) : (وانتقال الإنسان من قول إلى قول لأجل ما تبين له من الحق هو محمود منه بخلاف إصراره على قول لا حجة معه عليه وترك القول الذي وضحت حجته أو الانتقال عن قول إلى قول لمجرد عادة وإتباع هوى فهذا مذموم ) .اهـ
    فنسأل أهل العلم دون تعين عالم من العلماء ، لأن السؤال ليس مقصوراً على علماء معينين ، بل من اعتقد أن فلاناً من المشايخ سيفتيه بالعدل في فلان وفلان وجب عليه سؤاله .
    وعليه فإنه متى ظهر الحق على يد أي عالم بكلام مفسر على أي مخالف ، وجب الأخذ به من الأمة العوام والخواص .
    قال تعالى:{ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ }[ الأنبياء: 7] .
    والإنسان لا يزال يطلب العلم ، فإذا تبين له من العلم ما كان خافياً عليه اتبعه وليس هذا مذبذباً ، بل هذا مهتد زاده الله هدى .
    وقال تعالى:{ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً }[ طه :114] .
    فالواجب على كل مؤمن مولاة المؤمنين ، وعلماء المؤمنين ، وأن يقصد الحق ويتبعه حيث وجده والله ولي التوفيق .
    المسألة الحادية عشر: أهل السنة يهجرون من يستحق الهجر كما كان السلف الصالح يهجرونه، فيحرم لمزهم بغير ذلك .
    ينبغي للمسلم أن يقارب إخوانه من أهل السنة ، ويؤالفهم ويوادهم ، ويتحبب إليهم بكل ما يمكنه ، ويبرهم ويصلهم ، ولا يؤذي أحداً منهم ، ولا يجرحه، ولا يخاطبه بما يكره و لا يلمزه ولا يهمزه ولا يسخر منه ، ولا يغتابه ولا يرضى من أحد يغتابه ، ولا يفسد عليه حالاً صالحاً قد رضيها لنفسه ، ولا يقوي أهل الباطل عليه في شيء .
    ولما كان هذا الأصل، الذي ينبغي أن يكون عليه المسلمون، كان الهجر ممنوعاً، وجاءت النصوص الشرعية الواضحة تترى في الزجر عنه، وعن التباغض والتحاسد والتدابر بين المسلمين.
    عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا ، وكونوا عباد الله إخواناً ، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال ) .
    أخرجه البخاري في صحيحه (ج10 ص481) وفي الأدب المفرد (ص125) ومسلم في صحيحه (ج4ص1983) وأبو داود في سننه (ج3 ص278) والترمذي في سننه (ج4ص329).
    وعلى الرغم من الأصل المذكور ، قد يكون الهجر في بعض الأحيان دواء في معالجة بعض الأدواء من النفوس ، ولهذا كان هذا الدواء شيئاً معروفاً عند الصحابة والتابعين ... وكثيراً ما كان يستخدمه الأنبياء والمصلحون في بعض الحالات ...التي تستوجب الهجران ، وحتى أن الله تعالى أمر به في بعض الأحوال أيضاً...والغاية منه أن يعود المخطىء إلى الصواب والصاحب إلى الطاعة والمبتدع إلى السنة(1) .
    بيد أن للهجر المشروع أحكاماً ، فلا يكون لمجرد الوقوع في معصية أو زلل أو غلطة أو هفوة لا يخلو منها كل واحد من الأنام .
    والهجر جائز لمن رد السنن وخالف وعاند ، ولأهل الفساد وأهل البدع والأهواء .
    قال تعالى:{ وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً }[ المزمل :10] .
    وعن عبد الله بن مغفل أنه رأى رجلاً يخذف فقال له : ( لاتخذف فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الخذف ، وقال: إنه لا يصاد به صيد ولا ينكأ به عدو ،ولكنها قد تكسر السن وتفقأ العين ، ثم رآه بعد ذلك يخذف فقال له : أحدثك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن الخذف أو كره الخذف وأنت تخذف لا أكلمك كذا وكذا ) .
    أخرجه البخاري في صحيحه (ج9ص607) ومسلم في صحيحه (ج3ص1547) .
    فعبد الله بن مغفل صحابي فاضل يستمد من صحبته لرسول الله صلى الله عليه وسلم قوة معنوية تؤهله لزجر من يراه خارجاً عن السنة بهجره ، وإنه لما رأى قريبه عاد إلى الخذف بعد سماع النهي عنه(1) ، عرف أنه مستهتر لا يحترم السنة ولا يطيعها فهجره تأديباً وزجراً .
    قال ابن حجر رحمه الله في الفتح ( ج9ص608): ( وفي الحديث جواز هجران من خالف السنة وترك كلامه ، ولا يدخل ذلك في الهجر فوق ثلاث فإنه يتعلق بمن هجر لحظ نفسه ) .اهـ
    وأهل السنة لا يهجرون لحظ نفس ، ولا يجوز لمزهم بذلك .
    فهكذا كان السلف الصلح رضوان الله عليهم يشتد نكيرهم على من خالف الأحاديث بالآراء والتعسفات المريضة وربما هجروه تعظيماً للسنة وتوقيراً لها .
    قال النووي رحمه الله في شرح صحيح مسلم ( ج13ص106): ( فيه ـ يعني الحديث ـ هجران أهل البدع والفسوق ومنابذي(2) السنة مع العلم ، و أنه يجوز هجرانه دائماً ، والنهي عن الهجران فوق ثلاث أيام ، وإنما هو فيمن هجر لحظ نفسه ، ومعايش الدنيا ، وأما أهل البدع ونحوهم فهجرانهم دائماً ، وهذا الحديث مما يؤيده مع نظائر له ، كحديث كعب بن مالك وغيره ).اهـ
    قلت : كم من آية وحديث ردَّ أهل التحزب بعد سماعهم ، وكم سنة تركوها ، وكم حزبي مستهتر لا يحترم السنة ولا يطيعها (3).
    وعلى هذا واجب هجرهم على الدوام ولا كرامة .
    وكذلك أخذ من هجران النبي صلى الله عليه وسلم كعب بن مالك وغيره عندما تخلفوا عن الغزوة .
    وبوب الإمام البخاري في صحيحه (ج10ص497): ( باب ما يجوز من الهجران لمن عصى ).
    قال ابن حجر في الفتح ( ج10 ص497) : ( أراد بهذه الترجمة بيان الهجران الجائز ) .اهـ
    وقال أبو داود رحمه الله في سننه ( ج4ص216) : ( النبي صلى الله عليه وسلم هجر بعض نسائه أربعين يوماً وابن عمر هجر ابناً له إلى أن مات ) .اهـ
    قلت : فإذا النبي صلى الله عليه وسلم هجر زوجته وهي أقرب الأقربين إليه فمن باب أولى هجر المخالفين .
    قال ابن تيمية رحمه الله في الفتاوى ( ج28ص217) : ( وأما إذا أظهر الرجل المنكرات ، وجب الإنكار عليه علانية ، ولم يبق له غيبة ، ووجب أن يعاقب علانية بما يردعه عن ذلك من هجر وغيره ) .اهـ
    قلت: وإذا عرف هذا فالهجر الشرعي هو من الأعمال التي أمر بها الله ورسوله ... فتنبه .
    ولا بد أن نفرق بين الهجر المشروع والهجر الممنوع.
    قال ابن تيمية رحمه الله في الفتاوى ( ج28ص206) : ( فينبغي أن يفرق بين الهجر لحق الله وبين الهجر لحق نفسه ، فالأول مأمور به والثاني منهي عنه).اهـ
    قلت: فالهجر الشرعي ليس من التقاطع والتدابر وعدم السلام والكلام فافهم يرعاك الله.(1)
    وأهل السنة في الهجر على هذا التفصيل والله ولي التوفيق .




    الخاتمة الأثرية

    من درر فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله
    الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يجمع الأمة على
    الكتاب والسنة
    الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ( الجهاد الأكبر

    في مفهوم دعاة الاختلاف والتفرق ... يفرق صفوف الأمة ويمزق كيانها...وهذا قول فيه مغالطة خطيرة ، وتناقض عجيب فإن من أعظم وسائل تأليف القلوب واجتماع كلمة الأمة ... هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ( الجهاد الأكبر ) ... عجباً لهذا القول... إن قائله يشبه من يقول الماء لا يروي والطعام لا يشبع.
    قال شيخنا الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله في شرح رياض الصالحين (ج4ص498): قال تعالى:{ وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمْ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ }[آل عمران:105] .
    والنهي عن التفرق بعد ذلك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يدل على أن ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سبب للتفرق ، وذلك أن الناس إذا كانت لهم مشارب متعددة مختلفة افترقوا ، فهذا يعمل طاعة ، وهذا يعمل معصية ، وهذا يسكر ، وهذا يصلي ، وما أشبه ذلك ، فتتفرق الأمة ، ويكون لكل طائفة مشرب ولهذا قال تعالى { وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا }.إذاً لا يجمع الأمة إلا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (1)، فلو أن الأمة أمرت بالمعروف ونهت عن المنكر وتحاكمت إلى الكتاب والسنة ، ما تفرقت أبداً ، ويحصل لهم الأمن ولكان لهم أمن أشد من كل أمن )0 اهـ
    )

    مواقف لأئمة الجرح والتعديل أهل الحديث تدل على
    تجردهم حتى أنهم نقدوا ألصق الناس بهم وأعزهم عليهم1

    سئل علي بن المديني عن أبيه ـ عبد الله بن جعفر بن نجيح ـ فقال : (اسألوا غيري ، فقالوا : سألناك ، فأطرق ثم رفع رأسه وقال : هذا هو الدين، أبي ضعيف )(1).
    2) وقول زيد ابن أبي أنيسة : ( لا تأخذوا عن أخي ـ يحي ابن أبي أنيسة ـ فإنه كذاب )0 (2)
    3) وقال أحمد بن أبي سريج سمعت الشافعي يقول : ( يقولون نحابي فلو حابينا لحابينا الزهري ، وإرسال الزهري ليس بشيء ، وذلك أنا نجده روى عن سليمان بن أرقم ) (3).
    عدم محاباة الشافعي للزهري مع اعترافه بأنه إمام في الحديث والتخيير وثقة الرجال(4) .
    4) وقال ابن الجنيد سمعت أبا داود يقول : ( ابني عبد الله (5)كذاب )(6)
    5) وإنصاف الحافظ الذهبي وعدم محاباته لأحد .
    قال الذهبي في ابنه أبي هريرة عبد الرحمن ( انه حفظ القرآن ثم تشاغل عنه حتى نسيه )(7).
    وقال الذهبي : ( لو حابيت أحداً لحابيت أبا علي لمكان علو روايته في القراءات عنه )(1) (2).
    قال الحافظ السخاوي في فتح المغيث (ج3 ص355) : ( فعدلوا وجرحوا ووهنوا وصححوا ، ولم يحابوا أباً ولا ابناً ولا أخاً ). اهـ
    قلت : بل ولا أنفسهم.
    وقال الشيخ ناصر الدين الألباني رحمه الله في صفة الصلاة (ص54) : (حتى ولو على آبائهم وعلمائهم ) .اهـ يعني الرد عليهم .
    6) وسئل جرير بن عبد الحميد عن أخيه أنس قال: ( قد سمع من هشام بن عروة ، لكنه يكذب في حديث الناس فلا يكتب عنه )(3).
    7) وكان أبو بكر الضبعي ( ينهى عن السماع لأخيه محمد بن إسحاق)(4) .
    8) وكان سفيان بن وكيع بن الجراح صدوقاً, إلا أنه ابتلي بوراقة فأدخل عليه ما ليس من حديثه، فنصح فلم يقبل ، فسقط حديثه(5) .
    ولقد سطر علمائنا أمثلة نفيسة في الذبِّ عن السنة النبوية، وكانوا لا يعرفون المحاباة فيمن يتكلمون فيه لأن الأمر دين.(6)
    قال ابن رجب رحمه الله: ( وربما أغلظوا في الرد )(7) .
    وهم يضعون نُصْبَ أعينهم قوله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ }[ الحجرات :6] .
    ويتذكرون قول الله تبارك تعالى:{ قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ }[ التوبة:24] .
    ولهذا وصل الأمر بعلمائنا من شدة الحيطة والسؤال والتثبت أن يظن بأنهم يريدون تزويج من يسألون عنه كما قال الحسن بن صالح ( كنا إذا أردنا أن نكتب عن رجل سألنا عنه حتى يقال لنا : أتريدون أن تزوجوه )(1) .
    )
    الحاشية :

    --------------------------------------------------------------------------------

    1) والمخطىء إذا تبين له خطؤه يجب الرجوع عن خطئه.

    انظر لزاماً كتابي ( العقود اللؤلؤية في تبيين رجوع السلف عن أرائهم وخطئهم في المسائل الخلافية الفقهية) .

    (2) شريط مسجل ( حكم العلماء على عدنان عرعور) ، تسجيلات منهاج السنة ـ الرياض .

    (3) انظر القول المبين في جماعة المسلمين للهلالي ( ص18 ) .

    (4) من اليهود والنصارى وغيرهم .

    (5) من القطبية والسرورية والأخوانية والتراثية وغيرهم .

    (6) حديث حسن .

    أخرجه الترمذي في سننه( ج5 ص26 ) والحاكم في المستدرك ( ج1ص128) وابن وضاح في البدع ( ص62 ) من حديث ابن عمرو رضي الله عنهما .

    (7) فعلى الناس اتباع أهل السنة في كل صغيرة وكبيرة علموه أو جهلوه .

    (8) ويقول : هؤلاء يجرحون إخوانهم وما أشبه ذلك من الغمز واللمز .

    (9) فلماذا نرميهم بالجرح المذموم ، ونقوي عليهم أهل التحزب المذموم .

    (10) فلماذا يعاب أهل السنة بذلك .

    (11) انظر مجموع الرسائل والمسائل ( ج5 ص109 ) .

    (12) أي فلا يسعني دون أن أبين أمره للناس ، والسلام.

    (13) أي إن هذا أمانة ليس بغيبة .

    (14) يعني من أهل السنة .

    (15) كـ( عبد الرحمن عبد الخالق وعدنان عرعور ومصطفى المصري المأربي ) وغيرهم.

    (16) حتى العالم ممكن أن يشكل عليه علم الجرح والتعديل بسبب الأفهام ، فإن الأفهام تختلف حتى في العلماء كما هو معلوم عند العلماء، فعليه سؤال الأعلم منه في علم الجرح والتعديل لكي لا يحصل الاختلاف في هذه الأمور المهمة .
    قلت : وأهل التحزب إذا رأوا كلاماً عاماً لعالم ظناً منهم أنه فيه شيء من القدح طاروا به في البلدان وألصقوه بأهل السنة وذلك لعله يعوض ما في قلوبهم من غل على أهل السنة ولذلك يجب السؤال عن المنهج ممن وفق في الجرح والتعديل من أمثال الشيخ ربيع بن هادي المدخلي لأنه حامل راية الجرح والتعديل في هذا العصر ومن أمثال إخوانه المشايخ لكي لا يلتبس على المسلمين بالعموميات.
    قال ابن عبد البر رحمه الله في التمهيد ( ج3ص150) : ( إن العلماء لم يزالوا يتناظرون ، ولم يزل منهم الكبير لا يرتفع على الصغير ، ولا يمنعون الصغير إذا علم أن ينطق بما علم ورب صغير في السن كبير في علمه ، والله يمن على من يشاء بحكمته ورحمته ).اهـ

    (17) وهذا ظاهر من كتبهم العلمية وأشرطتهم العلمية ، ودوراتهم العلمية الصيفية والشتائية و دروسهم العلمية الأسبوعية والشهرية والسنوية .

    (18) لا بإعانة أهل الخلاف عليهم ، والنشر عليهم ، ثم يتخذ ذلك وسيلة للطعن في أهل السنة (السلفيين ) اللهم سلم سلم .

    (19) وانظر لزاماً كتابي ( الدر الثمين في وجوب توقير العلماء وطلبة العلم في الدين ) .

    (20) فلا داعي لتمييع منهج الشيخ ابن باز رحمه الله في الرد على المخالف والافتراء عليه اللهم سلم سلم .

    (21) ولم يتوب عبد الرحمن عبد الخالق إلى الآن نسأل الله السلامة .

    (22) ولم يرجع الى الأن بل تمادى في باطله وانظر كتاب (الكوكب البارق لكشف توبة عبد الرحمن عبد الخالق ) يتبين لك صدق ما قلناه .

    (23) شريط مسجل في رد الشيخ ابن باز رحمه الله على شريط كشف الشبهات .

    (24) المصدر السابق .

    (25) المصدر السابق .

    (26) انظر الفتاوى لابن باز رحمه الله ( ج3ص56ـ82) .

    (27) شريط مسجل بعنوان ( حكم العلماء على سيد قطب ) تسجيلات منهاج السنة ـ الرياض .

    (28) انظر الردود للشيخ بكر بن عبد الله ( ص269ـ270) .

    (29 ) انظر تحذير الإخوان من انحرافات عبد الرحيم الطحان للشيخ محمد جميل زينو .

    (30) أقول : هذان الشخصان قد تكلم فيهما غير واحد من أهل العلم وعلى رأسهم ( هيئة كبار العلماء ) ، وأوردنا كلام الشيخ ابن باز رحمه الله فيها حتى لا يُغتر بما سبق لسماحته من ثناء قديم على ما أظهر له من أمور ظاهرها الخير ، حتى تبين لسماحته أمرهما بعد ذلك .

    (31) كما يفعل أشياعهم فوق المنابر في البلد ، والجرائد والصحف من التهييج على الحكام هذا بلا شك منهج الخوارج عرفه من عرفه وجهله من جهله اللهم سلم سلم .

    (32) انظر إتحاف البشر بكلام العلماء في سلمان وسفر للأحمدي (ص6) .

    والناس يتعجبون كيف يأتى بهم يحاضرون في البلدان وهم من التهييج السياسي الخارجي .

    (33) لأن العبر بعموم اللفظ لا بخصوص السبب .

    انظر قواعد الحسان لتفسير القرآن للشيخ عبد الرحمن السعدي (ص7) .

    (34) انظر صور مضيئة من جهود الإمام عبد العزيز بن باز رحمه الله في الرد على المخالف للشيخ عبد الله السلفي ( ص 4 ـ 5) .

    (35) هذا حال الحزبيين مع المخالفين للكتاب والسنة اللهم غفرا .

    (36) انظر المصدر السابق (ص4) .

    (37) انظر المصدر السابق (ص5) .

    (38) الشيخ ابن باز رحمه الله عالم قوي راسخ في المنهج رسوخاً عظيماً لم يتغير أبداً حتى لو حاضر عندهم لكن كما بينا لو علم مخالفة هؤلاء لبين لهم الرجوع عن المخالفة فإن أصروا على ذلك بين لهم علانية وحذر منهم كما سبق عنه ، فهذا الأمر ليس على إطلاقه فهل أنتم كذلك أم إنكم تسيحون مع هذه الجمعيات يمنة ويسرى من غير نكير على ما فيها من مخالفات شرعية وهذا واضح من منهجهم .

    (39) كما حذر من جماعة التبليغ عندما علم بانحرافهم .

    (40) كما حذر من الجمعيات عموماً لانحرافهم ـ وهناك فتوى له ـ وكما حذر من سلمان وسفر وغيرهما من دعاة الضلالة عندما علم انحرافهم وهذا ظاهر من منهج الشيخ رحمه الله .

    (41) بل أصحاب الجمعيات خدعوكم بمنهاجهم وإنهم أصحاب إصلاح ولذلك أنتم تثنون عليهم .

    (42) لان يرى هؤلاء حلم الشيخ رحمه الله أحياناً على المخالف تعظيماً له وله عنده المنزلة وإلا لماذا الشيخ يحاضر عندهم ! ، ولذلك يستغل هؤلاء ذلك بمدح المخالفين ، والنفخ في سيرهم بما ليس فيهم .
    وكما بينا لو قرأت على الشيخ ابن باز رحمه الله بعض مقالات المخالفين لأنكرها ورد عليها ، كما فعل في مقالات المخالفين الذين سبق ذكرهم والله المستعان فهؤلاء يغطون منهجهم في الرد على المخالف بهذا الكلام .

    (43) ولقد اختلف أهواء أصحابها بالانتصار ـ بالحمية الحزبية ـ للجمعية أو الحزب أو الجماعة أو الإنسان الذي ينتسب لهم لأنه من جمعيته أو حزبه أو جماعته حتى وإن كان على خطأ!!!. والويل أشد الويل لمن لم يكن من جمعيته أو حزبه أو جماعته ، فإنه لا يجد منه النصرة حتى في ساعة العسرة!!!.
    وكل جمعية تختط لنفسها خطة تأبى على غيرها ...أن تنازعها إياها ، فهي متمسكة بفهم من أنشأها ، وقد تدعي لنفسها أنها بذلك تتمسك بالكتاب والسنة ! ولذلك تجد الجمعيات الحزبية المزعومة لا تتعاون مع بعضها إلا لمصلحة { تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْقِلُونَ }[ الحشر :14] . لأن كل جمعية من حزب آخر !!! . بل الجمعية الفلانية تطعن في الجمعية الأخرى كأنها غير إسلامية !!!.

    (45) هذا الحاصل من الجمعيات ـ المزعومة بأنها خيرية ـ والجماعات والأحزاب !!! ، فبعد ذلك نتستر عن منكرات الجمعيات اللهم غفرا

    (46) تأمل جيداً هذا الكلام ... فلقد تجاوزت هذه الجمعيات المزعومة ، واستمرت في عنادها لمصالح حزبية ، فالواجب التشهير بها والتحذير منها ممن عرف حقيقتها حتى يتجنب الناس طريقهم ، وحتى لا يدخل معهم من لا يعرف حقيقة أمرهم فيضلوه ويصرفوه عن الطريق المستقيم الذي أمرنا الله باتباعه والله ولي التوفيق .

    (47) ولله الحمد نحن نعرف حقيقتهم الحزبية ولذلك تحذر منهم كما ذكر ذلك سماحة الشيخ عبد العزيز ابن باز رحمه الله .

    (48) مجموع فتاوى ومقالات متنوعة لابن باز [ 5/202 ـ 204] .

    (49) وهل هناك كلام أبين من ذلك في الرد على المخالف كائناً من كان ، والبعض يرد بشدة على أهل البدع الظاهرين ، ثم يدرس ويحاضر عند الجمعيات الحزبية !!!. ثم يقول هذا منهج الشيخ ابن باز !!!.وهؤلاء للأسف ليس عندهم فرقان واضح لمناهج بعض الجمعيات الحزبية كـ ( إحياء التراث بالكويت ) و ( جمعية البر بدبي ) وغيرها ، ولذلك تجد هؤلاء إذا رد السلفيون على هذه الجمعيات غضب لها ودافع عنها فهو متأثر بها والله المستعان ثم يقول هذا منهج الشيخ ابن باز اللهم غفرا.

    (50) كم عادى أصحاب الجمعيات أهل الدين .

    (51) كم شوش أصحاب الجمعيات المسلمين .
    ثم يترك الذي يحاضر عندهم ولا يرد عليه اللهم سلم سلم .

    (52) انظر صور مضيئة من جهود الإمام عبد العزيز ابن باز رحمه الله في الرد على المخالف (ص18).
    (53) انظر المصدر السابق .

    (54) فلماذا أنتم لا تسلكون مسلك الشيخ ابن باز رحمه الله .

    (55) انظر محلية البحوث الفقهية العدد ( 5 ) .

    (56) فلا داعي لتميع منهج الشيخ في الرد على المخالف .
    انظر لزاماً ( جناية التمييع عن المنهج السلفي ـ مذكرة ) للشيخ عبيد الجابري .

    (57) شريط مسجل بعنوان ( حكم العلماء على المغراوي ) ـ تسجيلات منهاج السنةـ الرياض.

    (58) شريط مسجل بعنوان ( حكم العلماء على عدنان عرعور ) تسجيلات منهاج السنة .

    (59) انظر المصدر السابق .

    (60) المصدر السابق لمن أراد الزيادة في معرفتة منهج عدنان عرعور المخالف فعليه بهذا الشريط.

    (61) المصدر السابق .

    (62) انظر تحذير الأنام من أخطاء أحمد سلام لأبي نور الكردي (ص137) نقله من شريط بعنوان (حكم العلماء على عدنان عرعور ). وانظر ( براءة علماء الأمة من تزكية أهل البدعة ) جمع السناني (ص39 ) فيه الردود على سيد قطب المخالف .

    (63) انظر تحذير الأنام من أخطاء أحمد سلام لأبي نور الكردي (ص188) نقله من شريط بعنوان (حكم العلماء على أحمد سلام ) .

    (64) انظر المصدر السابق .

    (65) انظر المصدر السابق .

    (66) يعني سلمان العودة وسفر الحوالي ليسا من أهل الاعتدال .

    (67) شريط مسجل الأسئلة الجزائرية .

    (68) من شريط مسجل بصوت القرضاوي ، كذا رد الشيخ ابن عثيمين رحمه الله من شريط مسجل
    .
    (69) مجلة الفرقان جمعية إحياء التراث ـ الكويت ـ العدد ( 52 ) .

    (70) شريط مسجل بعنوان ( حكم العلماء على عبد الرحمن عبد الخالق ) .

    (71) شريط مسجل بعنوان ( المدرسة السلفية ) .

    (72) وانظر لزاماً ( العلماء يتولون تفنيد الدعاوى السياسية المنحرفة لعبد الرحمن عبد الخالق ) .

    (73) شريط مسجل بعنوان ( حكم العلماء على عبد الرحمن عبد الخالق ) .

    (74) انظر العلماء يتولون تفنيد الدعاوى السياسية المنحرفة لعبد الرحمن عبد الخالق (ص45 ـ ط مكتبة الفرقان ) قريبا إن شاء الله.

    (75) والتحذير من كتبهم البدعية .

    انظر لزاماً ( شرح الشيخ ابن عثيمين لكتاب حلية طالب العلم ) ( ص108 ـ 109 ـ 110) وترقبوا كتاب ( كلام العلامة الشيخ ابن عثيمين في المخالفين ) .

    (76) وانظر ( جناية التمييع على المنهج السلفي ـ مذكرة ) للشيخ عبيد الجابري .

    (77) وقد فصلت مذهب أهل السنة في هذا الموضوع في كتابي ( تحفة الأخيار في تأليف قلوب الابرار) ولله الحمد والمنة ( فليراجع لزاماً ) .

    (78) ولا نطلق القول بأن أهل السنة منشغلون بجرح بعضهم ببعض فإن هذا من الظلم لأهل السنة .

    (79) وقد فصلت بمذهب أهل السنة في هذا الموضوع في كتابي ( الأضواء الأثرية في بيان إنكار السلف بعضهم على بعض في المسائل الخلافية الفقهية ) ولله الحمد والمنة.

    (80) إذا لا ينبغي لنا أن نطلق على أهل السنة الجرح مطلقاً لأن ذلك من المغالطة عليهم ورأينا المقالات المطلقة على أهل السنة أول من ينشرها أهل التحزب مما يتبين فيها المخالفة لأهل السنة فتنة.

    (81) ولم يقل أحد من السلف بأن هذا من الانشغال بجرح بعضنا بعضاً ، بل هذا من النصيحة في الدين اللهم غفرا .

    (82) كـ ( عبد الرحمن عبد الخالق وعدنان عرعور ومصطفى المصري المأربي ) وغيرهم ، كما بينوا أمر الجمعيات المنحرفة .

    (83) كـ ( مصطفى المصري المأربي وعبد الرحمن عبد الخالق والمغراوي ) وغيرهم .

    وكذلك الجمعيات الحزبية لا نحسن بها الظن بعدما تبين لنا أمرها .

    (84) انظر الرد المخالف من أصول الإسلام للشيخ بكر بن عبد الله (ص79).

    (85) فأهل السنة يرفعون أمر المخالفين إلى فلان وفلان من العلماء ، والعلماء يبينوا لهم أمر المخالفين وهذا ظاهر منهم .

    (86) وقد فصلت ذلك في مذهب أهل السنة في كتابي ( الدر الثمين في وجوب توقير العلماء وطلبة العلم في الدين ) ولله الحمد والمنة .

    (87) انظر الهجر في الكتاب والسنة لأبي عبيدة (ص5) .

    (88) وكم سمع أهل التحزب من الجماعات والجمعيات من النهي ولم يطيعوا ، وكم بين لهم أهل العلم ولم يطيعوا فيجب هجرهم تأديباً وزجراً .

    (89) وكم من شخص من المخالفين ينابذ السنة وأهلها ثم ينسب الى أنه من أهل السنة !!!.

    (90) ثم نقول : هل أصحاب الجمعيات الذين يحاضر عندهم البعض من باب النصيحة كما يقولون هل قبلوا النصيحة وتابوا من أخطائهم، أم تمادوا في باطلهم وأخطائهم الى الأسوء وكثروا سوادهم المظلم اللهم غفرا .ولايوجد جمعية واحدة على مر السنوات رجعت عن أخطائها بعد النصح لها ، فلا داعي لتكثير سوادهم.

    (91) وانظر كتاب ( اللؤلؤ المجموع في بيان الهجر الممنوع والهجر المشروع ) لأبي عمار ـ بمراجعتي له ـ وفيه بيان مذهب أهل السنة في الهجر .

    (92)إذاً لا يجمع الأمة إلا الجهاد الأكبر فتأمل .

    (93) انظر المجروحين لابن حبان ( ج2 ص15) والميزان للذهبي (ج2 ص401 ) .

    (94) انظر مقدمة صحيح مسلم (ص27) والميزان للذهبي (ج4 ص364) .

    (95) انظر آداب الشافعي لابن أبي حاتم (28) ومناقب الشافعي للبيهقي (ج1 ص531) وتاريخ دمشق لابن عساكر (ص158) .

    (96) انظر الرسالة فقرة رقم (1302) .

    (97) عبد الله بن أبي داود صاحب السنن .

    (98) انظر الميزان للذهبي (ج2 ص433) .

    (99) انظر فتح المغيث للسخاوي ( ج3ص355) .

    (100) الحسن بن علي بن ابراهيم مقرىء الشامي كذبوه .

    (101) انظر الميزان للذهبي (ج1 ص513 ) .

    (102) انظر لسان الميزان لابن حجر (ج1ص69).

    (103) انظر المصدر السابق ( ج5ص69).

    (104) انظر التقريب لابن حجر ( ص395 ).

    (105) انظر الاسناد في الدين ومن خصائص أمة سيد المرسلين للدكتور عاصم القريوني (ص6).

    (106) انظر صفة الصلاة للألباني (ص54) .

    قال : الشيخ ناصر الدين الألباني رحمه الله : حتى ولو على أبائهم وعلمائهم .

    (107) انظر الكفاية لخطيب (ص93 )
    .
    التعديل الأخير تم بواسطة مفتاح السلفي ; 12-21-2005 الساعة 07:04 PM

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Aug 2004
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    356
    ماشاء الله....تشكر أخي-مفتاح- على هذا الجهد المبارك
    وجزا الله شيخنا فوزي الأثري خير الجزاء

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Aug 2004
    المشاركات
    2,615
    بارك الله فيك
    قال الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله: فمن أعرض عن الله بالكلية أعرض الله عنه بالكلية، ومن أعرض الله عنه لزمه الشقاءُ والبؤس والبخس فى أحواله وأعماله وقارنه سوءُ الحال وفساده فى دينه ومآله، فإن الرب تعالى إذا أعرض عن جهة دارت بها النحوس وأظلمت أرجاؤها وانكسفت أنوارها وظهرت عليها وحشة الإعراض وصارت مأْوى للشياطين وهدفاً للشرور ومصباً للبلاءِ، فالمحروم كل المحروم من عرف طريقاً إليه ثم أَعرض عنهاْ....

    موقع فضيلة العلامة الشيخ فالح بن نافع الحربي حفظه الله
    http://www.sh-faleh.com/index.php

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jul 2006
    الدولة
    ////////////////
    المشاركات
    1,254
    يرفع فوووووووووووووووق

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    الدولة
    أرض الله الواسعة
    المشاركات
    2,547
    يرفع ، فمنهج العباد خطير لا يستهان به

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    شمال ((المملكة العربية السعودية ))
    المشاركات
    292

    بارك الله فيك وفي جهودك المباركة .

    الله يرفع قدرك في الدارين ياشيخ فوزي الحميدي الأثري وذبك عن السنة المطهرة وذبك عن أخوانك العلماء الأخيار.

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •