عش ماتشا فالعيش آخره الفَنا 000 فالموتُ مالابد منه ولاغنى
رحم الله شيخ الإسلام ورُزقنا علمه ورحم الله موتانا وموتى المسلمين
عش ماتشا فالعيش آخره الفَنا 000 فالموتُ مالابد منه ولاغنى
رحم الله شيخ الإسلام ورُزقنا علمه ورحم الله موتانا وموتى المسلمين
قال الشيخ مجير الدين احمد بن الحسن بن محمد الخياط الجوخي الدمشقي رحمه الله يرثي شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :(
خشعت لهيبة نعشك الأبصار 000 لما عليه تبدت الأنوار
وبه الملائكة الكرام تطوفت 000 زمرا وحفت حوله الأبرار
فكساه رب العرش نورا ساطعا 000 فكأنما غشي النهار نهار
ولأمة الإسلام حول سريره 000 سام إلى رب السماء جؤار
ولهم دموع من خشوع نفوسهم 000 ودموعها فوق الخدود غزار
وسروا به فوق الإران وتحته 000 منهم يمين أنامل ويسار
ولرحمة الرحمن ظل سجسج 000 يغشاهم وسكينة ووقار
فلكم عيون من تموج مائها 000 حزنا تأجج في الجوانح نار
كان الممات زفاف عرس حياته 000وبه النفوس مع الدموع تثار
إن كان من أهل وجيران نأى 000 فله دنا من ذي الجلال جوار
أو كان عن دارالفناء رحيله 000فلديه في دار البقاء ديار
أو كان أزعج عن ذرى أوطانه 000 فله بخلد في الجنان قرار
ما كان إلا مزن علم روضت 000 منه بصيب قطره الأقطار
كالغيث أقلع بعد سح عيمه 000 وتخلفت من بعده الآثار
ما كان إلا طود علم باذخ 000 من دون وزن حصاته القنطار
ما كان إلا بحر جود كفه 000 تياره بنواله زخار
ما كان إلا ديمة معروضها 000 بهباته لعفاته مدرار
ما كان إلا البدر عند كماله 000 وافاه من نقص التمام سرار
ما كان إلا خير أمة أحمد 000 في العصر لم تسمح به الأعصار
حبر وبحر للمكارم والتقى 000 والجود والإحسان فيه بحار
ولكم لأحمد في المحامد رتبة 000 من طولها تتقاصر الأفكار
وله مناقب ما لحصر صفاتها 000 عد ولا حد ولا مقدار
وله الشعور بكل علم نافع 000 عقلا ونقلا في الأنام شعار
وله التزهد والتعبد والتقى 000 ما بين أرباب الدثور دثار
وله إذا فخر الفخور بزينة ال 000 دنيا بتشعيب الحياة فخار
ولأشرف الأشياء علم نافع 000 لا درهم يغني ولا دينار
إن أظلمت سبل النهى لسكونه 000 فلذكره في الخافقين منار
ولقد علا الإسلام جل مصابه 000لكنها لا تدفع الأقدار
لو كان في الدنيا يدوم مخلدا 000 بشر لخلد أحمد المختار
ولكل حي خلع ثوب حياته 000 علما بأن ثوب الحياة معار
فيم النجاة وكل حي ميت 000 إلا الإله الواحد القهار
ولقد أسفت على فراقي أحمدا 000 إذ ليس لي قضيت به الأوطار
لو كان يفدى هان عند فدائه ال 000أموال والأولاد والأعمار
قد كان مغناطيس أفئدة الورى 000 أنسا ولكن في القليل نفار
ما كنت أحسب أن يوم وفاته 000 يبدو المصون وتهتك الأستار
بكرالنساء من الستور ثواكلا 000 ومن الخدور النهد الأبكار
والناس أمثال الجراد لهم على ال 000 تابوت منه تهافت ودوار
فكأنه يعسوب نحل نحوه 000 حيا وميتا للنفوس مطار
ملأت محاسنه البلاد ونوهت 000بحديث معجز فضله الأمصار
وجرى بأفواه الأنام ثناؤه 000فلأرض روضة ذكره معطار
يفنى الزمان وينقضي وبأحمد 000 وحديثه تتحدث السمار
فأحله الرحمن دار أمانه 000 ليزول من خوف عليه حذار
وحباه ظلا صافيا في جنة 000 فيحاء تجري تحتها الأنهار
التعديل الأخير تم بواسطة الناصر ; 07-21-2009 الساعة 01:54 AM
قال الشيخ الإمام زين الدين أبو حفص عمر بن المظفر بن عمر ابن محمد بن أبي الفوارس بن علي بن الوردي الشافعي رضي الله عنه يرثي شيخ الإسلام تقي الدين بن تيمية رضي الله عنه
عتا في عرضه قوم سلاط 000 لهم من نثر جوهره التقاط
تقي الدين أحمد خير حبر 000 خروق المعضلات به تخاط
توفى وهو مسجون فريد 000 وليس له إلى الدنيا إنبساط
ولو حضروه حين قضى لألفوا 000 ملائكة النعيم به أحاطوا
قضى نحبا وليس له قرين 000 ولا لنظيره لف القماط
فتى في علمه أضحى فريدا 000 وحل المشكلات به يناط
وكان إلى التقى يدعو البرايا 000 وينهى فرقة فسقوا ولاطوا
وكان يخاف إبليس سطاه 000 بوعظ للقلوب هو السياط
فيا لله ما قد ضم لحد 000 ويا لله ما غطى البلاط
همو حسدوه لما لم ينالوا 000 مناقبه فقد فسقوا وشاطوا
وكانوا عن طرائقه كسالى 000 ولكن في أذاه لهم نشاط
وحبس الدر في الأصداف فخر 000 وعند الشيخ بالسجن اغتباط
بآل الهاشمي له اقتداء 000 فقد ذاقوا المنون ولم يواطوا
بنو تيمية كانوا فبانوا 000 نجوم العلم أدركها انهباط
ولكن يا ندامة حابسيه 000 فشك الشرك كان به يماط
ويا فرح اليهود بما فعلتم 000 فان الضد يعجبه الخباط
ألم يك فيكمو رجل رشيد 000 يرى سجن الإمام فيستشاط
إمام لا ولاية كان يرجو 000 ولا وقف عليه ولا رباط
ولا جاراكمو في كسب مال 000 ولم يعهد له بكم إختلاط
ففيم سجنتموه وغضتموه 000 أما لجزا أذيته اشتراط
وسجن الشيخ لا يرضاه مثلي 000 ففيه لقدر مثلكم انحطاط
أما والله لولا كتم سري 000 وخوف الشر لانحل الرباط
وكنت أقول ما عندي ولكن 000 بأهل العلم ما حسن اشتطاط
فما أحد إلى الإنصاف يدعو 000 وكل في هواه له انخراط
سيظهر قصدكم يا حابسيه 000 ونيتكم إذا نصب الصراط
فها هو مات عنكم واسترحتم 000 فعاطوا ما أردتم أن تعاطوا
وحلوا واعقدوا من غير رد 000 عليكم وانطوى ذاك البساط
مأخوذة من العقود الدرية
مرثية في شيخ الإسلام العالم الرباني أحمد بن تيمية الحراني للشيخ شمس الدين الحنبلي من أهل الصالحية ومولده قريبا من سنة إحدى وسبعمائة بسفح قاسيون:
خطب جسيم هائل جلل *** قد عزمته العزا وابيضت المقل
والوقت قبض فلا صبر ولا جلد *** أنى وصرف الليالي سابق عجل
والأمر يعظم والأفكار حائرة *** وقد أحاطت بنا الأهوال والوجل
كأنما الشمس في جو السما كسفت *** وضوؤها بائن عنها ومنفصل
والجو في مأتم كالليل منظره *** كأن جنح الدجى في الليل منسبل
فدمعتي بدمي يا سعد قد مزجت *** كأنما في فؤادي النار تشتعل
أمسى وأصبح والأحزان تكمدني *** وحسرتي بدوام الدهر تتصل
قد زادني أسفي واشتد بي جزعي *** أيقنت أن حياتي حثها الأجل
وارحمتا لقلوب قطرت أسفا *** لقد عراها مصاب حادث جلل
وساءها فقد من كان الأنيس لها *** وخاب عند رجاها القصد والأمل
يا باكيا بطول الليل منتحبا *** لا يعتريه على طول البكا ملل
زد في البكاء بدمع هاطل همل *** عسى بدمعك حر الوجه ينغسل
واعلم بأن السما والأرض باكية *** على ابن تيمية والسهل والجبل
هذا الإمام التقي السيد الألمعي الب *** ارع اللوذعي الجامع الوجل
حبر إمام تقي زاهد ورع *** ليث همام حصور أوحد بطل
العلم والحلم والآداب شيمته *** واللطف والجود والإحسان مكتمل
ماذا يقول فصيح في مناقبه *** والزهد منهجه والعلم والعمل
لقد حبى الله أيام الزمان به *** علومه أبحر والخلق تنتهل
قد كان كالشمس للدنيا إذا طلعت *** واليوم لا عوض عنه ولا بدل
نال الهداية في مبدا هدايته *** وفي نهايته الإرشاد
قد كان معتصما بالله منتصرا *** وواثقا مكتفي بالله متكل
لله در أبي العباس من رجل *** ما إن يرى في البرايا مثله رجل
تالله لا عاذل بالعذل يعذلني *** عنه وحاشاى أن يلهيني العذل
يا سيد العصر كم خلفت من كبد *** حرى عليك وعين دمعها هطل
ليبكين عليك العلم من أسف *** ليبكين عليك الفقه والجدل
ليبكينك أقوام إذا وفدوا *** من البلاد بعلم أمره شكل
لتبكينك دار كنت تسكنها *** وتشتكي فقدك الأسحار والأصل
فازوا بعلمك أقوام وقد سعدوا *** إذعن جناب حماك الرحب ما عدلوا
وشاع ذكرك في الدنيا بأجمعها *** فأنت في الناس مضروب بك المثل
دانت لعلمك أهل الأرض قاطبة *** فأنت مفتي الورى في كل ما جهلوا
شبهت علمك بالبحرالمحيط كما ال *** بحر المحيط بكل الأرض مشتمل
وإن تكن في مجال الدرس كنت به *** ليثا تصول ومن ألفاظك الأسل
تروي الخلاف وتأتي بالأصول وعن *** أهل الحديث بما قالوا وما نقلوا
وذكر علمك في الآفاق منتشر *** على ممر الليالي ليس ينفصل
كم قد أتتك فتاوى لا عداد لها *** أجبت أربابها عن كل ما سألوا
وكم أجبت النصارى عن مسائلهم *** بمخرقات علوم عنك تنتقل
وكم قمعت فدتك النفس من بدع *** وكنت فيها بأمر الله تستطل
وكم تواضعت عن علم ومعرفة *** تقى وقدرك بالجوزاءمنتعل
لقد رويت من الآثار أوضحها *** كما روتها الثقات السادة الأول
من ذا يضاهيك فيما قد خصصت به ***وبحر علمك منه العارض الهطل
قد كنت أعجوبة في الدهر مدهشة *** وكان درسك فيه العقل ينذهل
وكان يومك يوما آمنا عجبا *** والناس للنعش بالهامات قد حملوا
والخلق لا يهتدوا من عظم ما ازدحموا *** فكم دموع تراها وهي تنهمل
يا رحمة نزلت في الأرض وانتشرت *** على جميع الذي في تربه نزلوا
سقت ثراك الغوادي صيب وابلها *** كما ضريحك من تحت الثرى خضل
كما حبيت بدار الخلد منزلة *** حللتها وعليك الحلى والحلل
وتاجك النور والنعلان من ذهب *** وهكذا عن فتى شيبان قد نقلوا
قل للذي سره موت الإمام لقد *** يكفيك جهلك يا من غره الأمل
أما علمت بأن الموت ما سلمت *** منه ملوك بني الدنيا ولا الرسل
أين الملوك وأبناء الملوك لقد *** صالت عليهم صروف الدهر فارتحلوا
وعن قليل ترى الدنيا وقد رحلت *** فليس يغني ولايات ولا دول
وليس يغني الفتى يوم اللقا ندم *** إذ أثقلت ظهره الأوزار والزلل
وإنما المتقى ترجى النجاة له *** لأنه خائف من ربه وجل
ولم يزل في قيام الدين مجتهدا *** وإن خلا في الدياجي فهو مبتهل
قل للأولى كتبوا علياه واجتهدوا *** إن الذي علموا بعض الذي جهلوا
والله لست بمحص مدحه أبدا *** ولو أتيت بما ضاقت به السبل
وعليه مني سلام الله ما صدحت *** ورق على فنن في نوحها زجل
تمت وهي سبعة وخمسون بيتا 0
من كتاب :( العقود الدرية من مناقب شيخ الإسلام أحمد بن تيمية)
التعديل الأخير تم بواسطة الناصر ; 10-18-2009 الساعة 03:29 PM
بذكرك يا مولى الورى نتنعموا ** وقد خاب قوم عن سبيلك قد عموا
شهدنا يقيناً ان علمك واسعاً ** فانت ترى مافي القلوب وتعلموا
إلهي تحملنا ذنوباً عظيمة ** أسأنا و قصرنا و جودك اعظموا
سترنا معاصينا عن الخلق غفلة ** وأنت ترانا ثم تعفوا و ترحموا
اياصاح هذا الركب قد سار مسرعاً ** ونحن قعودٌ ما الذي أنت صانعه
أترضى بأن تبقى المخلف بعدهم ** صريع الاماني والغرام ينازعه
على نفسه فليبكي من كان باكياً ** ايذهب وقتاً وهو باللهو ضائعاً
مررت على المقابر ذات يومٍ ** بسفح الحصن كي أبكي الجدودا
فسالت أدمع العينينِ حزنا ** وتحنانا فبللت الخدودا
سلاما معشر الأموات أنا ** لقينا بعدكم عيشاً نكيدا
وكيف يطيب للمكلوم عيشٌ ** وأحبابٌ له سكنوا اللحودا