أولاً : نصيحة و إنكار الشيخ محمود شاكر على سيد قطب سبه و تكفيره
للصحابة و رد سيد قطب برفض النصيحة و بسب و شتم الشيخ شاكر :
فعندما نشر سيد قطب تكفيره و سبه للصحابة رضوان الله عليهم في كتبه منذ ما يقارب الخمسين عاماً أنكر عليه الشيخ محمود شاكر شقيق المحدث أحمد شاكر و كتب مقالة بعنوان ( لا تسبوا أصحابي) ، وذلك في ( مجلة المسلمون ) عام 1371ه و تتضمن تلك النصيحة :

1- مقدمة متضمنة لآيات وأحاديث تبين فضل الصحابة –رضي الله عنهم

2- عبارات سيد قطب في الطعن في معاوية بن أبي سفيان و أبيه وأمه وبني أمية وعمرو بن العاص و تلك العبارات وردت في كتب سيد قطب المنشورة

3- أحاديث في فضل كل من ( معاوية بن أبي سفيان و أبيه و أمه هند و عمرو بن العاص ) رضوان الله عليهم أجمعين و مقارنتها بطعون سيد قطب فيهم

4- كلام لبعض السلف الصالح و هم النووي و القاضي و بعض المالكية في حكم سب الصحابة

5- نصيحة صادقة من الأستاذ محمود شاكر لسيد قطب .

و إن من المواضع المؤثرة التي تجعل الحجر يبكي من خشية الله تعالى قول الأستاذ الشيخ محمود شاكر مخاطباً سيد قطب :

( وإن كان يرى– أي سيد قطب – ماهوأعظم من ذلك؛أنهأعرف بصحابةرسول الله من رسول الله الذي كان يأتيه الخبر من السماء بأسماء المنافقين بأعيانهم ؛ فذلكم اأعيذه منه أن يعتقده أو يقوله !!)

ثم يختم الأستاذ الشيخ محمود شاكر مقالته بنصيحة مؤثرة ختامية لسيد قطب

فيقول الأستاذ الشيخ محمود شاكر رحمه الله تعالى :

( و أسدي النصحية لمن كتب هذا وشبهه أن يبرأ إلى الله علانية مما كتب ، وأن يتوب توبة المؤمنين مما فرط منه ، وأن ينزه لسانه ويعصم نفسه ويطهر قلبه ، وأن يدعو بدعاء أهل الإيمان” رَبَّنا اغفِرْ لَنا ولإخوانِنا الَذينَ سَبَقُونا بالإيمانِ ولا تَجعَل في قُلوبِنا غِلا للذينَ آمَنُوا رَبّنا إنَكَ رَؤوفٌ رحِيمٌ “ )

فقام رجل متعصب لسيد قطب بالباطل يدعى ” محمد رجب البيومي ” بالرد على الأستاذ الشيخ محمود شاكر نيابة عن سيد قطب ؛ ثم قام سيد قطب بكتابة رسالة إلى ” محمد رجب البيومي ” ؛ و في تلك الرسالة أعلن سيد قطب رفضه نصيحة محمود شاكر و أعلن تمسكه بما كتبه من سب و تكفير للصحابة ثم وجه سيد قطب سباً و شتماً للشيخ الأستاذ محمود شاكر ، و كان مما قاله سيد قطب في تلك الرسالة :

إلى أخي الأستاذ: رجب البيومي …السلام عليكم ورحمة الله ، وبعد
فإنني لم أرد أن أدخل بينك وبين الأستاذ شاكر فيما شجر بينكما من خلاف حتى ينتهي إلى نهاية كما انتهى ، ذلك أنني كنت حريصاً على أن أدعك ورأيك ، وألا أبدأ تعارفي بك في زحمة الجدل ، وإن ظن أخونا شاكر أن بيننا صحبة وثيقة ، وهيالتيتدفعكإلىرد تهجمهأوتقحمه )



و قال سيد قطب ايضاً في تلك الرسالة :

( ولو كانت بيننا معرفة سابقة ، ولو استشرتني قبل أن تدخل مع صاحبنا في جدل حول ما أثاره من صخب وما نفضه من غبار؛ لأشرت عليك ألا تدخل ، ولآثرت لك ما آثرته لنفسي من إغضاء وإغفال … ذلك أنني لم استشعر في هذا الصخب الصاخب أثراً من صفاء نية ، ولارغبة في تجلية حقيقة )



و قال سيد قطب ايضاً في تلك الرسالة :

( ولو كانت الحقائق هي المقصودة لما احتاج الكاتب الفاضل إلى اصطناع مثل هذا الأسلوب الصاخب المفرقع، ولما لجأ منذ مقاله الأول في ( المسلمون) إلى الشتم ، والسب والتهم بسوء النية ، وسوء الخلق والنفاق والافتراء ، والسفاهة ، والرعونة )



و قال سيد قطب ايضاً في تلك الرسالة :

( وما كان لي بعد هذا؛ وأنا مالك زمام أعصابي ، مطمئن إلى الحق الذي أحاوله ، أن ألقي بالاً إلى صخب مفتعل ، وتشنج مصطنع وما كان لي إلا أن أدعو الله لصديقنا شاكر بالشفاء والعافية والراحة مما يعاني ، والله لطيف بعباده الأشقياء )

تعليق على الكلام السابق لسيد قطب :

تأمل أيها القارئ إلى السب و الشتم الذي وجهه سيد قطب لمن ينصحه ألا يكفر و ألا يشتم صحابة رسول الله e ؛ فهذا سيد قطب يشتم ناصحه الشيخ محمود شاكر و يصف نصيحته بأنها ( تهجم و تقحم و صخب و إثارة غبار و أسلوب صاخب و مفرقع و شتم و سب و تهم بسوء نية و سوء خلق و نفاق و افتراء و سفاهة و رعونة و تشنج مصطنع )

كما يشتم سيد قطب و يسب الشيخ الأستاذ محمود شاكر و يقول سيد قطب عنه


( ليس في نصيحة الشيخ الأستاذ محمود شاكر صفاء نية و لا رغبة في تجلية الحقيقة ، و أن الشيخ الأستاذ محمود شاكر يستحق من سيد قطب الإغفال و الإغضاء و أن الشيخ الأستاذ محمود شاكر من الأشقياء و أن سيد قطب سيدعو الله للشيخ الأستاذ محمود شاكر بالشفاء و الراحة مما يعاني )

ثم يرد سيد قطب على إنكار الشيخ محمود شاكر له أنه كفر و سب الصحابة بقوله أن كتاب العدالة مطبوع منذ أربع سنوات و لم يعترض عليه أحد إلا أنت !! فيقول سيد قطب قاسي القلب :

( وكتاب العدالة الاجتماعية مطبوع متداول منذ أربع سنوات ، وطبعته الثالثة في المطبعة ،والصخب حوله الآن فقط قد يشي بشيء لا أرضاه للصديق ، وقد قرأه الناس في أنحاء العالم الإسلامي ، فلم يستشعر أحد من موضوعه ولا من سياقه أن النية السيئة المبيتة لهذا الإسلام وأهله هي التي تعمر سطوره ، إنما أحس الألوف الذين قرؤوه – أو على الأقل المئات الذين أبدوا رأيهم فيه – أن كل ما كان يعنيني هو أن أبرئ الإسلام من تهمة يلصقها به أعداؤه ، وشبهة تحيك في نفوس أصدقائه )

التعليق على الكلام السابق لسيد قطب :

يبدو أن ميزان الحق عند سيد قطب هو الأغلبية الانتخابية كما هو مبدأ جماعة الإخوان الضالة و الأخوان المفلسون و ليس متابعة النبي e ؛ فالشيخ شاكر يقول لسيد قطب قال الله و قال الرسول e و سيد قطب يرد بأن الأغلبية من القارئين تؤيدني !!!!

فأي خذلان هذا !!! و أي خسران هذا !!! أن يرد سيد قطب على كلام الله و كلام الرسول e بأن أغلبية الجهال تؤيده !!!!!!!!!!!!!

علماً بأنه بعد إنكار الشيخ محمود شاكر على سيد قطب توالت الردود على سيد قطب منكرة عليه تفكيره و سبه لصحابة رسول الله e .

هكذا يقابل سيد قطب النصح بعدم تكفير و سب صحابة رسول الله ؛ إذن فسيد قطب يسب و يكفر صحابة رسول الله عن سبق إصرار و تعمد و ترصد و لا يلقي بالاً لمن يبين له الحق و الصواب !!!