حينما يكاد يلتحم الصفان ، و تبدأ الأيدي بالعلو في الهواء .
و ترى الأوداج قد انتفخت و العيون قد طار الشرر منها ، و اللسان يضرب كالسيف .
و ترى الخصوم قد شارفوا على الاقتتال .
يظهر طرف ثالث أو أحد طرفي النزاع ، و يطالب بالاحتكام إلى الشيخ فلان العلاني .
فتجد أكثرهم تحزباً لهذا الشيخ العلاني يقول .
يا إخوان يا أحباب ، أنتم سلفيين و لستم حزبيين ( و هم كذلك ) .
و قد تعلمنا أن كل صغيرة و كبيرة تكون عند علمائنا ( أي رؤوسنا في التبعية و التحزب ) .
و لذلك سوف نذهب للشيخ العلاني العلامة الإمام حامل راية السلفية في هذا العصر ، الساكن بين بطاح مكة .
و نتحاكم إليه !

حينها ترى وجه أكثر الناس تحزباً لهذا الشيخ قد أصبح كأنه النور فرحاً بهذا القول و هذا الاقتراح .
فسوف يظهر أن الذي اختصم معه حزبي ، لا يعطي الولاء الأعمى لفلان العلاني الساكن بين بطاح مكة .

ما بال أقوام صار منزلهم محكمة تفصل بين المتحاكمين !
و أصبح طلاب العلم بدلاً من أن يتجهوا إلى الرياض حيث فطاحلة العلماء في زماننا .
أصبحوا يتجهون إلى مكة ، حتى يحكم بينهم " أحدهم " !
و يا ليته قد صُرح له بالحكم بين الناس ، و لكنها الحزبية !