الشهب الأثرية لفضح ما عليه جمعية العلماء (!)
الجزائرية من انحرافات عقدية ومنهجية


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين و الصلاة والسلام على نبينا محمد و على آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، أما بعد:
تزامنا مع الأحداث وما نُشر وسينشر في دولة الجزائر*1* -حفظ الله أهلها من كل سوء- يوم 16 من شهر أفريل من هالات ورفع رايات وشعارت حول شخصية ابن باديس –رحمه الله- مؤسس الجمعية (!)قررت أن أنشر سلسلة من المقالات حول انحرفات وضلالات هذه الجمعية ورجالها –رحمهم الله وغفر لهم – خاصة وأنَّ بعض المندسين ينسبون رجال الجمعية إلى السلفية، ويدافعون عنهم بحرقة لا نظير لها وهذه الحرقة شبه معدومة مع أئمة الدعوة السلفية الحقة لا المدعاة *2* من مشايخ الدعوة النجدية آل الشيخ وعلى رأسهم الإمام محمد بن عبد الوهاب-رحمه الله- ومشايخ السنة كالإمام الألباني وابن باز والعثيمين-رحمهم الله تعالى- وقبلهما شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم-رحم الله الجميع-، فأين التراجم و النبذ لهم(!) ونشرها من الباب الواسع!!! ، لا علينا؛ المهم أن الله ناصر دينه ومعلي كلمته.
وهذه السلسلة تعجلت بها وبكتابتها، وقد كنت متريثا في نشرها حتى أسأل من هم أعلم مني حول مواضيعها، ولكن من باب التعاون على البر و التقوى، وطلب أخٍ عزيز عليَّ في إخراج ولو البعض منها وعدته، وها أنذا أفي بوعدي، فلله الحمد و المنَّة.
أخي القارئ أقدم لك هذه السلسلة لتعرف انحراف رجال هذه الجمعية الجزائرية –الملمَّعَة- عن منهج السلف الصالح في أبواب العلم و العمل، ولا تغتر أخي –حفظك المولى- بنقولات مبتورة من أصحاب أقلام مسعورة، أو أصحاب مناهج حزبية خفية ومستورة (!).
أما تزكية بعض العلماء لبعض رجال الجمعية فأقول لكْ: لكَ عبرة أيها الودود بفتنة "حرب الخليج" وما أفرزته من ردود علماء أجلاء على مبتدعة متسترين قد زكوهُم يوما ما، وأظنك تفهم.
وعملي في السلسلة هو كالتالي:
عرض الأقوال المنحرفة وعزوها إلى المصدر، ثم الرد والتعليق عليها في الحلقة القادمة، ولا مانع من مشاركة الإخوة في التعليق و الرد، بل على العكس يا حبذا لو توجد تعليقات تتضمن نقولات سلفية وحجج وبراهين جلية من كتاب الله تعالى وسنة النبي صلى الله عليه وسلم وآثار السلف –رضوان الله عليهم-وعلمائنا الأجلاء ورثة الأنبياء.


والآن مع سلسلة " الشهب الأثرية لفضح ما عليه جمعية العلماء (!) الجزائرية من انحرافات عقدية ومنهجية"

الحلقة الأولى: (الجمعية وحرية الأديان)
قال ابن باديس: " وبعد فما ينقم علينا الناقمون؟! أينقمون علينا تأسيس جمعية دينية تهذيبية تعين فرنسا على تهذيب الشعب و ترقيته و رفع مستواه إلى الدرجة اللائقة بسمعة فرنسا و مدنيتها و تربيتها للشعوب وتثقيفها..."
ثم قال:"آستكثرتم على الجزائر أن تكون لها منزلتها العظيمة في قلبها و جريدة لها قيمتها الكبيرة في نظرها؟ فنبشركم أنه سيكون للجزائر الفرنسية جمعيات و صحف و سيكون لها و سيكون، حتى يقف المسلم الجزائري مع أخيه من بقية أبناء فرنسا على قدم المساواة الحقة التي يكون من أول ثمراتها الإتحاد الصحيح المنشود للجميع..." [ المصدر: جريدة البصائر العدد الأول، السنة الأولى صفحة رقم01 بتاريخ 1354هـ المصادف لـ:1935م]
وقال ابن باديس كذلك في منشور أيام حادثة إعتقال الطيب العقبي قال: " نداء من جمعية العلماء المسلمين الجزائريين.
أيها الشعب الكريم!ها أنت اليوم استيقضت من نوم عميق، وفتحت عينيك للحياة، ونهضت للعمل مع العملين، فتقو بالإتحاد!، وتسلح بالإيمان، وتدرع بالصبر، وتحصن بالثبات..." إلى أن قال: " كن حذرا، كن متيقضا، اعرف أصدقاءك من أعداءك و ما أصدقاؤك إلا الذين يحترمون الإنسانية في جميع أجناسها و جميع أديانها و يرحمون الضعيف، وينصرون المظلوم، ويقاومون الظلم والإستعباد..."
ثم قال:" كن كذلك ضد كل متعصب ضد أي جنس و أي دين..."
وختمها بالطامة الكبرى ! قائلا:" ناد من كل قلبك: لتحي الجزائر! لتحي فرنسا الشعبية!ليسقط الظلم و الاستعباد! ليسقط أضداد الأجناس و حرية الأديان و الأفكار!
عن الجمعية الرئيس: عبد الحميد بن باديس"
[المصدر: جريدة البصائر العدد رقم (32) الصادرة يوم الجمعة 15 جمادى الثانية 1355هـ المصادف لـ:28 أوت 1936م]

قال محمد البشير الإبراهيمي:"جمعية العلماء المسلمين الجزائريين باسم الأمة الجزائرية تريد بكل توكيد فصل الدين الإسلامي عن الحكومة، تحقيقا للمبدأ الجمهوري وتسوية بين الأديان الثلاثة المتجاورة في هذا الوطن الذي لو تساوى أهله في حرية الأديان، وفي حرية الحياة لكان أصعد الأوطان بأهله، ولكان أهله أسعد الناس به ". إنتهى كلامه المصدر: العدد( 1) من جريدة البصائر سنة 1947م. والمجلد الثاني المعنون بـ : /عيون البصائر/ صفحة(28)الفقرة الثالثة سطر رقم (13) من أعلى الصفحة!، و الذي جمعه واختار مقالاته هو بنفسه – بلا تنقية وتصفية – ؛ ومما يؤكد إحترامه للأديان -المحرفة- توقيعه على ميثاق جبهة تحرير الجزائر المنعقدة في مصر بتاريخ: ( 24/جمادى الثانية/1374هـ الموافق لـ : 17/ فبراير 1955م ) الذي قرر بالإجماع – بما فيهم البشير الإبراهيمي - في البند الرابع:" أن الجزائر عربية الجنس مسلمة العقيدة ....، وهي تحترم سائر الأديان ، والمعتقدات ، ..."
[انظر الوثيقة بالتوقيع صفحة 37-38-39 من كتاب ( في قلب المعركة ) لمحمد البشير الإبراهيمي طبعة شركة دار الأمة/ برج الكيفان الجزائر- ط أولى سنة 1997م]
قال العربي التبسي: " إن الجزائر العربية المسلمة الحرة ستكون مفتوحة للجميع إذا كانت لنا حكومة إسلامية و لن يعود هناك تفرقة في الدين أو الجنس" [المصدر: كتاب الجزائر لأحمد توفيق المدني صفحة97 الطبعة الثانية لدار المعرفة بالقاهرة سنة 1963م بواسطة كتاب ( جمعية العلماء المسلمين الجزائرية وعلاقتها بالحركات الجزائرية الأخرى ) لمؤلفه عبد الكريم بوصفصاف صفحة 133 طبعة منشورات المتحف الوطني للمجاهد وهذا الكتاب بتقديم أحمد حماني وهو رسالة ماجستير، وعلى الكتاب ملحوظات كثيرة من أهمها: غمز الكاتب، بل طعنه في دعوة الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب-رحمه الله تعالى- ولولا أن الكتاب مغمور ومطمور لكان لي معه وقفة لكن الحمد لله على كل حال.]




-------------------------------------------------------
*1*
*2*
ملاحظة أي خطأ يرجي التنبيه عليه سواء من الناحية العلمية أو الإملائية وجزاكم الله خيرا.

يتبع إن شاء الله...