المسألة الأولى :
قال عبد العزيز بن يحيى البرعي في كتابه قراع الأسنة ص37:( ومن تلك الأصنام قبر ابن علوان والشاذلي والهادي وأبي طير والبدوي وقبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ولقد رأيت وأنا في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم في وقت الحج منكرات عظيمة ذاك يتمسح بالقبر وآخر بالمنبر وآخر يطوف بالقبر وكما قال الشيخ قاسم بن محمد الفتيح حفظه الله :
ولا أحد في القوم ينكر فعلهم 000 ولا مسلم لله يرضى ويغضب
فوا أسفا ضلوا سبيل محمد 000 وفي سبل الشيطان شبوا وشيبوا)
انتهى كلام البرعي :
التعليق :
هكذا قال عبد العزيز البرعي : والكلام ظاهر في أن البرعي عد قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأصنام عياذا بالله من هذا المنكر الشنيع 0 كما أن الفتيح يتكلم عن الدرسي والبرعي رمى بها أهل مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي وقت الحج كما يقول 0
وأقول للبرعي سبحان الله لم تجد في المدينة في ذلك الحين ولا مسلم لله يرضى ويغضب بل وجدت أنهم ضلوا سبيل محمد وأنهم في سبل الشيطان شبوا وشيبوا 0
ومع أن كلام البرعي لايحتاج إلى كثير بيان فهو واضح في النكران ولكن للأسف ان تجد من أصحاب البرعي من يقول هذا صحيح 0 فنعوذ بالله من الخذلان 0
وينسف هذيان البرعي قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد) 0
وقد صححه الشيخ الألباني رحمه الله 0 كما في تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد0
*** قال ابن القيم رحمه الله في نونيته :
ودعا بأن لا يجعل القبر الذي 000 قد ضمه وثنا من الأوثان
فأجاب رب العالمين دعائه 000 وأحاطه بثلاثة الجدران
حتى اغتدت أرجائه بدعائه 000 في عزة وحمايه وصيان
*** وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى: ج 27 ص 327،328،329: (
ولهذا لما أدخلت الحجرة فى مسجده المفضل فى خلافة الوليد بن عبدالملك كما تقدم بنوا عليها حائطا وسنموه وحرفوه لئلا يصلى أحد إلى قبره الكريم وفى موطأ مالك عنه أنه قال ( اللهم لا تجعل قبرى وثنا يعبد إشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ( وقد إستجاب الله دعوته فلم يتخذ ولله الحمد وثنا كما إتخذ قبر غيره بل ولا يتمكن أحد من الدخول إلى حجرته بعد أن بنيت الحجرة وقبل ذلك ما كانوا يمكنون احدا من أن يدخل إليه ليدعو عنده ولا غير ذلك مما يفعل عند قبر غيره لكن من الجهال من يصلى إلى حجرته أو يرفع صوته أو يتكلم بكلام منهى عنه وهذا إنما يفعل خارجا عن حجرته لا عند قبره وإلا فهو ولله الحمد استجاب الله دعوته فلم يمكن أحد قط أن يدخل إلى قبره فيصلى عنده أو يدعو أو يشرك به كما فعل بغيره اتخذ قبره وثنا فإنه فى حياة عائشة رضى الله عنها ما كان أحد يدخل إلا لأجلها ولم تكن تمكن أحدا أن يفعل عند قبره شيئا مما نهى عنه وبعدها كانت مغلقة إلى أن أدخلت فى المسجد فسد بابها وبنى عليها حائط آخر كل ذلك صيانه له صلى الله عليه وسلم أن يتخذ بيته عيدا وقبره وثنا وإلا فمعلوم أن أهل المدينة كلهم مسلمون ولا يأتى إلى هناك إلا مسلم وكلهم معظمون للرسول وقبور آحاد أمته في البلاد معظمة فما فعلوا ذلك ليستهان بالقبر المكرم بل فعلوه لئلا يتخذ وثنا يعبد ولا يتخذ بيته عيدا ولئلا يفعل به كما فعل أهل الكتاب بقبور أنبيائهم والقبر المكرم فى الحجرة إنما عليه بطحاء وهو الرمل الغليظ ليس عليه حجارة ولا خشب ولا هو مطين كما فعل بقبور غيره وهو صلى الله عليه وسلم إنما نهى عن ذلك سدا للذريعة كما نهى عن الصلاة وقت طلوع الشمس ووقت غروبها لئلا يفضى ذلك إلى الشرك ودعا الله عز وجل أن لا يتخذ قبره وثنا يعبد فإستجاب الله دعاءه فلم يكن مثل الذين إتخذت قبورهم مساجد فإن احدا لا يدخل عند قبره ألبته فإن من كان قبله من الأنبياء إذا إبتدع أممهم بدعة بعث الله نبيا ينهى عنها وهو خاتم الأنبياء لا نبى بعده فعصم الله امته أن تجتمع على ضلالة وعصم قبره المكرم أن يتخذ وثنا فإن ذلك والعياذ بالله لو فعل لم يكن بعده نبي ينهى عن ذلك وكان الذين يفعلون ذلك قد غلبوا الأمة وهو قد اخبر انه لا تزال طائفة من أمته ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم إلى يوم القيامة فلم يكن لأهل البدع سبيل أن يفعلوا بقبره المكرم كما فعل بقبور غيره )0