تفصيل العلامة فالح الحربي في مسألة التقليد



:( الناس ينقسمون إلى: إنسان عالم، وهذا العالم متعبداً بما يؤدي إليه اجتهاده، بعد استفراغ الوسع، واعتقاد الحق في ذلك، أو أنه طالب علم يدرك بعض الأشياء وبعضها لا يدركه، ويرجع فيه إلى العلماء، أو أنه جاهل وهذا على كل حال لابد من رجوعه إلى العلماء كما ألزمه الله في كتابه وألزمته سنَّة النبـي -صلى الله عليه وسلم- وكما هو منهج أهل السنَّة والجماعة المؤصل على كتاب الله وسنَّة رسوله -صلى الله عليه وسلم-، ولا ينبغي أن يقول شخص أنا أتبع الكتاب والسنَّة ولا أقلد،وهو جاهل،.. هذا كلام غير صحيح، لما كنا شباباً نناقش الشيخ العلامة المحدث: محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله - كنا نقول له: يا شيخ ما يجوز التقليد ويجب سؤال العلماء !!، فيقول:إذا العالم سئل وأفتى كان من يسأله مقلدا له، نقول :كيف يا شيخ ؟، يقول: لأنه إذا سأله لو أعطاه الدليل والحجة التي هو يحتج بها لما أخذ الحكم, ولما استطاع الوصول إليه لأنه ليس بعالم ، ولو كان الأمر كذلك لما أمر الله بالرجوع إلى العلماء؛ لأن العلماء يستنبطون، وقد يكون وجه استنتاج الحكم من الدليل خفياً بحيث يستنتجه العالم بعد استفراغ الوسع والاجتهاد يُرجح ما يفتي به ويعتقد أنه هو الصواب، وهذا السائل لا يستطيع إلى ذلك سبيلا لأنه جاهل، فهل يقول أحد بأن هذا الذي سأله وأخذ بكلامه وباستنتاجه أنه ليس مقلداً له ، نقول لا يا شيخ قد لا يقلد ...
الحقيقة أنه لا ينبغي أن يكون هناك اختلاف، ولذلك لا يجوز ولا يسوغ بحال أن يقول هذا الشخص وأمثاله بأننا لا نأخذ كلام العلماء, ولا نقلد العلماء، بل يجب عليك أن تأخذ بفتوى العالم وإذا كنت لست عالماً ولست أهلا لاستخراج الحكم واستبيانه من كتاب الله وسنَّة رسوله- صلى الله عليه وسلم- من الحجة الشرعية فلا بد - رغم الأنف - من الرجوع إلى العلماء، وأن هذا هو فرضك وإن لم تفعل فأنت آثم، وليس معنى هذا أنه إذا بان لك خطأ العالم أنك تتبعه، - وأيضا - لو أفتاك بغير علم في المسألة وأفتاك وهو مخطئ فلا إثم عليك، ولكن لو أنك اعتمدت على فهمك وعلى فهم من هو على شاكلتك من الجهال ومن المبتدئة لَمَا برئت الذمة، فينبغي أن يتأمل في هذا الأمر.

(مفرغ من مادة صوتية نشرت في شبكة الإنترنت بتاريخ : 6-7-2002 ميلادي ) وراجع البينات النجدية

نشر بسبب صدور كتاب الشيخ فالح الحربي الجديد في مسألة التقليد والرد على خزعبلات ربيع المدخلي