بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين ، ربّ الطيبيين ، واله العالمين ، والصلاة والسلام على رسوله أمين
وبعد :


فهذه ثلاث وقفات مع أبي يوسف الليبي - هداه الله - الذي أبى إلا أن يجرجر الشباب السلفي الليبي في فتنة كان المفترض على أمثاله - وهو يقدم نفسه على أنه ( الواسطة ) بين السلفيين في ليبيا وبين علماء بلاد الحرمين - كان المفترض عليه أن يتأنى ولا يخرج علينا بتأصيلاته وأقواله التي يخجل منها العقلاء فضلا عن المنصفين من حملة العلم الشرعي ، ولما كان هذا الاخ - أخذ الله بناصيته للتواضع وهضم النفس - من أوائل المهييجين ضد فضيلة الشيخ فالح الحربي في الفتنة الأخيرة في ليبيا ، والذي لاندري أين كان موجودا قبل هذه الفتنة ، وعلى العموم لي وقفات - بسيطة لكن ان شاء الله تكون قوية وفي محلها مع أبي يوسف الليبي من خلال مقالاته العجيبة وأستدلالاته المريبة ، وتأصيلاته الغريبة ، وتتلخص هذه المسائل في :

1/ تشنيعه على الشيخ فالح الحربي أنه أفتى لبعض المعينين بالدراسة في بعض التخصصات التي لايوجد بها الا إختلاط بين الجنسيين
2/ استدلاله على مسألة التنازل عن الأصول - زعم - بمسألة عدم الجهاد في فلسطين وتجاسره على الامام ابن باز - رحمه الله -
3/ زعمه أن له جهود في فتنة المأربي


الوقفة الأولة : وهو دعواه أن الشيخ فالحا الحربي يفتي بجواز الدراسة في المدارس المختلطة :
فإطلاق هذا الكلام على عواهنه هكذا بدون تقييد فهذا محض كذب منك على الشيخ ينبغي عليك يا أبايوسف أن تتوب منه وتذهب للشيح فالح - وخاصة أن عمرك ربما هو أصغر من عمر أصغر أبناء الشيخ - وتستحل منه ما حرم عليك من عرضه .
فالشيخ - معروف موقفه من مسألة الإختلاط وأنه محرّم ولايجوز وبهذا يفتى الشباب في بلاد الحرمين وغيره ؛ ولكن ربما -ما هزّ كيانك وأثار شهوتك الخفية ( حب الرياسة ) - هو فتيا للشيخ فالح الحربي " لبعض الشباب " بجواز الدراسة في بعض التخصصات المهمه والتي لايمكن أن تدرس الا بالدخول في تلك الجامعات - وبهذا كان يفتي الشيخ فالح لبعض الشباب الليبي وكان يقول للمتصلين هذه الفتوى خاصة بك فلاتعممها ، وهذا أمر متواتر عنه لاينكره حتى من علّق على موضوعك الذي سارعت بتقديمه - قربان وتزلفا - ولو كان من زخارف القول والبهتان - فالشيخ فالح - وفقه الله - هذا ماكنا يفتي به للشباب - وهو محدودون وكان يشترط عليهم ألا ينشروا هذا ! وهذا من فقه - حفظه الله ووفقه -
وهأنا في هذه المقام أسوق كلام للشيخ ابن عثيمين - رحمه الله تعالى - هو نص كلام الشيخ فالح الحربي ، فالشيخ العثيمين- معروف عنه أنه من أشد المحاربين للإختلاط من خلال فتاواه زدروسه ، ولكن هذا ما هو يفتي به في الأصل ولكن عند الضرورة وعند التعيين فهو يستثني كما هو الشيخ فالح - حفظه الله - حيث يقول الشيخ ابن عثيمين في
شرحه لحلية طالب العلم عند كلامه على حكم الدراسة عند أهل العلم للضرورة وقاس عليها مسألة الدراسة في الاختلاط حيث قال مانصه :
في الشريط الخامس
حيث سأل الشيخ طلابه هذا السؤال
(( وهل يقال ذلك - اي الدراسة للضرورة - لمن ابتلوا بالدراسة في الاختلاط في الوجه النظامي ؟
فأجاب أحد الطلبة : لا
وأجاب أخر بقوله : نعم
وأجاب طالب ثالث بقوله : لا نفصل !
وبعد أخذ ورد مع الطلبة قال الشيخ :
{ يمكن أن يقال بالتفصيل اذا دعت الضرورة الى ذلك كأن لا يوجد جامعات أو مدارس غير خالية من ذلك فهنا قد تكون ضرورة
وعلى هذا الحال يجب على الطالب ان يبتعد عن الجلوس الى امرأة او التحدث معها اوتكرار النظر إليها } .

فهذا كلام الشيخ ابن عثيمين الذي يوافق فيه الشيخ فالح ، وقد أعلمني أحد الأحباب ان للشيخ ابن عثيمين كلاما أخر في شرحه للسياسة الشرعية هو أوضح وأبين ، بل له كلام نص فيه الشيخ على مسألة الدراسة في كليات الطب الذي شاغبت بها أنت ومن علّق على موضوعك المنشور في سحاب من فترة - لا سيما الأخ أسامة عطايا الله ( أبوعمر العتيبي ) ، الذي يتمسح بما يدعيه أنه تزكية ( لشيخي ) هكذا زعم ! ابن عثيمين له !
فقد قال الاخ ابوعمر - هداه الله - أنه استغرب أن الشيخ فالح كان يفتي للشباب الليبي بالدراسة في الاختلاط !!
وأنا أقول له الآن هل يصبك الورع الآن من كلام الشيخ ابن عثيمين الذي هو نص كلام الشيخ فالح ! أما أن الورع -أيضا - أصبح على حسب المصالح والمفاسد ! اللهم غفرانك
وعلى ذكر الأخ ابي عمر العتيبي - تلميذ الامام ابن عثيمين !!! - فقد علمنا بفتوى لأحد كبار تلاميذ الشيخ ابن عثيمين - حقا وصدقا - وهو الشيخ المجاهد - وإن رغمت أنوف - فوزي الحميدي الأثري - وفقه الله - يصف فيها المتحدث عنه بأنه :
( متعالم ) وهي بين يدي الأخ أكرم اللواحي لعله ينزلها في المنتدى إن شاء هو - وأوفيّ وعدي - حينها - مع الاخ محب السنة -

الوقفة الثانية :
استدلاله على مسألة التنازل عن الأصول - زعم - بمسألة عدم الجهاد في فلسطين وتجاسره على الامام ابن باز - رحمه الله -
حيث استدل الموميء إليه - ابويوسف الليبي - بفتوى الامام ابن باز في مسألة جواز التنازل عن الأصول والواجبات بتعذر الجهاد في فلسطين ، وفي الحقيقة فتوى الشيخ ابن باز هي عليه بل - وتصيح في وجهه وفي باطله - إن صح التعبير
فالجميع يعلم فرضية الجهاد ووجوبه على الأمة إن توفرت فيه الشروط لكن الأخ ابويوسف - هداه الله - أخذ بتاناقضه يريد أن يشاغب بها ، فأقول للأخ ابي يوسف هل تعذر عن الجهاد في فلسطين هو ترك للواجب من باب الاختيار أم أن الفلسطينيون بل والمسلمون مجبرون ومكرهون على ترك الجهاد لقوة العدو وضفع المسلمين ؟
فإن قلت : من باب الاختيار ؛ فقد وقعت - أجارك الله في منهج الأخوان المسلمين - وترك الأصول لأجل ترك الأصول ! ومصلحة الدعوة - زعموا
وأن قلت : لا ، بل هم مكرهون ومجبرون ! كان في ذلك حجة عليك !
وكما قال مشايخ المدينة في نصيحتهم عن ترك الأصول ! د
وهذا مايقول به الشيخ فالح بل وجميع علماء الأمة .
والمعروف أن تعذر الجهاد في هذا الوقت هو من هذا الباب ان المسلمين مجبرون ومكرهون على ذلك ،وإليك نص كلام مجموعة من العلماء في ذلك :
قال الشيخ ابن عثيمين :
(( ((إنه في عصرنا الحاضر يتعذر القيام بالجهاد في سبيل الله بالسيف ونحوه؛ لضعف المسلمين مادياً ومعنوياً، وعدم إتيانهم بأسباب النصر الحقيقية، ولأجل دخولهم في المواثيق والعهود الدولية، فلم يبق إلا الجهاد بالدعوة إلى الله على بصيرة)).

وقال الامام الالباني :
(سبحان الله! كيف يمكن محاربة الكفار من دون سلاح، كل إنسان عنده ذرة من عقل، لا يمكن له أن يحارب وليس لديه سلاح مادي، وعدوه مسلح ليس بسلاح مادي واحد، بل بأسلحة مادية كثيرة!!)
وقال: (فنحن لا نستطيع اليوم رغم أنوفنا أن نأخذ الاستعداد بالسلاح المادي، هذا ليس في الاستطاعة اليوم، ولا سبيل إليه.
أما السلاح المعنوي فهو المستطاع، وفي متناول أيدينافاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك).
العلم ثم العمل به في حدود المستطاع..)من شريط (ففروا إلى الله)
وللشيخ ابن العثيمن وابن باز و..و.. الكثير من الفتاوى على هذا النحو ..

فأرجوا أخي أن تعلم قدر نفسك ، وأن تهضم نفسك وحتى لا تقع في الشهوة الخفية التي سئل عنها الاما م ابودواوود السجتاني - رحمه الله - فقال هي (( حب الرياسة ))
وإني أنصحك بما نصحك بمه ( نفح الطيب ) وقد - صدق وهو كذوب -: (( عليك بالكبار عليك بالكبار )) ، وأنصحك أن تحاول أن تفعل هذا مع الشباب الذين حولك ، أن تربيهم على كبار العلماء بدلا أن تربطهم بك ، فقد ملّ السلفيسين من أقوالك التي لاتخرج عن قولك : (( وقد سألت الشيخ فلان بكذا .. )) و (( وقد أمكلت طعام الغداء اليوم عن الشيخ فلان ..)) وقولك (( وقد سلمت للشيخ فلان الشريط الفلاني .. )) و..وو..وو.. غير هذا من الكلام الذي عودت السلفيين به لكي تدعي أنك تجالس العلماء وأن المشايخ يعرفونني ، ولعل هذا هو الذي جعلك أول المطبليين لمحاربة الشيخ فالح وهو انه - حفظه الله - يعمل جاهدا على ربط السلفيين بالعلماء الكبار في بلاد الحرميين ، ولعل هذا - وكما يقولون باللهجة الليبية - (( خربّ سوقك )) .

الوقفة الأخيرة - وهي مختصرة - :

فتنة المأربي أين أنت منها يا أبايوسف الليبي ؟
فلم أجد لك مقالا واحد تشنع به عليه ولا على أتباعه عندكم في المنطقة الغربية فلم نر رد واحد لك عليهم ، بعكس السلفيين الذين بينّوا ما تنشره من أشرطة سلمان العودة ، ولا أدري من غيره .
فنحن بالإنتظار أن تترجم لنا للمأربيين في طرابلس والزاوية ومصراتة والمناطق المجاورة ، ودع عنك الشيخ فالح فلست له بند ، ولا أمثالك من يردون عليه ، وأمر الفتنة الأخيرة سيفصل فيها كبار علماء الحرميين ، أكرر أخي ( حسين ) ننتظر أن تترجم للماربيين عندكم ،
أما نحن فوالله إننا بمحاربة الصوفية عنكم في شغل ، فدعنا نشتغل بهم .وأنت أعتني بنفسك وحاول أن ترغمها على أنتنقاد للحق ،وإن خالفت الأحباب

والله الموفق لأن يهدي الجميع لمايحبه ويرضاه
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وسلم أجمعين
وكتبه :
أبوحذيفة الليبي
محب الريحانه وإن رغمت أنوف المأربيين في ليبيا
12/جمادى الأولى/1426 هجرية
[/align]