بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين وكفى بالله شهيدا وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إقرارا به وتوحيدا وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما مزيدا.
وبعد:

فهذا الرد الثاني من ردود إمامنا محمد بن علي –رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جنانه –من خلال سورة البقرة حيث قال رحمه الله:
الرد على المرجئة:

قوله:"وإذا قيل لهم ءامنوا بما أنزل الله قالوا نؤمن بما أنزل علينا ويكفرون بما وراءه وهو الحق مصدقا لما معهم", رد على المرجئة, إذ المتمسكون بدين موسى صلى الله عليه وسلم قبل إنزال الفرقان كانوا مستكملي الإيمان عندهم. وقد سماهم الله تبارك وتعالى بترك الإيمان بالقرآن و الاقتصار على الإيمان بالتوراة – كفارا.

وليس يخلو ما دعوا إليه من الإيمان بالقرآن, من أن يكون عند المرجئة مضافا إلى أصل الإيمان, أو معدودا في عداد الشرائع , فإن كان مضافا إلى أصل الإيمان فهو نقض لقولهم فيما أنكروه من تجزية و نفي الزيادة فيه.

وإن كان سلوكا به سبل الشرائع فهم لا يسمون شيئا من الشرائع إيمانا وقد سماه الله تعالى في هذه الآية إيمانا, ولا يسمون تارك شريعة كافرا, وقد سمى الله من لا يؤمن بالقرآن في هذه الآية كافرا. انتهى كلامه رحمه الله تعالى.