بسم الله الرحمن الرحيم
التكملة الجزء الرابع
قال ربيع المدخلي هداه الله تعالى في مقاله *كلمة حق في جنس العمل * نقلا عن حمد العتيق من رسالته* تنبيه الغافلين *
الفصل الثالث / ترك جنس العمل كفر أكبر
المبخث الأول / صورة المسألة هي في رجل نطق بالشهادتين ثم بقس دهرا لم يعمل خيرا مطلقا لآ بلسانه ولآ بجوارحه ولم يعد إلى النطق بالشهادتين مطلقا مع زوال المانع*قال ربيع المدخلي * فقلت إن كان المراد بجنس العمل هذه الصورة فإني لآ أتردد ولآ يترددمسلم في تكفيره من هذا حاله أنه منافق زنديق إذ لآ يفعل هذا من عنده أدنى حد للإيمان *
ثم قال كما قال أخونا حمد العتيق .إنها مسألة غير عملية بمعنى أنه لآ يمكن أن يقال –إن كان هناك زيدا من الناس قد شهد أن لآ إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ولم يعمل بعدها خيرا قط فإن هذا النفي المطلق لآ يمكن لأحد إلا الله أن يحيط بها
والأمر كما ذكر حمد*
ثم قال * وهنا ملاحظة مهمة ينبغي لفت النظر إليها وهي أن الصورة التي ذكرها الأخ حمد – وفقه الله – لآ يجوز لمسلم أن يتردد في تكفيرصاحبها إن وجد , ولكنها في الوقت نفسه هي نظرية غير واقعية و عملية إذ لآ يتصور وقوعها من مسلم والشرائع لم تبن على الصور النادرة كماقال ابن القيم رحمه الله تعالى *فكيف يزج بدعوتنا وشبابنا في الصورالمستبعدة او المستحلية وتشحن النفوس وتضيع الأوقات في القيل والقال *
النقد*- يتقد ربيع المدخلي على حسب إقراره لحمد العتيق فيما ذكر أن النطق باللسان جزء من العمل وأنه ينفع صاحبه وينجيه من الكفر ولو ترك كل الأعمال وهذا أخبث أقوال المرجئة وهذه عقيدة الفرقة السوارية أصحاب شبابة بن سوار المرجيء
قال الحافظ ابن رجب* وقد كان طائفة من المرجئة يقولون /الإيمان قول وعمل موافقة لأهل السنة ثم يفسرون العمل ويقولون هو عمل اللسان وقد ذكر الإمام أحمد هذا القول عن شبابة بن سوار وأنكر عليه وقال * هو أخبث قول ما سمعت أحد قال ولآ بلغني يعني أنه بدعة لم يقله أحد ممن سلف * راحع فتح الباري لإبن رحب الحنبلي 1/113-114
وقد فسر ربيع المدخلي العمل بأن منه النطق بالشهادتينكما سبق, ووافق شبابة في عقيدته الخبيثة و سواء قصد أو لم يقصد
والحقيقة ماهو ظاهرمن كلامه , فل يصحح خطأه الفادح وليتب إلى الله تعالى ويرجع إلى الحق.
وقد قال الإمام ابن بطة – رحمه الله تعالى – أن الإيمان قول وعمل وأن من صدق بالقول والفعل وترك العمل كان مكذبا وخارجا من الإيمان * راجع الإبانة 2/795
وقال العلامة الشوكاني –رحمه الله تعالى في كتابه الرسائل السلفية – إرشاد السائل إلى دليل المسائل ص43 لما سئل عن مم في البادية من الأعراب لايفعلون شيء من الشرعيات إلا مجرد التكلم بالشهادة فقال *وأقول من كان تاركا لأركان الإسلام وجميع فرائضه ورافضا لما يجب عليه من ذلك من الأقوال والأفعال ولم يكن لديه إلا مجرد التكلم بالشهادتين فلا شك ولآ ريب في أن هذا كافر شديد الكفر حلال الدم*
وقال العلامة صالح الفوزان حفظه الله تعالى -*إذا لم يعمل بمقتضى لآإله إلا الله واكتفى بمجرد النطق بها أو عمل بخلافها
فإنه يحكم بردته ويعامل معاملة المرتدين * راجع المنتفى منالفتاوى 1/9
- وظن ربيع المدخلي وأخطأ خطأ جسيما في فهم جنس العمل إذ ظنه أنه كل عمل صالح في ذاته وكل خير مهما صغر أو كبر , وكل الأعمال سواء ما أوجبه الإسلام ابتداء أو ما أقرعليه المشركون مما دلت عليه الفطرة واقتضته المروءة ومكارم الأخلاق فلذلك استعبد جدا تصور أن يوجد مسلم على وجه الأرض يمكن أن يخلو فترة من أوقاته من عمل خير وإن قل
كإماطة الأذى عن الطريق, فاعتبرها من الأعمال التي تؤثر وجودا وعدما في إسلام العبد فقال ربيع المدخلي * وأمى أدنى الأعمال فهو إماطة الأذى من الطريق كما في قوله صلى الله ليه وسلم ** الإيمان بضع وستون شعبة شعبة أعلاها لآإله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق ** راجع أسئلة على مشكلات فالح ص5
فهو بإعتقاد هذا ينكر وقوع النوع العاشر من نواقض الإسلام لعدم تصوره عنده ولكنه لآ يدري لأنه لآ يفهم جنس العمل
ولآ يريد أن يفهم لحد الأن والقضية لها سنتان وبالتالي لآ يعرف الفهم الصحيح لهذا الناقض المجمع عليه الذي يتضمن كفر تارك جنس العمل وهو المعرض الذي كفركفر الإعراض أي الإعراض عن دين الله لآ يتعلمه ولا يعمل به – راجع الرر السنية 2/360-362
والدليل الصريح من القرأن الكريم على ذلك قوله تعالى ** قل أطيعوا الله والرسول فإن تولوا فإن الله لا يحب الكافرين **
32أل عمران
وهناك أدلة كثيرة من القرأن ساقها شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في مجموع الفتاوى على كفر تارك جنس أعمال الجوارح الظاهرة فيكون ربيع المدخلي قد خالف النصوص القرأنية الصريحة في كفر صاحب الإعراض والتولي من العمل وخالف إجماع أهل السنة على ذلك
فعلماء السنة قديما وحديثا يكفرون بالإعراض عن العمل بكل شعائر الإسلام الظاهرة التي تختض بالمسلمين والإكتفاء بالشهادتين أما ربيع فلا يتصور ذلك؟؟؟..
التكملة للجزء الخامس بحول الله تعالى..