الوجه التكفيري للشّيخ ربيع ومقلديه
الحمد لله ، وصلى الله على نبينا محمد ، أمَّا بعد :
فلا يزال أهل السنّة من المتقدمين والمتأخرين ـ رحمهم الله جميعا ـ يحذرون من التكفير بغير حق للمخالفين والتسرع في ذلك ،وبينوا مغبة ذلك في الدنيا والآخرة ، وخطورته على الفرد والمجتمع ؛فهو منهج مخالف لطريقة أهل السنّة وهم أبعد النّاس عنه ، وفي هذا يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " وأهل السنة لا يبتدعون قولا ولا يكفرون من اجتهد فأخطأ وإن كان مخالفا لهم مكفرا لهم مستحلا لدمائهم كما لم تكفر الصحابة الخوارج مع تكفيرهم لعثمان وعلي ومن والاهما واستحلاهم لدماء المسلمين المخالفين لهم ".اهـ [منهاج السّنة(5/95)].
وقال رحمه الله : "..وأما تكفير شخص علم إيمانه بمجرد الغلط في ذلك فعظيم فقد ثبت في الصحيح عن ثابت بن الضحاك عن النبي ص قال لعن المؤمن كقتله ومن رمى مؤمنا بالكفر فهو كقتله وثبت في الصحيح أن من قال لأخيه يا كافر فقد باء به أحدهما وإذا كان تكفير المعين على سبيل الشتم كقتله فكيف يكون تكفيره على سبيل الاعتقاد فإن ذلك أعظم من قتله".اهـ [الاستقامة(1/165)].
إذا علم هذا فليعلم خطورة ما يصدره الشّيخ ربيع ومقلدوه من ألفاظ التكفير على مخاليهم بغير بينة ولا برهان ، وإنما هي ردود الأفعال وعدم ضبط النفس ـ إن أحسنا بهم الظن ـ ، وإليكم أقوالهم في ذلك ؛ للحذر والتحذير منها ، ولعلهم ينتبهون لخطورة هذا المنهج على أنفسهم وعلى الشباب من حولهم وما يسببه من مفاسد على منهج أهل التّوحيد والسنّة فيرجعون عن ذلك .
والله الموفق .
يتبع ...