هذا رثاء في الإمام الجليل والعلامة النحرير محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله - قد نقلته من أحد صفحات الشبكة العالمية ..
[poet font="Simplified Arabic,14,black,normal,normal" bkcolor="" bkimage="" border="double,8,red" type=2 line=200% align=center use=sp char="" num="0,black"]
مالي أراك تباري الشمس إمعانا=الموت يخفي وتزهو اليوم إعلانا
سواك يطمسه موت وأنت به=و ُلدتَ مرتقبا عرساً وتيجانا
كأنك الشمس اخفاها السحاب فما=ينفك إشعاعها ينداح ألوانا
كأنك النبع دفق الماء يفضحه=حتى وإن حجبته الغاب أغصانا
كأنك الصبح مهما الليل غالبه=إلا وأيقظ أبصاراً وآذانا
سواك ذكراه في مال وفي نسب=وصرت للسنة الغراء عنوانا
وعيت منها جبالاً من مراجعها=فكنت بحراً وكانت فيك حيتانا
حررت رأيك من أغلال مذهبها=وللأئمة تعلي قدرهم شانا
محصت كل صحيح من شوائبها=كما تنقي من الشطآن ذهبانا
نخلتها فاستبانت في مواطنها=حسناً وسقماً وتصحيحاً ونكرانا
فَرَقت للحق شمساً في مطالعها=حتى غدا كل شرق منك مزدانا
جددت للناس في نهل الحديث هوىً=أودى القلوب فهل أحصيت قتلانا؟!
أشهدتنا مثلاً للعبقري طوى=في كل عصر من الإبداع ميدانا
وجئت صدقاً بما لم يستطع عَلَمٌ=من سابقيك وما آليت إتقانا
ونلت في حومة الأعلام مفتئداً=قد جاوز الدهر آفاقاً وشُطآنا
قالوا وقالوا وما أعيت مقالتهم=فما عليك إذا وفيت إحسانا
وما على السيل إن طفَّت جوانبه=لكنه غادر المرباع ريَّانا
أهل الحديث على الأعصار جنتُها=وكنت في عصرنا عدناً ورَضوانا
هذا هو الدين يعلي شأن حامله=كانوا من الروم أو فرساً وألبانا
يا ناصر الدين قد صدقت نصرته=فما عليك إذا خلفت دنيانا
في واسع الأمل الفواح تنشدها=في الخلد متشحاً روحاً وريحانا
يا عام عشرين كم أبليت في كبدي=فجائعاً تتوالى منك أحزانا
غدوت بالباز تفري فيَّ حسرتُهُ=ورحت تذكي بالألباني أشجانا
يا عام عشرين أي الفخر تكتبه=فقد صدعت لعزالدين أركانا
حتى رجعتُ أناجي فيك غفلتنا=أما كفاكِ فكم قرحت أجفانا؟!
أما كفاكِ طويتِ العقدَ جوهرةً=من بعد أخرى فهل أُغنيتِ أكفانا؟!
لولا الرجاء على الآلام يصحبني=لاغتالني اليأس من دهري بما كانا

[/poet]