النتائج 1 إلى 10 من 10

الموضوع: أين ذهبت مواضيع (الناصح الصادق) من شبكة الحزبيين سحاب

مشاهدة المواضيع

  1. #6
    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    الدولة
    مدينة
    المشاركات
    1,762
    شبكة سحاب السلفية. المـنـبــــــــر الإســـــــــــلامـــــــــــــــــــي (بيان بهتان فالح الحربي وتجنيه على الشيخ ربيع في نقل الناصح الصادق):-
    1 الكاتب : [ حسين المدني ]
    2005-07-17 08:41 PM المشاركات : 138
    (بيان بهتان فالح الحربي وتجنيه على الشيخ ربيع في نقل الناصح الصادق):-


    (بيان بهتان فالح الحربي وتجنيه على الشيخ ربيع في نقل الناصح الصادق):-

    الحمد لله رب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحابته أجمعين .
    وبعد:-
    لا يزال أهل البدع والموالون لهم وأنصارهم من أهل الإفك والبهتان يركضون ليلا ونهارا
    ضد المنهج السلفي وحملته –من العلماء الشرفاء الأبرياء النزهاء- في سلسلة كبيرة من الكتابات والأشرطة والمقالات مليئة بالكذب والبهتان و الفجور و المغالطة وقلب الحقائق لرفع راية البدع والضلال وجر للأمة الهالك والدمار.

    ومن هذه المقالات مقالة فالح الحربي -تنبيه الألباء- ،فإن هذه المقالة ملئت بالكذب والفجور والبهتان والزور على العلامة ربيع بن هادي -حفظه الله- فنسب إليه الكذب والزور محاربة للمنهج السلفي الذي يدافع وينافح عنه العلامة الشيخ ربيع حفظه الله- .

    وأريد في هذه الورقات أن أبيِّن حملته الظالمة على العلامة الشيخ ربيع المدخلي-حفظه الله-
    وما تجنى به عليه من الكذب والبهتان الذي يرميه به ، وأبين كذبه وافتراءه لنقل الناصح الصادق لكلام شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-في مناظرته مع ابن مرحل ، وهكذا عبثه وتلاعبه في كلام حافظ المغرب ابن عبد البر والحافظ ابن رجب .
    إن ما يقوم به فالح الحربي وحزبه من الضراوة والعداوة الشديدة على الشيخ العلامة ربيع المدخلي-حفظه الله- وتجنيهم عليه بالبهتان والزور وتجنيد الغلمان للافتراء عليه ما ذاك إلا ليدل على أن وراءهم فتنة عظيمة ومن ورائها رجالا وأموالا تدفع هذه الفتنة إلى الأمام وتغذيها وتؤججها وهذه أمور ظاهرة ملموسة وكل يوم تزداد ظهوراً في الحملة التي يقودها فالح الحربي ، ويدرك أن هذه الأساليب الماكرة والدهاء المتلون أساليب الحزبية ويدرك مدى رسوخهم فيها .
    والأمر الذي لا ينقضي فيه العجب أن ترى لفالح الحربي أتباعا في أحكامه الجائرة على أقوال العلماء والأئمة وعلى نقولهم ، وتأيدا لكذبه وافتراءه ظلما وعدوانا على حملة المنهج السلفي.
    ولم يقف تهجمه وتجنيه على الشيخ العلامة ربيع المدخلي-حفظه الله- فحسب بل بلغ تعاليه وغطرسته حتى على أقول كثير من أئمة العلم و الدين
    ومن هؤلاء العلماء الذين تهجم على كلامهم ونقولهم فالح الحربي ولا يرفع بها رأسا شيخ الإسلام ابن تيمية.
    ومن المعلوم للقاصي و الداني و الموافق و المخالف أن شيخ الإسلام ثقة مأمون في نقوله عن أئمة أهل السنة .
    وقد نقل الناصح الصادق كلاما في مقالته عن شيخ الإسلام حيث قال : ((قال أهل السنة: إن من ترك فروع الإيمان لا يكون كافراً حتى يترك أصل الإيمان، وهو الاعتقاد)) [مجموع الفتاوى (11/138)].
    وهذا النقل من الناصح الصادق صحيح عن شيخ الإسلام وليس فيه تجني على شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله- ولا يجوز أن يظلم فيه فلو كان يهوديا أو نصرانيا فليس لنا الحق في ظلمه ودين الله عدل و الشريعة الإسلامية لا تظلم أحدا كلها إنصاف وعدل لا تظلم مسلما ولا كافرا في عرض ولا مال ولا في شيء وتجعل الأمة قوامة بالحق شهداء لله و لو على أنفسهم .

    وإن كان الناصح الصادق مجهولا لا يعرف فليس لنا ظلمه ولعله يكون فالحا الحربي أو أحدا من أصحابه ، ولهم غرض من وراء ذلك وهو مناقشة نقول من يعتمد على أقوال أئمة السنة ومذهب السلف فيبتر بعضها ويرد بعضها ويتأول كثيرا منها برأيه وفكره الذي يعتقده ومن ثمّ ينسب إلى الشيخ العلامة ربيع مذهب المرجئة كما هو الحال في رده لنقل شيخ الإسلام مذهب أهل السنة ولكلام ابن عبد البر وابن رجب وهذا الصنيع ملموس من فالح في مقالاته الأخيرة حتى أصبح حيران يتردى بين فكر الخوارج و المرجئة
    قال فالح الحربي معلقا على الناصح الصادق :نص كلام شيخ الإسلام-سباقاً ولحاقاً-،
    "قلت: على أنه لو كان ضد الكفر بالله من ترك الأعمال شاكراً بقلبه ولسانه فقد أتى ببعض الشكر وأصله، والكفر إنما يثبت إذا عدم الشكر بالكلية كما قال أهل السنة:إن من ترك فروع الإيمان لا يكون كافرا حتى يترك أصل الإيمان وهو الاعتقاد ولا يلزم من زوال فروع الحقيقة التي هي ذات شعب وأجزاء زوال اسمها كالإنسان إذا قطعت يده أو الشجرة إذا قطع بعض فروعها".
    ثم قال:" قلت: كلام شيخ الإسلام كما ترى حجة على هذا الكاتب الملبس الذي يحرف القول عن مواضعه لأنه إنما يدل على أفراد الأعمال لا على كل الأعمال(جنس العمل ) وهو معتقد أهل السنة والجماعة على تفصيل عندهم وقد بينّاه فيما تقدم.
    وانظر تمثيله بقطع اليد أو ببعض فروع الشجرة ولم يقل كل فروعها"اهـ.

    لقد عجز فالح هنا عن إظهار الحجة والنقد العلمي الصحيح فلجأ إلى مهاجمة نقل الناصح الصادق عن شيخ الإسلام ابن تيمية وجعله ملبسا محرفا للقول عن مواضعه من دون حجة ولا بيان.
    إن شيخ الإسلام يرى وينقل عن علماء معروفين بالسنة بأنهم يرون أن الشكر يكون بالاعتقاد والقول و العمل .
    قال -رحمه الله-في مناظرته لابن المرحل بعد أن ذكر أن بعض الناس يخطئون في النقل عن أهل السنة وعن أهل المذاهب .
    قال :وكذلك هذا لما كان أهل السنة لا يكفرون بالمعاصي و الخوارج يكفرون بالمعاصي ثم رأى المصنف الكفر ضد الشكر .
    ففي كلام شيخ الإسلام :
    1- أن أهل السنة لا يكفرون بالمعاصي .
    2- أن أحد المصنفين ولعله من أهل الكلام رأى أن الكفر ضد الشكر ثم اعتقد أنا إذا جعلنا الأعمال شكراً لزم انتفاء الشكر بانتفائها ومتى انتفى الشكر خلفه الكفر ولهذا قال : إنهم بنوا على ذلك التكفير بالذنوب –أي الخوارج- فلهذا عزا إلى أهل السنة إخراج الأعمال عن الشكر ، وهذا أخطأ على أهل السنة لأنه عزا إليهم مذهب المرجئة .
    3- ثم قال شيخ الإسلام : "قلت :كما أن كثيراً من المتكلمين أخرج الأعمال عن الإيمان لهذه العلة .
    4- نقل شيخ الإسلام عن ابن المرحل أنه جعل التكفير نوعين أحدهما كفر النعمة والثاني: الكفر بالله الذي هو ضد الشكر ،إنما هو كفر النعمة لا الكفر بالله فإذا زال الشكر خلفه كفر النعمة لا الكفر بالله .

    فرأى شيخ الإسلام أن كلام ابن المرحل خطأ وأنه خلاف مذهب أهل السنة فاعترضه بقوله :
    "قلت على أنه لو كان ضد الكفر بالله فمن ترك الأعمال شاكراً بقلبه فقد أتى ببعض الشكر وأصلِهِ وهذا كلام شيخ الإسلام ورأيه .
    5- ثم نقل عن أهل السنة فقال كما قال أهل السنة : "إن من ترك فروع الإيمان لا يكون كافراً حتى يترك أصل الإيمان وهو الاعتقاد ".
    فهذا نقل شيخ الإسلام عن أهل السنة يرد به على ابن المرحل فلم يستطيع ابن المرحل أن يرد هذا النقل ولم يستطيع أن يناقشه وانتقل إلى أمر أخر .
    وشيخ الإسلام ثقة من أوثق الناس في النقل وأتقاهم و أورعهم ، فهل تتهمه في نقله أو في فهمه لهذا القضية ؟.
    6- ثم قال شيخ الإسلام ولا يلزم من زوال فروع الحقيقة التي هي ذات شعب وأجزاء زوال اسمها وهذا فيه عموم يتمشى مع ما نقله عن أهل السنة.
    ثم قال : كالإنسان إذا قطعت يده أو الشجرة إذا قطع بعض فروعها وهذا التفسير الجزئي لا يلغي العموم الذي نقله شيخ الإسلام عن أهل السنة وسيأتي له تمثيل آخر أو ضح من هذا .
    وهكذا ما اتهمه به في نقله عن ابن عبد البر وابن رجب فإن هذا النقل صحيح :
    قال أبو عمر –رحمه الله-:(روي من حديث أبي رافع، عن أبي هريرة في هذا الحديث أنه قال: ((قال رجل لم يعمل خيراً قط إلا التوحيد))وهذه اللفظة إن صحّت رفعت الإشكال في إيمان هذا الرجل، وإن لم تصح من جهة النقل فهي صحيحة من جهة المعنى ، والأصول كلها تعضدها، والنظر يوجبها؛ لأنه محال غير جائز أن يغفر للذين يموتون وهم كفار، لأن الله –عز وجل- قد أخبر أنه لا يغفر أن يشرك به لمن مات كافراً، وهذا ما لا مدفع له، ولا خلاف فيه بين أهل القبلة، وفي هذا الأصل ما يدلك على أن قوله في هذا الحديث:(لم يعمل حسنة قط أو لم يعمل خيراً قط لم يعذبه – إلا ماعدا التوحيد من الحسنات والخير- وهذا سائغ في لسان العرب ، جائز في لغتها أن يؤتى بلفظ الكل
    والمراد البعض و الدليل على أن الرجل كان مؤمنا قوله حين قيل له : لم فعلت هذا ؟ فقال : من خشيتك يارب ، والخشية لا تكون إلا لمؤمن مصدق ، بل ما تكاد تكون إلا لمؤمن عالم – كما قال الله عز وجل-:"إنما يخشى الله من عباده العلماء". قالوا:كل من خاف الله فقد آمن به وعرفه، ومستحيل أن يخافه من لا يؤمن به. وهذا واضح لمن فهم وألهم رشده.
    ومثل هذا الحديث في المعنى: ما حدثناه عن عبد الوارث بن سفيان، حدثنا قاسم بن أصبغ حدثنا محمد بن إسماعيل، حدثنا أبو صالح، حدثني الليث، عن ابن العجلان عن زيد ابن أسلم عن أبي صالح عن أبي هريرة، عن رسول الله-صلى الله عليه وسلم-
    قال: إن رجلاً لم يعمل خيراً قط، وكان يداين الناس فيقول لرسوله: خذ ما يسر، واترك ما عسر وتجاوز لعل الله يتجاوز عنا؛ فلما هلك، قال الله: هل عملت خيراً قط؟ قال: لا- إلا أنه كان لي غلام فكنت أداين الناس، فإذا بعثته يتقاضى، قلت له: خذ ما يسر، واترك ما عسر وتجاوز، لعل الله يتجاوز عنا: قال الله: قد تجاوزت عنك.
    قال أبو عمر: فقول هذا الرجل الذي لم يعمل خيراً قط غير تجاوزه عن غرمائه: لعل الله يتجاوز عنا، إيمان وإقرار بالرب ومجازاته؛وكذلك قول الآخر: خشيتك يا رب، إيمان بالله، واعتراف له بالربوبية ".)) [التمهيد (18/40)].
    أقول: إن ما فهمه فالح الحربي غير ما أراده الحافظ ابن عبد البر :
    1- فالحافظ ابن عبد البر يريد في استدلاله بكلامه على إثبات إيمان هذا الرجل وعدم كفره بالشك لأنه شك في قدرة الله وفى المعاد بل ظن أنه لا يعود وأنه لا يقدر الله عليه إذا فعل ذلك وغفر الله له لجهله في عموم قدرة الله ومشيئته.
    2- ولهذا قال وهذه اللفظة إن صحت رفعت الإشكال في إيمان هذا الرجل –يعني ما جاء في الحديث( قال رجل لم يعمل خيرا قط إلا التوحيد )-
    2- وأكد ذلك في استدلاله على مغفرة الله له فقال: ( فهي صحيحة من جهة المعنى والأصول كلها تعضدها والنظر ويوجبها ؛لأنه محال غير جائز أن يغفر للذين يموتون –وهم كفار لأن الله عز وجل قد أخبر أنه لا يغفر أن يشرك به لمن مات كافرا ً ، وهذا ما لا مدفع له ، ولا خلاف فيه بين أهل القبلة ).
    3- ثم أكد إيمان هذا الرجل بقوله : (في هذا الأصل ما يدل على أن قوله في هذا الحديث : لم يعمل حسنة قط أو لم يعمل خيرا قط لم يعذبه – إلا ما عدا التوحيد من الحسنات و الخير ).
    4- يريد بهذا بيان لفظة "لم يعمل خيرا قط"فلفظة "قط" كلية في نفي العمل فقال:إلا ما عدا التوحيد من الحسنات و الخير كما هو لفظ الحديث ونصه.
    ولهذا قال :"وهذا سائغ في لسان العرب جائز في لغتها أن يؤتى بلفظ الكل و المراد البعض والدليل على أن الرجل كان مؤمنا قوله حين قيل له : لم فعلت هذا ؟ فقال : من خشيتك يارب " يعني أن في قوله لم يعمل خيرا قط نفي للعمل بالكلية وليس هذا المراد من الحديث لأن العرب تطلق الكل وتقصد البعض وتعبر بالكل وتريد البعض فدخل في هذا بنص الحديث التوحيد وهكذا الخشية عند ما قال له لم فعلت هذا ؟ فقال : من خشيتك يارب.
    وهكذا ما قرره الحافظ ابن رجب فإنه صريح في دفع بهتان فالح فيما يرمي به الناصح الصادق من البتر والحذف .
    قال الحافظ ابن رجب :(والمراد بقوله: ((لم يعملوا خيراً قط))، من أعمال الجوارح، وإن كان أصل التوحيد معهم ولهذا جاء في حديث الذي أمر أهله أن يحرقوه بعد موته بالنّار)):
    (إنه لم يعمل خيراً قط غير التوحيد))، خرجه الإمام أحمد من حديث أبي هريرة مرفوعاً، ومن حديث ابن مسعود موقوفاً، ويشهد لهذا ما فيه حديث أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث الشفاعة، قال: ((فأقول: يا رب ائذن لي فيمن يقول : (لا إله إلا الله)، فيقول: وعزتي وجلالي وكبريائي وعظمتي لأخرجن من النار من قال : (لا إله إلا الله) )) خرجاه في الصحيحين، وعند مسلم : ((فيقول: ليس ذلك لك، أو: ليس ذلك إليك))، وهذا يدل على أن الذين يخرجهم الله برحمته من غير شفاعة مخلوق هم أهل كلمة التوحيد الذين لم يعملوا معها خيراً بجوارحهم)) [التخويف من النار (ص:187)]
    فكلام الحافظ ابن عبد البر و ابن رجب الذي نقله الناصح الصادق ليس فيه بتر ولا تحريف للكلام عن مواضعه وهذا كلامهم ورأيهم .
    وصنيعهم هذا ظاهر بأنهم أخذوا بأحاديث الشفاعة ولم يتأولوها وهي نصوص واضحة جلية يحتج بها أهل السنة على الخوارج و المعتزلة وليست من النصوص المتشابهة ولو كانت من النصوص المتشابهة للزم أن أهل السنة وأئمتهم من أهل الزيغ الذين يتبعون المتشابه لإضلال الناس .
    ولو تأول أهل السنة أحاديث الشفاعة بناء على أنها من المتشابه لقال الخوارج و المعتزلة و المرجئة كيف تحتجون علينا بالمتشابهات وكيف تستجيزون تأويلها وتضللوننا بتأويلها .
    والله أمرنا أن نرد ما تنازعنا فيه إلى الله و الرسول فقال : (فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله و الرسول إن كنتم تؤمنون بالله و اليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا ).
    وأخيراً يظهر أن موضع النزاع بين أهل السنة والمرجئة كما هو مصرح في مواضع كثيرة من كلام شيخ الإسلام في كتبه وهكذا ما قرره الأئمة في كتب الاعتقاد إنما هو :
    1- في إخراج المرجئة العمل من الإيمان .
    2- وفي قولهم إنه لا يزيد و لا ينقص .
    3- وأنه يتفاضل وأن إيمان أفجر الناس كتارك الواجبات ومرتكب المحرمات كإيمان جبريل ومحمد -صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّم- وأبي بكر وعمر .
    4- وأشده رد غلاتهم لنصوص الوعيد على أهل الكبائر .
    5- وأنه لا يدخل أحد من الموحدين في النار .
    هذا هو تحرير محل النزاع بين أهل السنة و المرجئة .
    فأهل السنة يقولون إن نصوص الوعيد تنطبق عليهم ولا يخرونهم عن نصوص الوعيد إلا من أدركته رحمة الله ومشيئته .
    وغلاة المرجئة يخرجونهم عن نصوص الوعيد ويحكمون بدخولهم الجنة .
    وليس موضع النزاع بين الطرفين في تارك الصلاة ولا في تارك المباني الأربعة .
    ولو جعلنا هذا موضع النزاع و الخصومة والحال ما ذكرناه من مواقف أهل السنة من نصوص الوعيد لوجب إدخال من لا يكفر بترك الصلاة ومن لا يكفر بترك المباني الأربعة في المرجئة وهذا شيء لم يفعله ولم يقله السلف لأن الفرق واضح بين هؤلاء و بين المرجئة و لاسيما غلاتهم الذين يسقطون نصوص الوعيد ويدعون أن الموحد لا يدخل النار ومن هنا نجد شيخ الإسلام وكثير من السلف يتلطفون بمرجئة الفقهاء بل بعضهم يجعلهم من أهل السنة فإذا تبصرنا وأنصفنا انتهى النزاع .
    ولشيخ الإسلام كلام ونقل عن أهل السنة يؤيد ما سلف .
    2- قال شيخ الإسلام في كتابه "مجموع الرسائل و المسائل" (3/7-10) :
    "فكان أول بدعة حدثت في هذه الأمة بدعة الخوارج المكفرة بالذنوب فإنهم يكفرون الفاسق الملي ، فزعمت الخوارج و المعتزلة أن الذنوب الكبيرة –ومنهم من قال الصغيرة- لا تجامع الإيمان أبداً بل تنافيه وتفسده كما يفسد الأكل و الشرب الصيام .
    (قالوا ) والإيمان هو فعل المأمورات وترك المحظورات فمتى بطل بعضه بطل كله كسائر المركبات فيكون العاصي كافراً ، لأنه ليس إلا مؤمن أو كافر .
    وقالت المعتزلة : ننزله منزلة بين منزلتين : نخرجه من الإيمان ولا ندخله في الكفر .
    وقابلتهم المرجئة و الجهمية ومن اتبعهم من الأشعرية و الكرامية فقالوا ليس من الإيمان فعل الأعمال الواجبة ولا ترك المحظورات البدنية ،فإن الإيمان لا يقبل الزيادة و لا النقصان ، بل هو شيء واحد يستوي فيه جميع المؤمنين من الملائكة و المقتصدين و المقربين و الظالمين .
    وأما السلف و الأئمة فاتفقوا على أن الإيمان قول وعمل ، فيدخل في القول قول القلب و اللسان ، وفي العمل عمل القلب والأركان .
    ( وقال ) المنتصرون لمذهبهم إن للإيمان أصولا وفروعا وهو مشتمل على أركان وواجبات ومستحبات بمنزلة اسم الحج و الصلاة و غيرها من العبادات .
    فإن اسم الحج يتناول كل ما يشرع فيه من فعل أو ترك مثل الإحرام ومثل ترك محظوراته و الوقوف بعرفة ومزدلفة ومنى و الطواف بالبيت وبين الجبلين المكتنفين له وهما الصفا و المروة .
    ثم الحج مع هذا اشتمل على أركان متى تركت لم يصح الحج كالوقوف بعرفة و على ترك محظورات متى فعله فسد حجه وهي الوطء ، ومشتمل على وجبات من فعل وترك يأثم بتركها عمداً ، ويجب مع تركها لعذر أو غيره الجبران بدم كالإحرام من المواقيت المكانية و الجمع بين الليل و النهار بعرفة ، وكرمي الجمار ونحو ذلك .
    ومشتمل على مستحبات من فعل و ترك يكمل الحج بها و لا يأثم بتركها و لا توجب دما ، مثل رفع الصوت بالإهلال والإكثار منه وسوق الهدي وذكر الله ودعائه في تلك المواضع ، وقلة الكلام إلا في أمر أو نهي أو ذكر .
    من فعل الواجبات وترك المحظورات فقد ثم حجه وعمرته لله وهو مقتصد من أصحاب اليمين في هذا العمل ، لكن من أتى بالمستحب فهو أكمل منه و أتم حجا و عملا وهو سابق مقرب .
    ومن ترك المأمور وفعل المحظور لكنه أتى بأركانه وترك مفسداته فهو حج ناقص يثاب على ما فعله من الحج و يعاقب على ما تركه ، وقد سقط عنه أصل الفرض بذلك مع عقوبته على ما ترك .
    ومن أخل بركن أو فعل مفسداً فحجه فاسد لا يسقط به فرضه بل عليه إعادته مع انه قد تنازعوا في إثابته على ما فعله وإن لم يسقط به الفرض .والأشبه أنه يثاب عليه .
    فصار الحج ثلاثة أقسام كاملا بالمستحبات ، وتاما بالواجبات فقط وناقصا عن الواجب .
    والفقهاء يقسمون الوضوء إلى كامل فقط ومجزئ و يريدون بالكامل ما أتى بمفروضه ومسنونه وبالمجزئ ما اقتصر على واجبه ، فهذا في الأعمال المشروعة .
    وكذلك في الأعيان المشهودة فإن الشجرة مثلا اسم المجموع الجذع والأغصان و هي بعد ذهاب الورق شجرة كاملة وبعد ذهاب الأغصان شجرة ناقصة فليكن مثل ذلك في مسمى الإيمان .
    والذين قالوا الإيمان ثلاث درجات :
    1- إيمان السابقين المقربين ، وهو ما أتى فيه بالواجبات و المستحبات من فعل وترك .
    2- وإيمان المقتصدين أصحاب اليمين وهو ما ترك صاحبه فيه بعض الواجبات ، أو فعل فيه بعض المحظورات .
    ولهذا قال علماء السنة لا يكفر أحد بذنب ، إشارة إلى بدعة الخوارج الذين بكفرون بالذنب .
    3- وإيمان الظالمين لأنفسهم : هو من أقر بأصل الإيمان وهو الإقرار بما جاءت به الرسل عن الله وهو شهادة أن لا إله إلا الله ولم يفعل المأمورات ويجتنب المحظورات ،فإن أصل الإيمان التصديق والانقياد فهذا أصل الإيمان الذي من لم يأت به فليس بمؤمن ، وقد تواتر في الأحاديث (اخرجوا من النار من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان ،مثقال حبة من خير ، مثقال ذرة من خير ) و(الإيمان بضع وستون أو بضع وسبعون شعبة أعلاها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق ن والحياء شعبة من الإيمان )، فعلم أن الإيمان يقبل التبعيض و التجزئة ، وأن قليله يخرج به صاحبه من النار إن دخلها وليس كما يقول الخارجون عن مقالة أهل السنة أنه لا يقبل التبعيض و التجزئة بل هو شيء واحد إما أن يحصل كله وإما أن لا يحصل منه شيء
    يؤخذ من كلام شيخ الإسلام ما يأتي :
    1- بيان ضلال الخوارج وإبطالهم لإيمان العاصي بمعصيته وتكفيره وأن المعتزلة يخرجونه من الإيمان ولا يدخلونه في الكفر بل يبقى في منزلة بين منزلتين ، ومعروف عن الخوارج و المعتزلة أنهم يحكمون على مرتكب الكبيرة بالخلود في النار إذا مات مصراً على هذه الكبيرة .
    2- ثم ذكر مذهب المرجئة و الجهمية ومن اتبعهم من الأشعرية و الكرامية الذين قالوا : ليس من الإيمان فعل الأعمال الواجبة ولا ترك المحظورات البدنية ، فإن الإيمان لا يقبل الزيادة ولا النقصان بل هو شيء واحد يستوي فيه جميع المؤمنين من الملائكة و المقتصدين و المقربين .
    3- ثم ذكر مذهب السلف والأئمة بأنهم اتفقوا على أن الإيمان قول وعمل وأنه يدخل في القول قول القلب واللسان وفي العمل عمل القلب و الأركان .
    4- وان المنتصرين لأهل السنة بينوا أن للإيمان أصولاً وفروعاً وهو مشتمل على الأركان و الوجبات و المستحبات ، ثم ضرب لذلك مثلا بالحج و الصلاة و غيرها من العبادات ثم ذكر بهذه المناسبة تفاصيل أعمال الحج وما يصح به وما يفسده وما ينقص كماله ولا يفسده ....إلخ.
    5- ثم نقل أن للإيمان ثلاث درجات :
    أ- إيمان السابقين المقربين وهو ما أتي فيه الوجبات و المستحبات من فعل وترك .
    ب- إيمان المقتصدين وهو ما ترك فيه صاحبه بعض الواجبات أو فعل فيه بعض المحظورات ، ولهذا قال علماء السنة لا يكفر أحد بذنب إشارة إلى بدعة الخوارج الذين يكفرون بالذنب .
    ج- وإيمان الظالمين أنفسهم وهو من أقر بأصل الإيمان ، وهو : الإقرار بما جاءت به الرسل عن الله وهو شهادة أن لا إله إلا الله ، ولم يفعل المأمورات ويجتنب المحظورات ،فإن أصل الإيمان التصديق والانقياد ، فهذا أصل الإيمان الذي من لم يأت به فليس بمؤمن
    6- ثم استدل على إيمان هذا الظالم لنفسه الذي لم يفعل الواجبات ويجتنب المحظورات ، الذي ليس معه إلا أصل الإيمان وهو التصديق والانقياد استدل على هذا القول بقوله :"وقد تواتر في الأحاديث (اخرجوا من النار من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان ، مثقال حبة من خير مثقال ذرة من خير )وذكر حديث شعب الإيمان .
    7- ثم قال :"فعلم أن الإيمان يقبل التبعيض و التجزئة وأن قليله يخرج به صاحبه من النار إن دخلها وليس كما يقوله الخارجون عن مقالة أهل السنة أنه لا يقبل التبعيض و التجزئة إما أن يحصل كله وإما أن لا يحصل منه شيء ".
    وما قرره شيخ الإسلام هنا ونسبه إلى أهل السنة مطابق لما نقله عن أهل السنة في مجموع الفتاوى (11/ 138) في مناظرة ابن المرحل .
    وليس هذا ولا ذاك من مذهب المرجئة في شيء لأنه نقل فيه مذهب أهل السنة الذي يغاير فيه مذهب الخوارج و المعتزلة و الجهمية بأصنافها ومذهب المرجئة من أن الإيمان قول وعمل قول القلب واللسان وعمل القلب و الجوارح .
    وبين درجات الإيمان الثلاث وهذا يغاير مذاهب هذه الفرق الذين لا يعد الإيمان عندهم إلا شيء واحد ولا يتبعض ولا يتجزأ وبيَّن أدنى درجات الإيمان وهي درجة الظالمين لأنفسهم الذين ما عندهم إلا أصل الإيمان على الوجه الذي شرحه وبينه واستدل عليه بأحاديث الشفاعة .
    فهذا ما قرره شيخ الإسلام وبينه ؛فهل من ملتزم لمذهب أهل السنة الذي ينقله شيخ الإسلام ؟والذي هو مأخوذ من الكتاب و السنة ، ومضى عليه أهل السنة ، وعلى هذا فمن اعتقد ما اعتقده أهل السنة فهو منهم ، ومن قال بقول الخوارج فهو منهم ومن قال بقول الجهمية فهو منهم ومن قال بقول المرجئة فهو منهم .
    ومن رفض قول أهل السنة إن الإيمان قول وعمل واعتقاد ، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية فلا بد أن يقع في واحد من هذه المذاهب التي يتبرأ أهل السنة منها .

    كتبه: أبو مصعب علي بن ناصر بن محمد
    العـــدني
    :-
    التعديل الأخير تم بواسطة فكري الدينوري ; 08-11-2005 الساعة 01:45 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •