بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين أحمده تعالى على ما من به علينا من نعمة الإسلام والإيمان وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه الغر المحجلين.
وبعد: إن الإمام محمد الكرجي القصاب رحمه الله أول ما بدأ في كتابه النكت - وهو كتاب جامع - بالرد على المرجئة ففي المجلد الأول صفحة (92) في معرض تفسيره للاية 08 يقول : - وقوله : "ومن الناس من يقول ءامنا بالله وباليوم الأ خر وما هم بمؤمنين" رد على المرجئة من جهتين :

إحدهما نفي الإيمان بالقول الذي لا يكون عندهم إلا به.
والأخرى : انهم يفرقون بين الإيمان واليقين ، فيزعمون أن اليقين خلاف للإيمان حتى إنهم ليتأولون قوله في سورة المدثر : "ويزداد الذين أمنوا إيمانا ".
أي : يزدا دون يقينا ، فررا من لزوم الحجة لهم في زيادة الإيمان .
وأرى الله تبارك وتعالى قد سمى الإيمان بالأخرة يقينا بقوله قبل هذه الاية : "والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالأخرة هم يوقنون" .
وعليهم فيها حجة ثالثة : من أن الإيمان ذوا أجزاء ، وهم لا يجعلونه إلا جزءا واحدا ، ولم يقع النكير عليهم في تسميتهم الإيمان بالأخرة إيمانا ، إذ هو لا محالة كذلك ، إنما نفاه عنهم حيث كانوا غير صادقين في قولهم. إنتهى كلامه رحمه الله