تمت وهي ثلاثة وأربعون بيتا
مرثية للشيخ برهان الدين أبي إسحاق ابراهيم بن الشيخ شهاب الدين أحمد بن عبدالكريم التبريزي يرثي شيخ الإسلام وهي ثالثة ثلاث مرات عدد أبياتها ثمانون بيتا
لفقد الفتى التيمي تجري المدامع 000 وتصدع بالنوح الحمام الصوادع
فتغرق جفنا قد تقرح بالبكا 000 وتضرم نيرانا حوتها الأضالع
وبالماء يطفى كل نار ونارنا 000 مؤججها بين الضلوع المدامع
وأما الحمام الصادحات فإنها 000 حمام حمام للقلوب صوادع
على ماجد جلت مآثره التي 000 لها في قلوب العارفين مواقع
علوم وأخلاق كرام وسؤدد 000 وجود ومجد باذخ وتواضع
وزهد وإيثار وتقوى وعفة 000 وتلك سجايا حازها وهويافع
هو الحبر أما المشكلات فحلها 000 يسير لديه وهو في الحل بارع
وأما عقود الدين فهي وثيقة 000 لديه وعنها بالرماح ينازع
إمام بكته أرضه وسماؤه 000 بكاء حزين حزنه متتابع
وما لهما لا يبكيان لفقد من 000 عن الله لم يقطعه في الكون قاطع
وحق لمن كانت جوامعهم له 000 جوامع يبكوا فقده والجوامع
ولو بكت الدنيا وما كان حقها 000 فواحدها قد كان والشمل جامع
وقد أصبحت ثكلى تعزى بفقده 000 ومن بعده هالت عليها الفجائع
ولولا ابتغاء الأجر كان اصطبارنا ال 000 جميل قبيحا إنما الصبر نافع
ومنبره لولا غزارة وعظه 000 عليه قديما حرقته المدامع
وما زال في حق ابن تيمية الفتى ال 000 إمام تقي الدين أحمد ضائع
أما كان شمسا في المطالع يجتلى 000 فعادت عليه فاختبته المطالع
وشامة حد الشام قد كان علمه الش 000 ريف على الخد المكرم طابع
ونجم هدى للسالكين إذا سروا 000 وبدر منير في الدياجي طالع
قد غاب غاب البدر عنه ولم يشم 000 لشائمه برق على الشام لامع
ولا افتر ثغر الشام من فرط حزنه 000 على من عليه مدمع العين هامع
وبدر الدجى إن غاب لم تشرق الدنا 000 ولو أشرقت فيها النجوم الطوالع
ومن مودعات الله كان استرده 000 ولا بد يوما أن ترد الودائع
ولكن به عاشت نفوس ومتعت 000 قلوب وأبصار ولذت مسامع
أجاب لداعي ربه مسرعا كما 000 أجابوه أهل الاحتباء وسارعوا
دعاه إليه ربه فأجابه 000 ومن يدعه المولى إليه يسارع
وأصبح جارا للذي عز جاره 000 كما كان يمضي ليله وهو راكع
تبارك من حلاه بالزهد والتقى 000 ورصع ذاك الحلى من التواضع
وملكه قلبا منيرا وكيف لا 000 فيه من السر المصون ودائع
وتوجه تاجا من الزهد والتقى 000 لمعناه تيجان الملوك خواضع
ومالي إذا بالغت في وصف سيد 000 حوى كل فضل في الأنام منازع
وما انا وحدي واصف بعض وصفه 000 فكم فيه وصاف وبالحق صادع
ومن بابه قد خصه الله دون من 000 سواه وفضل الله ذي العرش واسع
إذا قيل قد قال ابن تيمية الفتى 000 مقالا فكل للذي قال سامع
ونور الهدى والعلم والزهد والتقى 000 عليه على رغم الحواسد ساطع
وما ذاك إلا أنه لنبيه 000نبي الهدى في كل شيء متابع
وفي الله لم تأخذه لومة لائم 000 وليس له في نصرة الحق وازع
له راعدا مثل الهلال إذا بدا 000 تشير إليه حيث كان الأصابع
وإن كان في تقوى سواه منازع 000 فما في تقى هذا التقي منازع
إمام عظيم عالم ومعلم 000 صبور شكور للمهيمن طائع
وآتاه ذو العرش المجيد مواهبا 000 وليس لما يعطيه ذو العرش مانع
أما كان في دفعات غازان جائلا 000 بعزمة ليث لم ترعه الوقائع
يقول لجيش المسلمين ألا ابشروا 000 بنصر على الأعداء والنصر واقع
فأصبح جيش المسلمين مؤيدا 000 وغازان لاقى حتفه وهو راجع
تصانيفه في كل علم بديعة 000 وفيها لأهل الابتداع بدائع
ولم يبتغ شيئا سوى وجه ربه 000 وفي زخرف الدنيا عدته المطامع
فيا فوز من يحوى تصانيفه ولا 000 يزال لها في كل وقت يطالع
علوما لمن يبغي النجاة اعتنى بها 000 وللناس في تلك العلوم منافع
وذو الفضل يؤتيه المهيمن فضله 000 ولا حاصد إلا لما هو زارع
فيا ثلمة في الدين لم يرج سدها 000 وخرقا عظيما ماله الدهر راقع
فإن انتقاص الأرض من علمائها 000 سيوف حداد للظهور قواطع
ويا محنة أربت على كل محنة 000 وقارعة غابت لديها القوارع
فكم شت شملا بينه بعد جمعه 000 وليس لما قد فرق البين جامع
كما فاق في الآفاق بالعلم والتقى 000 وشاع له في الناس ما هو شائع
كذلك لم يسمع بمثل جنازةال 000 إمام تقي الدين احمد سامع
مشيعها ضاق الفضا بازدحامهم 000 ورصت بمن صلى عليه الجوامع
وزف على الأعناق فوق سريره 000 زفاف عروس نحو حب تسارع
وأودعه الأحباب عند وداعه 000 لمن لم تخب يوما لديه الودائع
وعادوا من التوديع حرقى جوانح 000 وغرقى جفون أغرقتها المدامع
وما زالت النسوان يبكين فقده 000 إلى أن نضت من دمعهن البراقع
فلو أنه يفدى فدته نفائس 000النفوس ولكن القضا لا يدافع
هنيئا لرمس ضم بحر فضائل 000 فطوبى لقوم جاوروه وضاجعوا
فلا بد من فضل عظيم ورحمة 000 تحيى بها طول المقام المضاجع
وأني بتذكاري حلاوة عيشه 000 مدى الدهر مااستمرت لدى قائع
وإني بتذكاريه صب مولع 000 ولست لعذالي عليه أطاوع
ولولا التقى كان التصبر يتقى 000 على رزئه لو أن صبرا يطاوع
وكيف يطيع الصبر في رزء سيد 000 به لخطوب الدهر كنا ندافع
فإن شئتمو يا لأيمينا فإننا 000 لكم نتناسى ذكره ونصانع
فهاتوا ولن تأتوا بحبر مؤيد 000 يضارعه هيها المضارع
وإن عمكم عجز باظهار سيد 000 يناؤته إن شئتم صلوا أو فقاطعوا
فقد وضحت أعذار كل من انتهى 000 إلى السيد التيمي وخاب المنازع
ثمانون عاما قد كسرت بحبها 000 ومن جيش تسعين طلعن طلائع
فلم أر في عمري الذي طال مثله 000 وما أنا في رؤيا المماثل طامع
ثلاث مرار قد نظمت بهذه 000 له ولي النظم الجموع مطاوع
فمن أجل ذا طالت وطابت لسامع 000 وود من استجلى سناها يراجع
ومن حقه أنا يموت صبابة 000 كما مات أحباب على الموت تابع
وإنا لنرجو أن نقوم بحقه 000 إلى حين يأتي حيننا وننازع
عسى الله في الجنات يجمعنا به 000 فكل امرىء منا بذلك طامع
فلا أوحشت منه مواضعه التي 000 به أهلت واليوم هن بلاقع
وكان بها يتلو القران مفسرا 000 غوامضه حتى تنير المواضع
ولا برحت تهمي سحائب رحمة 000 عليه كما تهمي عليه المدامع