[poet font="Simplified Arabic,14,black,normal,normal" bkcolor="burlywood" bkimage="" border="double,4,gray" type=1 line=200% align=center use=ex char="" num="0,black"]
تبجَّحْ بغيِّك لا تخجلِ =وجُدْ بالوقاحة لا تبخلِ
تجبَّر ْتكبَّرْ تبخترْ فما= رأينا كمثلك من مبطلِ
كِدِ امكرْ خُنِ اغدرْ زُغِ افجرْ إذا=نُصِحْتَ لنهج الهدى الأمثلِ
وخلِّ الحياءَ لأهل الحيا=وما شئتَ شيئاً فقلْ وافعلِ
قفاك كوجهك أنَّى ترى =حياءً وقلبك منه خلي
أبا كلِّ قُبحٍ وليس القبيحَ = تمهلْ قليلاً ولا تعجلِ
سأهجوك هجواً مريراً كما= أجاد جريرٌ هجا الأخطلِ
وهجوي لمثلك يا ذا مديحٌ = ففاخر بهجوي ولا تكسلِ
تريد العلوَّ فأُعْطِيتَهُ =ولكنْ علوٌّ إلى الأسفلِ
أضعتَ الدَّليلَ فكنتَ الذَّليلَ =وصرتَ القتيلَ ولم تُقْتَلِ
وسَفِّهْ كباراً وعَظِّمْ صغاراً =ولا تخشَ عاراً ولا تحفلِ
وقعِّدْ بعقلك ما تشتهي=لتضبط منهجَنا أَصِّلِ
فما زال نهجُ الهدى ضائعاً=بدون القواعد لم يكملِ
إلى أن أتيتَ فصُغْتَ الأصولَ=وقَعَّدتَ فيه ولم تهملِ
وشَكِّكْ بسنةِ خيرِ الورى=وأزكى رسولٍ من المرسِلِ
فظناًّ تفيدُ ، وإن عارضوا=بقولِ دعاةِ الهوى دَلِّلِ
ولا ترتضِ الجرحَ من عالمٍ=ولكنْ تثبتْ ولا تعجلِ
وقل لستُ أرضى إلى أن أرى=عِياناً وإلا فلا تقبلِ
وأيَّ مقالٍ لأهل الهوى=يخالفُ شرعَ الهدى أوِّلِ
وإن كان تأويلُهُ مُعْسِراً =فجِىءْ بالمفصَّلِ والمجملِ
وسَمِّ غُلاةً دعاةَ الهدى=وأهلَ الهوى في الهدى أدخلِ
وعَظِّمْ رؤوسَ الغواةِ وإنْ =رأيتَ جريحاً لهمْ عَدِّلِ
ودافعْ عن القطبِ قطبِ الضلالِ = وسيدِ حزبِ الهوى الأرذلِ
فنهجُك أَفْيَحُ عمَّ الورى=جميعاًفَأَوْسِعْ بِهِ أشمِلِ
وإن أَغلَقَ البابَ دون الغُواةِ=أسودٌ ليحموا حِمَى المَعْقِلِ
تعالَ من الخلف وافتحْ لهمْ=بمكرك ما كان من مُقْفَلِ
توالي المعادي لهدي النبيِّ=ودينُ المُوالي كدينِ الولي
فسهِّلْ عليهمْ دخولَ الحَمَى= وقَطْعَ السَّبيلِ لهمْ ذلّلِ
وكنْ أيُّها الذئبُ درعاً لهمْ =وسيفَك للمبطلين اسْلُلِ
وقل في الصحابة منهمْ خبيثٌ=وتصديقُ ذلك في المُنْزَلِ
ومنهمْ مريضٌ يسيءُ الظنونَ= على مَحْمَلِ الخيرِ لم يحملِ
تَقَطَّعَ قلبُك عطفاً على ابـنِ = صائدَ ذاك الذي قد قُلي
وتُنْزِلُ قدرَ الصِّحابِ بما=يشين فقُبِّحْتَ من مُنزِلِ
وقل ليس وصفُ غُثاءٍ سباباً =ومن قال ذا تارك الأفضلِ
وفي الشرِّ فاجعلهُمُ قدوةً=وإن شئتَ فاضربْ بهمْ مثّلِ
وقل عن كليم الإله عجولاً = وسابب فبالسب موسى بُلي
تسمي المقلدَ من يقتفي= لآثار أشياخنا الكُمَّلِ
وقلَّدتَ فرعونَ في سبِّه =لموسى الكليم الرفيع العلي
ففرعون من قبلُ سبَّ الكليمَ= فقال وقُبِّحَ من مبطِلِ
أتبغون هذا المهينَ الذي =أضاعَ الفصاحةَ في المِقْوَلِ
وكم قد تأذَّى بفعل اليهودِ=وفي سورة الصَّفِّ هذا تُلي
ومن بعدُ قطبٌ وقلَّدتَهُ =وتاريخُ قطبٍ سواداً طُلي
أما قد سمعتَ مقالَ النَّبيِّ=لمن قال يوم حنينَ اعدِلِ
بأكثر من ذا تأذَّى الكليمُ=فكان الصبورَ على ما ابْتُلي
وطفْ في البلادِ لكسب العبادِ= وَمُدَّ اليدين لهمْ واسألِ
وقل مركزي فيه نشرُ العلوم =ودارُ الحديث به ، دَجِّلِ
وأين الدروسُ وفي كل يومٍ=ستبدأ درساً ولم تكملِ
شُغِلْتَ عن العلم بؤساً لمن =بنيل التعلم لم يُشْغلِ
وصار التسوُّلُ شغلاً لكمْ= وليس العَقُولُ بِمُسْتَبْدِلِ
فَكُلْ ما جمعتَ هنيئاً مريئاً= ومالَ اليتامى اسرقَنْ واغْلُلِ
مريدوك أفواهَهُمْ فَتَّحُوا= ويا ويلَ بطنٍ بِسُحْتٍ مُلي
فأعطِ المريدين أتعابَهُمْ =وللبحث وظِّفْهُمُ أشغلِ
وأغْدِقْ عليهمْ لكي ينشطوا =وقل بعد ذلك: ذا البحث لي
وجَمِّعْ بسُحْتِك مرضى القلوبِ=ومرضى البطونِ لهمْ كَتِّلِ
ولبِّس ودلِّس كما تشتهي=وبالمال أعينَهُمْ أَسْمِلِ
وذئباً تقودُ قطيعَ النِّعاج=فَقُدْهُمْ إلى الحَتْفْ بالأحْبُلِ
وأبشرْ فسحرك لا لن يطولَ =وعمَّا قريبٍ لهُمْ ينجلي
وقل لستُ أَتْبَعُ إلا الدليلَ= ولستُ بقافٍ خُطا مقبلِ
مضتْ أزمنُ الخوفِ ذا منهجي=سيعليه صوتي وذا مشعلي
وأبرأُ من نهجِ شيخٍ ثوى =بمكةَ يطعنُ بالمُنْصُلِ
ربيعٌ ربيعٌ أَمَا تَسْأَمون=أَمَا ثَمَّ شيخٌ سوى المدخلي
صدقتَ صدقتَ وأنتَ الكذوبُ=ربيعٌ أمرُّ من الحنظلِ
أذاقكما لم تُطِقْ دفعَهُ=فَنُحْ كالنساءِ أَسىً وَلْوِلِِ
أطارَ فؤادَك من صدرِهِ=وغيَّبَعقلَك في مَعْزِلِ
وهَتَّكَ سترَك في كلِّ نادٍ =فصار خداعُك لا ينطلي
وما قد رأيتُ كحلمِ الربيعِ =عليك وبالنصح لم يبخلِ
فليتك تعرفُ قدرَ الربيعِ= ولكن جهلتَ فلم تعدلِ
تهلهل شعري بذكر الربيع=ففاح عبيراً ولم يُجْهَلِ
[/poet]