[poet font="Simplified Arabic,14,black,normal,normal" bkcolor="burlywood" bkimage="" border="double,4,gray" type=1 line=200% align=center use=ex char="" num="0,black"]
أحبُّ الربيعَ ونهجَ الربيع=وكلَّ ربيعٍ فلا تعذلِ
تحمَّلَ ما لا يطيقُ الرِّجالُ=إلى ذِرْوَة المجد كم يعتلي
أجاد الجهادَ ودَلَّ العبادَ=لفعل السدادِ بقولٍ جَلي
شجاعٌ أبيٌّوبرٌّ تقيٌّ=ونجمٌ مضيٌّ يُرَى من علِ
تألَّقَ فالناسُ دون الربيعِ =كجيدٍ تَعَطَّلَ منه الحُلي
يسيرُ لدحر العدا مفرَداً =وإن رافقوه ففي الأوَّلِ
وأحلى من الشهد إن ذقتَهُ= ولكنْ لسانُك لم يُغسَلِ
وللهِ فالحُ إذ ذمكم=قديماً وفالح لم يعجلِ
تصدَّى لفضحك قبل الشيوخ=وكسَّر رأسَك بالمِعْوَلِ
وأهلُ المدينة لمَّا دَرَوْا=بخبثك داسوك بالأرجلِ
ودعك التجوُّلَ من أجل ما=يزولُ وبالعلم لا تعدلِ
وسافرْ لدَمَّاجَ وانظر إلى= غراسٍ لمقبلَ لم يذبلِ
فطلابُ مقبلَ ما قَصَّروا=وأوْفَوْكَ حَقَّك في المكتلِ
وقاموا لمنعك من باطلٍ = ومن قام لله لم يُخذلِ
وقد كنتَ يوماً تقولُ إذا=مضى الوادعيُّ فذا العبدلي
فما بالك اليومَ لا تنتهي=لقول الكبيرِ ولم تُجْلِلِ
أتذكرُ حين سألتَ الإمامَ=عن المدخليِّ وعن مقبلِ
تفرَّسَ فيك فأعطاكها=سهاماً تصيبك في مقتلِ
كأنِّي بك الآن في كُرْبةٍ = تودُّ لو انَّك لمْ تسألِ
تقول لو اعلمُ ما في الغيوبِ =لكنتُ إلى الشام لم أرحلِ
عشقتَ الضلالَ فنِلْتَ الخبالَ = ورُمْتَ المُحالَ ولم تعقِلِ
هجرتَ الربيعَ فصرتَ الوضيعَ=وألقيتَ وجهَك في مزبلِ
أُهِنْتَ ومن قبلُ ذُقْتَ الهَنَا =وكنتَ المُكَرَّمَ في المحفلِ
زعمتَ الرجوعَ وكيف الرجوعُ= لقالٍ سبيلَ الهدى مُضْلِلِ
وفي كلِّ يومٍ لكم رجعةٌ =من الباطل الصِّرْفِ للأبطلِ
لبستَ القناعَ تريد الخداعَ= وهِبْتَ القراعَ فلم تنزِلِ
فأَكْذَبُ في القول منكاذبٍ =وأروغُ في المكر من تتفلِ
وأضعفُ عند اللقا حجةً= وأجبنُ من فأرة المشتلِ
وأنخرُ للعظم من سوسةٍ=وأحقرُ في القدر من قُمَّلِ
وأقبحُ وجهٍ يرى في الورى=لَوَجْهُ الكذوب ألا فاخجلِ
وأوقدتَ ناراً لأهل الهدى=وحقدُ فؤادك كالمِرْجَلِ
فأخزاك ربي فأصلاكها=فأنتَ لظى حرِّها تصطلي
وصارت سلاماً وبرداً على= الـتقاة فأَرْحِمْ بربٍّ علي
بُلِيتَ بداءٍ تَمَكَّنَ منك=ففي العرقِ حَلَّ وفي المفصلِ
سيُعْيِي طبيبَك داءُ الهوى =لأنَّ دواءَك لم يُعْمَلِ
ولكنْ بمكةَ شيخُ الهدى=فَشُدَّ الرِّحالَ له وارحلِ
وقل أََيُّها الشَّيْخُ دائي سرى =فَصِفْ لي دواءً وجُدْ وابذلِ
وكُنْ صادقَ القولِ تَلْقَ المنى=فليس دواؤُك بالمعضلِ
فذاك طبيبُ الدُّعاةِ الغُواةِ= وذاك ربيعُ الهدى المدخلي
[/poet]