النتائج 1 إلى 9 من 9

الموضوع: موضوع الشهر

العرض المتطور

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2005
    الدولة
    ............
    المشاركات
    205
    الصراط ومعناه ومكانه وصفة مرور الناس عليه

    والصراط منصوب على متن جهنم، وهو الجسر الذي بين الجنة والنار‏.‏ يمر الناس عليه على قدر أعمالهم، فمنهم من يمر كلمح البصر ومنهم من يسر كالبرق ومنهم من يمر كالريح ومنهم من يمر كالفرس الجواد ومنهم من يمر كركاب الإبل ومنهم من يعدو عدوا ومنهم من يمشي مشيًا ومنهم من يزحف زحفًا ومنهم من يخطف ويلقى في جهنم‏.‏ فإن الجسر عليه كلاليب تخطف الناس بأعمالهم‏.‏


    الشرح


    6 ـ ذكر الشيخ ـ رحمه الله ـ في هذا أن مما يحصل يوم القيامة المرور على الصراط‏.‏ والصراط في اللغة‏:‏ هو الطريق الواضح‏.‏ وأما في الشرع‏:‏ فهو ما بينه الشيخ بقوله‏:‏ ‏(‏وهو الجسر الذي بين الجنة والنار‏)‏ وبين مكانه بقوله‏:‏ ‏(‏على متن جهنم‏)‏ أي‏:‏ على ظهر النار‏.‏ ثم بين صفة مرور الناس عليه بقوله‏:‏ ‏(‏يمر الناس عليه على قدر أعمالهم‏)‏ ووقت المرور عليه بعد مفارقة الناس للموقف والحشر والحساب فإن الصراط ينجو عليه المؤمنون من النار إلى الجنة ويسقط منه أهل النار فيها كما ثبت في الأحاديث‏.‏


    ثم فصل الشيخ ـ رحمه الله ـ أحوال الناس في المرور على الصراط فقال‏:‏ ‏(‏فمنهم من يمر كلمح البصر‏)‏ إلخ‏.‏ أي‏:‏ أنهم يكونون في سرعة المرور وبطئه على حسب إيمانهم وأعمالهم الصالحة التي قدموها في الدنيا، فبحسب استقامة الإنسان على دين الإسلام وثباته عليه يكون ثباته ومروره على الصراط، فمن ثبت على الصراط المعنوي وهو الإسلام ثبت على الصراط الحسي المنصوب على متن جهنم‏.‏ ومن زل عن الصراط المعنوي زل عن الصراط الحسي‏.‏ وقوله‏:‏ ‏(‏يعدو عدوًا‏)‏ أي‏:‏ يركض ركضًا‏.‏ وقوله‏:‏ ‏(‏يزحف زحفًا‏)‏ أي‏:‏ يمشي على مقعدته بدل رجليه‏.‏ وقوله‏:‏ ‏(‏عليه كلاليب‏)‏ جمع كلوب بفتح الكاف اللام المشددة المضمومة وهي حديدة معطوفة الرأس‏.‏


    وقوله‏:‏ تخطف بفتح الطاء ويجوز كسرها من الخطف وهو أخذ الشيء بسرعة‏.‏ وقوله‏:‏ ‏(‏بأعمالهم‏)‏ أي‏:‏ بسبب أعمالهم السيئة فيكون اختطاف الكلاليب فهم على صراط جهنم بحسب اختطاف الشبهات والشهوات لهم عن الصراط المستقيم‏.‏


    وأهل السنة والجماعة يؤمنون بالصراط المنصوب على متن جهنم ومرور الناس عليه على ما جاءت به الأحاديث الصحيحة عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ‏.‏ وخالف في ذلك القاضي عبد الجبار المعتزلي وكثير من أتباعه وقالوا‏:‏ المراد بالصراط المذكور طريق الجنة المشار إليه بقوله تعالى‏:‏ ‏{‏سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ‏}‏ وطريق النار المشار إليه بقوله تعالى‏:‏ ‏{‏فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ‏}‏‏.‏ وهذا قول باطل ورد للنصوص الصحيحة بغير برهان‏.‏ والواجب حمل النصوص على ظاهرها‏.‏




    القنطرة بين الجنة والنار


    فمن مر على الصراط دخل الجنة‏.‏ فإذا عبروا عليه وقفوا على قنطرة بين الجنة والنار فيقتص لبعضهم من بعض‏.‏ فإذا هذبوا ونقوا أذن لهم دخول الجنة‏.‏




    الشرح

    7 ـ ذكر الشيخ ـ رحمه الله ـ مما يكون يوم القيامة الوقوف على القنطرة، فقال‏:‏ ‏(‏فمن مر على الصراط‏)‏ أي‏:‏ تجاوزه وسلم من السقوط في جهنم، ‏(‏دخل الجنة‏)‏ لأن من نجا من النار دخل الجنة، قال تعالى‏:‏ ‏{‏فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ‏}‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ‏}‏‏.‏


    لكن قبل دخول الجنة لابد من إجراء القصاص بين المؤمنين حتى يدخلوا الجنة وهم على أكمل حالة‏.‏ قد خلصوا من المظالم، وهذا ما أشار إليه الشيخ بقوله‏:‏ ‏(‏إذا عبروا‏)‏ أي‏:‏ تتجاوزوا الصراط ونجوا من السقوط في النار ‏(‏وقفوا على قنطرة‏)‏ هي‏:‏ الجسر وما ارتفع من البنيان‏.‏ وهذه القنطرة، قيل‏:‏ هي طرف الصراط مما يلي الجنة، وقيل‏:‏ هي صراط آخر خاص بالمؤمنين‏.‏


    ‏(‏فيقتص لبعضهم من بعض‏)‏ أي‏:‏ يجري بينهم القصاص في المظالم، فيؤخذ للمظلوم حقه ممن ظلمه ‏(‏فإذا هذبوا ونقوا‏)‏ أي‏:‏ خلصوا من التبعات والحقوق ‏(‏أذن لهم في دخول الجنة‏)‏ وقد ذهب ما في قلوب بعضهم على بعض من الغل كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ‏}‏‏.‏

    من شرح العقيدة الواسطية للشيخ الفوزان - حفظه الله تعالى -
    التعديل الأخير تم بواسطة salaf ; 11-17-2005 الساعة 05:57 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •