لباس المرأة بين الحجاب الشرعي والحجاب المزيف

[أم أسماء]

لباس المرأة بين الحجاب الشرعي والحجاب المزيف

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه أما بعد:
فان المتبادر إلى ذهن كل من يقرأ العنوان أني بصدد وضع مقارنة بين الحجاب والتبرج وأقصد هنا بالتبرج تلك الألوان الزاهية و الأقمشة المتنوعة التي أصبحت السنيات [كما يحلو لهن تلقيب أنفسهن]تجتهدن وتتنافسن لاقتناء الأفضل والأغلى منها، فموضوعي ليس هذا لأني لا أجد أن هناك مقارنة أصلا فشتان بين هذا وذاك ولكني بصدد الحديث عن صنف آخر وعليَّ أن احدد لكم أن هذا الصنف ممن يسفر عن وجهه إتباعا لفتوى العلامة الألباني رحمه الله ولن أتحدث عن الصحيح من أقوال العلماء وان كشف الوجه حرام ولا يجوز ولكني أريد فقط أن أبين لهن أنهن مدعيات في كونهن يأخذن بفتوى الألباني رحمه الله .
فهؤلاء النسوة هداهن الله وقعن في مخالفتين تجعل من زيهن غير شرعي كما يرى ذلك الشيخ رحمه الله .
لأن من الشروط التي وضعها الشيخ رحمه الله ليكون الحجاب شرعيا وذلك من خلال ما توفر عنده من الأدلة، هو الجمع بين الخمار والجلباب حيث قال رحمه الله في كتابه جلباب المرأة المسلمة ما نصه:-
واعلم أن الجمع بين الخمار والجلباب من المرأة إذا خرجت قد أخل به جماهير النساء المسلمات فان الواقع منهن إما الجلباب وحده على رؤوسهن أو الخمار..........إلى أن قال:- فهذا نص في وجوب وضع الجلباب على الخمار على جميع النساء إلا القواعد منهن [وهن اللاتي لا يطمع فيهن لكبرهن ] فيجوز لهن أن لا يضعن الحجاب على رؤوسهن[1] أما آن للنساء الصالحات حيثما كن أن يتنبَّهن من غفلتهن ويتقين الله في أنفسهن ويضعن الجلابيب على خمرهن[2] ؟!


أما المخالفة الثانية هي ظهور بعض النحر والذي هو نتيجة حتمية لوضع الخمار أو ما يسمى بالا شارب فلقد قال الشيخ رحمه الله في شريط مسجل ضمن أشرطة موضوعة في قرص مضغوطة عنوانها موسوعة الالباني ما مفاده أن الطريقة الصحيحة لوضع الخمار هي لفه حول الرقبة والصدر مما يمنع ظهور النحر الذي أمرن بستره وأضاف رحمه الله أن وضع الإشارب هو من أنصاف الحلول وان الدين ليس فيه نصف حل هذا ملخص ما قاله الشيخ رحمه الله
وأريد أن أوضح كذلك أن ظاهرة احتجاج بعض الأخوات هداهن الله بفتوى الالباني بجواز كشف الوجه إنما هو من باب الهوى كما سرحت لي الكثيرات منهن وأنهن يعتقدن أن ستر الوجه هو الواجب ولكن الحياة و الظروف وحالة غربة الإسلام والمنتقبات هي ما جعلتهن يتخذن من فتوى الالباني ذريعة ومعذرة إلى من سيلومونهن على ذلك .
فأنا الآن أقول ما قاله الشيخ رحمه الله أما آن لكُنَّ أن تتقين الله في أنفسكن، فالحجاب عبادة لله وعلى كل مؤمن أن يعبد الله على الوجه الذي أمرنا به.
هذا ما أردت بيانه وهذا الموضوع موجه بالدرجة الأولى إلى اللاتي يعشن في بلاد الكفر، فلبعضهن منطلقات غير مشروعة تجعلهن يتمسكن بهذه الفتوى بالرغم من عدم اقتناعهن بها، نسأل الله لنا ولهن الهداية.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
أختكم أم أسماء

--------------------------------------------------------
[1] كذا وأظن انه رحمه الله يقصد الجلباب
[2] من كتاب جلباب المرأة المسلمة في الكتاب والسنة ص 85-86