النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: توضيح ما إعتمدت عليه شبكة سحاب الإرجاء من كلام الإمام ابن مندة رحمه الله

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    المشاركات
    817

    توضيح ما إعتمدت عليه شبكة سحاب الإرجاء من كلام الإمام ابن مندة رحمه الله

    بسم الله الرحمن الرحيم



    توضيح ما نقل عن الإمام ابن مندة رحمه الله



    قال الإمام ابن مندة في كتابه الإيمان(1 / 331 ) بعد ذكر مذاهب الطوائف في الإيمان : ( و قال أهل الجماعة : الإيمان هي الطاعات كلها بالقلب و اللسان و سائر الجوارح غير أن له أصلاً و فرعاً .
    فأصله المعرفة بالله و التصديق له و به بما جاء من عنده بالقلب و اللسان مع الخضوع له و الحب له و الخوف منه و التعظيم له ، مع ترك التكبر و الاستنكاف و المعاندة فإذا أتى بـهذا الأصل فقد دخل في الإيمان ولزمه اسمه وأحكامه ، ولا يكون مستكملاً له حتى يأتي بفرعه ، وفرعه المفترض عليه أو[ كذا ، ولعل الصواب : أداء ] الفرائض واجتناب المحارم).

    والجواب عليه من ثلاثة أوجه :

    الوجه الأول : أن هذا النقل لو أفاد الاقتصار على هذا " الأصل " المكون من : قول السان وتصديق القلب ، وعمل القلب ، في حصول النجاة ، لكان قولا خاطئا ، مسبوقا بالإجماع الذي نقله الشافعي رحمه الله .
    الوجه الثاني : أنه لا منافاة بين كلامه رحمه الله ، وبين ما سبق تقريره .
    فقوله : ( فإذا أتى بـهذا الأصل فقد دخل في الإيمان ولزمه اسمه وأحكامه ).
    صحيح ، بل نحن نقول : من آتي بمجرد القول : فقد دخل في الإيمان ، ولزمه اسمه وأحكامه ، فكل خطاب موجه باسم المؤمنين فهو داخل فيه .
    أما قوله ( ولا يكون مستكملاً له حتى يأتي بفرعه ، وفرعه المفترض عليه)
    فهذا حق أيضا ، فلن يستكمل الإيمان إلا بأداء الفرائض واجتناب المحارم .
    لكن هل في كلام ابن مندة أنه لو اكتفى ( بالأصل ) المذكور أنه يظل مؤمنا مسلما ؟! وأنه ينجو بذلك يوم القيامة ؟
    هذا ما لا ذكر له في كلامه رحمه الله .
    فإن قيل : يفهم ذلك من تعبيره بالأصل وبالفرع ، ومن قوله مستكملا له .
    قلنا : إطلاق ( الفرع ) على عمل الجوارح لا إشكال فيه ، وقد أطلقه شيخ الإسلام مع قوله إنه لازم لإيمان القلب ، وأن زواله يعني أن ليس في القلب إيمان . انظر : 7/ 186 ، 187 ، 198 ، 202 ، 263 ، وغير ذلك من المواضع السابقة.
    وقد يقول العالم : الإيمان أصله التصديق والإقرار ، وفرعه العمل . ثم تجده يقول بعدها : والإسلام أصله العمل وكماله ما في القلب !!!! كما فعل شيخ الإسلام ويأتي لفظه .
    وأما التعبير بالكمال ، فهو حق كما سبق ، فلا يستكمل الإيمان إلا بالإتيان بجميع ما أمر وترك ما نهي عنه .
    وتأمل قول شيخ الإسلام عن الإيمان ( وأصله القلب وكماله العمل الظاهر ) 7/637 فقد استشهد بها من يرى نجاة تارك العمل ، محتجا بلفظ بالكمال !
    لكن قال شيخ الإسلام عقبها مباشرة : ( بخلاف الإسلام فإن أصله الظاهر وكماله القلب ) .
    فهل يصح أن يفهم أحد من لفظ الكمال هنا أنه لو خلا القلب من الإيمان فهو مسلم ؟!
    وقد يقول العالم : ولا يكمل الإيمان إلا بالقول والتصديق والعمل .
    أو : من استكمل ذلك كان مؤمنا .... مع قوله : إنه لو ترك العمل لم ينفعه القول والتصديق . كما سبق في كلام الآجري رحمه الله .
    وسيأتي مزيد إيضاح لمعنى الكمال ، عند الكلام على كلام المروزي رحمه الله.
    والحاصل أن ابن مندة رحمه الله لم يتعرض لحكم تارك عمل الجوارح في الدنيا ، ولا لنجاته في الآخرة .
    الوجه الثالث : أن ابن مندة رحمه الله يقول بكفر تارك الصلاة ، فكيف يفهم من وصفه لأعمال الجوارح بأنها فرع : أنه لا يكفر تاركها بالكلية ؟
    وكيف ينسب إليه القول بنجاة تارك أعمال الجوارح ؟!
    [ إن من يقول بكفر تارك الصلاة ، فهو قائل – ولابد – بكفر تارك جميع أعمال الجوارح ، فلا يجهدن أحد نفسه في الاستدلال بكلامه في مسألتنا هذه ].
    قال رحمه الله : في الإيمان 2/382
    ( ذكر ما يدل على أن مانع الزكاة وتارك الصلاة يستحق اسم الكفر ).
    وقال في الإيمان 2/362
    ( وترك الصلاة كفر ، وكذلك جحود الصوم والزكاة والحج ).
    فهذا " كفر أكبر " كما ترى .

    والله أعلم.

    كتبه ... الموحد
    التعديل الأخير تم بواسطة المفرق ; 11-07-2005 الساعة 01:38 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •