حدث نقاش حول أقسام المياه ، فمنهم من يرى : أن المياه تنقسم إلى قسمين : طاهر ، ونجس ، ومنهم من يرى : أن المياه تنقسم إلى ثلاثة أقسام : طهور ، وطاهر ، ونجس ، والسؤال : هل الصواب مع الفريق الأول أم الفريق الثاني؟ أرجو من سماحتكم توضيح المسألة في ذلك .


الحمد لله
الصواب : أن الماء المطلق قسمان : طهور ، ونجس : قال الله تعالى : {وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا}. وقال تعالى : {إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ}. الآية . وقال النبي صلى الله عليه وسلم : (إن الماء طهور لا ينجسه شيء). أخرجه الإمام أحمد ، وأبو داود ، والترمذي ، والنسائي بسند صحيح ، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه .
ومراده صلى الله عليه وسلم : إلا ما تغير طعمه أو ريحه أو لونه بشيء من النجاسات فإنه ينجس بإجماع العلماء ، أما ما يقع في الماء من الشراب أو أوراق الشجر أو نحوهما ، فإنه لا ينجسه ، ولا يفقده الطهورية ما دام اسم الماء باقيا .
أما إن تغير اسم الماء بما خالطه إلى اسم آخر؛ كاللبن ، والقهوة ، والشاي ، ونحو ذلك فإنه يخرج بذلك عن اسم الماء ، ولا يسمى ماء ، ولكنه في نفسه طاهر بهذه المخالطة ، ولا ينجس بها .
أما الماء المقيد؛ كماء الورد ، وماء العنب ، وماء الرمان ، فهذا يسمى طاهرا ، ولا يسمى طهورا ، ولا يحصل به التطهير من الأحداث والنجاسة؛ لأنه ماء مقيد وليس ماء مطلقا ، فلا تشمله الأدلة الشرعية الدالة على التطهير بالماء ، والشرع إنما وصف الماء المطلق بالتطهير؛ كماء المطر ، وماء البحر ، والأنهار ، والعيون.
والله ولي التوفيق. الشيخ ابن باز رحمة الله تعالى