هل تتلمذ ابن عطايا الفلسطيني على الصابوني ؟!

يقول أبو عمر أسامة بن عطايا الفلسطيني في أحد ردوده في الساحة الإسلامية متحدثاً عن رب العزة و الجلال إنه ليس بزبال و لا كناس و لا درويش و لا فنان و ليس له لسانٌ .. إلى آخر تلكم السلوب البدعية .
و هو في هذا المقام العظيم في الكلام عن صفات الله تعالى يسلك طرق أهل الكلام في التوسع في التفصيل في النفي .
و بذلك يكون قد خالف السلف حيث أنهم يتوسعون في التفصيل في الإثبات في الصفات على طريقة القرآن و السنة و يجملون في النفي .
و من عجيب ما وقفت عليه من الاتفاق بين الأشاعرة و أسامة بن عطايا ، موافقته لمحمد بن علي الصابوني في مقالاته في مجلة المجتمع الإخوانية و التي صدرت مقالاته الست فيها في عام 1403هـ
و التي رد على الصابوني فيها سماحة الشيخ العلامة عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله تعالى في رسالته الموسومة بـ ( تنبيهات هامة على ما كتبه الشيخ محمد علي الصابوني في صفات الله عزوجل )

و رد الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى على الصابوني الأشعري يعتبر رداً على أسامة بن عطايا المتلوث ببدعة الأشاعرة .
حيث قال الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى معنوناً
تاسعاً : مذهب أهل السنة و الجماعة لا إثبات إلا بنص و لا نفي إلا بنص :
ثم ذكر الصابوني هداه الله تنزيه الله سبحانه عن الجسم و الحدقة و الصماخ و اللسان و الحنجرة ، و هذا ليس بمذهب أهل السنة بل هو من أقوال أهل الكلام المذموم و تكلفهم فإن أهل السنة لا ينفون عن الله إلا ما نفاه عن نفسه أو نفاه رسوله صلى الله عليه و سلم
و لا يثبتون له إلا ما أثبته لنفسه أو أثبته له رسوله صلى الله عليه و سلم ، و لم يرد في النصوص نفي هذه الأمور و لا إثباتها فالواجب الكف عنها و العدم التعرض لها بنفي و لا إثبات و يغني عن ذلك قول أهل السنة في إثبات صفات الله و أسمائه أنه لا يشابه فيها خلقه و أنه سبحانه لا ند و لا كفؤ له .
قال الإمام أحمد رحمه الله ( لا يوصف الله إلا بما وصف به نفسه أو وصفه رسوله صلى الله عليه و سلم ، لا يتجاوز القرآن و الحديث )
و هذا هو معنى كلام غيره من أئمة السنة ، و أما ما وقع في كلام البيهقي رحمه الله في كتابه الاعتقاد من هذه الأمور فهو مما دخل عليه من كلام المتكلمين و تكلفهم ، فراج عليه و اعتقد صحته و الحق أنه من كلام أهل البدع لا من كلام أهل السنة .
و قال الشيخ ابن باز في موضع آخر من رسالته ( ليس من مذهب السلف أيضاً نفي التجسيم و لا إثباته ، لأن ذلك لم يرد في الكتاب و لا في السنة و لا في كلام سلف الأمة كما نص على ذلك غير واحدٍ من أئمة السنة و منهم شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ، فقد نص على ذلك في كتابه التدمرية حيث قال في القاعدة السادسة ( و لهذا لما كان الرد على من وصف الله تعالى بالنقائص بهذه الطريق طريقاً فاسداً ، لم يسلكه أحدٌ من السلف أو الأئمة ، فلم ينطق أحدٌ منهم في حق الله بالجسم نفياً ولا إثباتاًو لا بالجوهر و التحيز و نحو ذلك ، لأنها عبارات مجملة لا تُحق حقاً و لا تُبطل باطلاً ، و لهذا لم يذكر الله في كتابه فيما أنكره على اليهود و غيرهم من الكفار ما هو من هذا النوع ، بل هذا هو من الكلام المبتدع الذي أنكره السلف و الأئمة )

منقول/