بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي خلقنا لعبادته, وفرض علينا توحيده وطاعته، وأرسل إلينا محمدا صلى الله عليه وسلم فبلغ الأمة دين الله تعالى وشريعته، نحمده سبحانه ونشكره على توفيقه وهدايته، وأشهد أن لاإله إلا الله وحده لاشريك لهفي ملكه ولا في عبادته، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، والله أعلم حيث يجعل رسالته، صلى الله عليه وسلم وعلى جميع آله وصحابته، أما بعد:

إن الإمام القصاب في كتابه النكت لم يتوانى ولو مرة واحدة في الرد على المرجئة من خلال سورة البقرة حيث أنه رحمه الله تعالى ما من آية فيها ذكر الإيمان إلا ود عليهم -رحمه الله- فهذا هو الرد الثالث من خلال سورة البقرة حيث قال رحمه الله تعالى وذلك في الصفحة 155 من الجلد الأول :

حجة خانقة على المرجئة :
قوله تعالى :"ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب" إلى قوله :"أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون" حجة خانقة للمرجئة جدا؛ لأنه -جل وتعالى- لم يثبت لهم الصدق إلا بإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة، وغيرهما من الأعمال التي ذكرها معهما، وهم لايخالفون أن من لم يكن صادقا كان إيمانه غير ثابت له.