النتائج 1 إلى 9 من 9

الموضوع: جديد***اتحاف القاريء بالتعليقات النفيسة على شرح السنة للبربهاري***للشيخ...[الجزء 01]

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    المشاركات
    714

    جديد***اتحاف القاريء بالتعليقات النفيسة على شرح السنة للبربهاري***للشيخ...[الجزء 01]

    إتحاف القارىء
    بالتعليقات النفيسة على كتاب شرح السنة
    للإمام أبي محمد البربهاري
    ( المتوفى سنة 329 هـ )


    لفضيلة الشيخ الوالد العلامة:
    أبي عبد الرحمن فالح بن نافع بن فلاح الحربي
    -حفظه الله و رعاه-

    (الجزء الأول)
    [شريطين مفرغين من أصل ستة]
    تفريغ و اعتناء
    محمد بن أحمد الصميلي السَّلفي الجزائري
    -غفر الله له و لوالديه وللمسلمين-



    بسم الله الرحمن الرحيم

    قال فضيلة الشيخ الوالد العلامة فالح بن نافع الحربي –حفظه الله و نفع به:
    الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله، وعلى آله و أصحابه ومن استن بسنته و اهتدى بهداه إلى يوم الدين،
    أما بعد:
    أيها الإخوة؛ إنَّ من أعظم ما يُطلب و يُسعى في معرفته و إلى العلم به هو هذا الدِّين وأصوله وأُسسه التي تقوم على منهجه، على المنهج الذي جعله الله جلا وعلا، منهج أنبياءه و رسله، هو(كلمة غير واضحة عندي) أتبعه(كلمة غير واضحة عندي) ، ومعنى أنَّ المُتَّبَع إنما هو "الوحي" ، والدِّين هو ما يُدان الله سبحانه وتعالى به، وما يُطلب من العبد أداءه، وقد خُلق له وهو عبادة الله سبحانه و تعالى{وما خلقت الجن و الإنس إلاّ ليعبدون} ، وهو ما أرسلت به الرسل وأنزلت عليهم به الكتب، أي ما ارتضاه الله سبحانه و تعالى لعباده وكلفهم به، فلم يتركهم لأهوائهم ولم يميلون إليه وما يختارونه، ولكن هو الذي يختار سبحانه و تعالى ، وليس لهم اختيار إلاَّ أن يختاروا ما اختاره سبحانه تعالى، تولى جل وعلا إكمال الدِّين و اتمام الدِّين وكذلك حفظه، كما قال سبحانه و تعالى{اليوم أكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي و رضيت لكم الإسلام دينا}، وقال سبحانه و تعالى{إنَّ نحن نزلنا الذكر و إن له لحافظون}؟، وكما قلنا الأهم إنما هو حفظ هذا الدين و أصوله و قواعده، والتأصيل على المنهج الذي هو إتباع وحي الله سبحانه و تعالى بعد فهمه، وهذا هو العلم الذي يتبادر فرضه-وإن كان (العبادة به)، في قوله صلى الله عليه و سلم في الحديث الثابت بطرقه[ طلب العلم فريضة على كل مسلم] ، وقد أخذ البخاري رحمه الله من هذا العلم أخذ من قوله تعال{فاعلم أنه لا إله إلاَّ الله و استغفر لذنبك و للمؤمنين و المؤمنات}، أنَّ العلم قبل القول و العمل، ولا شك أن علم العقيدة والتأصيل، والولاء و البراء، وما يجب على العبد أن يدينالله به، إنما هو العلم الفرض، فاعلم أنه لا إله إلاَّ الله و استغفر لذنبك و للمؤمنين و المؤمنات، ولهذا بوَّب البخاري في صحيحه" بابٌ العلم قبل القول و العمل"، وهذا ما اهتم به سلفنا السابقون على الهدى والقرون المفضلة، أولهم المهاجرون والأنصار، ثم من اتبعهم بإحسان، ومن أولئك الأئمة المهديين من التابعين وتابعي التابعين، ومن أولئك إمام أهل السنة الإمام أحمد وتلاميذه وتلاميذ تلاميذه أو أصحاب تلاميذ الإمام أحمد، ومنهم هذا الإمام البربهاري-رحمه الله-صاحب هذا الكتاب و هو علم من أعلام أهل السنةو أئمة أهل السنة والجماعة"أبو محمد الحسن بن علي بن خلف البربهاري-رحمه الله تعالى- المتوفي عام(329هـ)" وهذا الإمام رحمه الله ألَّف هذا الكتاب وهو عبارة عن اختصار قد يكون فيه ما فيه من شِّدة الإختصار، وعدم الشرح و التوسع لإيضاح ألفاظه، لأجل أن يُلِمَّ بعقيدة أهل السنة و الجماعة، وربما تكفي الإشارة عن العبارة؟، وقد اهتم أهل العلم بهذا الكتاب أشد الإهتمام ، وكان وكان يتداوله أهل العلم و ينتفعون بعلمهو بتأصيله، مما ذكره من أحوال أهل السنة وأحوال أهل البدع، وعقيدة أهل السنة و الجماعة المُستقرأة من كتاب الله و سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم، ولا بُدَّ من البيان، لأن عقيدة أهل السنة و الجماعة وأصول دينهم إنما هي مُستقرأة من الكتاب و السنة، وقد نجد في كتب أهل السنة، سواء منها الأصول أو المراجع أحاديث و آثارأ قد لا (تفي) ، فيُشكل الأمر على طالب العلم أو على الداعي، وقد دَرَسَ أنه لا يجوز الحكم على ما يثبت من ناحية السند، ولأجل إيضاح كل هذا الأمر و الإشكال ، لابُدَّ من استقراء هذا الذي أشرتُ إليه، وهو أنَّ عقيدة أهل السنة و الجماعة و أصولهم إنما مبنية على الإستقراء، ولايتبنونها على آية واحدة أو حديث واحد، قد تبنى على ذلك، لكن (تجد) الأمة توارثت و اعتقدت هذه العقيدة واعتمدوا عليها، وقد يكون قام الإجماع فعلاً، وعقيدة أل السنة مجمعٌ عليها عامتها (يعني) قام الإجماع عليها، فضلاً عن مسألة النصوص والإستقراء و الأدلة الواردة في ذلك، فإذا جاء الحديث(و) كان في الأصول السابقة القديمة (في) عقيدة أهل السنة فإنها تُسْنَد الأحاديث التي لم تثبت و كذلك الآثار،وعند المتقدمين أنه إذا أحالك أو إذا ذكر السند العالي فقد أحالك، وبرأت ذمته فعليك ان تنظر في السند وتعرف أنَّ ذلك لا يثبت، أو أنه يثبت فتأخذ به و تبني عليه، وقد يكون مما يعتبر به، وقد يكون عند ذلك لم يثبت عنده، قد يثبت فيما بعد عند غيره، لكن لم يبني العقيدة على ذلك الحديث الذي فيف ما فيه من المقال، ولا الأثر أيضاً- الدين الآثار- قد تكون عشرات و لكن فيها مقال من حيث السند (كلمة لم تتضح عندي) وقد يكون لم يثبت عنده هذا الحديث أو الأثر، ولكن قد يثبت عند غيره، ويُوجد من الشواهد و يُوجد له مما يقويه، لكن إن لم يَكُنْ فإنها تتظافر و يُستأنس بها، ولا تعارض (مع) ما تُذكر تحته، وهذا ما يغفل عنه كثيرٌ من الناس سواءً في مصادر أهل السنة القديمة أو في المراجع التي التي اعتمدت على تلك المصادر، والمصادر هي الكتب الأساس التي هي الأصول المعتمدة عليها ؛ كتاب"السنة" للإمام أحمد هذا مصدر، "السنة" لعبد الله ابن الإمام أحمد، "الرد على الجهمية" للإمام أحمد هذا مصدر، كتاب الدارميفي" الرد على بشر المريسي" هذا مصدر ، "اعتقاد أهل السنة" لللالكائي هذا مصدر، كتاب"التوحيد" لإبن خزيمة هذا مصدر، (كلمات لم تتضح عندي) لكن هناك إنما هي مراجع وربما يدخل في هذا حتى كتب الشيخ محمد ابن عبد الوهاب-رحمه الله- هذا يجمع المادة و لكن من أين يجمعها و أين يرجع إليها، إلى المصادر فهو إذا أحالك على المصادر برأت ذمته، المصادر إذا أحالتك على الإسناد ذكرت الإسناد فقد أحالتك و برئة الذِّمة، و لكن المهم وهو الذي لم يفهمه كثير من الناس و لم يدركه هو أنَّ عقيدة أهل السنة و الجماعة لم تُبنى على تلك الآثار أو تلك الأحاديث، وأنه حتى لو ثبتت آثار و أحاديث و لو ثبتت في آخر الزمان، وليس كمن يقول بعضهم لا يرى التصحيح و لا التضعيف إلاَّ قديماً، وهذا قد حجر واسعاً ، وما فعل ذلك إلاَّ عن جهله، فإنها قد لا تُضيف جديد اللَّهم لإلاَّ من باب الإستئناس و التقوية، وإن كان الحديث منسوباً إلى النبي صلى الله عليه و سلم وقد ثبت فإنَّ ذلك يُجيز لنا النسبة إلى الرسول صلى الله عليه و سلم، أماَّ أن تُبنى عقيدة من الآن و بعد القرون الأولى فهخذا لا ينبغي لا يمكن، لأن الأصول المتقررة في ذلك الوقت و اعتقادها أولئك ، وهداهم الله سبحانه و تعالى بها، وحتى الذي كتب فيما بعد إنما استقرأ ما كان عليه الصحابة من عقيدة {فإن آمنوا بما آمنتم به فقد اهتدو} {ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى و يتبغ غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى و نصله جهنم و ساءت مصير}، فلا بد من الرجوع إلى عقيدة أولئك، وهم قد فهموا تلك العقيدة و عملوا بها، والذي يأتي من بعدهم إنما يُؤَصل على ما كانوا اعتقدوا، ومن هنا نعلم الخطأ (كلمة لم تتضح عندي) و الخطأ الفضيه، والخطأ السيىء الذي يعمد إلى كتاب في التوحيد ككتاب التوحيد للإمام المجدد محمد ابن عبد الوهاب-رحمه الله- ثم يستخرج أحاديث و آثار يظنها ضعيفة ، وقد لا سًسَلَمْ له، أو يظنها لم تثبت، فيعزلها وحدها كأنما يقول: ( أنظروا يا من تعتقدون ما في هذا الكتاب فأنتم بنيتم عقيدتكم على أوهام، وعلى آثار لم تثبت وعلى احتمالات؟!!!) ، هكذا يُسَاءُ إلى هذا الكتاب، والذي يفعل ذلك بأصول أهل السنة فإنَّما يُسيءُ إليهم لأنه يعزلها عن أسسها وعن أصولها ، و أنَّ الذي جيأ بها تحته و لم يعتمد عليها وإنما اعتمد عليه وجيأ لغرض و لفقه، فيأتي هو لعدم فهمه ، فيأتي بها لوحدها و يفردها، فيُسيء إلى هذه الآثار و تلك الأحاديث إذا كانت لم تثبت، ويُسيء إلى الكتاب الذي ايضا أخذه.
    فعندنا هذا الكتاب و هذه القواعد و الأصول لا بُدَّ منها، خصوصاً لطلاب العلم، وعندنا ÷ذا الكتاب من المصادر القديمة و إن كانت ليست من المصادر بمعنى الإسناد، واعتمد عليها أهل العلم من يوم البربهاري-رحمه الله-إلى اليوم، وقد حُقق الكتاب قبل هذه الطبعة التي هي تحقيق "الشيخ خالد بن قاسم الردادي-حفظه الله- " ، وذلك التحقيق تحقيق "القحطاني" تحقيقٌ مهلهلٌ لا يُعتمد عليه، وهذا التحقيق تحقيق جيِّد، وهذه طبعته الثالثة و لعله يُطبع بعدها و يُتلافى ما فيه من الأخطاء التي وقعت في الطباعة، ويُستدرك ما يُمكن استدراكه ويُضاف ما يُمكن إضافته-على كل حال-هذه الطبعة يُعتمد عليها وهي جيِّدة ، ونحن نقرأ في هذا الكتاب قراءة مُتأنية ولكن نحاول أن لا نقف كثيراً حتى ننتهي إن شاء الله من الكتاب مبكرً، و لانتوقف إلاَّ عندما لا بُدَّ منه من بيان عبارة أو تعليق على مسألة أو تصحيح، ونسأل الله سبحانه و تعالى أن يُعلمنا ما ينفعنا وأن يُبارك لنا في هذا العلم الشرعي، وأن يرزقنا و إيَّكم الإخلاض و حُسن القصد.
    وتفضل إقرأ بارك الله فيك...
    نعم اتفضل...
    لابد من الرجوع إلى المقدمات و الكلام الذِّي ذكره الشيخ و التحقيق و ترجمة المؤلف هذه كلها نتجاوزها و نبدأ من النص المُحَقَقْ، نعم.
    *** قال الإمام البربهاري-رحمه الله تعالى-/ الحمد لله الذي هدانا للإسلام ومن علينا به وأخرجنا في خير أمة فنسأله التوفيق لما يحب ويرضى والحفظ مما يكره ويسخط.
    التعليق/ يُشير إلى قوله تعالى (( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف و تنهون عن المنكر وتؤمنون بالله)). نعم.

    *** قال الإمام البربهاري-رحمه الله تعالى-/ اعلم أن الإسلام هو السنة والسنة هي الإسلام ولا يقوم أحدهما إلا بالآخر.
    التعليق/ يعني هنا الشيخ رحمه الله يُوضح على أن المقصود بالسنة وهو يوجه إلى كل من يقرأ أو يسمع ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم كله يُقال له السُنة ، والمقصود الكتاب والسنة ، يعني القرآن وسنة النبي صلى الله عليه وسلم ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم أشار إلى ذلك بقوله عليه الصلاة والسلام: [عليكم بسنتي وسنة الخلاف الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ] إلى آخر الحديث وهو حديث صحيح وإن تكلم فيه بعض أهل العلم لكن كما ذكر ابن رجب رحمه الله في جامع العلوم و الحكم ، لكنه حديث صحيح له طرقٌ متعددة وكان لي فيه بحثٌ جمعتُ فيه ثمانية طرق، ستة طرق يشهد بعضها لبعض، وطريقان لم يُسندا ، لم أعثر لهما على إسناد وهما عند الحاكم في المُستدرك، والحديث بطرقه صحيح وهو حديث عظيم يُعتبر من أصول الإسلام.
    والمقصود هنا بالسنة هي الإسلام والإسلام هو السنة ولا يقوم أحدهما إلا بالآخر. هذا يعني الكتاب و سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، وكلها يُقال لها السنة، وكما قلت قوله صلى الله عليه وسلم أو كما ذكرت قوله صلى الله عليه وسلم [عليكم بسنتي وسنة الخلاف الراشدين المهديين من بعدي] أن المقصود بها ما جاء به صلى الله عليه و سلم من الكتاب ومن سنته عليه الصلاة والسلام المُوضحة والمُفسرة والمُبينة للكتاب أو ما جاء بها من أحكام زائدة ، لأنه صلى الله عليه و سلم يقول [ألا إنني أوتيت القرآن و مثله معه] وثبتت نصوص -لم تكن في القرآن -في سنته صلى الله عليه و سلم و فيها أحكام ليست في القرآن، وقد أقسم عليها الرسول صلى الله عليه وسلم ، كما جرى في قصة العتيد المعروفة وهو أنه لما جاء أبو الولد العتيد الذي كان أجيرا وقد وقع على أمرأة مستأجر، جاء إلى الرسول صلى الله عليه و سلم يتحاكمان إليه و طلبا أحدهما أن يحكم بينهما بكتاب الله فأقسم الرسول صلى الله عليه و سلم ليحكمن بينهما بكتاب الله، ثم ذكر عليه الصلاة والسلام أن تغريب عام وهو الحكم على العتيد أنه يُجلد مئة ويغرب عام يعني الأجير، والمرأة بعثَ إليها من يرجمها، وتغريب العام ليس موجودا في القرآن وإنما زجر، فدلَّ هذا على أن سنة الرسول صلى الله عليه و سلم لأنه رسول الله أن فيها أحكام زائدة، وكل هذا في الحقيقة هي سنة النبي صلى الله عليه وسلم ، وكان خُلقه عليه الصلاة والسلام القرآن، والخلفاء ليس لهم سنة خلاف سنته عليه الصلاة والسلام ، وإنما قيل سنتهم لأنهم هم يتمسكون بسنته و يحملون الناس على سنته. نعم.

    *** قال الإمام البربهاري-رحمه الله تعالى-/ فمن السنة لزوم الجماعة و من رغب غير الجماعة وفارقها فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه وكان ضالا مضلا .
    التعليق / نعم ، الربقة هنا من الربق وهو عقد حبل يُعقدُ طرفاه ، يجمع طرفيه عقدة أو يجتمع طرفاه يجمعهما عقدة، فيبقى ما بينهما يُقال له الشَرَكَة، وهذه الشركة تُجعل في رأس الحيوان أو في عضو الحيوان في رجل الحيوان في يد الحيوان، تمسكه، والشركة التي تجعل في رأس الحيوان تطوِّق العنق ، وتحيط به وتمسك به ، فإذا هذا الحيوان أُمسك بالشركة حُفظ بإذن الله، لأنه يُجعل في مكان إما في داخل الدار أو في داخل البيت، وإما في مكان يكون فيه محروساً ، فلا يصل إليه (...) ولا يصل إليه الخطر، فكأنما الإسلام يُحيط بعنق المؤمن بعقيدته وبأحكامه وبأخلاقه و بكل ما جاء به، فيحفظه الله به كما يحفظ بتلك الشَركة التي تطوق عنق الحيوان فتمسك به حتى لا يذهب فيكون عرضة للهلاك ، ويذهب إلى الخطر، فكأنما الإسلام فيه من الأمان و فيه من الحفظ وفيه من الصيانة للإنسان الذي له أعداء، كما للحيوان أيضا كذلك أعداء ، فالإنسان الذي يخلع ربقة الإسلام هذا يكون لقمة سائغة للأعداء و يضل ويهلك ، ويتيه في وديان الضلال، فلا يجد حماية ولا رعاية، هذا إذا خلع ربقة الإسلام من عنقه، أمَّا إذا وضعها في عنقه وإنقاد لها فإنه محفوظ بإذن الله.نعم. وهنا قال بلزوم الجماعة ، يعني أن لذي لا يكون قد خلع ربقة الإسلام فإنه يلزم الجماعة، ولا يرغب عنها ولا يفارقها، إذن الحكمة و الحبل و الشركة القوية التي تمسك بالإنسان فتحميه من الخطر ، وتجعله لا يتعرض للضرر، ويكون في حماية إنما هي الجماعة ، والجماعة هي أهل الإسلام ، وإن الإسلام هو الجماعة والجماعة هي الإسلام، بمعنى أن الناس لا يجتمعون إلا على الإسلام ، وأنه لا تكون جماعة إلا إذا كانت جماعة الإسلام ، وأن جماعة الإسلام على خلاف جماعة الجاهلية، تجتمع على إمارة ، والإمارة لا بد لها من سمع وطاعة، ولهذا أجمع العلماء أنه لا إسلام إلا بجماعة، ولا جماعة إلا بإمارة، ولا إمارة إلا بسمع و طاعة، ولهذا قال صلى الله عليه و سلم [ أبغض الناس إلى الله ثلاثة: ملحد في الحرم، و مبتغي في الإسلام سنة الجاهلية، ومطلبٌ دم امرء مسلم بغير حق ليهريق دمه-أو ليريق دمه بغير حق-]، وقد قال صلى الله عليه و سلم [من مات و ليس في رقبته بيعة مات ميتة جاهلية] ، لأن الجاهليين ليست لهم جماعة ولا يعترفون بإمارة، ولهذا لما ذكر الفرق صلى الله عليه و سلم ذكر لما يفترق أهل السنة و أهل الإسلام فيه معهم، فقال[هم الجماعة] ، ويقول أهل العلم : متى ما ذكرت الجماعة فالمقصود بها الإمارة، وإذا ذكر الإمام فالمقصود به الجماعة، ولهذا قال لحذيفة عندما سئله في الحديث الطويل [كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه و سلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني ] في آخر الحديث قال له : [ما ترى لي يا رسول الله إن أدركني ذلك] عندما أخبره أنه ثمة دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها ، فوصفهم له وقال [هم قوم من بني جلدتنا يتكلمون بألسنتنا] إلى آخر الحديث، قال صلى الله عليه و سلم [تلزم جماعة المسمين و إمامهم]قال:[فإن لم تكن لهم جماعة و لا إمام] قال [تعتزل تلك الفرق-أو تجتنب تلك الفرق- ولو أن تعض على أصل شجرة حتى يأتيك الموت و أنت على ذلك] إي نعم، الجماعة هو من كان على الحق وإن كنت وحدك، كما قال ابن مسعود رضي الله عنه.نعم.
    يقول هي التي فيها في الحقيقة الحفظ، كما له علاقة بالربقة هنا، يقول عبد الله بن المبارك رحمه الله:
    أن الإمام حبل الله فاعتصموا منه بعروته الوثقى لمن دان
    لولا الأئمة لم تأمن لنا سبل وكان أضعفنا نهبا لأقوانا
    فاعتصموا منه بعروته الوثقى لمن دان: يعني تمسك بالسنة، ولمن طوق عنقه الإسلام. نعم.

    *** قال الإمام البربهاري-رحمه الله تعالى-/ والأساس الذي تبنا عليه الجماعة وهم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم رحمهم الله أجمعين وهم أهل السنة والجماعة فمن لم يأخذ عنهم فقد ضل وابتدع وكل بدعة ضلالة والضلال وأهله في النار
    التعليق / هنا يشير إلى قوله صلى الله عليه و سلم[ كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار] وهو آخر الحديث الذي ذكرناه وهو قوله صلى الله عليه وسلم [عليكم بسنتي و سنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي]. نعم.
    [قول الإمام البربهاري –رحمه الله- على الصحابة (رحمهم الله أجمعين)] رحمهم لا يرتب عليه كبير ، لكن ينبغي أن يلتزم ما هو معروف أنه يترضى عن الصحابة وذلك مأخوذ من كتاب الله ، فالأولى أنه يترضى عنهم و يترحم على من عداهم ، ولا شك أنهم هم أصل أهل السنة والجماعة وهم الميزان في الإتباع وهم السلف:
    وخير الأمور السالفات على الهدى*** وشر الأمور المحدثات البدائعُ
    ومن خالفهم لا شك أنه قد ضل و ابتدع، وأنه حينئذ عرضة للعقوبة و العذاب، وعمله مردود عليه كما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم [من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد]، [من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد ] لفظان أحدهما دلالة على الإسلام الباطن، وهو( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه)، والثاني (من عمل عملا ) أي الإسلام الظاهر أي عمل الجوارح.

    *** قال الإمام البربهاري-رحمه الله تعالى-/ قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه لا عذر لأحد في ضلاله ركبها حسبها هدى ولا في هدى تركه حسبه ضلاله فقد بينت الأمور وثبتت الحجة وانقطع العذر.
    التعليق / هذا بالنسبة لليوم الذي أكمل الله فيه الدين والوقت الذي نزل فيه عمر رضي الله عنه في الصحابة ، ولمن أيضا كذلك إطلع على هذا البيان، وعلمه وكان على علم، فهذا لا شك لا عذر له في ضلالة يركبها، ولاشك أن الضلالة ليست بدين، لكن قد يأتي على الناس زمانٌ يجهلون فيه شرائع الإسلام ، وهذا ما جائت فيه النصوص التي تدل على التجديد، وتدل على أن الإيمان يرجع من حيث انتشر، وهو المقصود به العلم، ويدل لذلك قول سيد الخلق صلى الله عليه و سلم [يبعث الله على رأس كل قرن-أو مئة عام- لهذه الأمة من يجدد لها دينها] ولهذا قيل للشيخ محمد بن عبد الوهاب –رحمه الله- و لغيره من أئمة الإسلام أنهم مجددون، فليس معناه أنهم أتو بدينٍ كما يفعل الترابي أو كما يفعل سلمان العودة أو عائض القرني أو إلى آخر هذه المنظومة السياسية، أو القرضاوي الذين يقرضون الدين بأيديهم و بأرجلهم وبأسنانهم وبكلامهم وهم ساسة، فهؤلاء لا يعتبرون مجددين للدين بل هم هادمون للدين حقيقة يعني، والمجددون حقيقة لا يأتون بشيئ من عند أنفسهم، لا يجددون الدين من عند أنفسهم، كما يقول الترابي: (نريد أن نجدد الفقه!) أو أي أحد من المنظومة التي أشرنا إليها ، تاريخها مبتور و مقطوع عن الإسلام من تاريخ دعوة (حسن البنا) ثم جاء من بعد ذلك من تأثروا بتلك الكتب ، وجمعوا ضلالات الفكريين السياسين ومن يسمون بالإسلاميين إنما قامت على ذلك المنهج الذي وضعه لها (البنا) وهو ما يسمى بالشخصية الآثرة كما ذكر ذلك صاحب كتاب (الأصولية في العالم العربي)، ويشهد أصحاب تلك التنظيمات ومنهم (علي عشماوي) في التنظيم السري أن جميع الجماعات المفسدة وأصحاب الفتنة إنما خرجوا من تحت عباءت الإخوان المسلمين وهذه حقيقة، فهؤلاء لا يقال لهم أنهم مجددون حقيقة، وإنما هم مفسدون نسأل الله أن يكفينا الدين شرهم، وأن يُقيض حماته للتصدي لهم، ليبقى جديدا ناصعا كما نزل وكما أراد الله، ليعمل من يريد أن يعمل ويتقرب إلى الله سبحانه و تعالى على بصيرة، ويكون على هدى مستقيم، فالشيخ محمد بن عبد الوهاب و المجددون إنما يأتون حينما يذهب الناس الدين ، وقد قال الرسول صلى الله عليه و سلم [إن الإيمان ليأرز إلى المدينة] ، والإيمان العلم كما قال صلى الله عليه و سلم كما في الصحيح في البخاري وغيره [ لو كان الإيمان بالثرية لناله رجال ...] والإيمان العلم ، نعم. يقول الرسول صلى الله عليه و سلم [إن الإيمان ليأرز إلى المدينة كما تأرز الحية إلى جحرها] وفي رواية [فيما بين المسجدين] فهذا هو المقصود أنه لا عذر لأحد في ضلالة ركبها حينما يكون الدين جديدا، ظاهرا ، واضحا، معلوما عند الناس، أما حينما يجهل الناس ولا يدرون فإنه حينئذ قد يكون لهم العذر ، وقد يُعذرون، وإن كان ما يأتونه ضلال، فالضلال ضلال، و يُفصل بينه و بينهم هم، قد لا يكونون آثمين ولا (يكفرون) حتى تقوم عليهم الحجة لقوله سبانه و تعالى {وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا} أي نعم ، أما من قامت عليه الحجة ، من علم ما يشير إليه عمر رضي الله عنه وهو في آخر كلامه يبين و يوضح، فإنه لا عذر له لا شك في ذلك وهو غير معذور، نعم.
    *** قال الإمام البربهاري-رحمه الله تعالى-/ وذلك أن السنة والجماعة قد أحكما أمر الدين كلِه وتبين للناس فعلى الناس الاتباع. واعلم رحمك الله أن الدين إنما جاء من قبل الله تبارك وتعالى لم يوضع على عقول الرجال وآرائهم وعلمه عند الله وعند رسوله فلا تتبع شيئا بهواك فتمرق من الدين فتخرج من الإسلام فإنه لا حجة لك فقد بين رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمته السنة وأوضحها لأصحابه وهم الجماعة وهم السواد الأعظم والسواد الأعظم الحق وأهله فمن خالف أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في شيء من أمر الدين فقد كفر .
    التعليق / لما قال (من أمر الدين) هذا صحيح ، لأنه يقصد به الأصول و الأسس، وكما أشرنا الإسلام له صنو ومنارة كما قال الرسول صلى الله عليه و سلم [إن هذا الإسلام له صنو و منارة] المقصود من الشيخ هنا-وإن كان يحتاج المعلق أو المحقق حفظه الله تعليقه هذا لعله محل نظر- أقول قد يلا حظ المحقق حفظه الله عدم استدراكه على الشيخ والأولى أن يُقال مقصود الشيخ هو إذا خالف المخالف في الأصول ، وكما قال في تعليق بعده لعل الشيخ يقصد كذا في الصفحة التي بعدها، وهناك كلام الشيخ أو المحقق في محله ، أما هنا فلعله يكون محل نظر.(هنا فراغ قدر 10 ثواني) من أصول الشريعة و لابد من القول به، ولكن بشرط أن لا يوجد النص ولهذا الشافعي قال: لا قياس مع و جود النص، والإمام أحمد قال عنه أنه مثل الميتة، يعني لا يُصار إليه إلا عند الضرورة، والضرورة ماسة ، إما أن يغتمد على الرأي، و إما أن يعتمد على الإستنتاج من الأدلة و من النصوص، ونجد في كلام الله و في كلام الرسول صلى الله عليه و سلم ما يؤيد ذلك وما يدل له، فلا بد من الإنتباه، ليس المقصود آراء الرجال ، آراء الرجال المجردة، وآراء الرجال الذين –مثلا- حكمُوا عقولهم في الدين كما أشرنا إليهم قبل قليل، وهم يزعمون أنهم دعاة وأنهم ينصرون الدين، وهم يهدمونه في الحقيقة. نعم.
    والسواد الأعظم فيه من يقول أنهم المسلمون، وهذا ليس بصحيح، المسلمون ليس هم جهال المسلمين وإنما المقصود بهم الصحابة، وأهل العلم وأهل الحق ، وليس المقصود بهم فقط كثرة العدد و الناس و لو جهلوا دين الله، كما يحتج الخرافيون في ذلك، لا.

    *** قال الإمام البربهاري-رحمه الله تعالى-/ واعلم أن الناس لم يبتدعوا بدعة قط حتى تركوا من السنة مثلها فاحذر المحرمات من الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة والضلالة وأهلها في النار . واحذر صغار المحدثات من الأمور فإن صغار البدع تعود حتى تصير كبارا وكذلك كل بدعة أحدثت في هذه الأمة كان أولها صغيرا يشبه الحق فاغتر بذلك من دخل فيها ثم لم يستطع الخروج منها فعظمت وصارت دينا يدان بها فخالف الصراط المستقيم فخرج من الإسلام
    التعليق / نعم، هذا بالنسبة لمن خرج من الإسلام كما وجه الشيخ هنا ، وبالنسبة لكون البدعة تبدأ صغيرة هو الأمر المهم الذي ينبغي أن نتنبه إليه، إذا وجدت تعديلا مهما دقَّ في منهج أهل السنة و الجماعة فافهم أنه سيؤول إلى البدعة، و إلى الفتنة لا محالة، وإلى التقاتل إن استمر صاحبه و صارت له شوكة، وأنه يُفسد إفسادا عظيما لا يعلمه إلا الله، وأن صاحبه لا بُدَّ و أن يتدين به ويكون مبتدعا شاء أم أبَا، وإذا لم يتدين به وهو خطأ ، وأصوله هي أصول أهل السنة و الجماعة ، وتأصيله على تأصيل أهل السنة و الجماعة، ويتمسك بالكتاب و السنة، فهذا إن و قع في خطأ سواء كان الخطأ في الأصول أو في الفروع لا يُخرجه من السنة، ولا يُخرجه من أهل السنة، ولا يُحكم عليه بالبدعة حتى يتدين و يتقرب، ويوالي و يُعادي ، فإذا والَ وعادَ عُرف بذلك يقينا أنه مبتدع، وأنه صاحب بدعة ، وبدعته هذه ستأدي إلى المشاقة، وستأدي إلى الفتنة ، وستأدي إلى هدم الإسلام، وستأدي ربما إلى الدماء و القتال، لأنه لا يمكن أن تكون البدعة و يتركها الإسلام، ولا يمكن أن يأتي الناس إلى البدعة على أنها حق، ولا يجمعون بين الحق و الباطل إن كانوا أهل حق، وبهاذا تعرفون أن أناسا يعيشون بين أظهرنا، و ربما اختط لنفسه طريقا و سلوكا فتجده يوالي و يُعادي عليه، فهذا كما ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية وهو أقول إستقراء منهج أهل السنة و الجماعة، ولا أخالُ أن خلافا فيه، فهو شاء أم أبى و رغم أنفه هو مبتدع. إذا والَ وعادَ، وكم نرى ممن يوالون و يُعادون على مناهجهم و على سلوكياتهم، ولا يُدافع عنهم ربما بعض أهل السنة و يرون أنهم لم يبتدعوا ، وبهذا الميزان و ما ذكرته عن شيخ الإسلام ابن تيمية و هو أنه إذا والَ و عادَ خرج إلى البدعة ويُحكم عليهم بالبدعة وهم أهل فتنة، و ربما سيصلون إلى سفك الدماء، طال الوقت أم قصُر، وستعود بدعتهم وإن بدأت صغيرة ستعود كبيرة، وتكون ماحقة ومدمرة، فلينتبه إلى هذا.

    *** قال الإمام البربهاري-رحمه الله تعالى-/ فانظر رحمك الله كل من سمعت كلامه من أهل زمانك خاصة فلا تعجلن ولا تدخلن في شيء منه حتى تسأل وتنظر هل تكلم فيه أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أو أحد من العلماء فإن وجدت فيه أثرا عنهم فتمسك به ولا تجاوزه لشيء ولا تختر عليه شيئا فتسقط في النار .
    التعليق / نعم، هذا أمر مهم جداً، الله المستعان هذا في زمنه، في زمنه رحمه الله فما بالك بزمننا، والحديث الصحيح في صحيح البخاري أنه [ما يأتي على الناس زمان إلا و الذي بعده شر منه]، نسأل الله السلامة و العافية، أو كما قال صلى الله عليه و سلم، إذن فليعتبر بكلام هذا الإمام في أيامه وهو يشاهد ما يشاهد، ويرى الفتن، وارجعوا إلى ترجمته ماذا لاق من أهل البدع، وتوفي رحمه الله على تلك الحال.نعم. وهنا في الصفحة التي قبلها (.6) ، قال (لا عذر لأحد بعد السنة بضلالة ركبها) فلتصحح، وهناك بعض الأخطاء المطبعية في المقدمة لعلها تصحح فيما بعد، تفضل بارك الله فيك.

    *** قال الإمام البربهاري-رحمه الله تعالى-/ اعلم أن الخروج عن الطريق على وجهين أما أحدهما فرجل قد زل عن الطريق وهو لا يريد إلا الخير فلا يقتدى بزلته فإنه هالك
    التعليق / يقصد به رحمه الله أنه مخطئ ، بدليل كلامه الذي قبله،يقصد أنه مخطئ يعني من أخذ بخطئه هلك لا شك في هذا من تعمد الخطأ، أم هو فقد يكون مغفورا له معفوا عنه لأنه ما قصد هذا، لكن لا يقتدى به في ذلك .

    *** قال الإمام البربهاري-رحمه الله تعالى-/ ورجل عاند الحق وخالف من كان قبله من المتقين فهو ضال مضل شيطان مريد في هذه الأمة حقيق على من عرفه أن يحذر الناس منه ويبين لهم قصته لئلا يقع في بدعته أحد فيهلك .
    التعليق / الله المستعان، هاذا الآن لو قيل فلان شيطان مريد يمسك الناس بهذه الكلمة ويتركون الحق ، ويتركون ما يقوله، ولكنه كذلك ، كذلك نحن نجد في كتاب الله كيف الله سبحانه و تعالى يقرن بين الشيطان و بين المبذرين...، كذلك الرسول صلى الله عليه و سلم له من الكلام من هو أقوى من هذا ، وأيضا السلف كانوا يحذرون من أهل البدع و يقولون عنهم الكلام الشديد ، ولو أننا رجعنا إلى القرآن لوجدنا أن الضلال و الإنحراف و ترك السنة و ترك الحق أنه اتباع لخطوات الشيطان، وأن الذي يأمر به هو الشيطان و ليس الرحمن ، وأن الأهواء من الشيطان، وأنه يقال عن الذي يُضل الناس ، والرسول صلى الله عليه و سلم ذكر أن السُبل التي هي غير السبيل الواحد و هو سبيل رب العالمين التي تأخذ بالناس ذات اليمين و ذات الشمال، أن على كل سبيل منها شيطان يدعوا إليه، والإنسان قد يقال له أيضاً شيطان ، شياطين الإنس و الجن، هذا المبطل الذي يدعوا إلى الباطل و الذي يدعوا إلى البدعة هذا شيطان فعلاً، فيعني ما يُستغرب هذا الكلام أو يُقال تشدد أو إذا تكلم شخصٌ، هذه شنشنة أعرفها من أخزم، يُريدون أن يصرفوا الناس عن الحق، وعن أهل الحق لتشويههم، وإلاَّ فهذا أسلوب سلفي، وأسلوب يعني عليه قواطع من كتاب الله و سنة رسوله صلى الله عليه و سلم و من كلام السلف الذين تأثروا بالكتاب وبالسنة وبأئمة الإسلام، فلينتبه إلى هذا ، ما جاء إليه وقال هذا شيطان ، أما إذا أبدأ صفحته أما إذا دعى الناس إلى الضلال ، أما إذا كان يقودهم إلى الشر ، ومن أئمة الضلال فهذا على حسبه حتى لو يكون وثنيا يقال له وثني، ولو كان طاغوتا يُقال له طاغوت ، وإذا كان عمله يعني عمل الشيطان يُقال له أيضا كذلك شيطان ، { شياطين الإنس و الجن يوحي بعضهم لبعض زخرف القول غرورا} وهكذا، الخوارج الرسول صلى الله عليه و سلم قرنهم بالدجال لأنه هو(...) هو أخوهم هو زعيمهم يخرجون معه فيقتلون المؤمنين، لقوله صلى الله عليه و سلم [كلما خرج لهم قرن قُطع، خرج آخر فقطع، خرج آخر فقطع، خرج آخر فقطع - قال الراوي عددت إلى عشرين - حتى يخرج في عراضهم الدجال] ، نعم ، وذلك لحماية الشريعة ولنصح الأمة،
    وقال لك لا بد أن تذكر الحسنات و السيئات؟!! يريدون من وراء ذلك أن يُسلكوا أهل البدع وأن يُلبسوا الحق على أهله، ومناهج باطلة فاسدة يجب أن يُحذرمنها ويُحَذر.نعم.

    *** قال الإمام البربهاري-رحمه الله تعالى-/ واعلم رحمك الله أنه لا يتم إسلام عبد حتى يكون متبعا مصدقا مسلما فمن زعم أنه قد بقي شيء من أمر الإسلام لم يكفوناه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد كذبهم وكفى بهذا فرقة وطعنا عليهم فهو مبتدع ضال مضل محدث في الإسلام ما ليس منه . واعلم رحمك الله أنه ليس في السنة قياس ولا تضرب لها الأمثال ولا تتبع فيها الأهواء بل هو التصديق بآثار رسول الله صلى الله عليه وسلم بلا كيف ولا شرح ولا يقال لم ولا كيف
    التعليق / هذا يُقصد به أنها تُأخذ يعني و لايذهب إلى الأقيسة ولا يذهب إلى الإمتحان مثلا بمعاني لم يدل لها النص، (بل) يُؤخذ بظاهرها و يُعمل بها على ظاهرها على ما هي عليه، ومع وجود السنة فلا قياس إذا كان المقصود به القياس ، إذا جاء نهر الله بطل نهر معقل، إذا جاء النص جاء الدليل فالإتباع هو الأخذ بالدليل، أو الحق هو الأخذ بالدليل، ومن عدل عنه أو ذهب يضرب له الأمثلة أو الأقيسة فقد ضلَّ و لعب بدينه، وإنما عليه أن يتبع، وليس مقصوده أنه إن لم يُوجَد له الدليل و لم يُوجد الحجة في الشرع أنه لا يجتهد ويسعى و يحرص في معرفة الحكم الشرعي، وكل ما أُخذ من الشرع و فُهم منه فإنها حجة شرعية، أو هي تسمى علما أيضا كما قال عبد الرحمن بن عوف رحمه الله حينما استشار عمر بن الخطاب رضي الله عنه المهاجرين و الأنصار ثم عزم على العودة إلى المدينة بالناس ، لما أُخبر أن طاعون عمواس قد فشى في الشام، وكان متغيبا عبد الرحمن لبعض شأنه فقال إنِّ عندي علما من رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم أخبر عمرا رضي الله عنه أنه سمع من رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال [إذا وقع وباءٌ و أنتم بأرض فلا تخرجوا منها ، وإذا وقع ولستم فيها فلا تقدُموا عليها] فحمد الله عمر وأثنى عليه، هذا علم، و الكتاب علم، ويُقال علم أو حُجَّة فيما أُصيب من الشرع، كما كان الإمام أحمد رحمه الله و هو يُعذب على القول بخلق القرآن كان يقول أعطوني أثارةً من علم أقضي بها. نعم. (إجابة عن إشكالات حذفت مني ).

    *** قال الإمام البربهاري-رحمه الله تعالى-/ فالكلام والخصومة والجدال والمراء محدث يقدح الشك في القلب وإن أصاب صاحبه الحق والسنة .
    التعليق / يعني مثل ما ذكر في الفقرة التي قبلها، يعني كونه يقول لماذا و كذا و يأتي بالمنطق الذي دخل على المسلمين من اليونان، ويأتي بالفلسفة، هذه كلها معروف تشنيع السف على هذا الصنف من الناس، ولا دخل الدخيل على الإسلام وأهله إلاَّ عن طريق تلك السلوكيات.

    *** قال الإمام البربهاري-رحمه الله تعالى-/ واعلم رحمك الله أن الكلام في الرب تعالى محدث وهو بدعة وضلالة ولا يتكلم في الرب إلا بما وصف به نفسه عز وجل في القرآن وما بين رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه فهو جل ثناؤه واحد ليس كمثله شيء وهو السميع البصير
    التعليق / يدخل في هذا أسمائه سبحانه و تعالى وصفاته، وما يتعلق بربوبيته و ألوهيته ، كل ذلك وصفٌ على الدليل، الله أعلم بنفسه ، ويأتي رسوله صلى الله عليه و سلم وهو أعلم بربه سبحانه و تعالى ، فما لم يأتي عن الله أو عن رسوله صلى الله عليه و سلم هنا يسع الوقف، ولا يجوز للمسلم أن يتجاوز حدود الكتاب و السنة وعلى الإيمان المطلوب منه، ويتوقف عنده، وإذا أدرك المعاني أو لم يدرك المعاني فهو يؤمن بها ، وهناك حدود يقف عندها ، مثل مثلاً أن يُدعى الله سبحانه و تعالى بأسمائه و بصفاته ولا يُتجاوز أن يُدعى بغيره {و لله السماء الحُسنى فادعوه بها، وذروا الذين يُلحدون في أسمائه} فإنهم إذا تعدو الأسماء أو الصفات التي ثبتت في الكتاب ، أو التي أثبتها الرسول صلى الله عليه و سلم ، يكونون قد ألحدوا ولا يجوز حينئذ أن يُدعى الله سبحانه و تعالى بدون أن يُعرف أن هذا اسمه أو هذه صفته لأنه أمر بأن يُدعى بأسمائه و بصفاته سبحانه و تعالى ، ومن هنا يُعلم جهل و خطأ من قال في مُحاضرة قريبة وهو يُنادي الله سبحانه و تعالى بقوله: (يا أنت يا أجمل الأسماء في خلدي***ماذا أعرف من متن ومن سند) في محاضرة :(أما بعد) التي ألقيت في الرياض فأولاً: الضمائر لا تُنادى لأن الضمائر إنما هي كناية عن الذات، فلا تُنادى وهاذا معيبٌ في اللغة العربية ولا يَعرف العرب ذلك فهو باطل وفاسدٌ من الناحية العربية.وثانياً: لا يُنادى إلاَّ العَلم، لا يُنادى إلاَّ الإسم أو الصِفة، والله لا يُنادى إلاَّ بأسمائه و بصفاته، فإذا نداه بـ:(أنت) وهي ضمير مخاطب، فإنه يُلحد حينئذ في أسمائه و صفاته، ومع الأسف لجهل الناس عندما استدركنا عليه جهلون حتى ذكرنا فتوى للجنة الفتوى و على رأسها الشيخ عبد العزيز ابن باز والشيخ عبد الرزاق عفيفي رحمهم الله، وما ندري لعلهم لا يزالون يصرون على الباطل، ويعتبرون أن قول هذا الرجل لثقتهم به، وهو ينادي الله سبحانه و تعالى بأنت، كما تقول الصفية (هُو) وأن (هُو) إسم الله الأعظم وأنه أعرف المعارف، وأنه يُدعى به، وإذا سُئِل به أعط وإذا دُعي به أجاب!!!، يعني هذه المخرقات وهذه الجهالات ما يُصْغى إليها، لابُد من الوقوف عند الأدلة وعند النصوص ، وهذه هي السلامة وإلاَّ فيهلك الإنسان من حيث لا يشعر، نعم.

    *** قال الإمام البربهاري-رحمه الله تعالى-/ ربنا أول بلا متى وآخر بلا منتهى يعلم السر وأخفى وهو على عرشه استوى وعلمه بكل مكان ولا يخلو من علمه مكان .
    التعليق / نعم، ربنا أول بلا متى وآخر بلا منتهى يعلم السر وأخفى، يعني الله سبحانه وتعالى يقول {هو الأول والآخر والظاهر و الباطن}، ورسول الله صلى الله عليه و سلم في دعائه الذي في الصحيح [ اللهم أنت الأول الذي ليس قبلك شيئ وأنت الآخر فليس بعدك شيئ، وأنت الظاهر فليس فوقك شيئ، وأنت الباطن فليس دونك شيئ] هذا يدل على أن الأوليَّة كالآخريَّة أو مثل الآخريَّة أنها صفة ذاتية لله سبحانه وتعالى ، الأوليَّة بمعنى الذي ليس قبله شيئ كما فسر بذلك الرسول صلى الله عليه و سلم[اللهم أنت الأول فليس قبلك شيئ]، والآخريَّة الباقي سبحانه و تعالى لأنه قال [الذي ليس بعده شيئ]، فهو الباقي، وهذه صفة ملك ، وصفة غنى، وبها وبأمثالها و بتوحيد الربوبية يستحق سبحانه و تعالى توحيد العبادة، وهو صرف العبادة من العباد المكلفين لله سبحانه وتعالى وحده، ولو لم يكن لما استحق ذلك وهو وغيره سواء، ولكن بهذه الصفة وبهذا الغنى وبكونه لا يساويه أحد ، أو شيئ من مخلوقاته، عُرف بهذا الدليل، وهذه الحجة القاطعة وهو التوحيد العلمي الإستدلالي أنه سبحانه و تعالى هو المستحق للعبادة وحده، وبهاذا تعلمون أن الذي يُناديه سبحانه و تعالى وهو يظن أنهُ يمدحهُ فيقول بأنه كتب البقاء لنفسه، أنه يسبه، أنه يسبُ ربه سبحانه وتعالى، ولا يقصد بل لا نشك أنه لا يقصد، أما لو قصد لكانت هذه قاصمة الظهر نسأل الله العافية والسلامة، ولكن ما يبلغ الأعداء من جاهل ما يبلغه الجاهل بنفسه بجهله، ما يُفرق بين صفة الله الذاتية و بين الصفة الفعلية، ولا يفرق بين الصفة الذاتية المحضة، وبين الصفة التي لها جانبان؛ جانب ذاتي كصفة الكلام والرحمة، وجانب فعلي، لا يُفرق بينهما، فجهله وعدم توفيق الله سبحانه و تعالى له أوقعه في هذا المأزق، الذي تكاد تنشق له الأرض وتخر الجبال هداً، وهو أنه كون يَسُبُ ربَهُ، فيتنقص ربوبيته، ويطعن في ألوهيته، لأنه إذا قال بأن الله سبحانه وتعالى كتب له البقاء وهذا يعني- تعالى الله عما يقوله الجاهلون – يعني أنه لولم يُكتب لهُ لما كان باقياً، وهذا تنقصٌ لربوبيته، وطعنٌ في ألوهيته على أنه لا يستحق العبادة- تعالى الله عما يقول الجاهلون-، فوقع في هذا الأمر العظيم فيقول ( كتبت لك البقاء فدمت حيا***قديرا و مالكا والكل فَانٍ) في كتابه(لحن الخلود) ومع الأسف فهذا يُطبع إلى الآن ومن سنين طويلة، وآخر ما رأيت من الطبعات في عام (1422هـ)، وربما بعد ذلك وفيه هذا السب لله سبحانه و تعالى، والشيئ الذي يؤسف و يحزُ في النفس، و يُدمي القلب و يُدمع العين، أن هاذا الرجل الذي أراد التصَدُّر مع جهلٍ لا يُحسد عليه بحيث لا يدري ما يخرج من رأسه، مستمرٌ في نثر أخطائه و في اعتدائه على الله، واعتدائه على الإسلام وتضليله للأمة، وكأنه لم يفعل شيئ، حتى لو بُيِّن لهُ، وحتى لو رُدَّ عليه، حتى لو كان هو ومن يتبعهُ ومن هو مناصرٌ له، ومن هو مخدوعٌ به، مع الأسف تجدهم يُجهلون من ينصحْ لهم ومن يُبين لهم ومن يدعوهم إلى التوبة الصحيح ، وإذا حصل منهم ووجد شيئ مما ينظر إليه الناس به بسبب هاذا الذي ذُكر عنده، وإذا به يُراوغ و يُغالط، ويُجمل وتُبت، لا يُسمي الشرك باسمه، ولا يذكر أين تاب ومتى تاب وماذا بيَّن، ولا يُسمي الشرك باسمه ، ولا يُسمي وسائل الشرك باسمها، ولا البدعة باسمها ، ولا الخرافة باسمها، ولا...، يعني أمر عجيب! عجيب! ما رأينا مثل هؤلاء البشر! وهو دليلٌ على رقة الدين، وعلى عدم الخوف من الله سبحانه و تعالى، وأنَّ القلب لا يوجل ويخاف من الله سبحانه وتعالى، حينما تنتهك حرماته، وحينما يلعب بدينه، وحينما يُشرك حتى في توحيد الربوبية كما مر معنا في هذا البيت، ويُجوز أن يُعبد من لا يصلح للعبادة أو يقول عن ربه لا يصلح للعبادة، أو يُجوز أنه يعبد من كان حادثاً ولا يبقى، ولو لم يكتب إلاَّ بعد أن كتب البقاء لنفسه!، ولو لم يكتب البقاء لنفسه لما كان باقياً!، وهو يشتمه ويشتم الله ويسبه، ومع ذلك هاذا لا يُحرك عندهُ ساكناً، ولا يجعله يخاف من الله سبحانه و تعالى، ولا يجعله يراجعون أنفسهم، ولا يجعله يتبرأ ، ولا يجعله يتحلل، ولا يجعله يسكت أيضا ويقف عند حدٍّ، إنما تجدهُ يتكلم و يهيم في كل وادٍ نسأل الله السلامة و العافية، نعم.
    قوله (على العرش استوى) من يُجيبنا على ما معنى على العرش استوى؟ نعم ، استواء يليق بجلاله، يعني أهل السنة لهم في هاذا أربعة ألفاظ ، هذه كلها تليق بالله سبحانه و تعالى وهي: ( علا - ارتفع - صعد – استقر ) ، هذه الأربعة كلها تدُلُ على عُلو الله سبحانه و تعالى ، بأنه علو خاصٌ بالله على شيئ خاص، والشيئ الخاص هو العرش، وهو سبحانه و تعالى مع علوه كما يقول أهل العلم ( جميع الخلق مفتقرٌ إليه- وهاذا ما يمكن أن يفهم من قوله تعالى: {الله الصمد} - مفتقرٌ إليه و محتاجُ إليه الخلق من العرش إلى الفرش )، لأن أعظم المخلوقات العرش، وأعلى المخلوقات-أيضا- هو سقف جنَّة عدن هو العرشوالله سبحانه و تعالى قد علا على العرش، ولا يلزم من ذلك المعاني الفاسدة التي يفهمها المبتدعة، أو ينفون عن الله ما أثبته لنفسه بحجة أنهم يُنزهونه، على حدِّ الآية السابقة {ليس كمثله شيئ و هو السميع البصير} وهذه المعاني الأربعة كلها تليق بالله، لأنك إذا قُلت: علا على العرش فهو عال عليه، وهو غني ، وأنت في عقيدتك و الكل على أن الله غني عن مخلوقاته، ولكنه علا على العرش، إذا قُلت ارتفع هو ارتفع على العرش، وإذا قُلت صعد هو صعد أيضا على الرعش، يعني عالي على العرش، إذا قلت استقر، فإذا استقر الشيئ على الشيئ فهو عالٍ عليه أيضا، يتفق مع المعاني الثلاثة، وهوعال عليه، نحن الآن –و لله المثل الأعلى- مستقرون عالون على هذه الأرض، وعلى الفراش الذي نحن عليه، فهذه الأربع المعاني كلها تليق بالله سبحانه و تعالى، لكن ما هي الخلاصة نحن ما نحفظ -أ-ب-ج-د- فقط، يعني محفوظات هكذا لا نتدبر فيها، وإلاَّ فما الفرق أنك تثبت لفظيا ولكن لا تفهم ، ولا تتفقه، ولا هنا معان تفهمها أنت على خلاف المبتدع، إذا قال المبتدع و قد يأتي و يقول لك أنا أحفظ من كلام الشيخ محمد ابن عبد الوهاب، و الشيخ عبد العزيز ابن باز، أو الشيخ ابن عثيمين، أو من أي كتاب يقرؤه عند أهل السنة، ما تقوله أنت من الحفظ وما يقوله الأولاد في الكتاتيب أو في المدارس الإبتدائية كما هو الآن، لكن ما الثمرة التي تجنيها، و تسعد بها و تشرف بها، وتُعطيك من العلم و تعطيك من العقيدة ، وتعطيك من معرفة الله سبحانه وتعالى ما لا تُعطيها هاذا الذي يقرأ و يحفظ عبارات سواء الطفل أو هذا المبتدع الذي قال هو مستوي، استواء يليق بجلال ، لكن هناك ثمرة الذي يفقهها هو الأسعد بإثبات هذه الصفة لله سبحانه و تعالى وهي (الإستواء على العرش) فما هي هذه الثمرة؟ نعم، هي تعظيم الله ، هي تعظيم الله من دعاء الرسول صلى الله عليه و سلم [لا إله إلا الله الحليم الكريم ، رب العرش العظيم] وهكذا الدعاء المحفوظ المعروف؟، فهذه العقيدة هي الثمرة وهي تعظيم الله سبحانه و تعالى { وما قدروا الله حق قدره و الأرض جميعا قبضته يوم القيامة و السماوات مطويات بيمينه} على الإنسان أن ينظر في هذه المعاني و في هذه العظمة، و يُقدر الله سبحانه و تعالى حق قدره ، وحديث اليهودي الذي أخبر الرسول صلى الله عليه و سلم أنه يجد في كتابهم [أن الله يحمل الشجر على اصبع و الثرى على اصبع، والماء على اصبع] الرسول تبسم تصديقا لما قاله الحق و سرورا به عليه الصلاة و السلام، و الذي لا يؤمن بثلاثة علوات لله سبحانه و تعالى ما عرفه كما يقول أهل العلم، ما هذه الثلاثة علوات؟ 1.علو القَدْر، {ما قدروا الله حق قدره}.
    2. علو القهر، {وهو القاهر فوق عباده}.
    3. وعلو الذات ، {الرحمن على العرش استوى}.
    فأنت إذا نظرت لهاذا عرفت عظمة الله سبحانه و تعالى، وقدرت الله حق قدره، وخفت من الله سبحانه و تعالى ، وامتلـأ قلبك بالإيمان، أنت بحاجت إلى أن تتفقه ما أنت نبي أو رسول من الرسل و الذي يقدح فيه من يقدح فيه، ومنهم الذي يقول ( كتبت لك البقاء فدمت حيا) و يقول (يا أنت يا أجمل الأسماء في خلدي) وهو أنه عندما تحصل الآية يوجد الإيمان عند الرسول!، إبراهيم حينما أُلقيَ في النار وُجد عنده الإيمان و الثقة وصار الإيمان في أعلى درجاته! ولما جائه جبريل قال له كذا-وهذه القصة تحتاج إلى إثبات- و رد عليه!!! . هذا كله مبني على أوهام، الأنبياء ما يرسلهم الله سبحانه وتعالى و يعطيهم الآيات، لا لأجل أن يؤمنوا عليها وإنما لأجل أن يؤمنوا عليها البشر ، وإيمانهم في أعلى الدرجات ، وهذا يقوله الجهلة و يقوله المتصوفة و يقوله جماعة التبليغ، يقولونه في مجتمعاتنا، يقولونه عن رسول صلى الله عليه و سلم عندما كان في الغار وحصلت الآيت، فلينتبه إلى هاذا، ولينتبه إلى عقيدة العلو وعقيدة الإيمان بالعرش أنه يُطلب له شيئ آخر ثمرة يجنيها المسلم ، وليس مجرد نصوص و أنني أحفظ أن هذه هي عقيدة أهل السنة و الجماعة.نعم.

    *** قال الإمام البربهاري-رحمه الله تعالى-/ ولا يقول في صفات الرب تعالى لم إلا شاك في الله تبارك وتعالى
    التعليق / يشير الشيخ رحمه الله إلى أن الكيفية لا يُمكن أن تُعلم، لأن الله سبحانه و تعالى لم يُخبرنا عنها لا في كتابه ولا أيضا رسوله صلى الله عليه و سلم أخبرنا عنها، و لذلك الذي يُكيِّف صفات الله، أو يقول لما هذه صفات الله فهذه طريقة أهل الكلام، والذي موقف السلف منهم معروف أنهم أهل سفسطة وتشكيك، فالكيفية التي عليها رب العالمين في استوائه و صفاته كيف هذه الصفات ، وإن كان أهل العلم من أهل السنة و الجماعة يُؤمنون بالكيفية، وإن كانوا يؤمنون بالكيفية لكنها غير معلومة عندهم، و الصفات معلومة ، ومعانيها معلومة، كذلك الأسماء ، لكن الكيفية كيفية الصفات صفات رب العالمين، هي التي ليست معلومة عندنا، فإذا قال أهل العلم ، فتجد في كتب علمائنا المتقدمين و المُتأخرين، أن الضفات تمر كما جاءت، وأنه لا يُقال كيف ، أو يقولون الكيف مجهول، أو يقولون الكيف غير معقول ، وهذه الكلمة هي كلمة إمام أهل السنة الإمام مالك رحمه الله، وهي دقيقة يَقفُ عندها بعض أهل العلم، وأنها أعظم دقَّة ، أوأنها أدقُّ من قوله : الإستواء غير معلوم، لأن في قوله أن الإستواء غير معلوم هذه الكلمة فيها... (انتهى الشريط الأول بحمد الله و فضله).
    (بداية الشريط الثاني) إنما يعلم بالنص، ولهاذا قال الإستواء غير معقول، يعني لم يدرك بالعقل و الشرع لم يأتي به، فإذا من قف ذلك ، ومن سئل عن الكيف مبتدع، ولهاذا حكم عليه الإمام مالك رحمه الله بالإبتداع، وهنا مسألة ينبغي أن يتنبه إليها طلاب العلم، فإنه لولا إفادتكم لما وقفنا وقفات عند بعض العبارات ، ولكن لأجل أن تستفيدوا توضح و تبين المسائل، ويُبين منهج أهل السنة و الجماعة، خصوصا وأنه قد لبس على أهله كثيرا في هذا الوقت، هذه المسألة و هي مسألة خطيرة إن فُهمت إنجلت الغمة ، وزالت الشبهة، وحمية الشريعة، وإن لم تُفهم وُجدت الفتنة و المحنة، و علقت الشبهة، وضاع الناس؛ ألا وهي أننا قد عُلمنا ، أو أردنا أن لا نعلم العلم وإنما نجهل، حيث نشأ ناشأتنا و هم بحمد الله يحبون الدليل من الكتاب و السنة ، وعلى هذا رباهم علمائهم ، ولذلك فإن علماءنا وإن كانوا حنابلة في هذه البلاد، لا أحد منهم إلاَّ وهو يُقر أنه إذا ذكرت المذاهب ، أنهم يرجعون إلى تراث و علم أهل السنة، والذين يُشتهرون و يُعرفون و يعَرفون أنفسهم بالحنابلة، وتلك شكاتٌ عازبٌ عنك عارها، و بحمد الله أن هؤلاء الحنابلة معروفون من أيام الإمام أحمد وإلى الآن بسلامة العقيدة، و يصحة المذهب في التوحيد وفي الإيمان، وأنهم على ما كان عليه السلف؛ الصحابة ومن بعدهم، على ما عليه أهل السنة و الجماعة، هذا الحق الذي عُرفُوا به، وهو أصل الدين واشتهروا به، وحتى الذي ينتسب إليهم و لكنه خالف منهجهم تبرؤُ منه، وردوا عليه و لم يُحسب عليهم، ممن يسمونا بالمقادسة ومنهم ابن الجوزي، تأثروا من خارجهم بالمدارس وبالمشايخ الذين درسوا عليهم هناك، أريد القول أن هؤلاء الحنابلة بحمد الله ما هم عليه من عقيدة ومن سلامة المنهج الذي عرفوا به تلك العقيدة لا يعدلون عن الدليل، فإذا جائهم الدليل أخذوا به، وهم يرجعون إل الأحاديث إلى البخاري و الإمام مسلم وما صحَّ ، وهذا هو الذي أيضا دعوة الشيخ محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله قامة عليه، وأنه لا يرجع إلى قول الإمام أحمد أو إلى قول قائلا من قال ، وكائنا من كان ، و لو كان قوله حقا مع وُجُود الدليل، وإنما يأخُذ بالدليل، وهم كذلك فينشأ هذا الشاب على هاذا المنهج و لكنه ليس على جانب من الفقه، يجد من يدخل عليه الدخيل و من يُشبه عليه و يُضله من أصحاب الدعاوى، يأتيه عن هذا الطريق ، فيقول له: (تأخذ بالدليل و لا تُقلد فالتقليد حرام!!) فيأتي الطفل الذي تعلمَ، وهو طفل صغير في السن، أو العامي أو أي شخص سمع هذا الكلام فيقول (أنا لا أقبل إلا بدليل!) فإذا جُرح في شخص قال (أعطني الدليل! وأعطني الجرح المفسر!) ، وإذا تُكلم في مسألة قال أيضا (أعطني الدليل! وإلا فأنا لا آخذ قولك!وأنا أقول الحق لا أخاف في الله لومة لائم ولكن أنا لا آخذ إلا بدليل!) فإذا ما أعطيته الدليل لا يلتفت إلى قولك، و لا يلتفت إلى قول أهل العلم ، أرأيتم أين مكمن الخطر؟!، حَدَثْ مُبتدأ جاهل لا يعلم شيأً من العلم إنطلت عليه هذه الخدعة، وهي كلمت حق أريد بها باطل الذي يتبع الدليل!، ولكن أي عقلية عند هاذا و أي علم عند هاذا حتى يتبع الدليل، وحتى إذا أعطيته الأدلة نظر فيها وقال الحق لا يخاف في الله لومة لا ئم كما يقول!، ولا يعرف الجرح المفسر من الجرح الغير المفسر و تفصيل العلماء في ذلك، وإنما سمع أن الجرح لا بد أن يكون مفسرا، فكم من شبابنا وكم من أهل التوحيد ومن الذين يثريدون الحق و يُريدون الخير ومن أهل السنة، ومن أبناء أهل السنة، ينحرفون عن طريق هذه الكلمة، وهي في ظاهرها حق و لكن في الباطن هي باطل في الحقيقة، لأن غير العلماء لا يعرفون الإتباع، العلماء هم أهل الإتباع وغيرهم يتبعهم، فهم يتبعون علمهم و غيرهم يتبعهم، فهم متبعون و من ليسوا بعلماءأيضا هم متبعون ، ولكنهم هُم متبعون لعلمهم ومن ليسوا بعلماء متبعون لعلم العلماء، وهذا هو الذي أمرهم به الله في كتابه و أمرهم رسول الله صلى الله عليه و سلم به في سنته، وحتى أن العلماء إذا أرادوا الدِّقة في هذه القضية قالوا (طلب العلم ، طلب الحجة في الشرع، طلب الآثار أو الأثر) وهاذا ما كان يقوله الإمام أحمد رحمه الله وهو يُعذب على القول بخلق القرآن، كان يقول (أعطوني آثارة من علم أقل بها) ، وهذا فيه أولا: قوة الحجة ، وفيه أن ما يقوله من حجة فكأنما يسفههم و يجهلهم ويقول لا حجة لكم، فإن وجدت الحجة فأعطوني إياها، {قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين} ، فلا يُفهم على هذا الأساس وإنما حتى الأدق من الحجة لأن ما كل قضية جاء فيها الدليل نص من آية، أو نصح من حديث، أو حتى لو جاء فيها نص من آية أو حديث تعنيها، يعني نصا عليها، لكن قد تكون الدلالة تحتاج إلى علم العلماء وتحقيق المحققين، والمراد من هاذا النص من الدليل من الكتاب و السنة، والذي يعرف هذا إنما هم العلماء، رفع الله العلماء بذلك، جعل الله الناس يطلبون العلم فيأخذونه من العلماء، ولو لم يكن الأمر كذلك وأن المعتبر إنما هو الحجة وإنما يعلمها العلماء، ما وُجد تلك القواعد التي بها تفهم الشريعة، ومنها القياس، وما وُجدت الأصول التي أصلها العلماء، لتفهم الشريعة و تفهم الحجة من دون الله سبحانه و تعالى، فهاذا الذي يطالِب بالدليل ولا أقلد و سَمَّ الإتباع الذي كُلِّفَ بِهِ تقليداً وقال التقليد حرام ولا يُفرق بين التقليد و بين التعصب للرجال و لأقوال الرجال، وأنما المقصود بالتقليد هنا إنما السؤال {فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون} وأنه ليس بتقليد و إنما هو اتباع، فإذا فهم الناس هذا الفهم الذي أفهمهم إياه هؤلاء المبتدعة، وهؤلاء الحزبيون و الحركيون والجهلة، لأنهم جهلة بدين الله والذين يأخذون على قواعدهم، وكم الآن من ضل بسبب هذه المسألة ، يقول (أنا لا أُقلد و التقليد حرام! ولا آخذ إلاَّ بالدليل!) وإذا تكلمت في شخص قال(أعطني الجرح المفسر!)، أخذك رأساً إلى علم الرواية، وما جاء في الرواية، و ترك الإسلام الذي أنزله الله سبحانه و تعالى خلال ثلاثة و عشرين سنة على نبيه صلى الله عليه و سلم كتاباً و سنة، ترك هذا كله و أمسك بفن من فنون الإسلام والذي وُضع لأجله معرفة الرواية، هذا الإمام مالك رححمه الله يأتي الشخص و يسأله ، الإمام أحمد يأتي الشخص فيسأله، ويُحذر أو يحكم بالبدعة، أو يأمر بعدم المجالسة فلا يُجالسه الناس، ولا يقول الناس أعطنا الجرح المفسر، وهذه القضية لها علاقة بمسألة الجرح و التعديل، وإنما يُرجع إلى علماء الأمة، الذين فهموا الإسلام عقيدة و شريعةً وأخلاقاً، والعقيدة يدخل فيها الإيمان و يدخل فيها التوحيد، ويعرضون عليها الناس و يعرفون بذلك الولاء و البراء، و الطعن على أهل البدع، و الحكم في مواقع النزاع، و يعرفون الترجيح، و يفهمون الدين، ولا يعتمدون فقط على مسألة الجرح و التعديل، وإنما يرجعون إلى النصوص التي جاء الجرح و التعديل من أجل الثقة بها، وأن هاذا إنما هو من الدين، فيُنتبه إلى هذه القضية و هذه المسألة، وأن أهل السنة و الجماعة إنما يرجعون إلى علمائهم، فإذا رجعوا إلى علمائهم و سألوهم انتهو، و قضية الفتوى و مسألة الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر، و الدعوة بمعناها الواسع ونحو ذلك ، هذا كله يُرجع فيه إلى العلماء، و إذا انتهى غير العلماء إلى العلماء فهذا هو فرضهم و هذا هو المطلوب منهم دينا، ولا يثكلف الله نفسا إلاَّ وسعها، وليست الأمة جميعا مجتهدة و كلها تطالب بالدليل و كلها تفهمه و تأخذ به من صغيرها إلى كبيرها، وكلها تأخذ من كتاب الله مباشرة و من سنة الرسول صلى الله عليه و سلم، وإن كان الأصل و المرجع إنما هو كتناب الله و ما صحَّ من سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم، ألمحتُ على هذه المسألة لأهميتها و لخطورتها وقد أشرتُ لمقولة الإمام مال رحمه الله حينما جائه الرجل فقال له ما الإستواء ، أو كيف الإستواء، أجابه بجواب تعلمونه ثم حكم عليه بالبدعة، وأمر بإخراجه من حلقته، لأنه سأل عن أمر لا يجوز السؤال عنه، ولا يمكن أن يوصل إلى معرفته لأن الله لم يُحدث علما يُعرف به، فيجب أن يوقف عند ما ذكره الله سبحانه و تعالى، فمن سئل عن ذلك فإنه مبتدع ضال مضلٌ مشككٌ للناس، ولا يمكن أن يصل إلاَّ إلى ضلال و إلى فتنة،نعم.
    تكملة/ لعلنا نشير إلى مسألة سبقت إلى ما قبلها، قبل هذه المسألة الماضية، وهي قوله (لا يخلو من علمه مكان) هذه لعلها تكون واضحة لكن وهو أن الله سبحانه و تعالى يعني يعلم كل شيئ، يعني ما هو يمكن أن يقال عنه مكان و هو بكل شيئ عليم، يعني يسبق من علم الله سبحانه و تعالى، لا يعزب عن علمه سبحانه و تعالى مثقال ذرة، {ويعلم ما في البر و البحر وما تسقط من ورقة إلاَّ يعلمها و لا حبة في ظلمات الأرض و لا رطب و لايابس إلاَّ في كتاب مبين }، {الله بكل شيئ عليم} هناك علم الله سبحانه و تعالى ، وهذا من معاني اللطيف ، ومن معاني قوله و مرَّ معنا أمس، يعني يُفهم منه (فأنت الباقي الباقي الذي ليس دونك شيئ) يعني مهما دقَّ الشيئ فأنت تعلمه على الإجمال و على التفصيل، فهذا علم الله، يعني ينبغي أن نؤمن بهذا العلم، وأنه علم شامل عام لا يعزب عنه شيئ، {يا بني إن تكن مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السماوات أو في الأرض يأتي بها الله إنَّ الله لطيف خبير } فلا يكون هذا إلاَّ لله سبحانه و تعالى، نعم.

    *** قال الإمام البربهاري-رحمه الله تعالى-/ والقرآن كلام الله وتنزيله ونوره وليس مخلوقا لأن القرآن من الله وما كان من الله فليس بمخلوق وهكذا قال مالك بن أنس وأحمد بن حنبل والفقهاء قبلهما وبعدهما والمراء فيه كفر .
    التعليق / فهذا يشير إلى مذهب أهل الحق، لأن هذا الكتاب قلَّ أن توجد فيه مسألة إلاَّ وهو يشير أنها هي الحق وهي مذهب أهل السنة و الجماعة، ويشير إلى أن هناك من أهل الضلال من خالف أهل السنة و الجماعة، وقد تجد الإشارة في المسألة نفسها إلى ذلك، وإلا فما مناسبة يعني قوله مثلا ليس بمخلوق، لو لم يكن هناك من قال بأنه بمخلوق، و فتنة القول بخلق القرآن معلومة ، ومعلوم ما جرى و حصل لإمام أهل السنة اللإمام أحمد رحمه الله، ما كان هناك داعي أن يقول له أن يقول ليس بمخلوق، فالقرآن كلام الله المنزل هكذا يُنص على أنه كلام الله المنزل -وتنزيله قال- على محمد صلى الله عليه و سلم، والذي هو موجدو بين أظهرنا و بين دفتي المصحف، مفتتح بالفاتحة و مختتم بقل أعوذ برب الناس، وهو من كلام الله ، وإذا قلت كلام الله أصبت، لأنه هو كلام الله، لكن ما يُقال بأنه هو كلام الله فقط، فدلالة النصوص على أن الكلام صفة من صفات الله، وأن الصفة لها جانبان، جانب هو الأصل، وهو أن الله سبحانه و تعالى متصف بالكلام وهذه الصفة ذاتية، ويعبر عنها العلماء أزلية، وهي صفة ملك و صفة كمال لله تعالى، وجانب للصفة هو جانب فعلي، وهو أن الله يفعل الكلام و يتكلم بما شاء متى ما شاء، فهو متصف بصفة الكلام سبحانه و تعالى، و بهذه الصف تكلم بالقرآن، فقل كلام الله، تكلم بالقرآن وليس هو كل كلام الله سبحانه و تعالى، تكلم بالقرآن وهو سبحانه وتعالى يتكلم متى ما شاء بما شاء سبحانه و تعالى، بهذه الصفة الثبوتية له جل وعلا، صفة الملك و العظمة، ولذلك يوم القيامة [يخبر] الرسول صلى الله عليه و سلم، وتكلم بهذه الصفة و خاطب أنبيائه وخاطب رسله، و أخبر الرسول صلى الله عليه و سلم عما سيأتي و أنه يُخاطب و يتكلم سبحانه و تعالى كما جاء في الحديث في الحديث الذي في الصحيحين، وهو أنه [يُنادي يوم القيامة آدم بصوت يسمعه من بَعُدَ كما يسمعه من قرُبَ، فيقول له يا آدم ابعث بعثك إلى النار، فيقول آدم بعد أن يسمع و على رؤوس الأشهاد، وما بعثُ النار يا رب، فيقول من كل ألف تسع مئة و تسعة و تسعون، بعثُ النار الذين هم خالدون مخلدون في النار، وفي رواية من كل مئة تسعة و تسعون] هؤلاء إلى النار و واحد فقط، واحد في الألف أو واحد في المئة إلى الجنة، وهذا الحديث [كلمة غير مفهومة عندي]وشاهدنا أن الله يتكلم بصوت كما قال الرسول صلى الله عليه و سلم، ويسمعه آدم ويُخاطبه،نعم.
    و هذا الحديث لا يبعث على القنوط أو يحمل عليه، لأنه جاء من الأحاديث ما يبعث على الأمل وهو أن هذه الأمة شطر أهل الجنة، رسول الله صلى الله عليه و سلم هو أكثر الأنبياء تابعا، ومعلوم أمة موسى عليه السلام وهي أمة عظيمة أيضا و تبعته، والأمم السابقة من الأنبياء ومن تبعهم، أنهم من أهل الجنة، ولكن بالنسبة لأهل الظلال {وقليل من عبادي الشكور} {وما أكثر الناس و لو حرصت بمؤمنين} يأجوج ومأجوج وما أدراك ما أخبار يأجوج ومأجوج، التي تدل على كثرتهم وهي جاءت عن الصادق المصدوق عليه الصلاة و السلام، فأكثر الخلق ليسوا شاكرين وأكثرهم الكفار، ومن ذلك يأجوج ومأجوج، والمؤمنون على كثرة أمة محمد فيهم هم واحد من هذا الألف أو المئة، لكن الشاهد هو أن الله يوم القيامة يتكلم، ولهاذا يقول أهل السنة و الجماعة يتكلم إذا شاء بما شاء و متى شاء سبحانه وتعالى، تكلم ويتكلم، نعم. فهنا غير مخلوق لا بد منها، حتى تميز عقيدتك من عقيدة المعتزلة الذين يقولون بخلق القرآن، نعم.
    وقوله الإمام مالك و الفقهاء-عفواً- الإمام أحمد بن حنبل و الإمام مالك بن أنس والفقهاء قبلهما و بعدهما هؤلاء شهودنا ، هؤلاء سلفنا من لم يكن على منهجهم فهو ليس بمهتدٍ، وهكذا كل مهتدٍ إلى قيام الساعة فهو يتبع أولئك، وهم يتبعون الصحابة، ومن جاء بعدهم يتبعهم ويتبع الصحابة و هكذا إلى قيام الساعة، فمن لم يكن كذلك فقد ضل الطريق حيث لا يوجد من يهديه، و لا يوجد له شُهود على الحق، نعم.

    *** قال الإمام البربهاري-رحمه الله تعالى-/ والإيمان بالرؤية يوم القيامة يرون الله عز وجل بأعين رؤوسهم وهو يحاسبهم بلا حاجب ولا ترجمان .
    التعليق / نعم الإيمان برؤية الله، يرونه يوم القيامة في عرصات يوم القيامة، ويرونه كذلك في الجنة، فالإيمان بالرؤية أصل من أصول أهل السنة و الجماعة، وأنكرها أهل الضلال أنكرها الجهمية ومن نحى نحوهم، وآمن بها أهل السنة، حتى أفراخ من الأشاعرة لا يؤمنون بالرؤية إيمان أهل السنة و الجماعة، وإنهم لا يثبتون رؤية من فوق ومن العلو، فيضطربون ويقولون يرى من كل جهة هروبا من التشبيه، دائما يهربون بجهلهم مما يظنونه تشبيها، ولكنهم جهلة فيقعون في المحظور وفي الضلال بجهلهم، وإلاَّ أين التشبيه بعد أن قال الله {ليس كمثله شيئ وهو السميع البصير}، ما هناك تشبيه و لايمكن أن يخطر على البال إذا عرفت عظمت الله، و عرفت الفارق بين الخالق و المخلوق، بل بين الأشياء إذا نسبت إليها صفاتها مما هو في هذا الكون من مخلوقات، فقد تجد بينها الشيئ المشترك إذا نسبَ إلى الذات افترق، فكيف يُقال عن هذا أنه فيه تشبيه، فهم يهربون من التشبيه فيقعون في شر مما هربوا منه، وهم في ذلك يخالفون المؤمنين ، حتى الأشاعرة في اثباتهم ما أثبتوه من الرؤية أثبتوا الرؤية و لكنهم لم يثبتوها كإثبات أهل السنة و الجماعة، فلينتبه إلى هذا،نعم.(23.12)

    *** قال الإمام البربهاري-رحمه الله تعالى-/ والإيمان بالميزان يوم القيامة يوزن فيه الخير والشر له كفتان وله لسان .
    التعليق / أما بالنسبة للسان يحتاج إلى ثُبوت، (يحتاج إلى أن يأتي فيه ما ) لأن هذه الأمور لا تُعلم عن طريق العقل ، وإنما تعلم بالوحي، كما قال الإمام مالك رحمه الله فإذا جاء الوحي أخذنا به ، و إذا لم يأتي فلا نُثبت شيئ لم يُثبته الوحي، فكون الميزان له كفتان و الله أعلم ماهية هتين الكفتين، وحقيقة هاتين الكفتين، قد يُفهم من حديث البطاقة و يُفهم من النصوص، على أنه فعلا يوزن الخير و الشر ، وأن هناك وزن وهناك رجحان، كما جاء في حديث البطاقة الذي في الترمذي و في غيره وهو حديث صحيح، وهو أن عبدا من عباد الله يُصاح به على رؤوس الخلائق ويُقال له [احظر] وزنك ، فيأتي هذا العبد فينشر له كما هو معلوم، وفي النهاية يظن الرجل أنه هالك، قد وزنت حسناته له و لم يُظلم، وكذلك سيئاته، فجُعلت هذه في كفة و هذه في كفة، فهذا يدل على أن له كفتان، أن الميزان له كفتان، و ترجح سيئاته بحسناته، ثم يُسئل هل له من عمل هل ظُلم، فيقول لا يا رب، وهذه من نعمة الله على المؤمن انه لا يُنكر يعترف، جاء في هذا أحاديث ومنها أن الله سبحانه و تعالى يُبدي كنفه على عبده و يُقرره بأعماله و بمعاصيه، فيعترف ويقول يا رب عملتها و أنت أرحم الراحمين، فيقول الله سترتها عليك في الدنيا و أنا أسترها عليك اليوم، أي نعم، هذا من نعمت الله على المؤمن أنه لا يجهل فيعترف فيرحمه الله سبحانه و تعالى، يشمله برحمته و بلطفه و برحمته جل و علا، أمَّا غير المؤمن فهو يُنكر و يطلب الشهود ، وهنا تأتي الشهود ، الجوارح تنطق الأيدي و الأرجل و يعني الشهود حتى من نفسه، حتى حينما يقول لا أقبل شهودا إلاَّ من نفسي يختم الله على فيه و تشهد عليه أعظائه، له كفتان هذا ثابتٌ بالنص ، أما اللسان فيحتاج إلى ثُبوت فإذا ما ثبت فيه شيئ لا يُصار إلى هذا الكلام لأنه لا يُعلم بالرأي و بالعقل، نعم.

    *** قال الإمام البربهاري-رحمه الله تعالى-/ والإيمان بعذاب القبر ومنكر ونكير
    التعليق / أيضا هذا من أصول أهل السنة و الجماعة أنهم يُؤمنون بعذاب القبر حقيقةً، وأنه يأتي ملكان و يسألان العبد، فيستطعان بذلك إن كان على هدى و رشاد، أو كان على ظلال و انحراف، إن كان ليس مؤمنا، ليس المقصود هو أن الشخص قد يكون [كلمة غير مفهومة لدي] معاصي و ذنوب، وإنما إن كان غير مؤمن؛ منافق أو كافر أصيل أو مشرك أخذه و أخرجه شركه من الملة، أو مبتدع من أهل البدع الذين أخرجتهم أيضا بدعتهم من الملة لأن في البدع هناك بدعة مكفرة و بدع غير مكفرة، وهذا التفصيل تجدونه في تفصيل العلماء عند الكلام على أهل البدع ، فالذي يُجيب بأنه يعرف ربه و بأنه يعرف نبيه صلى اله عليه و سلم و صدقه و عمل بما جاء به، فهذا هو المؤمن و يُعرف، ومن ليس كذلك الكافر فإنه يقول له: (ها...ها...لا أدري، سمعتٌ الناس يقولون شيئ فقلته)، إلى آخر ما و رد من نصوص في ذلك، نعم.

    *** قال الإمام البربهاري-رحمه الله تعالى-/ والإيمان بحوض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكل نبي حوض إلا صالح عليه السلام فإن حوضه ضرع ناقته .
    التعليق / حوض صالح عليه الصلاة و السلام ، هو فيه مع إخوانه ، يعني حوضه و حوض إخوانه سواء، يعني لكل نبي حوض، وأكبرهم حوضا وأكثرهم وارداً أنما هو رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو الكوثر المذكور في سورة {إنا أعطيناك الكوثر}، على ما قال بعض أهل العلم، كونه يُستثنى صالح أيضا يحتاج إلى دليل، وإلاَّ فهو داخلٌ في العموم، أن له حوض كما أن لإخوانه الأنبياء كل منهم حوض، فهو أيضا حوضه كذلك وهو داخل في هذا العموم، لكن كون حوضه ضرع ناقته و أنه يختلف عنهم فهذا يحتاج إلى دليل يُصار إليه، نعم.

    *** قال الإمام البربهاري-رحمه الله تعالى-/ والإيمان بشفاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم للمذنبين الخاطئين يوم القيامة وعلى الصراط ويخرجهم من جوف جهنم وما من نبي إلا وله شفاعة وكذلك الصديقون والشهداء والصالحون ولله بعد ذلك تفضل كثير على من يشاء والخروج من النار بعدما احترقوا وصاروا فحما .
    التعليق / نعم الإيمان يالشفاعة ، فقد صحَّ عنه صلى الله عليه و سلم أنه قال: [شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي] لأنهم هم الأحوج إليها، وهذا ما هو خاصٌ بأمته دون غيرها، أما الشفاعة العُظمى التي يُعطاها صلى الله عليه و سلم و هي المقام المحمود و التي يتأخر عنها ولا يقبضها أولو العزم من الرسل، حتى تنتهي إليه صلى الله عليه و سلم، وما من نبي إلاَّ و يعتذر حتى تنتهي إليه فيقول:[ أنا لها، أنا لها] هذه الشفاعة العُظمى، وهي أنه صلى الله عليه و سلم يشفع لأهل الموقف أن يُقضى فيما بينهم، فلا يُقضى فيما بين أهل الموقف إلاَّ بشفاعته صلى اله عليه و سلم، وتأتي بعد ذلك شفاعة خاصة به عليه الصلاة و السلام، وهي افتتاح أهل الجنة ، فلا يُفتح لأهل الجنة ولا يدخل أهل الجنة الجنة إلاَّ بشفاعته صلى الله عليه و سلم، و كذلك اهل النار لا يُقضى بين الناس و لا يُصرف الناس إلاَّ بشفاعته عليه الصلاة و السلام، وأمته عليه الصلاة و السلام وأتباعه يوقفون على جسره - حديث الجسر معروف في البخاري – بين الجنة و النار، يتصايح بعضهم من بعض في أمور بينهم، ثم ينزع الله سبحانه و تعالى ما في صدورهم من غل، وتتحقق الإخوة التامة و الكاملة والمحبة الوافية فيما بينهم فيدخلون الجنة، و لكن يدخلونها على قدمه صلى الله عليه و سلم هو الذي يفتح لهم الجنة، أيضا شفاعة خاصة به صلى الله عليه و سلم، وبهذا تعلمون أنه عليه الصلاة و السلام يعني أوفر حظا من غيره بالنسبة للشفاعة، وإلاَّ كما فصل الإمام رحمه الله البربهاري، وهو أنه عليه الصلاة و السلام يشفع لعمه أبي طالب، وهو قد مات كافرا، فيُخفف عليه العذاب، بأن يُجعل عذابه جمرتان تحت أخمصي قدميه يغلي منهما دماغه، وعدل في الحديث على أنه يخرج إلى ضحضاح أو يكون في ضحضاح من نار، و أنه يرو عليه نعلان من نار، مع أنه يرى أنه أشد أهل الناس عذاباً وهو أخفهم عذاباً، وهذه الشفاعة خاصة بالنبي صلى الله عليه و سلم لأجل ما خدمه، ولكنه لا يُخرج من النار لأن الله قد حكم أن الكفار لا يخرجون من النار.
    ومن عصاة الموحدين من يدخلون النار بأعمالهم فيُطهرون و يُمحصون على آماد لا يعلمها إلاَّ الله سبحانه و تعالى، وحتى أن هناك من هو أول أهل النار خروجا، وأن هناك من هو آخرهم خروجا من الموحدين، وقد قال صلى الله عليه و سلم [ليُصيبن أناسٌ من أمتي ( كلمة غير مفهومة عندي) من النار ، يُخرجهم الله بفضل رحمته-لا تُدركهم حتى الشفاعة- يُقال لهم الجهنميون ]، وآخر خروج من النار من عُصاة الموحدين رجل يسأل الله أن يُخرجه من النار فيُخرجه من النار ولكن يجعل وجهه إليها، فيقول أنه في نعمة لم يحض بها أحد، ولم يتفضل الله على أحد من العلمين مثل هذا الفضل الذي تفضل عليه به، بأن أخرجه من النار، ويحمد الله أنه أخرجه من النار، ولكن يبقى وجهه إلى النار، فيُقض مضجعه ذلك و يُؤذيه، فيسأل الله سبحانه و تعالى أن يصرف وجهه عن النار، فيأخذ عليه العهود أن لا يسأله غير ذلك، فيفعل سبحانه و تعالى، ثم تتراء له شجرة من شجر الجنة، فيسأل الله سبحانه و تعالى أن يدنيه من تلك الشجرة، فيأخذ عليه العهود و تالمواثيق أن لا يسأله غير ذلك، فيُعطيه، ثم يجعله تحت ظل تلك الشجرة ويدنيه منها و يجلس تحت ظلها، فينظر إلى الجنة فيرى فيها ما لا صبر له عليه، فيسأل الله سبحانه و تعالى أن يدخله الجنة، فيقول ألم آخذ عليك العهود و المواثيق ، فيقول بل يا رب ، ولكن لا غنى لي عن رحمتك، (كلمات لم تتضح لي) يا ابن آدم، ثم يقول له ادخل الجنة، فيدخل الجنة، فيراها قد امتلأت، فيقول يا رب قد امتلأت، فيُذكره الله سبحانه و تعالى بحاجات ويقل تمنى ، فيتمنى، ويُذكره الله سبحانه و تعالى،فيذكر فيتذكر، ويُذكره الله سبحانه و تعالى مما يطلبه من النعيم في الجنة، ثم بعد ذلك يقول له : لك ذلك و عشر أمثاله، فيذهب إلى منزله في الجنة، هذه من رحمة الله سبحانه و تعالى، لذلك يقول أهل العلم عند قوله تعالى{ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين} أنَّ هذه في أهل النار (هنا كلمات لم تتضح لي لأن الشيخ تخللته عبرات بكاء أثناء الكلام) ينظرون إليهم فيقولون يا ليتنا كنا مسلمين، مع أن أولئك قد يكونون قد قضو فيها آماداً، وإن كان عذاب المؤمن فيها ليس كعذاب الكافر، آماداً وحقباً لا يعلمها إلاَّ الله سبحانه و تعالى، وأنهم بإيمانهم و بتوحيدهم غير يائسين ولامفلسين، أماَّ أولئك فهم مفلسون أيسون من رحمة الله سبحانه و تعالى، وأنه لو قيل لهم يوم من الأيام يوم من الدهر سيخرجون لعاشوا على ذلك الأمل، ولو عاشوا المليين والآماد التي لا يعلمها إلاَّ الله فيعيشون على الأمل و يتحملون ما هم فيه، وهذا لهذه الأمة لأهل التوحيد، حيث أنهم لا يُخلدون، هذه عقيدة أهل السنة و الجماعة، لو عُذبوا و ما غفر الله لهم ابتدأً لو ما أدركتهم شفاعة الشافعين، لو ما أدركتهم رحمة رب العلمين ابتدأً ، فإنها في النهاية تدركهم و لا يبقى أحد، حتى إن هذا العبد الذي مر معنا خبره، آخر أهل النار خروجاً من النار، نعم.

    *** قال الإمام البربهاري-رحمه الله تعالى-/ والإيمان بالصراط على جهنم يأخذ الصراط من شاء الله ويجوز من شاء الله ويسقط في جهنم من شاء الله ولهم أنوار على قدر إيمانهم.
    (جزء من المتن المقروء و شرحه ممسوح من الشريط الذي عندي ثم قال الشيخ حفظه الله:) تتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق وأن لا يتبع هؤ لاء، فهم يدعون إلى النار، نسأل الله السلامة و العافية، يقول أريد بمدحي ، بمدحه للرسول صلى الله عليه و سلم وهو غني عن مدحه بالباطل، وبخلاف ما جاء به صلى الله عليه و سلم: (أريد بمدحي أن يُبلغني النجا***مرور صراط مرهف مسلت الحد)، يقرأ و يصف في كلامه الذي أملاه على لسان ابليس نسأل الله السلامة و العافية، (أريد بمدحي أن يُبلغني النجا***مرور صراط مرهف مسلت الحد) وقبل ذلك قال: (أريد بمدحي من الرسول شفاعة***إذا طاشت الأحلام في موقف مردِ) ، وقد اعترف لما أحرج و أولج المضايق عند سماحة الشيخ عبد العزيز ابن باز ولجنة الفتوى اللجنة الخماسية، وزعم أنه تاب وهذا يُطبعُ في كتبه إلى الآن، ولم يتبرأ منه و لم تصح توبته، ولا يزال يرفع من نفسه ما وضعه الله سبحانه و تعالى بتجرئه على عقيدة الإسلام، و تعديه لحدود عقيدة أهل السنة والجماعة التي جاءت في كتاب الله و في عقيدة المسلمين، ومع ذلك لا يزال يرفع نفسه، ولا يزال يلحق نفسه بالعلماء، وأنه لا يسلم من الخطأ أنا وفلان من الحركيين، هذا ما يُقال في مثل هذا الموطن وخصوصاً إذا بُين له على أنه قد أشرك و وقع في الأمور الخطيرة العظيمة مثل هذه، لا يجوز له أن يقر قرار لو كان يؤمن بأن الله منتقم جبار، وأن قضية التوحيد و مسألة الشرك و قضايا البدع أنها قضيا خطيرة، فكيف تقر له عين وكيف يسكن، وكيف يسمع منه أحد من المؤمنين ومن المسلمين، وهو يُلبس عليهم و يُدلس، ويقول أن قد رجعت إلى ما عليه أهل السنة، أو رجعت إلى مذهب أهل السنة، وإن كان هذا لا ندري هل يقصده أو لا يقصده، فإن كان يقصده فهو يعترف على نفسه أنه لم يكن على ما كان عليه أهل السنة، وهذا نص ما قاله في تلكم الوسيلة الفاسدة وهي (الأم .بي .سي-mbc ) لمقابلة (سعد) البريك فيقول رجعت!-ولكن أين الرجوع الرجوع مغالطة- أنا و سلمان وسفر لا نسلم من الخطأ نخطيء ونصيب وأنا قد رجعت!، رجعت عن ماذا ؟! قُل رجعتُ عن الشرك في كذا و في كذا، ورجعتُ عن البدعة في كذا و كذا، ورجعتُ عن الخرافة في كذا و كذا، ورجعتُ عن وسائل الشرك ووسائل البدعة وعن الوسائل التي تُفسد دين الأمة وعقيدة أهل السنة و الجماعة، بهذا التغصيل و كل شيئ نسميه باسمه، و يُبين البيان الذي تبرأ به الذمة، يُصلح و يُبَيِّن و يستقيم ولا يتكلم في العقيدة ولا يدخل في العلم فيما لا يحسنه، إنما يطلب العلم ويجثوا عند العلماء حتى يكون عالما ويتكلم، وإلاَّ لا يتكلم، أو إذا تكلم أو كتب يعرض ذلك على أهل العلم، فما أجاده عليه أهل العلم و صححه، وإلاَّ فإذا كان قد ابتلي بأن يتكلم وأن يكتب وهو لايدري لعله يفعل مثل ما فعل الحُطيئة في قوله:
    أبت شفتاي اليوم إلاَّ تكلما بسوء***فما أدري لمن أنا قائله
    أرى لي وجها قبح الله شكله***فقبح من وجه و قبح حامله
    ووالله لخير له لو كان يقول هذا الكلام،أما أن يفتري على الله و أن يقول في دين الله بغير الله حتى يقع في الشرك، وحتى يقع في البدعة ، وحتى يدعو إلى القبورية [كقوله] : فحي القبـور الماثلات تحيـة *** وضع قبلة يا صاحي منك على اللحد
    على خير من مسَّ الثرى بعبيره *** وأشرف نجد في الـورى لف في برد
    أُنظرو إلى هذا القياس الفاسد، يُريد من أهل التوحيد وأهل السجود لله سبحانه و تعالى، أنهم يأتون و يجثون على الركب وأنهم ينبطحون على البطون و يضعون جباههم على تراب القبر، أي دعوة أسوء من هذه الدعوة إلى القبور و القبورية، ومن لم تصح توبته و يتبرأ و يستقيم على طريقة أهل السنة و الجماعة و إلاَّ تقبل منه تلك المراوغات، وتلك المغالطات، نعم.

    *** قال الإمام البربهاري-رحمه الله تعالى-/ والإيمان بالأنبياء والملائكة
    التعليق / الإيمان بالأنبياء والملائكة إيمانا مجملا و إيمانا مفصلا، فالإيمان المجمل هو الإيمان بالملائكة و الأنبياء الذين نبأهم الله سبحانه و تعالى، ومنهم الرسل الذين أرسلهم الله جل وعلا كثير، لا يعلمهم على التحديد إلاَّ الله سبحانه و تعالى، والملائكة لا يعلم –أيضا-جنود ربك إلاَّ هو سبحانه و تعالى، وفي الكثير جاءت النصوص على كثرتهم، ولهم أعمال {لا يعصون الله ما أمرهم و يفعلون ما يُأمرون}، ويُقال آمنت بكل نبيٍ و رسولٍ أرسله الله سبحانه و تعالى، و بكل الملائكة كما ذكر الله سبحانه و تعالى(كلمة غير مفهومة عندي) لله جل وعلا، على التفصيل الذي جاء من أعمالهم، كذلك ما جاء في الأنبياء، فيما يقومون به وما هو معروف من مهمة الأنبياء والرسل، وما جاء التحديد على التفصيل نؤمن به على التفصيل، فجاء في كتاب الله خمسة و عشرون نبياً نُؤمن بهم على ما جاء في كتاب الله على التفصيل، وجاء التفصيل في الملائكة مثل: جبريل و ميكائيل و إسرافيل وما حاء من أسماء يؤمن بها على التفصيل، هذا هو الإيمان بالأنبياء و الملائكة، نعم.
    وكما ترون أنه يقال الأنبياء لأنه ما من رسول إلا وهو نبي، فيشمل الجميع.

    *** قال الإمام البربهاري-رحمه الله تعالى-/ والإيمان بأن الجنة حق والنار حق وأنهما مخلوقتان الجنة في السماء السابعة وسقفها العرش والنار تحت الأرض السابعة السفلى وهما مخلوقتان قد علم الله تعالى عدد أهل الجنة ومن يدخلها وعدد أهل النار ومن يدخلها لا تفنيان أبدا بقاؤهما مع بقاء الله أبد الآبدين ودهر الداهرين .
    التعليق / هنا يشير إلى من مثلا يرى أن الجنة و النار أن الله يخلقهما، يعني أنه كما قُلت: ما نكاد نقرأ مسألة أو عبارة إلا وتجدها تُشير إلى شيئ، و يعني قد تكون هذه الكتابة و الإجمالات التي فيها و عدم التفصيل إنما هو متروك للعلماء، ولأهل العقيدة وأهل المنهج و التوحيد، لكن هذا إجمال و الإجمال هنا لا بد من معرفة تفصيله و إشاراته التي يُشير إليها الشيخ رحمه الله، من ذلك أنه يشير هنا و ربما من أنكر وهناك من قال أنهما ستخلقان، أي نعم، ولكن عقيدة أهل السنة و الجماعة أنهما مخلوقتان وأنهما موجودتان، أيضا ما أشار إليه من كون الجنة أنها في السماء السابعة، هذا صحيح نعم لأن الرسول صلى الله عليه و سلم أخبر أن العرش سقف جنة عدن، وهذا ذدليل على العلو و أن جنة عدن أو الفردوس الأعلى هو أعلى الجنة، إذا كان العرش هو سقفها فهي نعم كما ذكر الشيخ رحمه الله، فتفهم هذه الغشارات بعقيدة أهل السنة و الجماعة، وأن من يُخالفهم يُخالفهم بباطل، و قضية عدد أهل الجنة و عدد أهل النار هذا مُتعلق بعلم الله سبحانه و تعالى، و لكن المسألة الخطيرة و المهمة هي قضية الفناء و عدم الفناء، فناء النار أو فناء الجنة، و خُصوصا ما قيل من فناء النار، هناك كلام في فناء النار، وهما حقيقة لا يفنيان، و هناك ما حكم الله شبحانه و تعالى ببقائه و بخلوده وهي الجنة و النار، فهذا ما أشار إليه الشيخ بقوله : هما مع بقاء الله سبحانه و تعالى، وإن كان وددت لو أنه قال عبارة غير هذه، لكن هو يقصد ما يقصده وقصده واضح، وهو أنهما باقيتان كما قال أبد الآبدين و دهر الداهرين، وهنا قضية فناء النار قضية قد خاض فيها من خاض فيها ، ومن أهل العلم من أطال فيها واستطرد فيها كثيراً، كابن القيم في كتابه (حادي الأرواح) ، كذلك أيضا شيخ الإسلام ابن تيمية له كلامٌ في ذلك، و قد فُهِمَ مع الأسف من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية و كلام ابن القيم أنهما يقُولان بفناء النار، وهذا في الحقيقة باطل و يجبُ نفيه، الذي قال عن شيخ الإسلام ابن تيمية إنما هم خُصومهم السُبكي وأمثالهم، و لا حجة لهم ولا دليل لهم، بل شيخ الإسلام يُثبت أن عقيدة أهل السنة و الجماعة عدم فناء الجنة و النار، وأيضا كذلك تلميذه ابن القيم كما في كتابه (الوابل الصيب) فإنه يُثبت بقاء النار، لأنه هناك ما قاله من أواخر ما ألف من كتبه، قسم الدور إلى ثلاثة:
    1- دار شقاء محض.
    2 – وإلى دار نعيم محض.
    3- وإلى دار مشوبة ، وهي كما يقول الدار التي يُعذب فيها عصات الموحدين.
    وهذا دليل على أن دار الشقاء المحض و هي النار أنها لا تفنى، يعني هو دليل و حجة قوية على أن ابن القيم رحمه الله يقول بهاذا، وهو كثيرا ما يقول ان هذا يقوي أن شيخه لا يقول بفناء النار، لأنه كثيرا رحمه الله ما يوافق شيخه، ولو أن شيخه وقع -وحاشاه- في شيئ مثل هذا لخالفه ابن القيم، وهو هنا يُثبت أن النار باقية، نعم قوله بأن الموحدين لهم نار خاصة بهم هذا لا دليل عليه ولا حجة عليه، وإنما الأدلة جاءت على أن النار واحدة، (ركاكة في الصوت تعذر معها سماعي لبعض الكلمات) لأن ابن القيم يثبت بقاء النار، وأنها باقية لا تفنى، وأيضا شيخ الإسلام يُثبت هذا بنصه، فلا يؤخذ بكلام خُصومه أو يؤخذ بإجمالات يُلزم بها، وقد يلزم الخصوم ابن تيمية رحمه الله بكلام تلميذه في حادي الأرواح لأنه سود ما يُقارب أربعين صفحة وأكثر من ذلك، لكن ينبغي لطلاب العلم أن يفهموا دائماً أن الفُرسان من العلماء إذا دخلوا في شيئ حتى قد يكون بعيدا عن تخصصهم مثلاً ، إذا دخلوا فيه فإذا بهم فرسان الحلبة، وجدهم مبرزين في ذلك، وقد يدخل في خلاف أو في حكاية كلام أهل العلم و هو لا يرى ذلك مثلاً، ولكن لقوة حجته و لسعة معلوماته يُخيل إليك أنه يقول بذلك القول، وهو لا يقول به، ما عندهم حجة لا على شيخ الإسلام ابن تيمية ولا على ابن القيم ، إلاَّ أنهم يأخذون كلام الخصوم، نعم و قد لا يردونه، ويقول هؤلاء قالوا كذا و دليلهم كذا و حجتهم كذا، وقد يحتج القائلين بفناء النار، لأنه في معرض الكلام و ذكر الحجاج في هؤلاء ولهؤلاء، فينبغي في هذه الأمور الدقيقة أنصح طلاب العلم أنهم يتنبهون، و لا يأخذون بأي كلام على عواهنه أو ما سمعوه أيضا، لابد أن يحققون و يدققون، خصوصا إذا تعلق الأمر بمن يُوثق به، لو تعلق الأمر بأمر من الأمور باختصاصه وبعقيدته، هذه الأيام في دورة "حفر الباطن" وجدنا في الطبعات التي بين أيدينا لصحيح البخاري، عندما درست الكتاب كتاب الإعتصام بالكتاب و السنة من صحيح البخاري،كلها إلاَّ الطبعة التي بين أيدي الطُلاب يجعل جابر بن عبد الله يقول (السُلمي) السين بالضم، والإنسان إذا نظر إلى تلك الطبعات و الثقة فيمن طبعوا ، هذه كلها حتى متون فتح الباري، والمتون الموجودة بين أيدينا يُشكك في كون جابر بن عبد الله (السَلمي) وليس (السُلمي)، لأن الصحابة الأنصار فيهم السُلمي و فيهم السَلمي، وهو السَلمي نسبة إلى بني سَلم الذين في جهة المسجد الذي يُسمى الآن مسجد القبلتين و هو مسجد بني سَلِمة قديماً، أي نعم، فوجدت ابن حجر قد شكلها بالحروف، وقال بالسين المهملة المفتوحة،أو قال أي نعم بالمهملة المفتوحة يعني (السَلَمي) هنا و هنت جميع الطبعات و لم أوهن صاحب الإختصاص الذي شكلها بالحروف وهو ابن حجر، لأنه متخصص ولأنه شارح البخاري و أعلم، ومن الصعب أن يشكل الحروف ثم يأتي من يُغير الشكل بالحروف في الطباعة، فجزمتُ بأنه(السَلمي) وليس (السُلمي) كما يُشكل ، ثم لما حصل سعة في المراجعة في السير في غيرها في جميع التراجم وجدنا أنه(السَلمي) وليس (السُلمي) ، هذه فائدة يأخذها طُلاب العلم، طُلاب العلم ينبغي أن يتحققوا وأن يُدققوا خصوصا إذا كان الأمر يتعلق بالأمور المهمة بعقيدتهم بدينهم بحملة دينهم، بأئمتهم بعلمائهم، ما يُؤخذ الكلام على عواهنه، وما أكثر ما يُلبَّس و يُشاع على الناس و يُكفَّر أئمتهم و يُقدحُ فيهم عند هؤلاء الأراذل أتباع "سيد قطب" و" البنا"، كلهم أتباع البنا من الأول هم شخصٌ واحد عندي، وليسوا أشخاص، هم تبع لتلك الشخصية الآثرة وهو "البنا"، أمَّا ما دون البنا فهم كلهم داخلون في البنا، ومقلدون له، لا فرق بين مقلد و بهيمة تنقاد بين جنادل و دعائر، فلا نحسب لهؤلاء حساباً، ولا نعير لهم وزناً إطلاقاً، و تسمع من يقول (قد انقسمت الأمة إلى فسطاطين ) أهل العلم و أئمة الإسلام وأهل المسؤليات من ولاة الأمور وغيرهم من المسلمين كلهم وافقوكم،و ما وافقوكم يا من أفتيتم معه وجعلتموه زعيماً إلى الآن، مع ضلالهم وانحرافهم، ذلكم الخارجي النتن، ونعلم كم يُرادُ بنا من الظلال، وكم يُرادُ بنا من السُوء، شبابنا و أمتنا أرفع من هذا المقام، محققون ينظرون إلى أئمتهم ولا يقبلون الطُعون فيهم، فإنهم كمرضعة الأبوة وقد قال الشاعر: ( ومُرضِعَةِ الأبُوَةِ لاَ تُعَقُ )، وهم القوم الذين ذكرتهم شُهُودنا و أسوتنا وقدوتنا، إذا شُكِكْنَا فيهم تركنا سبيلهم، نعم. (46.40)

    *** قال الإمام البربهاري-رحمه الله تعالى-/ وآدم عليه السلام كان في الجنة الباقية المخلوقة فأخرج منها بعدما عصى الله عز وجل
    التعليق / نعم وآدم عليه السلام كان في الجنة الباقية المخلوقة هذا من الأدلة على أنا الجنة كانت مخلوقة، وأيضا الرسول صلى الله عليه و سلم في المعراج دخلها و رأى الجنة و النار، أدلة أهل السنة و الجماعة كثيرة، ليس هذا مجال التفصيل،نعم.

    *** قال الإمام البربهاري-رحمه الله تعالى-/ والإيمان بالمسيح الدجال .
    التعليق / نعم و المسيح الدجال هذا ذكر النبي صلى الله عليه و سلم أنه سيخرج، في آخر الزمان وهو موجود في زمن النبي صلى الله عليه و سلم، وموجود إلى الآن والصحيح أنه يُستثنى من النصوص التي جاءت، بأنه على رأس مئة سنة من ذاك الوقت الذي ذكر فيه الرسول صلى الله عليه و سلم لا يبقى على وجه الأرض أحد، قد جاء النص بذلك كما جاء حديث تميم الداري رواه مسلم ، من الصعب أن تترك النصوص التي جاءت بهاذا لإجتهاد عقلي، فهو موجود ولكن له وقت يأذن الله جل وعلا له فيه بالخروج، و قبل ذلك لا يمكن أن يخرج، وهو أعظم فتنة بين يدي الساعة، لا توجد فتنة بين يدي الساعة مثل فتنة المسيح الدجال، فضلا عن أن تكون أعظم، ولذلك وقد كان من البيان للعباد من رب العلمين رب العباد من تحذيرهم من الفتن والشر، وأنه ما من نبي لعله في علم الله يخرج متأخراً إلاَّ و يُحذره فتنته، وما من نبي إلاَّ و يذكر من صفاته ما لو أدرك أولئك القوم لعرفوه إذا اتبعوا نبيهم وكانوا مؤمنون حقاً، ونبينا صلى الله عليه و سلم حذر أشدَّ التحذير وأكثر من أولئك، لأنه تأكد له أن هذه الفتنة العظيمة في أمته، وهو الناصح عليه الصلاة و السلام الأمين، ولذلك ذكر من أوصافه ما لم يذكره غيره من الأنبياء، ذكر صفة لم يذكرها الأنبياء الأخرون، وهي أنه أعور العين اليُمنى، كأنها عنبة طافية، وإنَّ ربكم ليس بأعور، لأنه يأتي من عظيم فتنته في كونه يدعوا إلى الإيمان به هو الله، و جميع الصفات التي ذكرها الرسول صلى الله عليه و سلم قد لا تكون أوضح أو في هذا الوضوح كهذه الصفة التي لا تلتبس على أحد، فلا يهلك على الله إلاَّ هالك، وهي أنه يقُول لمن يُخاطبه أنا الله أنا ربك، فينظر إليه وإذا به بشعة صورته، وإذا بعينه اليمنى و ليست اليُسرى بتلك البشاعة ، و بوجهه يواجه بها، وهذا نقصٌ لا يُساويه نقص و لا يُدانيه، فلو كان رباً ألا يُكمِّلُ نفسه، إن كانت القضية قضية عقل ألا يُكمِّل نفسه أولاً، الخلق الذين خلقه كامل ووضع الأياء في مواضعها ربُّ العالمين، ومن ذلك أن السَّوِي من بني آدم من تكون له عينان سليمتان، وأجمل شيئ في الوجه، ومع هذا وهو يدعوا إلى الربوبية والألوهية وأنه هو الله، يحمل آية دجله و كذبه، هذا عدا ما هو مكتوب على جبهته وهو: (كـَ.ـفَـ.ـرَ) ، يقرءُها كل مؤمن قاريء وغير قاريء، ما تعلم في الجامعة و لكنه مؤمن، تعلم في الجامعةكتب ولكنه ليس بمؤمن لا ينفعه علمه، لا تنفعه حركته لا ينفعه أنه من أتباع البنا أو سيد قطب، ولا أتباع أي عفريت من العفاريت، ما يستفيدون شيئ هكذا ما ينفع، إلاَّ أن يكون من أتباع محمد صلى الله عليه و سلم حقيقة لا دعوى، فهذا الذي يعلم لأنه يؤمن بما أخبره به صلى الله عليه و سلم أكثر بما يُؤمنه بنفسه، و قد جلَّ له و صفه و حذر منه أشدَّ التحذير، ثم أعطى صفةً لم يذكرها أحدٌ من الأنبياء وهي أنه أعور، بعقلك أيضا تفهم أنه ليس الله بهذا النَّص، لكن مع ذلك قال إنَّ ربكم ليس بأعور.
    تكلمنا عن المسيح الدجال في الدرس السابق و ذكرنا بعض أحوال المسيح الدجال، أن هذه العقيدة هي أصل عند أهل السنة و الجماعة، حيث أخبر النبي صلى الله عليه و سلم عن وجوده وعن خروجه، وأنه أعظم فتنة بين يدي الساعة، ودلَّ أوصافه ، ومما ذكر من أوصافه ما لم يذكره الأنبياء قبله، وقد أخبر أنه ما من نبي إلا وقد حذر قومه، ولكنه هو عليه الصلاة و السلام أخبر بما لم يُخبر به الأنبياء، وهو أنه أعور العين اليُمنى كأنها عنبةٌ طافية، وذكرنا أن هذه الآية من أعظم الآيات التي تدل على أنه ليس برب، وهو يدعي أنه هو الرب، و يدعو إلى عبادة نفسه، والإيمان به، فيُؤمن صاحب البصيرة حينما يرى تلك الآية تُفهمُ أنه ليس الله، قد قال الرسول صلى الله عليه و سلم[إنَّ ربكم ليس بأعور] ، وفي عقيدته و فطرته أن ربه و معبوده كامل سبحانه و تعالى بكل إعتبار، وهذا يحملُ نقصه في وجهه يواجه به، ويراه الناس مواجهة وجهارا لا يختفي هذا النقص، وهو نقصٌ أيُّ نقص ، و في أجمل ما في الوجه وهي العين، والعين أيضا اليمنى أكمل العينين وأفضل العينين وأشرفهم، وهذا المسيح الدجال الذي فتنته أعظم فتنة بين يدي الساعة، هي أعظم فتنة لأنه يفتن في الدين، ويفتن أيضا بالأجسام و الذوات، حيث يسفك الدماء ويقتل من لم يُؤمن به و يمثل به، وفتنته عظيمة أيضاً؛ لأن الله قد أجرى له من الأيات ما يبهر العقول ويحير الأفهام، فمثلاً أفراخهم أو أشباههم وإخوانهم في الفتنة، في فتنة القلوب و فساد الأمن والأجساد وهم الخوارج، عندهم القوة و السلطة يمتلكونها – الدولة ربما- في بعض الأوقات، ولديهم الشجاعة وعندهم علامة اللسان، يقوقون من قول خير البرية، فيفتنون الناس، ولعل من عظيم فتنتهم أنهم لا يجرؤون عى التحذير من الفتن، لأنهم هم أصحاب فتنة، اللَّهُمَّ التحذير من الحق وأهله، فتجدهم يضجون و يهيجون ويموجون عندما يُقال لهم أنتم إرهابيون في هذا الوقت، وأيم والله إنهم لإرهابيون، والإسلام براء من إلصاق الإرهاب بهم، أماَّ هُم فإرهابيون فعلاً، ولانشُكُ في حديث نبينا صلى الله عليه و سلم وخبره[يقتلون أهل الإيلام و يتركون أهل الأوثان]، هذا رأيناه عياناً كيف يُفجرون في عاصمة التوحيد، ويُفجرون بالفتنة و الكلام و المآمرة وغير ذلك مما هو معلوم لا يُنكره إلاَّ مكابر، وهم أصحاب فتنة وقد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم [كلما خُرج لهم قرنٌ قُطع ] وهذا وعدٌ لا يتخلف، وأنهم لا يُنصرون ولا يظهرون في يوم من الأيام إنما هم فتنة، ولا يتِّمُ لهم أمر كما رواه وهب ابن منبه وغيره من أهل العلم من أئمة أهل السنة، يقول الرسول صلى الله عليه و سلم[كلما خرج لهم قرن قُطع، خرج آخر فقطع، خرج آخر فقطع - يقول الراوي أعددت إلى عشرين -حتى يخرج في عراضهم الدجال] أما الدجال فقد أوتيَ ما لم يُؤته هؤلاء، ولعل من مساعدتهم للدجال أو من فتنة الناس أن ينخدعوا بالدجال إذا خرج و لا يعلم خروجه إلى الله سبحانه و تعالى سكوتهم هم عن الكلام عن الدجال، وقد ورد أنه يُنسى فلا يُذكر على المنابر، وهم أهل المنابر ومع ذلك لا يتعرضون إليه، وحتى مرائيهم وحتى ما يدجلون به على الناس في المرائي وفي التحليلات في كتبهم ويتكهنون بوجوده من فتح بيت المقدس ومن كذا ومن كذا...،إلا ويتكهنوا بخصوص الدجال و بخصوص خروجه، وهذا من عظيم فتنته و فتنتهم أيضا، فهذا الدجال مما أجرى الله سبحانه و تعالى لتتم فتنته، ولإختبار وابتلاء العباد، أنه يقُول للسماء أمطري فتمطر، ويقول للأرض أنبتي فتنبت، ويقول للأرض و يمر بها الخربة فيأمرها أن تُخرج كنوزها فتتبعه كاليعاسيب، فتنة عظيمة ، يأتي إلى أصحاب الإبل و الشاة وهم (كلمة لم يتضح معناها عندي) فيأمر السماء أن تُمطر لهم، ويفتنهم و يقول أنا ربكم، جعلت الأرض خصباً، ثم من فتنته بل من عظيم فتنته أنه سريعٌ و يطئ جميع الأرض إلاَّ داخل مكة و المدينة، حيث تذوده الملائكة، وإلاَّ فلا يترك أرضاً إلاَّ و يطئها، وتصل إليها فتنته، وكما وصفه الرسول صلى الله عليه و سلم تقريبا للأفهام أنه [كغيث استدبرته الريح] فإذا جاء أهل البلد لا يكتشفون أنه دجال، ينتقل من عندهم حتى يفتنهم ثم يصل إلى البلد الآخر ولم يصله الخبر، حتى إذا ما وصل إلى المدينة وقد تمت الحكمة و اقتربَ أوان القضاء عليه وعلى فتنته، وحتى تتم الفتنة وأيضاً نُشير إلى أنَّ الله سبحانه و تعالى يُغير بقدرته سبحانه و تعالى نظام الشمس، فيكون اليوم كسنة ، وكشهر، وكأسبوع، وبقية الأيام كالأيام العادية، حتى يصل إلى كل الأرض في هذه المُدَّة مع سُرعته، وهذا دليل على تطويقه للعالم فعلاً، والأدلة التي دلت على ذلك ، فإذا وصل إلى المدينة أخرج الله إليه العبد الصالح فيتحداه، ويزعم أنه ربه فيشقه شقين ويمشي بين شقيه ثمَّ يأمره أن يقوم فيقوم -أحياه الله سبحانه و تعالى- ثم يُريد أن يرجع فيشقه فلا يستطع عليه فينكشف أنه دجال، وقد كشفه أمام الناس بحجة، ولذلك الدجاجلة و الدجالون – هذا على خلاف القياس- إنما يُكشفون بالحجة، ويذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أن الخوارج وهم أهل سيف و قتال و فتنة، أنهم عرف خروجهم على جماعة المسلمين لما كانوا يُقاتلون الناس وأنه خوارج، أما اليوم فلا يعرفهم أكثر الناس لأنهم لم يُقاتلوا، ففي حال عدم قتالهم لا ينكشف أمرهم، و ينطلي على الناس و يُظلون الناس، ويفتنون الناس ويظرون الناس في دينهم، أما حينما يُقاتلون فإنهم ينكشفون ويعرفهم الناس، وهم لا يقضي على فتنتهم و يكشف أمرهم عقيدةً إلاَّ القتال، ولكن إذا لم يُوجد إنما يُكشفون بالحجة، ويُوضَّح أمرهم، ولا يجوز في حال من الأحوال أن يُسكت عنهم، ويجب أن يُقال فلان من الخوارج وفلان من الخوارج، فلان من قادتهم وفلان من زعمائهم، وفلان من رؤوس الفتنة ورؤوس الضلال وهو داعية إلى ضلال، وهو من الأئمة المضلين حتى يحذرهُ الناس، حماية للشريعة ونصحا للأمة حتى ينكشف هؤلاء، هاذا العبد عندما يتحداه يقول له أنت الدجال الملعون الذي أخبرنا عنك رسول الله صلى الله عليه و سلم، فينظر الناس إليه و قد خرج إليه سبعون ألف من المنافقين، فأمر النبي صلى الله عليه و سلم أن من أدركه لا يخرج من المدينة لأنها حصن إنما يبقى في المدينة، لكن لتتم الحكمة خرج إليه هذا العبد الصالح لكي من أجل أن يخزيه الله على رؤوس الأشهاد، فيكشفه بالحجة قبل الآية التي حصلت وهي أنه يريد أن يُعيده فيقتله مرة أخرى يشقه مرة أخرى يقول الرسول فلا يُسلط عليه، لا يُسلط عليه فينكشف أكثر و أكثر أنه لو كان ربًا لما أعجزه أن يُعيده، قد فعل في المرة الأولى إذا الذي فعل في المرة الأولى ليس هو، لو كان فعلا يُميت و يُحي لأحي مرة أخرى، لذلك لابد كما اهتم الرسول صلى الله عليه و سلم واهتم الصحابة بذلك لا بد من الإهتمام بهذا الدجال، و بالدجاجلة الآخرين الذين هم على سننه، قد أخبر الرسول صلى الله عليه و سلم أنهم كثيرين، لكن هذا إمامهم ومقدمهم، ورؤوس الدجاجلة الخوارج، بفتنتهم للقلوب و بفتنة الناس في دينها، وبفتنة الناس في أمنها، وبفتنة الناس في أمنها، فهو إمامهم و مُقدمهم، وهم ألصق به و أقرب إليه، ويُظافون إليه، ويُقتلون معه حينما يُقتل، فهو بعد أن ينكشف أمره يذهب إلى مصرعه، وهناك أن عيسى عليه الصلاة و السلام أنه ينزل وهو صاحبه فيقتله، نعم تفضل.(1.11.30)

    *** قال الإمام البربهاري-رحمه الله تعالى-/ والإيمان بنزول عيسى ابن مريم عليه السلام ينزل فيقتل الدجال ويتزوج ويصلي خلف القائم من آل محمد صلى الله عليه وسلم ويموت ويدفنه المسلمون .
    التعليق / نعم، عيسى عليه الصلاة و السلام، نقرأ في كتاب الله ردا على الذين زعموا من اليهود ومن أهل الكتاب بل النصارى أنه فدى أمته وأنه صلب نفسه، ويعبدون لذلك الصليب، ولذلك سيفعل ما نراه عيسى عليه الصلاة و السلام، ولكن الله ذكر أنه رفعه، وأنه موجود و ينزل عليه الصلاة و السلام، ينزل عند المنارة البيضاء في مسجد دمشق، و هذه المنارة لعلها المنارة الموجودة الآن لأنها بُنِيَت من سنين، وموجود منارة ...( انتهى الشريط الثاني بحمد الله و فضله وكرمه والحمد لله رب العالمين)

    ملاحظة هامة: الأخطاء الموجودة تبعث على الموقع و تصحح من قبل المشرفين، إلى أن يكتمل التفريغ فترسل نسخة للشيخ-حفظه الله- ليصحح و ينقح، ويزيد أو يحذف ما يراه حقيقًا بذلك، وللعلم أنَّ تفريغ الأشرطة لا يعني الإستغناء عنها، لأنَّ ما يُناسب السماع قد لا يُناسب الكتابة، والعنوان من اختياري فليُعلمْ، والله أعلم.

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2005
    الدولة
    ////
    المشاركات
    342
    حفظك الله ورعاك
    وواصل تفريغ أشرطة الشيخ
    ارجوا عند الاتمام من الشرح بالكامل ان تضعه في ملف مرفق و ان تميز بين المتن والشرح بتلوين المتن باللون الاحمر

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Sep 2003
    الدولة
    الكويت
    المشاركات
    1,036
    جزاك الله خير ولوتفرغ باقي الأشرطة وتضع الكل في ملف وورد واحد
    التعديل الأخير تم بواسطة أبو علي السلفي ; 05-11-2005 الساعة 02:25 AM

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jan 2005
    الدولة
    ////
    المشاركات
    342
    الاخ المشرف لو انكم تعلمون الشيخ بأن يتابع التفريغ لأن هناك كلمات غير واضحة في الاشرطة بالاضافة الى انه قديكون الشيخ يريد ان يضيف عليه إضافات وفوائد فهذا يكون افضل ..
    وسأقوم بتفريغ فضل الاسلام وماقيل هنا يقال هناك
    والسلام عليكم

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Sep 2004
    المشاركات
    629
    جزاك الله خير
    قال ابن عباس رضي الله عنه :"يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء أقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقولون قال ابو بكر وعمر"
    تعقيب الشيخ بن باز رحمه الله :" اذا كان من خالف السنة لقول ابو بكر وعمر- رضي الله عنهما - تخشى عليه العقوبة فكيف بحال من خالفها لقول من دونهما أو لمجرد رأيه واجتهاده
    "



  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    المشاركات
    714
    الحمد لله على نعمه الظاهرة والباطنة؛
    أيها الإخوة/ مشرفنا الحبيب، سيف الإسلام الليبي، ابو سفيان، : وإياكم،
    وأبشركم-حفظكم الله-أن الجزء الثاني اكتمل بحمد الله تعالى، وأنا في نهاية الجزء الثالث والأخير، ولن أنزله إلا بعد المراجعة لأن الأشرطة المعتمدة في التفريغ غير جيدة من ناحية التسجيل، وقد أتممت خطبة ودرس : الأول بعنوان: أصل الإجتماع، والدرس :حقيقة الإخلاص في العبادة وما ينافيه، وسأنزلها قريبا على الموقع-إن شاء الله تعالى- ، والله الموفق وحده.
    التعديل الأخير تم بواسطة محمد الصميلي ; 05-24-2005 الساعة 07:37 PM سبب آخر: سقط

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    الدولة
    مدينة
    المشاركات
    1,762
    ماذا تركت لنا يا الحبيب ؟
    فكري الدينوري ـ هذا الاسم لا أكتب به إلا في هذه الشبكة فقط .

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    May 2005
    الدولة
    algeria
    المشاركات
    556
    جزاكم الله خيرا ووفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    الدولة
    أرض الله الواسعة
    المشاركات
    2,547
    الله يعينك يا أخانا الصميلي ووفقك لإكمال التفريغ

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •