النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: من فقه الامام المحدث الكبير ناصر الدين الألباني رحمه الله في في مسائل الصيام

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2004
    الدولة
    \\\\\\\\\
    المشاركات
    2,713

    من فقه الامام المحدث الكبير ناصر الدين الألباني رحمه الله في في مسائل الصيام

    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين ،

    وعلى آله وصحبه أجمعين ، وعلى من تبعهم إلى يوم الدين ، أما بعد :

    جاء في كتاب " نظم الفرائد مما في سلسلتي الألباني من فوائد " لعبد اللطيف بن محمد بن أبي ربيع ( 1 / 516 ـ 521 ) طبعة مكتبة المعارف بالرياض

    ما يلي :

    ( باب / فضل المفطر على الصائم في السفر

    ( 1 ) عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال :

    " أٌتي النبي صلى الله عليه وسلم بطعام وهو بـ " مَر الظهران " ، فقال لأبي بكر وعمر :

    ادنوا فكلا ، فقالا : إنا صائمان . فقال : ( ارْحَـلُوا لصاحبيكم ! وعملوا لصاحبيكم ! ادنوا فـَـكُلا " .

    صحيح . " الصحيحة " برقم ( 85 ) .



    * فائدة :

    والغرض من قوله صلى الله عليه وآله وسلم : " ارْحَـلُوا لصاحبيكم . . " : الإنكار ، وبيان أن الأفضل أن يُـفطرا ، ولا يُحْوِجا الناس إلى خدمتهما .

    ويبين ذلك ما روى الفريابي ( 67 / 1 ) عن أبن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال : " لا تصم في السفر ؛ فإنهم إذا أكلوا طعاماً ؛ قالوا : ارفعوا للصائم ! وإذا عملوا عملاً ؛ قالوا : اكفلوا للصائم ! فيذهبوا بأجرك " .

    ورجاله ثقات .قلت : ففي الحديث توجيه كريم إلى خُـلُق قويم ، وهو الاعتماد على النفس ، وترك التواكل على الغير أو حملهم على خدمته ، ولو لسبب مشروع كالصيام .أفليس في الحديث إذن رد واضح على أولئك الذين يستغلون علمهم ، فيحملون الناس على التسارع في خدمتهم ، حتى في حمل نعالهم ؟ !ولئن قال بعضهم : لقد كان الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ يخدمون رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن خدمة ، حتى كان فيهم من يحمل نعليه صلى الله عليه وسلم ، وهو عبد الله بن مسعود .

    فجوابنا : نعم ؛ ولكن هل احتجاجهم بهذا لأنفسهم إلا تزكية منهم لها ، واعتراف بأنهم ينظرون إليها على أنهم ورثته صلى الله عليه وسلم في العلم حتى يصح لهم هذا القياس ؟ ! وإيم الله ؛ لو كان لديهم نص على أنهم الورثة ، لم يجز لهم هذا القياس ؛ فهؤلاء أصحابه صلى الله عليه وسلم المشهود لهم بالخيرية ـ وخاصة منهم العشرة المبشرين بالجنة ـ فقد كانوا خدام أنفسهم ، ولم يكن واحد منهم يُـخْـدَم من غيره عُـشْر معشار ما يُـخْـدَم أولئك المعنيون من تلامذتهم ومريديهم ! فكيف وهم لا نص عندهم بذلك ؟ ! ولذلك فإني أقول : إن هذا القياس فاسد الاعتبار من أصله . هدانا الله ـ تعالى ـ جميعاً سبيل التواضع والرشاد .

    ( 2 ) عن حمزة بن عمرو الأسلمي ـ رضي الله عنهم ـ ؛ أنه قال :

    يا رسول الله ! أجد بي قوى على الصيام في السفر ؛ فهل على جناح ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

    " هي رخصة ( يعني : الفطر في السفر ) من الله ، فمن أخذ بها فحسن ، ومن أحب أن يصوم ؛ فلا جناح عليه " .

    صحيح . " الصحيحة " برقم ( 192 ) .



    * فائدة :

    قال مجد الدين ابن تيمية في " المنتقى " :

    ( وهو قوي الدلالة على فضيلة الفطر " .

    قلت : ووجه الدلالة قوله في الصائم : " فلا جناح عليه " ؛ أي : لا أثم عليه ؛ فإنه يُشعر بمرجوحية الصيام كما هو ظاهر ، لا سيما مع مقابلته بقوله في الفطر :

    " فحسن " ، لكن هذا الظاهر غير مراد عندي ، والله أعلم ، وذلك لأن رفع الجناح في نص ما عن أمر ما لا يدل على أنه يجوز فعله وأنه لا حرج على فاعله ، وأما هل هذا الفعل مما يثاب عليه فاعله أو لا ، فشيء آخر ، لا يمكن أخذه من النص ذاته ، بل من نصوص أخرى خارجة عنه ، وهذا شيء معروف عند تتبع الأمور التي ورد رفع الجناح عن فاعلها ، وهي على قسمين :

    أ ـ قسم منها يراد بها رفع الحرج فقط ، مع استواء الفعل والترك ، وهذا هو الغالب ، ومن أمثلته قوله صلى الله عليه وسلم :

    " خمس من الدواب ليس على المحرم في قتلهن جناح : الغراب ، والحداة ، والفأرة ، والعقرب ، والكلب العقور " .صحيح . " الصحيحة " برقم ( 193 ) .

    ومن الواضح أن المراد من رفع الجناح في هذا الحديث هو تجويز القتل ، ولا يفهم منه أن القتل مستحب أو واجب أو تركه أولى .

    ب ـ وقسم يراد به رفع الحرج عن الفعل ، مع كونه في نفسه مشروعاً له فضيلة ، بل قد يكون واجباً ، وإنما يأتي النص برفع الحرج في هذا القسم دفعاً لوهم أو زعم من قد يظن الحرج في فعله ، ومن أمثلة هذا ما روى الزهري عن عروة قال :

    " سألت عائشة ـ رضي الله عنها ـ فقلت لها : أرأيت قول الله ـ تعالى ـ : ( إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما ) ؛ فوالله ما على أحد جناح أن لا يطوف بالصفا والمروة ! قالت : بئس ما قلت يا ابن أختي !

    إن هذه لو كانت كما أولتها عليه كانت : لا جناح عليه أن لا يطوف بهما ! ولكنها أنزلت في الأنصار ، كانوا قبل أن يسلموا يهلون لمناة الطاغية التي كانوا يعبدونها عند المشلل ، فكان من أهلَّ يتحرج أن يطوف بالصفا والمروة ، فلما أسلموا ؛ سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك ؛ قالوا : يا رسول الله ! إنا كنا نتحرج أن نطوف بالصفا والمروة ، فأنزل الله : ( إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يَطَّـوَّفَ بهما ) ، قالت ـ رضي الله عنها ـ : وقد سن رسول الله صلى الله عليه وسلم الطواف بينهما ، فليس لأحد أن يترك الطواف بينهما ) .أخرجه البخاري ( 1 / 414 ) ، وأحمد ( 6 / 144 و 227 ) .

    إذا تبين هذا ؛ فقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث : " ومن أحب أن يصوم ؛ فلا جناح عليه " ؛ لا يدل إلا على رفع الإثم عن الصائم ، وليس فيه ما يدل على ترجيح الإفطار على الصيام .

    ولكن إذا كان من المعلوم أن صوم رمضان في السفر عبادة ؛ بدليل صيامه صلى الله عليه وسلم فيه ؛ فمن البديهي حينئذ أنه أمر مشروع حسن ، وإذا كان كذلك ؛ فإن وصف الإفطار في الحديث بأنه حسن لا يدل على أنه من الصيام ؛ لأن الصيام أيضاً حسن كما عرفت ، وحينئذ لا يدل على أفضلية الفطر المدعاة ، بل على أنه والصيام متماثلان .

    ويؤكد ذلك حديث حمزة بن عمرو من رواية عائشة ـ رضي الله عنها ـ : أن حمزة بن عمرو الأسلمي سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ! إني رجل أسرد الصوم ، فأصوم في السفر ؟ قال : " صم إن شئت ، وأفطر إن شئت " .صحيح . " الصحيحة " برقم ( 194 ) .

    قلت : فخيره صلى الله عليه وسلم بين الأمرين ، ولم يفضل أحدهما على الآخر ، والقصة واحدة ، فدل على أن الحديث ليس فيه الأفضلية المذكورة .ويقابل هذه الدعوى قول الشيخ علي القاري في " المرقاة " إن الحديث دليل على أفضلية الصوم ، ثم تكلف في توجيه ذلك .

    والحق أن الحديث يفيد التخيير لا التفضيل ، على ما ذكرناه من التفصيل .

    نعم ؛ يمكن الاستدلال لتفضيل الإفطار على الصيام بالأحاديث التي تقول : " إن الله يحب أن تُـؤتى رخصه كما يكره أن تُـوتى معصيته ( وفي رواية : كما يحب أن تؤتى عزائمه ) " .

    وهذا لا مناص من القول به ، لكن يمكن أن يقيد ذلك بمن لا يتحرج بالقضاء ، وليس عليه حرج في الأداء ، وإلا عادت الرخصة عليه بخلاف المقصود . فتأمل .

    وأما حديث : " من أفطر ( يعني : في السفر ) فرخصة ، ومن صام فالصوم أفضل " فهو حديث شاذ لا يصح ، والصواب أنه موقوف على أنس ؛ كما بينته في " الأحاديث الضعيفة " ( برقم 936 ) ، ولو صح ؛ لكان نصاً في محل النزاع لا يقبل الخلاف ، وهيهات ؛ فلا بد حينئذ من الاجتهاد والاستنباط ، وهو يقتضي خلاف ما أطلقه هذا الحديث الموقوف ، وهو التفصيل الذي ذكرته . والله الموفق .

    ( 3 ) يُـذكر عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ ؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :

    " من أفطر ( يعني في السفر ) فرخصة ، ومن صام فالصوم افضل " . ضعيف شاذ ، " الضعيفة " برقم ( 932 ) .



    * فائدة :

    وقد أختلف العلماء ، في صوم رمضان في السفر على أقوال معروفة ، ولا شك أن الإفطار فيه رخصة ، والأخذ بها أحب إلينا إذا كان المفطر لا يتحرج من القضاء ، وإلا فالأحب لدينا حينئذ الصيام ، والله أعلم .ومن شاء التوسع في هذه المسألة فليراجع " نيل الأوطار " أو غيره من كتب أهل العلم والتحقيق ) اهـ .

    من فقه الشيخ الألباني في مسائل الصيام .
    قال العلامة الشيخ فالح بن نافع الحربي{{ وإنني أحذر المسلمين من هذه الشبكة الخبيثة -شبكة سحاب-المفسدة كما أرى أنه يجب على كل ناصح أن يحذرها، ويحذر منها؛
    فقد أصبحت ملتقى لأصحاب الطيش، والجهل وسيئ الأدب }}


  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    الدولة
    مدينة
    المشاركات
    1,762
    اخي رقاسم هل هذاالكتاب موجود في الشبكة
    والله يرعاك ويحفظك
    فكري الدينوري ـ هذا الاسم لا أكتب به إلا في هذه الشبكة فقط .

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Nov 2004
    الدولة
    \\\\\\\\\
    المشاركات
    2,713
    لا غير موجد في شبكة
    قال العلامة الشيخ فالح بن نافع الحربي{{ وإنني أحذر المسلمين من هذه الشبكة الخبيثة -شبكة سحاب-المفسدة كما أرى أنه يجب على كل ناصح أن يحذرها، ويحذر منها؛
    فقد أصبحت ملتقى لأصحاب الطيش، والجهل وسيئ الأدب }}


  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Sep 2005
    المشاركات
    240
    رحم الله الشيخ الالباني



    وجزاك الله خيرا يا اخانا قاسم

    وجعلك الله قاصماً لاهل البدع

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jul 2005
    الدولة
    وطني
    المشاركات
    621
    رحم الله الشيخ الألباني وجزاك الله خيراً.
    قال إمام أهل السنة والجماعة أحمد بن حنبل ـ رحمه الله ـ :
    ( العلم لا يعدله شيء إذا صلحت النيَّة . قيل : وما صلاح النيَّة ؟ قال :
    أن ينوي به رفع الجهل عن نفسه وعن غيره
    ) .

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Nov 2004
    الدولة
    \\\\\\\\\
    المشاركات
    2,713
    جزاكم الله خيرا
    قال العلامة الشيخ فالح بن نافع الحربي{{ وإنني أحذر المسلمين من هذه الشبكة الخبيثة -شبكة سحاب-المفسدة كما أرى أنه يجب على كل ناصح أن يحذرها، ويحذر منها؛
    فقد أصبحت ملتقى لأصحاب الطيش، والجهل وسيئ الأدب }}


ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •