الحمد لله رب العالمين و صلى الله و سلم على محمد و على آله الطيبين و صحابته الغر الميامين .
اللهم إني أسألك التوفيق في الأمر كله ، أرجوك يا الله شكر نعمك ، و عافيتك في الدين و الدنيا و الآخرة .
اللهم إني أدعوك باسمك الأعظم ، الذي إذا دعيت به أجبت و إذا سئلت به أعطيت ، أن تغفر لشيخنا محمد أمان الجامي ، اللهم اغفر له و ارحمه و عافاه و أعف عنه ، اللهم أفسح له في قبره و نور له في ضريحه ، اللهم و جازه بالحسنات إحساناً و بالسيئات عفواً و غفراناً ، اللهم و تقبله في عبادك المفلحين ، آمين .

أما بعد :
فلقد تعجبت من هجمة تكاد تكون منسقة و مرتبة على شيخنا محمد أمان بن علي الجامي رحمه الله تعالى .
و شيخنا محمد أمان رحمه الله ، لا يحتاج إلى تزكية أو تعريف بفضله و علمه ، فمن ينظر إلى كتبه و مؤلفاته و أشرطته يدرك أنه رجلٌ له قدم راسخة في العلم ، بل و لقد شهد بذلك خصومه ، و إن كانت أكثر شهاداتهم فعلية لا قولية !
و تعجبت من إطلاق كثير من خصوم الشيخ ، لقب " الجامية " على طائفة من الناس !
و الحقيقة أن نسبة هؤلاء الناس إلى الشيخ محمد أمان الجامي ، نسبة فيها نظر ، لكون الشيخ محمد من أكثر الناس محاربة للحزبية و الانتساب إلى الجماعات أو الأحزاب ، و ما تجمع هؤلاء المتحزبة الذين يبغضون الشيخ ، و كالوا له التهم و شتموه و سبوه إلا لأنه هدم قواعد الحزبية التي تتخذ الإسلام شعاراً .
و العجيب في الأمر ، أن غالب هؤلاء المبغضين للشيخ محمد أمان يتحاشون الكلام عنه أو محاولة مهاجمته ، فهم يكتفون بلفظة " الجامية " ، و قليل ما تجدهم يردون على الشيخ محمد أمان رداً علمياً يبين لنا أي خطأ وقع فيه .
و يحاول خصوم الشيخ نسبه بعض الأخطاء التي تقع من بعض الجهلة إلى الشيخ محمد أمان ، و الشيخ محمد بريئ منها ، بل و لا يرضى و الله بالسفاهة و الشتم و السب .
و ليس هذا منهجه و لا طريقته في الردود .
و الناظر إلى أشرطة الشيخ محمد أمان ، أو مجالسه و محاضراته يدرك أن غالب أشرطته و جلها إنما هي دروس علمية خالصة ، سواءً في الحرم المدني أو في بعض مساجد مدينة جدة أو غيرها من مدن المملكة ، و الردود على الأشخاص أو الجماعات أو الأحزاب ، كانت قليلة جداً مقارنة بتلك الدروس العلمية .
و لأن بعض الشباب فتنوا بالردود و الأخذ و العطاء فيها ، فإنهم ركزوا على الأشرطة التي فيها الردود و المناقشات ، و أهملوا كثيراً من الأشرطة العلمية النافعة للشيخ محمد أمان .
فمثلاً له شرح العقيدة الواسطية ، في ما يقارب 70 شريطاً ، و له كثير من الشروح العلمية النافعة ، كتعليقاته الماتعة على الأصول الثلاثة و القواعد الأربعة و آداب المشي إلى الصلاة .
فغالب أشرطة محمد أمان ، إنما كانت دروساً علمية محضة ، و إنما اشتهر الشيخ و ذاع صيته ، بعدما قام بالحق و نصره إبان فتنة الحزبية التي ما زلنا نتجرع كأس المرارة منها .
فالعجب ممن يحاول إلصاق بعض المنتسبين إلى العلم ، بالشيخ محمد أمان ، و يشوهون صورة الشيخ محمد أمان بلا دليل أو إثبات .
و لو أن هؤلاء هداهم الله و ألهمهم الرشد و التوفيق ، رجعوا إلى أشرطة الشيخ محمد ، كرده على سفر الحوالي أو ردوده على بعض الذين انحرفوا عن الطريقة الصحيحة ، كالترابي أو محمد سرور أو غيرهم .
لوجدوا و الله حسن الأدب في الرد ، و الكلام العلمي الرصين البعيد عن البذاءة و الشتم و السب .
و إني لأنزه الشيخ محمد أمان ، و أعرف أنه لم يثمر إلا طلبة علم ، فيهم الأدب ظاهر لا يخفى ، و فيهم الصبر و التقوى ، نحسبهم كذلك و الله حسيبهم و لا نزكي على الله أحداً .
و لا عبرة ببعض الذي اشتهروا و أصيبوا بداء العظمة و حب الرياسة و المناصب ، أو بعضهم من ابتلاهم الله بألسنة وسخة تعودت على الألفاظ الساقطة .
فهؤلاء يبغضهم الشيخ محمد أمان ، و يمقتهم و يمقت أساليبهم و طرقهم .
و الجامية المخترعة اليوم ، إنما هي خيال لا وجود لها ، و دليل ذلك أن من يسمون هذه التسمية ، لا تجدهم يتعرضون لصاحب التسمية بسوء .
لعلمهم أنه صاحب التسمية " محمد أمان " بريء من هؤلاء الذين يدعون محبته ، و يستخدمون الأساليب غير الحسنة في الردود و الكلام .
لقد عرفت عن الشيخ محمد أمان ، أنه و في أشد الأيام التي كان يحارب فيها الطائفة التي خرجت و خالفت العلماء ، و أعني بهم " سفر الحوالي و سلمان العودة " و بقية الأتباع .
لقد علمت عن الشيخ أنه ما كان يحب و يرضى التزود من الكلام فيهم ، فكانت المحاضرة تكفي و تشفي في الردود عليهم ، و كان يعمد الشيخ كثيراً إلى الابتعاد عن ذكر الأسماء ، و الرد على الأقوال و تقريع أصحابها .
إلى أن صرح الشيخ بأسماء من رد عليهم ، و لا يمكن لأحد أن يجد للشيخ شتيمة واحدة في حقهم أو سبة أو كلمة بذيئة معهم .
بل كان الشيخ معهم عطوفاً هادئاً ، يحاول أن يعرفهم مدى جرمهم .
إلا أن هذا لم يرضي أهل التحزب ، فقاموا يفترون عليه الفرى ، يرمونه بالعمالة و الجاسوسية و المخابراتية للدولة و لولاة الأمر .
و ما كان ذنبه إلا أنه وضح عقيدة السلف للناس ، في أبواب السمع و الطاعة لولاة الأمر .

إنني أرجوا أن يفقه من يرددون لفظة " الجامية " دون أن يدركوا معناها ، كلماتي هذه التي أقولها لهم و هي على وجه النصيحة و الإرشاد .
فأبين لهم أن طريقة السلف ليست الانشغال بالردود و إضاعة الوقت في قول فلان و فعل فلان .
إنما باب الردود يؤخذ منه على قدر الحاجة ، و بدون تعدي على الأعراض أو تجني على الناس .
و إن ما يحصل اليوم من كثير ممن ينتسبون إلى السنة أو السلفية ، من التجني و السب و الشتم و الافتراء و الكذب .
لهو أمر عظيم و خطر جسيم ، و هم محاسبون على أفعالهم هذه .
فلا و الله ما يرضى مؤمن أن يعتدي على عرض مسلم ، فضلاً أن يكون منتسباً إلى العلم و التدريس .
إنما الكلام في الناس على قدر الحاجة ، و بدون تعدي على الأعراض أو الأنفس .
و ليعلم الناس كلهم ، أن محمد أمان الجامي لم يربي طلابه أبداً على الشتم و السب .
و هذه أشرطته موجودة بين الأيدي ، و مرصوصة على رفوف بعض المكتبات ، فأرجعوا إلى أشرطة هذا الرجل الجليل ، و ستعلمون علم اليقين ، أن جُل ما يقال عنه إنما هي فرى يحاول أصحابها التشويش و قطع طريق النور بها .
و أهل الباطل من معادي الشيخ و مبغضيه ، هم من أعرف الناس بهذا .
ألا فليتقي الله أقوامٌ يحاربون بعض الجهلة و يصفونهم " بالجامية " و الجامي من الفريقين براء .
ألا فليخش الله و يتقه قومٌ لا خلاق لهم ، يحاول إلصاق المعايب في الشيخ ، بالكذب و التدليس ، و بأقوال غيره التي ليس بمسؤول عنها .

و الشيخ خصمهم يوم تجتمع الخصوم ، و سيحاسبهم على ما نسبوه إليه من فرقة سموها " بالجامية " ، و من أقوال لغيره ألصقوها به ، و هو بريء منها ، بل و لسانه و الله يأبى تلك الألفاظ المخزية المشينة .

هذا و صلى الله و سلم على محمد الأمين و على آله و صحبه أجمعين .
و كتبه ماهر المحمدي .
فجر الثلاثاء 25/4/1426هـ