1 الكاتب : [ شهاب99 ]
2003-04-04 09:17 AM المشاركات : 194
عبد الله عزام يقول لهيئة كبار العلماء في الحج إن موضوع محاربة الشرك الذي نادى به السابقون في عبادة ا


عبد الله عزام يقول لهيئة كبار العلماء في الحج إن موضوع محاربة الشرك الذي نادى به العلماء السابقون أمثال محمد بن عبد الوهاب في عبادة الأوثان والتمسح بالقبور قد انتهى .

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه .

وبعد :

فإن الله جل وعلا يقول : { وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون } أي ليفدوه بالعبادة وحده لا شريك له ، وهذا هو التوحيد الذي من أجله أرسل الله الرسل وأنزل الكتب ، وأقام سوق الجنة والنار .

فالتوحيد : هو الإقرار بالقلب واللسان بأن الله رب كل شيء ومليكه وما شاء كان وما لم يشأ لم يكن ، وهو على كل شيء قدير ، وأنه الخالق لكل شيء ، وأنه له الأسماء الحسنى والصفات العلى ، وأنه الإله الحق الذي لايستحق العبادة سواه ، فلا رب غيره ولا إله سواه ولا شريك له ولا ند له ، ثم إفراده بالعبادة وذلك بصرف جميع أنواع العبادة له وإخلاص الدين له . فهذا هو التوحيد الذي جاءت به الرسل بكل جوانبه ظاهراً وباطناً علماً وعملاً .

والسلفيون لهم طريقان في بيان أقسام التوحيد ، وذلك على النحو التالي :

( أ ) أن التوحيد قسمان :

( 1 ) توحيد المعرفة والإثبات ، أو التوحيد العلمي الاعتقادي الخبري . ويقصد به ما يجب اعتقاده في حق الله تعالى ذاتاً وأفعالاً وصفاتاً .

( 2 ) توحيد الطلب والقصد والإرادة . وهو توحيد الله بأفعال العباد ، بمعنى أن يقصد بالإهمال كلها وجه الله تعالى وحده لا شريك له .

( ب ) وذهب فريق آخر من علماء أهل السنة والجماعة إلى أن التوحيد ثلاثة أقسام :

( 1 ) توحيد الربوبية : أي إثبات انفراد الله تعالى بأفعال الربوبية من خلق وملك ورزق وتدبير .

( 2) توحيد الأسماء و الصفات : أي إثبات أسماء الله وصفاته على معانيها الحقيقية مع نفي مشابهة غيره له فيها .

(3 ) توحيد الألوهية : أي العبودية وذلك بصرف العبادة بجميع أنواعها لله تعالى وحده . أي توحيد الله تعالى بأفعال العباد .

وليس هناك منافاة بين القولين والمذهبين ، فمن جعلها قسمين فقد أجمل ، وجمع الربوبية والأسماء والصفات توحيد اً علمياً . ومن جعلها ثلاث أقسام فقد فصل في التقسيم . وتقسيم التوحيد إلى قسمين باعتبار ما يجب على الموحد من العلم والعمل ، وأما تقسيمه إلى ثلاثة أقسام فياعتبار متعلقه وموضوعه ، ولا تعارض ولله الحمد .

وقد ابتليت الأمة في هذا العصر بأناس ينتسبون إلى الدعوة والتعليم وقعوا في مخالفات عظيمة تتعلق بالتوحيد ، نذكر طرفاً منها ليحذرها المسلم ، خاصة وأن هؤلاء المخالفين لهم مؤلفات ومنهم من له أشرطة سرت في الناس سريان النار في الهشيم بسبب ضخامة الدعاية الحزبية لهم :

فمن ذلك قول حسن الترابي زعيم الإخوان في السودان –سابقاً- موجهاً في كلامه عن أنصار السنة في السودان: ((: إنـهم يهتمون بالأمور العقائدية وشرك القبور ولا يهتمون بالشرك السياسي فلنترك هؤلاء القبوريين يطوفون حول قبورهم حتى نصل إلى قبة البرلمان )) [ مجلة الاستقامــة ربيع الأول 1408 هـ ص 26 ] .

ومن ذلك زعمهم أن هذا الشرك قد انتهى وانقرض ، قال صاحب كتاب ( الجماعة الأم ) : (( مثال هذا ما نقله الدكتور بشير أو برمان عن الشيخ عبد الله عزام – رحمه الله – أن وقف في مخيم هيئة كبار العلماء في الحج وقال لهم : ( إن موضوع محاربة الشرك الذي نادى به العلماء السابقون أمثال محمد بن عبد الوهاب في عبادة الأوثان والتمسح بالقبور قد انتهى وحل محله شرك من نوع آخر وذلك هو شرك الحكم بشريعة البشر وترك شريعة الله ) أ. هـ [من كتاب الشيخ عبد الله عزام العالم والمجاهد ص 34 ] . )) ص 28 .

ومن ذلك وصفهم الشرك الذي حاربه إبراهيم ومحمد – عليهما الصلاة والسلام – بالسذاجة كقول سيد قطب : (( إن عبادة الأصنام التي دعا إبراهيم عليه السلام ربه أن يجتنبه هو وبنيه إياها لا تتمثل فقط في تلك الصورة الساذجة التي كان يزاولها العرب في جاهليتهم أو التي كانت تزاول شتى الوثنيات في صور شتى مجسمة في أحجار أو أشجار ... إن هذه الصورة الساذجة كلها لا تستغرق صورة الشرك بالله، ولا تستغرق كل صور العبادة للأصنام من دون الله، والوقوف بمدلول الشرك عند هذه الصورة الساذجة يمنعنا من رؤية صور الشرك الأخرى التي لا نهاية لها، ويمنعنا من رؤية صور الشرك الأخرى التي لا نهاية لها، ويمنعنا من الرؤية الصحيحة الحقيقية ما يعتور البشرية من صور الشرك والجاهلية الجديدة ) [ الظلا ل : 4/2114 ].

فإذا كان الخليلان عليهما الصلاة والسلام قد استفرغا الجهد في محاربة أمر ساذج – كما يقول هذا الضال – فيكون هو إذاً من حارب الشرك الأعظم ؟!

نعوذ بالله من الضلال المبين .