بسم الله الرحمن الرحيم
كلمة بشأن طعن المدعو يحي الحجوري في الصحابة رضوان الله عليهم.

الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين و بعد :
فإن الإسلام حض على حسن الخلق و سلامة اللسان من الأدران التي تصيبه ، كالسب و الشتم و اللعن و اللفظ البذيئ الخارج عن الأدب الموضوع في غير محله .
و المسلم شخص عفيف اللسان ، يتكلم فيه بلطف و لين و رحمة و شفقة ، اللهم إلا مع العتاة و الظلمة و أصحاب الجور كالكفرة و المبتدعة و أشباههم من الذين قامت عليهم الحجة و البيان ، لكنهم أبوا إلا الاستمرار في باطلهم ظلماً و عتواً في الأرض و فساداً ، فإن هؤلاء يستحقون التعنيف في القول و التشديد في أمرهم .
و لكن لا يصل الأمر إلى حالة الشتائم التي يتنزه عنها أهل العلم و الكراماء أصحاب النفوس المستقيمة .
و للتبيان و التوضيح ، فإنني أتابع الهجمة المتواصلة على الشيخ محمد أمان الجامي ، عبر شبكة الساحات ، بدعوى مهاجمة ما يدعون أنها ( الجامية ) .
و من أغرب ما أسمعه و أشاهده ما ينقل عن يحي الحجوري بصوته ، من الألفاظ السوقية الخبيثة التي يترفع عنها الأشخاص الأسوياء العقلاء .
و لذلك كانت هذه المواضيع التي تنتشر في الساحة العربية ، و خاصة عبر العضو المسمى ( Orabi ) و ما تحمله من كثير من الأمور التي لا ينكرها العقلاء أهل الفطر ، و التي وثقها هذا العضو توثيقاً لا يمكن معه المماراة و المجادلة .
أقول : كانت هذه المواضيع سليمة من شبهة الكذب و التزوير ، فأغلبها حسب تتبعي لها ، واضحة لا تحتاج إلى تأويل .
إلا أن الكاتب و الذي يظهر لي و الله أعلم ، أنه متلبس ببلاء القطبية ، و لكن هذا لا يمنع من قبول الحق منه إن كان موثقاً .
و بسبب مواضيعه التي يكتبها و يربطها بلفظة ( الجامية ) و الشيخ محمد أمان الجامي .
كتبت موضوعي السابق ( كلمة حق و دفاع محب عن الشيخ محمد أمان الجامي ( حول فرية الجامية ) )
http://www.alathary.net/vb2/showthread.php?t=6639

فكتبت هذا الموضوع تلميحاً لا تصريحاً ، و فيه محاولة مني للرد على الفرية المثارة و هي ( فرية الجامية ) .
و تبيان أن الطريقة التي يسير عليها بعض هؤلاء المنتسبين إلى السلفية ، ليست بطريقة السلف ، و لم يكن الشيخ محمد أمان الجامي يُربي الطلاب على هذه الطرائق الساقطة – حاشاه رحمه الله -
و هذا الحجوري لم أعرف أنه من المقربين إلى الشيخ ، أو أن الشيخ زكاه ، أو أنه له صلة نسب بالشيخ محمد أمان ، فالرجل لا يرتبط بالجامي بأي شكل كان ، سواءً في عقيدته أو طريقته أو مذهبه ، و ليس للشيخ محمد أمان الجامي في الأصل مذهب أو طريقة أو فرقة يقال لها ( الجامية )
فإلصاقه – أعني الحجوري - بالشيخ محمد أمان الجامي ، ظلمٌ عظيمٌ نحذر الكتاب منه .
هذا أمر .
و الأمر الآخر ، إنه قد هالني ما سمعته على لسان يحي الحجوري من إقراره بكلام خطير في حق الصحابي الجليل ( عثمان بن مظعون ) .
و قوله بأنه أول من قال بالإرجاء ، و هذه تهمة خطيرة جداً .
و إني و إذ أبين أنني أحد محبي الشيخ محمد أمان الجامي ، أظهر و أبين أن الشيخ الفاضل محمد أمان الجامي يتبرأ إلى الله من كل من يطعن في صحابة رسول الله صلى الله عليه و سلم ، بل و حياة الشيخ محمد أمان قامت على سحق أهل البدع و باطلهم ، بأقوال السلف الصالحين من الصحابة رضوان الله عليهم .
و إن ما تسفه به هذا الحجوري على الصحابي الجليل ، و نسبته هذا الكلام إلى شيخ الإسلام بن تيمية و ابن أبي العز ، هو أمر غريبٌ جداً و هو باطل من القول و كذب صريح على شيخ الإسلام بن تيمية و غيره من أهل العلم .
فإن نسبة هذا القول الشائن إلى شيخ الإسلام بن تيمية معناه تبديع ابن تيمية رحمه الله .
و حاشاه رحمه الله أن يكون طاعناً في صحابة رسول الله صلى الله عليه و سلم .
و إنني قد بحثت في كتب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى – المتوفرة في يدي – فلم أجد ما قاله هذا الحجوري من أن ( عثمان بن مظعون ) أول من قال بالإرجاء .
و المصيبة أن يحي الحجوري لم يستنكر الكلام الذي ذكر له ، بل و ادعى – تأييداً لباطله – أن ابن تيمية و ابن أبي العز ، قد قالا هذا القول .
و لو أن هذا الكلام ثبت على سبيل الافتراض ، فإنه مردود على من قاله كائناً من كان ، لأنه في الأصل باطل و ساقط ، فكيف تحاول أن تؤيد الباطل بكذب ؟
إن حال هذا الحجوري لا يخلو من أمرين اثنين .
إما أنه مرجئ يحاول التستر بالكذب على أهل العلم و الافتراء على صحابة رسول الله صلى الله عليه و سلم .
أو أنه رافضي يحاول الطعن في أصحاب رسول الله صلى الله و سلم .
و في كلا الحالتين ، إن بُين و وضح لهذا الحجوري ضلال قوله و افترائه على صحابة رسول الله صلى الله و سلم ، و أبى و تمادى و لم يرجع عنه قوله .
فإن هذا المسمى بـ ( يحي الحجوري ) سوف يعتبر عند أهل السنة و الجماعة السلفيين ، رافضي مرجئ ضال مبتدع كل بلاء فيه .
فهذا قد جمع بطعنه في صحابة رسول الله صلى الله عليه و سلم بين كل الضلالات و الجهالات و البدع و المحدثات .
ففي كلامه المنقول بصوته ( ترفض – و إرجاء – و خارجية – و كذب – و باطل ) .

و إني إذ أكتب هذا الموضوع الهام ، لأرجو من الإخوان الكرام رفع شأن هذا المدعو يحي الحجوري إلى كبار علمائنا و مشايخنا ، حتى ينصحوه في ما وقع فيه في عرض أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم .
فإما أن يرجع و إلا فليصدر العلماء فيه فتوى بالتحذير منه و تبديعه ، عقوبة لما اقترفه تجاه أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم .
و إني أنصح هذا الكاتب المسمى نفسه بـ ( Orabi ) بأن يتقي الله في نفسه ، و أن يبتعد عن إلصاق كل من هب و دب من السفهاء و الجهلة بالشيخ محمد أمان الجامي ، فإن الشيخ محمد أمان عالم جليل القدر و المكانة ، و يعرف العلماء عندنا مقداره و وزنه ، بل و لا أظن أنك تجهل تبحر هذا الرجل في العلم .
فلا يمكن أن ينكر أحدٌ هذا ، كما أنه لا يمكن لأحد أن ينكر أن كثيراً مما تنتقده على بعض من يتنسمون العلم و أهله ، لأنه حق و صواب و موثق .
هذا و إنني لأبرأ إلى الله تعالى من هذا القول الذي سمعته من يحي الحجوري ، و أدعوا كل سلفي صادق في سلفيته إلى أن يرد عليه و يشنع عليه ، و خاصة ربيع المدخلي الذي تخصص في نقد سيد قطب لأنه طعن في صحابة رسول الله صلى الله و سلم .
فنطالب ربيع و جماعته في شبكة سحاب أن يهبوا لنصرة أصحاب رسول الله و أن يدافعوا عن أعراضهم .
و إن لم يتكلموا و ينكروا على يحي الحجوري ، فو الله هم مثله لا يختلفون عنه أبداً .
بل إنني قرأت مقالة لأحدهم و هي حديثة جداً ، يحذر فيها من الذين ينشرون الأباطيل – كما زعم – على شيخه الحجوري و يتتبعون زلاته .
و لكنه لم يستطع أن ينكر مسألة كلام الحجوري في الصحابي الجليل ( عثمان بن مظعون ) و لم يحاول الانتصار لصحابي رسول الله صلى الله و سلم ، بل انتصر لشيخه أكثر من انتصاره لدين الله تعالى .
و هذا و أمثاله إن نوصحوا و لم يرتدعوا عن باطلهم و غيهم ، فهم مبتدعة ضالة و لا كرامة .

هذا و صلى الله و سلم و بارك على محمد و آله و صحبه .
كتبه ماهر المحمدي
ليلة الجمعة 18/4/1415هـ