النتائج 1 إلى 9 من 9

الموضوع: موضوع الشهر

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Sep 2004
    المشاركات
    629

    موضوع الشهر

    موضوع الشهر


    موضوع الشهر هده المرة يدور حول : "
    الميت في القبر,اليوم الاخر,الصراط
    "
    والمشاركة مفتوحة للجميع وذلك باحضار
    فتاوى علماء أهل السنة والجماعة الخاصة بهدا.

    موضوع الشهر السابق كان "
    مجموعة من فتاوى بعض علماء اهل السنة والجماعة تخص ليلة القدر وزكاة الفطر
    " وقد تم جمع المشاركات في ملف وضعت في المكتبة "
    قسم البحوث العلمية لأعضاء الأثري
    " على هدا الرابط

    http://www.alathary.net/books/book.php?book_id=393


    [grade="00008B FF6347 008000 4B0082"]قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلاّ من ثلاث ،صدقة جارية ،أو علم نافع ينتفع به ،أو ولد صالح يدعو له " رواه مسلم[/grade]
    التعديل الأخير تم بواسطة أبو سفيان ; 11-08-2005 الساعة 08:03 PM
    قال ابن عباس رضي الله عنه :"يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء أقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقولون قال ابو بكر وعمر"
    تعقيب الشيخ بن باز رحمه الله :" اذا كان من خالف السنة لقول ابو بكر وعمر- رضي الله عنهما - تخشى عليه العقوبة فكيف بحال من خالفها لقول من دونهما أو لمجرد رأيه واجتهاده
    "



  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jun 2005
    الدولة
    قسنطينة - الجزائر -
    المشاركات
    89
    فهرس فتاوى ومقالات بن باز



    الحياة في القبر

    س : إذا قيل إن الميت يحيى في القبر فهل هي نفس حياته الأولى وكم حاسة ترجع إليه ، وإلى كم تبقى حياته في القبر ، وإذا كان الميت تسأل جثته ، فما مصير الذين يحرقون مثل الهندوس واليابان وغيرهم ، وأين يتم سؤالهم؟

    إن الطبيب عندما يجري العملية يبعد الحواس لدى الإنسان عنه بمخدر . . أما هذا الموت فإني أتساءل كيف هو؟


    ج : أولا : ينبغي أن يعلم أن الواجب على كل مؤمن ومؤمنة : التصديق بما أخبر الله به في كتابه ، أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم من جميع الأمور المتعلقة بالآخرة والحساب والجنة والنار ، وفيما يتعلق بالموت والقبر وعذابه ونعيمه ، وسائر أمور الغيب مما جاء في القرآن الكريم أو صحت به السنة المطهرة ، فعلينا الإيمان والتسليم والتصديق بذلك ؛ لأننا نعلم أن ربنا هو الصادق فيما يقوله سبحانه وفيما يخبر به جل وعلا ، لقوله تعالى : وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا وقوله سبحانه : وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا
    ونعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أصدق الناس ، وأنه لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى ، فما ثبت عنه في الأحاديث الصحيحة ، وجب التصديق به ، وإن لم نعرف حقيقته .

    فالواجب علينا أن نصدق بما جاء به من أمر الآخرة ، وأمر الجنة والنار ، ومن نعيم أهل الجنة ، وعذاب أهل النار ، وكون العبد في القبر

    يعذب أو ينعم ، وترد إليه روحه ، كل هذا حق جاءت به النصوص ، فعلى العبد ، أن يسلم بذلك ، ويصدق بكل ما علمه من القرآن ، أو صحت به السنة ، أو أجمع عليه علماء الإسلام .

    ثم إذا من الله على المؤمن والمؤمنة بمعرفة الحكمة في ذلك والأسرار ، فهذا خير إلى خير ، ونور على نور ، وعلم إلى علم ، فليحمد الله وليشكره على ما أعطاه من العلم والبصيرة في ذلك ، التي من الله عليه بها حتى زاد علمه ، وزادت طمأنينته .

    أما ما يتعلق بالسؤال في القبر ، وحال الميت : فإن السؤال حق ، والميت ترد إليه روحه ، وقد صحت بذلك الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وحياة الميت في قبره غير حياته الدنيوية ، بل هي حياة خاصة برزخية ، ليست من جنس حياته في الدنيا التي يحتاج فيها إلى الطعام والشراب ونحو ذلك ، بل هي حياة خاصة يعقل معها السؤال والجواب ، ثم ترجع روحه بعد ذلك إلى عليين ، إن كان من أهل الإيمان ، وإن كان من أهل النار إلى النار ، لكنها تعاد إليه وقت السؤال والجواب ، فيسأله الملكان : من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟

    فالمؤمن يقول : ربي الله ، والإسلام ديني ، ومحمد نبيي ، هكذا يجيب المؤمن والمؤمنة ، ويقال له : ما علمك بهذا الرجل؟ ( محمد صلى الله عليه وسلم ) ، فيقول : هو رسول الله ، جاءنا بالهدى ، فآمنا به وصدقناه ، واتبعناه ، فيقال له : قد علمنا إن كنت لمؤمنا ، ويفتح له باب إلى الجنة ، فيأتيه من روحها ونعيمها ، ويقال : هذا مكانك حتى يبعثك الله إليه ، ويرى مقعده من النار ، ويقال : هذا مكانك لو كفرت بالله ، أما الآن فقد أعاذك الله منه ، وصرت إلى الجنة .

    أما الكافر فإذا سئل عن ربه ودينه ونبيه ، فإنه يقول : هاه هاه لا أدري ، سمعت الناس يقولون شيئا فقلته ، فيضرب بمرزبة من حديد فيصيح صيحة يسمعها كل شيء إلا الثقلين : يعني : الجن والإنس ، وتسمعها البهائم ، فيفتح له باب إلى النار ، ويضيق عليه قبره ، حتى تختلف أضلاعه ، ويكون قبره عليه حفرة من حفر النار ، ويفتح له باب إلى النار يأتيه من سمومها وعذابها ، ويقال : هذا مكانك حتى يبعثك الله إليه ، ويفتح له باب إلى الجنة فيرى مقعده من الجنة ، ويقال له : هذا مكانك لو هداك الله .

    وبذلك يعلم أن القبر ؛ إما روضة من رياض الجنة ، وإما حفرة من حفر النار . والعذاب والنعيم للروح والجسد جميعا في القبر ، وهكذا في الآخرة في الجنة أو في النار .

    أما من مات بالغرق أو بالحرق أو بأكل السباع : فإن روحه يأتيها نصيبها من العذاب والنعيم ، ويأتي جسده من ذلك في البر أو البحر ، أو في بطون السباع ما شاء الله من ذلك ، لكن معظم النعيم والعذاب على الروح التي تبقى . إما منعمة ، وإما معذبة . فالمؤمن تذهب روحه إلى الجنة ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : إن روح المؤمن طائر يعلق في شجر الجنة يأكل من ثمارها والكافر تذهب روحه إلى النار
    فالواجب على كل مسلم ومسلمة الاطمئنان إلى ما أخبر به الله عز وجل ، وأخبر به رسوله عليه الصلاة والسلام ، وأن يصدق بذلك على الوجه الذي أراده الله عز وجل ، وإن خفي على العبد بعض المعنى ، فلله الحكمة البالغة سبحانه .
    [frame="1 90"]
    قال ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ الجماعة ما وافق الحق ,وان كنت وحدك
    [/frame]

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Apr 2004
    المشاركات
    260
    بارك الله فيكم
    قال بن القيم((من عظم وقار الله في قلبه ان يعصيه وقره الله في قلوب الخلق ان يذلوه ))
    ((تولد الطاعة ونموها وتزايدها كمثل نواة غرستها فصارت شجرة ثم أثمرت فأكلت ثمرها وغرست نواها فكلما أثمر منها شيء جنيت ثمرة وغرست نواه ))

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jan 2005
    الدولة
    ............
    المشاركات
    205
    الصراط ومعناه ومكانه وصفة مرور الناس عليه

    والصراط منصوب على متن جهنم، وهو الجسر الذي بين الجنة والنار‏.‏ يمر الناس عليه على قدر أعمالهم، فمنهم من يمر كلمح البصر ومنهم من يسر كالبرق ومنهم من يمر كالريح ومنهم من يمر كالفرس الجواد ومنهم من يمر كركاب الإبل ومنهم من يعدو عدوا ومنهم من يمشي مشيًا ومنهم من يزحف زحفًا ومنهم من يخطف ويلقى في جهنم‏.‏ فإن الجسر عليه كلاليب تخطف الناس بأعمالهم‏.‏


    الشرح


    6 ـ ذكر الشيخ ـ رحمه الله ـ في هذا أن مما يحصل يوم القيامة المرور على الصراط‏.‏ والصراط في اللغة‏:‏ هو الطريق الواضح‏.‏ وأما في الشرع‏:‏ فهو ما بينه الشيخ بقوله‏:‏ ‏(‏وهو الجسر الذي بين الجنة والنار‏)‏ وبين مكانه بقوله‏:‏ ‏(‏على متن جهنم‏)‏ أي‏:‏ على ظهر النار‏.‏ ثم بين صفة مرور الناس عليه بقوله‏:‏ ‏(‏يمر الناس عليه على قدر أعمالهم‏)‏ ووقت المرور عليه بعد مفارقة الناس للموقف والحشر والحساب فإن الصراط ينجو عليه المؤمنون من النار إلى الجنة ويسقط منه أهل النار فيها كما ثبت في الأحاديث‏.‏


    ثم فصل الشيخ ـ رحمه الله ـ أحوال الناس في المرور على الصراط فقال‏:‏ ‏(‏فمنهم من يمر كلمح البصر‏)‏ إلخ‏.‏ أي‏:‏ أنهم يكونون في سرعة المرور وبطئه على حسب إيمانهم وأعمالهم الصالحة التي قدموها في الدنيا، فبحسب استقامة الإنسان على دين الإسلام وثباته عليه يكون ثباته ومروره على الصراط، فمن ثبت على الصراط المعنوي وهو الإسلام ثبت على الصراط الحسي المنصوب على متن جهنم‏.‏ ومن زل عن الصراط المعنوي زل عن الصراط الحسي‏.‏ وقوله‏:‏ ‏(‏يعدو عدوًا‏)‏ أي‏:‏ يركض ركضًا‏.‏ وقوله‏:‏ ‏(‏يزحف زحفًا‏)‏ أي‏:‏ يمشي على مقعدته بدل رجليه‏.‏ وقوله‏:‏ ‏(‏عليه كلاليب‏)‏ جمع كلوب بفتح الكاف اللام المشددة المضمومة وهي حديدة معطوفة الرأس‏.‏


    وقوله‏:‏ تخطف بفتح الطاء ويجوز كسرها من الخطف وهو أخذ الشيء بسرعة‏.‏ وقوله‏:‏ ‏(‏بأعمالهم‏)‏ أي‏:‏ بسبب أعمالهم السيئة فيكون اختطاف الكلاليب فهم على صراط جهنم بحسب اختطاف الشبهات والشهوات لهم عن الصراط المستقيم‏.‏


    وأهل السنة والجماعة يؤمنون بالصراط المنصوب على متن جهنم ومرور الناس عليه على ما جاءت به الأحاديث الصحيحة عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ‏.‏ وخالف في ذلك القاضي عبد الجبار المعتزلي وكثير من أتباعه وقالوا‏:‏ المراد بالصراط المذكور طريق الجنة المشار إليه بقوله تعالى‏:‏ ‏{‏سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ‏}‏ وطريق النار المشار إليه بقوله تعالى‏:‏ ‏{‏فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ‏}‏‏.‏ وهذا قول باطل ورد للنصوص الصحيحة بغير برهان‏.‏ والواجب حمل النصوص على ظاهرها‏.‏




    القنطرة بين الجنة والنار


    فمن مر على الصراط دخل الجنة‏.‏ فإذا عبروا عليه وقفوا على قنطرة بين الجنة والنار فيقتص لبعضهم من بعض‏.‏ فإذا هذبوا ونقوا أذن لهم دخول الجنة‏.‏




    الشرح

    7 ـ ذكر الشيخ ـ رحمه الله ـ مما يكون يوم القيامة الوقوف على القنطرة، فقال‏:‏ ‏(‏فمن مر على الصراط‏)‏ أي‏:‏ تجاوزه وسلم من السقوط في جهنم، ‏(‏دخل الجنة‏)‏ لأن من نجا من النار دخل الجنة، قال تعالى‏:‏ ‏{‏فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ‏}‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ‏}‏‏.‏


    لكن قبل دخول الجنة لابد من إجراء القصاص بين المؤمنين حتى يدخلوا الجنة وهم على أكمل حالة‏.‏ قد خلصوا من المظالم، وهذا ما أشار إليه الشيخ بقوله‏:‏ ‏(‏إذا عبروا‏)‏ أي‏:‏ تتجاوزوا الصراط ونجوا من السقوط في النار ‏(‏وقفوا على قنطرة‏)‏ هي‏:‏ الجسر وما ارتفع من البنيان‏.‏ وهذه القنطرة، قيل‏:‏ هي طرف الصراط مما يلي الجنة، وقيل‏:‏ هي صراط آخر خاص بالمؤمنين‏.‏


    ‏(‏فيقتص لبعضهم من بعض‏)‏ أي‏:‏ يجري بينهم القصاص في المظالم، فيؤخذ للمظلوم حقه ممن ظلمه ‏(‏فإذا هذبوا ونقوا‏)‏ أي‏:‏ خلصوا من التبعات والحقوق ‏(‏أذن لهم في دخول الجنة‏)‏ وقد ذهب ما في قلوب بعضهم على بعض من الغل كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ‏}‏‏.‏

    من شرح العقيدة الواسطية للشيخ الفوزان - حفظه الله تعالى -
    التعديل الأخير تم بواسطة salaf ; 11-17-2005 الساعة 05:57 PM

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    May 2005
    الدولة
    belgique
    المشاركات
    171
    بارك الله فيكم

  6. #6
    فتنة القبر:


    الفتنة لغة: الاختبار. وفتنة القبر: سؤال الميت عن ربه، ودينه، ونبيه، وهي ثابتة بالكتاب والسنة.

    قال الله تعالى: (يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ)(149). وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "المسلم إذا سئل في القبر شهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، فذلك قوله تعالى: (يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ)(150) متفق عليه(151).

    والسائل ملكان، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن العبد إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه إنه ليسمع قرع نعالهم، قال: يأتيه ملكان فيقعدانه". رواه مسلم(152). واسمهما منكر ونكير كما رواه الترمذي عن أبي هريرة مرفوعاً وقال حسن غريب(153). قال الألباني: وسنده حسن وهو على شرط مسلم، والسؤال عام للمكلفين من المؤمنين والكافرين، ومن هذه الأمة وغيرهم على القول الصحيح، وفي غير المكلفين خلاف، وظاهر كلام ابن القيم في كتاب (الروح) ترجيح السؤال. ويستثنى من ذلك الشهيد؛ لحديث رواه النسائي(154). ومن مات مرابطاً في سبيل الله لحديث رواه مسلم(155)

    عذاب القبر أو نعيمه


    عذاب القبر أو نعيمه ثابت بظاهر القرآن، وصريح السنة، وإجماع أهل السنة. قال الله تعالى في سورة "الواقعة": (فَلَوْلا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ* وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ)(156)، إلى قوله: (تَرْجِعُونَهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ* فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ* فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ)(157). إلخ السورة.. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يتعوذ بالله من عذاب القبر، وأمر أمته بذلك. وقال النبي صلى الله عليه وسلم في حديث البراء بن عازب المشهور في قصة فتنة القبر، قال في المؤمن: "فينادي مناد من السماء أن صدق عبدي فافرشوه من الجنة، والبسوه من الجنة، وافتحوا له باباً إلى الجنة، فيأتيه من ريحها، وطيبها، ويفسح له في قبره مد بصره". وقال في الكافر: "فينادي منادٍ من السماء أن كذب عبدي فافرشوه من النار، وافتحوا له باباً من النار، فيأتيه من حرها وسمومها، ويضيق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه". الحديث رواه أحمد وأبو داود(158).

    وقد اتفق السلف وأهل السنة على إثبات عذاب القبر ونعيمه ذكره ابن القيم في كتاب (الروح).

    وأنكر الملاحدة عذاب القبر متعللين بأننا لو نبشنا القبر لوجدناه كما هو.

    نرد عليهم بأمرين:

    1- دلالة الكتاب، والسنة، وإجماع السلف على ذلك.

    2- أن أحوال الآخرة لا تقاس بأحوال الدنيا فليس العذاب أو النعيم في القبر المحسوس في الدنيا.

    هل عذاب القبر أو نعيمه على الروح أو على البدن؟

    قال شيخ الإسلام ابن تيميه: مذهب سلف الأمة وأئمتها أن العذاب أو النعيم يحصل لروح الميت وبدنه، وأن الروح تبقى بعد مفارقة البدن منعمة، أو معذبة وأنها تتصل بالبدن أحياناً فيحصل له معها النعيم أو العذاب.


    الحساب


    الحساب لغة: العدد.

    وشرعاً: إطلاع الله عباده على أعمالهم.

    وهو ثابت بالكتاب، والسنة، وإجماع المسلمين.

    قال الله تعالى: (إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ* ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ)(176). وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في بعض صلاته: "اللهم حاسبني حساباً يسيراً". فقالت عائشة: ما الحساب اليسير؟ قال: "أن ينظر في كتابه فيتجاوز عنه" رواه أحمد(177). وقال الألباني إسناده جيد.

    وأجمع المسلمون على ثبوت الحساب يوم القيامة.

    وصفه الحساب للمؤمن: أن الله يخلو به فيقرره بذنوبه، حتى إذا رأى أنه قد هلك. قال الله له: سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم فيعطى كتاب حسناته.

    وأما الكفار والمنافقون فينادى بهم على رؤوس الخلائق: هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين. متفق عليه من حديث ابن عمر(178).

    والحساب عام لجميع الناس إلا من استثناهم النبي صلى الله عليه وسلم، وهم سبعون ألفاً من هذه الأمة منهم عكاشة بن محصن يدخلون الجنة بلا حساب ولا عذاب(179). متفق عليه. وروى أحمد من حديث ثوبان مرفوعاً أن مع كل واحد سبعين ألفا(180)ً، قال ابن كثير: حديث صحيح وذكر له شواهد.

    وأول من يحاسب هذه الأمة؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "نحن الآخرون السابقون يوم القيامة المقضي بينهم قبل الخلائق" متفق عليه(181)، وروى ابن ماجه عن ابن عباس مرفوعاً: "نحن آخر الأمم وأول من يحاسب". الحديث(182).

    وأول ما يحاسب عليه العبد من حقوق الله الصلاة؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة الصلاة، فإن صلحت صلح سائر عمله، وإن فسدت فسد سائر عمله" رواه الطبراني في "الأوسط" وسنده لا بأس به إن شاء الله، قاله المنذري في "الترغيب والترهيب" (ص246 ج1)(183). وأول ما يقضى بين الناس في الدماء؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "أول ما يقضى بين الناس يوم القيامة في الدماء" متفق عليه(184).


    الموازين


    الموازين جمع ميزان، وهو لغة: ما تقدر به الأشياء خفة وثقلاً.

    وشرعاً: ما يضعه الله يوم القيامة لوزن أعمال العباد.

    وقد دل عليه الكتاب، والسنة، وإجماع السلف.

    قال الله تعالى: (فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ* وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ)(185)، (وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ)(186).

    وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "كلمتان حبيبتان إلى الرحمن، خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم" متفق عليه(187).

    وأجمع السلف على ثبوت ذلك.

    وهو ميزان حقيقي، له كفتان، لحديث عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبي صلى الله عليه وسلم في صاحب البطاقة قال: "فتوضع السجلات في كفة والبطاقة في كفة". الحديث رواه الترمذي وابن ماجه. قال الألباني: إسناده صحيح(188).

    واختلف العلماء هل هو ميزان واحد أو متعدد؟
    فقال بعضهم: متعدد بحسب الأمم، أو الأفراد، أو الأعمال؛ لأنه لم يرد في القرآن إلا مجموعاً وأما إفراده في الحديث فباعتبار الجنس.

    وقال بعضهم: هو ميزان واحد؛ لأنه ورد في الحديث منفرداً، وأما جمعه في القرآن فباعتبار الموزون وكلا الأمرين محتمل. والله أعلم.

    والذي يوزن العمل، لظاهر الآية السابقة والحديث بعدها.

    وقيل: صحائف العمل لحديث صاحب البطاقة.

    وقيل: العامل نفسه لحديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم: "إنه ليأتي الرجل العظيم السمين يوم القيامة لا يزن عند الله جناح بعوضة". وقال: اقرأوا: (فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْناً)(189). متفق عليه(190).

    وجمع بعض العلماء بين هذه النصوص بأن الجميع يوزن، أو أن الوزن حقيقة للصحائف وحيث إنها تثقل وتخف بحسب الأعمال المكتوبة صار الوزن كأنه للأعمال، وأما وزن صاحب العمل فالمراد به قدره وحرمته. وهذا جمع حسن والله أعلم.


    (نشر الدواوين)



    النشر لغة: فتح الكتاب أو بث الشيء.

    وشرعاً: إظهار صحائف الأعمال يوم القيامة وتوزيعها.

    والدواوين: جمع ديوان وهو لغة: الكتاب يحصى فيه الجند ونحوهم.

    وشرعاً: الصحائف التي أحصيت فيها الأعمال التي كتبها الملائكة على العامل.

    فنشر الدواوين إظهار صحائف الأعمال يوم القيامة، فتتطاير إلى الأيمان والشمائل، وهو ثابت بالكتاب، والسنة، وإجماع الأمة.

    قال الله تعالى: (فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ* فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً* وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُوراً* وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ* فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُوراً* وَيَصْلَى سَعِيراً)(191). (وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ)(192).

    وعن عائشة رضي الله عنها أنها سألت النبي صلى الله عليه وسلم: "هل تذكرون أهليكم؟ قال: أما في ثلاثة مواطن فلا يذكر أحد أحداً: عند الميزان حتى يعلم أيخف ميزانه أم يثقل، وعند تطاير الصحف حتى يعلم أين يقع كتابه في يمينه، أم في شماله، أم وراء ظهره، وعند الصراط إذا وضع بين ظهراني جهنم حتى يجوز". رواه أبو داود والحاكم وقال: صحيح على شرطهما(193).

    وأجمع المسلمون على ثبوت ذلك.





    (صفة أخذ الكتاب)




    المؤمن يأخذ كتابه بيمينه فيفرح ويستبشر ويقول: (هَاؤُمُ اقْرَأوا كِتَابِيَهْ)(194).

    والكافر يأخذه بشماله، أو من وراء ظهره فيدعو بالويل والثبور ويقول: (يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ* وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ)(195).


    (الصراط)


    الصراط لغة: الطريق.

    وشرعاً: الجسر الممدود على جهنم ليعبر الناس عليه إلى الجنة.

    وهو ثابت بالكتاب، والسنة وقول السلف.

    قال الله تعالى: (وَإِنْ مِنْكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا)(201). فسرها عبد الله بن مسعود، وقتادة، وزيد بن أسلم بالمرور على الصراط.

    وفسرها جماعة، منهم ابن عباس بالدخول في النار لكن ينجون منها.

    وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "ثم يضرب الجسر على جهنم وتحل الشفاعة ويقولون: اللهم سلم سلم" متفق عليه(202).

    واتفق أهل السنة على إثباته.

    صفة الصراط:

    سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الصراط فقال: "مدحضة مزلة، عليه خطاطيف وكلاليب، وحسكة مفلطحة لها شوكة عقيفاء، تكون بنجد، يقال لها: السعدان" رواه البخاري(203). وله من حديث أبي هريرة: "وبه كلاليب مثل شوك السعدان، غير أنها لا يعلم قدر عظمها إلا الله يخطف الناس بأعمالهم"(204). وفي صحيح مسلم من حديث أبي سعيد رضي الله عنه قال: بلغني أنه أدق من الشعر، وأحد من السيف. وروى الإمام أحمد نحوه عن عائشة رضي الله عنها مرفوعاً(205).

    العبور على الصراط وكيفيته:


    لا يعبر الصراط إلا المؤمنون على قدر أعمالهم لحديث أبي سعيد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، وفيه: "فيمر المؤمنون كطرف العين، وكالبرق، وكالريح، وكالطير، وكأجاويد الخيل والركاب، فناج مسلم، ومخدوش مرسل ومكدوس في جهنم" متفق عليه(206). وفي صحيح مسلم: "تجري بهم أعمالهم، ونبيكم قائم على الصراط يقول: يا رب سلم سلم، حتى تعجز أعمال العباد حتى يجيء الرجل فلا يستطيع السير إلا زحفاً"(207). وفي صحيح البخاري: "حتى يمر آخرهم يسحب سحباً"(208).

    وأول من يعبر الصراط من الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم، ومن الأمم أمته؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "فأكون أنا وأمتي أول من يجيزها، ولا يتكلم يومئذ إلا الرسل، ودعاء الرسل يومئذ: اللهم سلم سلم" رواه البخاري(209).

    مختصر لمعة الاعتقاد الهادي الى سبيل الرشاد للعلامة بن عثيمين - رحمه الله تعالى -
    قال العلامة الفوزان في شرحه المختصر للقصيدة النونية

    { الناس اصناف:- حزب الله تعالى ، وحرب الله وهو حزب الشيطان ، أو أحد فارغ ليس له موالاة لا للرحمن ولا للشيطان يعني بهيمة من البشر فارغ الذهن، فانظر نفسك من أيّ هذه الأقسام هي }

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Sep 2004
    المشاركات
    629
    مجموع فتاوى ابن تيمية

    سماع الأموات كلام الأحياء وإجابتهم لهم

    مسألة: الجزء الرابع والعشرون

    وسئل رحمه الله هل الميت يسمع كلام زائره ويرى شخصه ؟ وهل تعاد روحه إلى جسده في ذلك الوقت أم تكون ترفرف على قبره في ذلك الوقت وغيره ؟ وهل تصل إليه القراءة والصدقة من ناحليه وغيرهم سواء كان من المال الموروث عنه وغيره ؟ وهل تجمع روحه مع أرواح أهله وأقاربه الذين ماتوا قبله سواء كان مدفونا قريبا منهم أو بعيدا ؟ وهل تنقل روحه إلى جسده في ذلك الوقت أو يكون بدنه إذا مات في بلد بعيد ودفن بها ينقل إلى الأرض التي ولد بها ؟ وهل يتأذى ببكاء أهله عليه ؟ والمسئول من أهل العلم رضي الله عنهم الجواب عن هذه الفصول - فصلا فصلا - جوابا واضحا مستوعبا لما ورد فيه من الكتاب والسنة وما نقل فيه عن الصحابة رضي الله عنهم وشرح مذاهب الأئمة والعلماء : أصحاب المذاهب واختلافهم وما الراجح من أقوالهم مأجورين إن شاء الله تعالى
    .



    الحاشية رقم: 1
    [ ص: 363 ] فأجاب : الحمد لله رب العالمين نعم يسمع الميت في الجملة كما ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : { يسمع خفق نعالهم حين يولون عنه } . وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم { أنه ترك قتلى بدر ثلاثا ثم أتاهم فقال : يا أبا جهل بن هشام يا أمية بن خلف يا عتبة بن ربيعة يا شيبة بن ربيعة هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقا ؟ فإني وجدت ما وعدني ربي حقا فسمع عمر رضي الله عنه ذلك فقال : يا رسول الله كيف يسمعون وأنى يجيبون وقد جيفوا فقال : والذي نفسي بيده ما أنت بأسمع لما أقول منهم ولكنهم لا يقدرون أن يجيبوا } ثم أمر بهم فسحبوا في قليب بدر وكذلك في الصحيحين عن عبد الله بن عمر { أن النبي صلى الله عليه وسلم وقف على قليب بدر فقال : هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقا ؟ وقال : إنهم يسمعون الآن ما أقول } .

    وقد ثبت عنه في الصحيحين من غير وجه أنه كان يأمر بالسلام على أهل القبور . ويقول : { قولوا السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون ويرحم الله المستقدمين منا ومنكم والمستأخرين نسأل الله لنا ولكم العافية اللهم لا تحرمنا أجرهم ولا تفتنا بعدهم واغفر لنا ولهم } فهذا خطاب لهم وإنما يخاطب من يسمع , وروى ابن عبد البر عن النبي صلى الله عليه وسلم [ ص: 364 ] أنه قال : { ما من رجل يمر بقبر رجل كان يعرفه في الدنيا فيسلم عليه إلا رد الله عليه روحه حتى يرد عليه السلام .

    } . وفي السنن عنه أنه قال : { أكثروا من الصلاة علي يوم الجمعة وليلة الجمعة فإن صلاتكم معروضة علي فقالوا : يا رسول الله وكيف تعرض صلاتنا عليك ؟ وقد أرمت - يعني صرت رميما - فقال : إن الله تعالى حرم على الأرض أن تأكل لحوم الأنبياء } وفي السنن أنه قال : { إن الله وكل بقبري ملائكة يبلغوني عن أمتي السلام .

    } . فهذه النصوص وأمثالها تبين أن الميت يسمع في الجملة كلام الحي ولا يجب أن يكون السمع له دائما بل قد يسمع في حال دون حال كما قد يعرض للحي فإنه قد يسمع أحيانا خطاب من يخاطبه وقد لا يسمع لعارض يعرض له وهذا السمع سمع إدراك ليس يترتب عليه جزاء ولا هو السمع المنفي بقوله : { إنك لا تسمع الموتى } فإن المراد بذلك سمع القبول والامتثال , فإن الله جعل الكافر كالميت الذي لا يستجيب لمن دعاه وكالبهائم التي تسمع الصوت ولا تفقه المعنى , فالميت وإن سمع الكلام وفقه المعنى فإنه لا يمكنه إجابة الداعي ولا امتثال ما أمر به ونهى عنه فلا ينتفع بالأمر والنهي , وكذلك الكافر لا ينتفع بالأمر والنهي وإن سمع الخطاب وفهم المعنى . كما [ ص: 365 ] قال تعالى : { ولو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم

    } . وأما رؤية الميت : فقد روي في ذلك آثار عن عائشة وغيرها .

    الحاشية رقم: 2 فصل : وأما قول القائل : هل تعاد روحه إلى بدنه ذلك الوقت أم تكون ترفرف على قبره في ذلك الوقت وغيره ؟ فإن روحه تعاد إلى البدن في ذلك الوقت , كما جاء في الحديث , وتعاد أيضا في غير ذلك , وأرواح المؤمنين في الجنة كما في الحديث الذي رواه النسائي ومالك والشافعي وغيرهم : { أن نسمة المؤمن طائر يعلق في شجر الجنة حتى يرجعه الله إلى جسده يوم يبعثه } وفي لفظ { ثم تأوي إلى قناديل معلقة بالعرش } ومع ذلك فتتصل بالبدن متى شاء الله وذلك في اللحظة بمنزلة نزول الملك وظهور الشعاع في الأرض وانتباه النائم .

    هذا وجاء في عدة آثار أن الأرواح تكون في أفنية القبور قال مجاهد : الأرواح تكون على أفنية القبور سبعة أيام من يوم دفن الميت لا تفارقه فهذا يكون أحيانا وقال مالك بن أنس : بلغني أن الأرواح مرسلة تذهب حيث شاءت . والله أعلم .

    الحاشية رقم: 3
    [ ص: 366 ] فصل : وأما " القراءة والصدقة " وغيرهما من أعمال البر فلا نزاع بين علماء السنة والجماعة في وصول ثواب العبادات المالية كالصدقة والعتق كما يصل إليه أيضا الدعاء والاستغفار والصلاة عليه صلاة الجنازة والدعاء عند قبره .

    وتنازعوا في وصول الأعمال البدنية : كالصوم والصلاة والقراءة . والصواب أن الجميع يصل إليه فقد ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : { من مات وعليه صيام صام عنه وليه } وثبت أيضا : { أنه أمر امرأة ماتت أمها وعليها صوم أن تصوم عن أمها } . وفي المسند عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لعمرو بن العاص : { لو أن أباك أسلم فتصدقت عنه أو صمت أو أعتقت عنه نفعه ذلك } وهذا مذهب أحمد وأبي حنيفة وطائفة من أصحاب مالك والشافعي .

    وأما احتجاج بعضهم بقوله تعالى : { وأن ليس للإنسان إلا ما سعى } فيقال له قد ثبت بالسنة المتواترة وإجماع الأمة : أنه يصلى [ ص: 367 ] عليه ويدعى له ويستغفر له , وهذا من سعي غيره , وكذلك قد ثبت ما سلف من أنه ينتفع بالصدقة عنه والعتق وهو من سعي غيره , وما كان من جوابهم في موارد الإجماع فهو جواب الباقين في مواقع النزاع . وللناس في ذلك أجوبة متعددة .

    لكن الجواب المحقق في ذلك أن الله تعالى لم يقل : إن الإنسان لا ينتفع إلا بسعي نفسه وإنما قال : { ليس للإنسان إلا ما سعى } فهو لا يملك إلا سعيه ولا يستحق غير ذلك . وأما سعي غيره فهو له كما أن الإنسان لا يملك إلا مال نفسه ونفع نفسه , فمال غيره ونفع غيره هو كذلك للغير ; لكن إذا تبرع له الغير بذلك جاز .

    وهكذا هذا إذا تبرع له الغير بسعيه نفعه الله بذلك كما ينفعه بدعائه له والصدقة عنه وهو ينتفع بكل ما يصل إليه من كل مسلم سواء كان من أقاربه أو غيرهم كما ينتفع بصلاة المصلين عليه ودعائهم له عند قبره .

    الحاشية رقم: 4
    [ ص: 368 ] فصل : وأما قوله : هل تجتمع روحه مع أرواح أهله وأقاربه ؟ ففي الحديث عن أبي أيوب الأنصاري وغيره من السلف ورواه أبو حاتم في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم { أن الميت إذا عرج بروحه تلقته الأرواح يسألونه عن الأحياء فيقول بعضهم لبعض : دعوه حتى يستريح فيقولون له : ما فعل فلان ؟ فيقول : عمل عمل صلاح فيقولون : ما فعل فلان ؟ فيقول : ألم يقدم عليكم فيقولون : لا فيقولون ذهب به إلى الهاوية } . ولما كانت أعمال الأحياء تعرض على الموتى كان أبو الدرداء يقول : " اللهم إني أعوذ بك أن أعمل عملا أخزى به عند عبد الله بن رواحة " . فهذا اجتماعهم عند قدومه يسألونه فيجيبهم .

    وما استقرارهم فبحسب منازلهم عند الله فمن كان من المقربين كانت منزلته أعلى من منزلة من كان من أصحاب اليمين ; لكن الأعلى ينزل إلى الأسفل والأسفل لا يصعد إلى الأعلى فيجتمعون إذا شاء الله كما يجتمعون في الدنيا مع تفاوت منازلهم ويتزاورون .

    [ ص: 369 ] وسواء كانت المدافن متباعدة في الدنيا أو متقاربة , قد تجتمع الأرواح مع تباعد المدافن وقد تفترق مع تقارب المدافن يدفن المؤمن عند الكافر وروح هذا في الجنة وروح هذا في النار والرجلان يكونان جالسين أو نائمين في موضع واحد وقلب هذا ينعم وقلب هذا يعذب وليس بين الروحين اتصال , فالأرواح كما قال النبي صلى الله عليه وسلم { جنود مجندة : فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف .

    } والبدن لا ينقل إلى موضع الولادة بل قد جاء : { أن الميت يذر عليه من تراب حفرته } ومثل هذا لا يجزم به ولا يحتج به , بل أجود منه حديث آخر فيه : { أنه ما من ميت يموت في غير بلده إلا قيس له من مسقط رأسه إلى منقطع أثره في الجنة } . والإنسان يبعث من حيث مات وبدنه في قبره مشاهد فلا تدفع المشاهدة بظنون لا حقيقة لها بل هي مخالفة في العقل والنقل .

    الحاشية رقم: 5 فصل : وأما قول السائل : هل يؤذيه البكاء عليه ؟ .

    فهذه مسألة فيها نزاع بين السلف والخلف والعلماء . والصواب [ ص: 370 ] أنه يتأذى بالبكاء عليه كما نطقت به الأحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : { إن الميت يعذب ببكاء أهله عليه } - وفي لفظ - { من ينح عليه يعذب بما نيح عليه } " وفي الحديث الصحيح أن عبد الله بن رواحة لما أغمي عليه جعلت أخته تندب وتقول : واعضداه واناصراه فلما أفاق قال : ما قلت لي شيئا إلا قيل لي : أكذلك أنت ؟ .

    وقد أنكر ذلك طوائف من السلف والخلف واعتقدوا أن ذلك من باب تعذيب الإنسان بذنب غيره فهو مخالف لقوله تعالى { ولا تزر وازرة وزر أخرى } ثم تنوعت طرقهم في تلك الأحاديث الصحيحة .

    فمنهم من غلط الرواة لها كعمر بن الخطاب وغيره , وهذه طريقة عائشة والشافعي وغيرهما .

    ومنهم من حمل ذلك على ما إذا أوصى به فيعذب على إيصائه وهو قول طائفة : كالمزني وغيره .

    ومنهم من حمل ذلك على ما إذا كانت عادتهم فيعذب على ترك النهي عن المنكر وهو اختيار طائفة : منهم جدي أبو البركات وكل [ ص: 371 ] هذه الأقوال ضعيفة جدا .

    والأحاديث الصحيحة الصريحة التي يرويها مثل عمر بن الخطاب وابنه عبد الله وأبي موسى الأشعري وغيرهم لا ترد بمثل هذا . وعائشة أم المؤمنين رضي الله عنها لها مثل هذا نظائر ترد الحديث بنوع من التأويل والاجتهاد لاعتقادها بطلان معناه ولا يكون الأمر كذلك , ومن تدبر هذا الباب وجد هذا الحديث الصحيح الصريح الذي يرويه الثقة لا يرده أحد بمثل هذا إلا كان مخطئا .

    وعائشة رضي الله عنها روت عن النبي صلى الله عليه وسلم لفظين - وهي الصادقة فيما نقلته - فروت عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله : { إن الله ليزيد الكافر عذابا ببكاء أهله عليه } وهذا موافق لحديث عمر فإنه إذا جاز أن يزيده عذابا ببكاء أهله جاز أن يعذب غيره ابتداء ببكاء أهله ; ولهذا رد الشافعي في مختلف الحديث هذا الحديث نظرا إلى المعنى , وقال : الأشبه روايتها الأخرى : { أنهم يبكون عليه وإنه ليعذب في قبره .

    } والذين أقروا هذا الحديث على مقتضاه ظن بعضهم أن هذا من باب عقوبة الإنسان بذنب غيره وأن الله يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد , واعتقد هؤلاء أن الله يعاقب الإنسان بذنب غيره فجوزوا [ ص: 372 ] أن يدخلوا أولاد الكفار النار بذنوب آبائهم , وهذا وإن كان قد قاله طوائف منتسبة إلى السنة فالذي دل عليه الكتاب والسنة أن الله لا يدخل النار إلا من عصاه كما قال : { لأملأن جهنم منك وممن تبعك منهم أجمعين } فلا بد أن يملأ جهنم من أتباع إبليس فإذا امتلأت لم يكن لغيرهم فيها موضع فمن لم يتبع إبليس لم يدخل النار .

    وأطفال الكفار أصح الأقوال فيهم : أن يقال فيهم : الله أعلم بما كانوا عاملين . كما قد أجاب بذلك النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح , فطائفة من أهل السنة وغيرهم قالوا : إنهم كلهم في النار واختار ذلك القاضي أبو يعلى وغيره وذكر أنه منصوص عن أحمد وهو غلط على أحمد . وطائفة جزموا أنهم كلهم في الجنة واختار ذلك أبو الفرج بن الجوزي وغيره واحتجوا بحديث فيه رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم { لما رأى إبراهيم الخليل وعنده أطفال المؤمنين قيل : يا رسول الله وأطفال المشركين ؟ قال : وأطفال المشركين .

    } والصواب أن يقال فيهم : الله أعلم بما كانوا عاملين ولا يحكم لمعين منهم بجنة ولا نار وقد جاء في عدة أحاديث أنهم يوم القيامة في عرصات القيامة يؤمرون وينهون فمن أطاع دخل الجنة ومن [ ص: 373 ] عصى دخل النار وهذا هو الذي ذكره أبو الحسن الأشعري عن أهل السنة والجماعة .

    والتكليف إنما ينقطع بدخول دار الجزاء وهي الجنة والنار وأما عرصات القيامة فيمتحنون فيها كما يمتحنون في البرزخ فيقال لأحدهم : من ربك ؟ وما دينك ؟ ومن نبيك ؟ وقال تعالى : { يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون } { خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون } قد ثبت في الصحيح من غير وجه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : { يتجلى الله لعباده في الموقف إذا قيل : ليتبع كل قوم ما كانوا يعبدون فيتبع المشركون آلهتهم ويبقى المؤمنون فيتجلى لهم الرب الحق في غير الصورة التي كانوا يعرفون فينكرونه ثم يتجلى لهم في الصورة التي يعرفون فيسجد له المؤمنون وتبقى ظهور المنافقين كقرون البقر فيريدون أن يسجدوا فلا يستطيعون , وذلك قوله : { يوم يكشف عن ساق } الآية } والكلام على هذه الأمور مبسوط في غير هذا الموضع .

    والمقصود هاهنا أن الله لا يعذب أحدا في الآخرة إلا بذنبه وأنه لا تزر وازرة وزر أخرى وقوله : { إن الميت يعذب ببكاء أهله عليه } ليس فيه أن النائحة لا تعاقب بل النائحة تعاقب على النياحة كما في [ ص: 374 ] الحديث الصحيح : { أن النائحة إذا لم تتب قبل موتها تلبس يوم القيامة درعا من جرب وسربالا من قطران } فلا يحمل عمن ينوح وزره أحد .

    وأما تعذيب الميت : فهو لم يقل : إن الميت يعاقب ببكاء أهله عليه , بل قال : " يعذب " والعذاب أعم من العقاب فإن العذاب هو الألم وليس كل من تألم بسبب كان ذلك عقابا له على ذلك السبب فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { السفر قطعة من العذاب يمنع أحدكم طعامه وشرابه } فسمى السفر عذابا وليس هو عقابا على ذنب .

    والإنسان يعذب بالأمور المكروهة التي يشعر بها مثل الأصوات الهائلة والأرواح الخبيثة والصور القبيحة فهو يتعذب بسماع هذا وشم هذا ورؤية هذا ولم يكن ذلك عملا له عوقب عليه فكيف ينكر أن يعذب الميت بالنياحة وإن لم تكن النياحة عملا له يعاقب عليه ؟ .

    والإنسان في قبره يعذب بكلام بعض الناس ويتألم برؤية بعضهم وبسماع كلامه ولهذا أفتى القاضي أبو يعلى : بأن الموتى إذا عمل عندهم المعاصي فإنهم يتألمون بها كما جاءت بذلك الآثار , فتعذيبهم [ ص: 375 ] بعمل المعاصي عند قبورهم كتعذيبهم بنياحة من ينوح عليهم , ثم النياحة سبب العذاب .

    وقد يندفع حكم السبب بما يعارضه فقد يكون في الميت من قوة الكرامة ما يدفع عنه من العذاب كما يكون في بعض الناس من القوة ما يدفع ضرر الأصوات الهائلة والأرواح والصور القبيحة .

    وأحاديث الوعيد يذكر فيها السبب , وقد يتخلف موجبه لموانع تدفع ذلك : إما بتوبة مقبولة وإما بحسنات ماحية وإما بمصائب مكفرة وإما بشفاعة شفيع مطاع وإما بفضل الله ورحمته ومغفرته فإنه { لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء

    } وما يحصل للمؤمن في الدنيا والبرزخ والقيامة من الألم التي هي عذاب فإن ذلك يكفر الله به خطاياه كما ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : { ما يصيب المؤمن من وصب ولا نصب ولا هم ولا حزن ولا أذى حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه .

    } . وفي المسند { لما نزلت هذه الآية : { من يعمل سوءا يجز به } قال أبو بكر : يا رسول الله جاءت قاصمة الظهر وأينا لم يعمل سوءا [ ص: 376 ] فقال : يا أبا بكر ألست تحزن ألست يصيبك الأذى } فإن الجنة طيبة لا يدخلها إلا طيب , كما قال تعالى : { طبتم فادخلوها خالدين } وفي الحديث الصحيح : { أنهم إذا عبروا على الصراط وقفوا على قنطرة بين الجنة والنار فيقتص لبعضهم من بعض فإذا هذبوا ونقوا أذن لهم في دخول الجنة } . والكلام في هذه المسألة مبسوط في غير هذا الجواب والله أعلم بالصواب .

    وما ذكرنا في أن الموتى يسمعون الخطاب ويصل إليهم الثواب ويعذبون بالنياحة بل وما لم يسأل عنه السائل من عقابهم في قبورهم وغير ذلك فقد يكشف لكثير من أبناء زماننا يقظة ومناما ويعلمون ذلك ويتحققونه وعندنا من ذلك أمور كثيرة لكن الجواب في المسائل العلمية يعتمد فيه على ما جاء به الكتاب والسنة فإنه يجب على الخلق التصديق به وما كشف للإنسان من ذلك أو أخبره به من هو صادق عنده فهذا ينتفع به من علمه ويكون ذلك مما يزيده إيمانا وتصديقا بما جاءت به النصوص ولكن لا يجب على جميع الخلق الإيمان بغير ما جاءت به الأنبياء فإن الله عز وجل أوجب التصديق بما جاءت به الأنبياء كما في قوله تعالى { قولوا آمنا بالله } الآية . وقال تعالى : { ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين } الآية , وقد ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم [ ص: 377 ] أنه قال : { قد كان في الأمم قبلكم محدثون فإن يكن في أمتي أحد فعمر .

    } . فالمحدث الملهم المكاشف من هذه الأمة يجب عليه أن يزن ذلك بالكتاب والسنة فإن وافق ذلك صدق ما ورد عليه وإن خالف لم يلتفت إليه , كما كان يجب على عمر رضي الله عنه وهو سيد المحدثين إذا ألقي في قلبه شيء وكان مخالفا للسنة لم يقبل منه فإنه ليس معصوما وإنما العصمة للنبوة .

    ولهذا كان الصديق أفضل من عمر فإن الصديق لا يتلقى من قلبه بل من مشكاة النبوة وهي معصومة والمحدث يتلقى تارة عن قلبه وتارة عن النبوة فما تلقاه عن النبوة فهو معصوم يجب اتباعه وما ألهم في قلبه : فإن وافق ما جاءت به النبوة فهو حق وإن خالف ذلك فهو باطل .

    فلهذا لا يعتمد أهل العلم والإيمان في مثل مسائل العلم والدين إلا على نصوص الكتاب والسنة وإجماع الأمة وإن كان عندهم في بعض ذلك شواهد وبينات مما شاهدوه ووجدوه ومما عقلوه وعملوه وذلك ينتفعون به هم في أنفسهم وأما حجة الله تعالى على عباده فهم رسله وإلا فهذه المسائل فيها من الدلائل والاعتبارات العقلية والشواهد [ ص: 378 ] الحسية الكشفية ما ينتفع به من وجد ذلك وقياس بني آدم وكشفهم تابع لما جاءت به الرسل عن الله تعالى فالحق في ذلك موافق لما جاءت به الرسل عن الله تعالى لا مخالف له ومع كونه حقا فلا يفصل الخلاف بين الناس ولا يجب على من لم يحصل له ذلك التصديق به كما يجب التصديق بما عرف أنه معصوم وهو كلام الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم .

    ولكن من حصل له في مثل هذه الأمور بصيرة أو قياس أو برهان كان ذلك نورا على نور . قال بعض السلف : بصيرة المؤمن تنطق بالحكمة وإن لم يسمع فيها بأثر , فإذا جاء الأثر كان نورا على نور { ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور } قال تعالى : { كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه وما اختلف فيه إلا الذين أوتوه من بعد ما جاءتهم البينات بغيا بينهم فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم } .
    قال ابن عباس رضي الله عنه :"يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء أقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقولون قال ابو بكر وعمر"
    تعقيب الشيخ بن باز رحمه الله :" اذا كان من خالف السنة لقول ابو بكر وعمر- رضي الله عنهما - تخشى عليه العقوبة فكيف بحال من خالفها لقول من دونهما أو لمجرد رأيه واجتهاده
    "



  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Jun 2005
    الدولة
    قسنطينة - الجزائر -
    المشاركات
    89
    (( [grade="00008B FF6347 008000 4B0082"]المجموع _ 4/300 )) ابن تيمية[/grade]



    السؤال بماذا يخاطب الله الناس يوم القيامة ؟ وما لسان أهل الجنة ولسان أهل النار ؟

    الجواب الحمد لله رب العالمين , لا يعلم بأي لغة يتكلم الناس يومئذ ولا بأي لغة يسمعون خطاب الرب جل وعلا , لأن الله تعالى لم يخبرنا بشيء من ذلك ولا رسوله عليه الصلاة والسلام , ولم يصح أن الفارسية لغة الجهنميين , ولا أن العربية لغة أهل النعيم الأبدي , ولا نعلم في ذلك نزاعا" بين الصحابة رضي الله عنهم , بل كلهم يكفون عن ذلك لأن الكلام في مثل هذا من فضول الكلام , لكن حدث في ذلك خلاف بين المتأخرين فقال ناس : يخاطبون بالعربية . وقال آخرون إلا أهل النار فإنهم يجيبون بالفارسية وهي لغتهم في النار .
    وقال آخرون يتخاطبون بالسريانية لأنها لغة آدم وعنها تفرعت اللغات , وقال آخرون إلا أهل الجنة فإنهم يتكلمون بالعربية , وكل هذه الأقوال لا حجة لأربابها , لا من طريق عقل ولا نقل , بل هي دعاوى عارية عن الأدلة .

    والله تعالى أعلم وأحكم .

    (( المجموع _ 4/300 ))
    [frame="1 90"]
    قال ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ الجماعة ما وافق الحق ,وان كنت وحدك
    [/frame]

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    1,656
    جزاكم الله خيرا .
    يرفع لاهمية الامر وعظمته.
    من كان مستنا فليستن بمن قد مات فان الحي لاتأمن عليه الفتنة .
    اهل البدع اضر على الاسلام والمسلمين من اليهود والنصارى.

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •