بسم الله الرحمن الرحيم

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
عند قوله تعالى ( لأنذركم به ومن بلغ ) لأنذركم به : أحذركم من المخالفة ... وفي قوله ومن بلغ : إشارة إلى أن من لم يبلغه القرآن لم تقم عليه الحجة وكذلك من بلغه على وجه مشوش فالحجة لاتقوم عليه لكنه ليس كعذر الأول الذي لم تبلغه نهائياً لأن من بلغته على وجه مشوش يجب عليه أن يبحث لكن قد يكون في قلبه من الثقة بمن بلغه مالا يحتاج معه في نظره إلى البحث ، الآن الدين الاسلامي عند الكفار هل بلغ عامتهم على وجه غير مشوش ؟ لا أبداً ولما ظهرت قضية الاخوان الذين يتصرفون بغير حكمة ازداد تشويه الإسلام في نظر الغربيين وغير الغربيين وأعني بهم أولئك الذين يلقون المتفجرات في صفوف الناس زعما منهم أن هذا من الجهاد في سبيل الله ، والحقيقة أنهم أساؤا إلى الاسلام وأهل الاسلام أكثر بكثير مما أحسنوا ماذا أنتج هولاء ؟ أسألكم هل أقبل الكفار على الاسلام أو ازدادوا نفرة منه ؟ وأهل الإسلام يكاد الإنسان يغطي وجهه لئلا ينسب إلى هذه الطائفة المرجفة المروعة والإسلام بريء منها ، الإسلام بريء منها . حتى بعد أن فرض الجهاد ما كان الصحابة يذهبون إلى مجتمع الكفار يقتلونهم أبدا إلا بجهاد له راية من ولي قادر على الجهاد. أما هذا الإرهاب فهو والله نقص على المسلمين ، أقسم بالله . لأننا نجد نتائجه مافي نتيجة أبدا بل هو بالعكس فيه تشويه السمعة ، ولو أننا سلكنا الحكمة فاتقبنا الله في أنفسنا وأصلحنا أنفسنا أولاً ثم حاولنا إصلاح غيرنا بالطرق الشرعية لكان نتيجة هذا نتيجة طيبة . أ .هـ


من الشريط الأول من شرح أصول التفسير ( الوجه الأول )
تمّ الشرح في الثاني من ربيع الأول 1419هـ