النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: نواقض الوضوء وأحكام الغسل للشيخ العلامة صالح الفوزان

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2004
    الدولة
    \\\\\\\\\
    المشاركات
    2,713

    نواقض الوضوء وأحكام الغسل للشيخ العلامة صالح الفوزان

    نواقض الوضوء وأحكام الغسل للشيخ العلامة صالح الفوزان
    نواقض الوضوء

    عرفت مما سبق كيف يتم الوضوء بشروطه وفروضه وسننه كما بينه النبي صلى الله عليه وسلم؛ فكنت بحاجة إلى معرفة ما يفسد هذا الوضوء وينقضه؛ لئلا تستمر على وضوء قد بطل مفعوله، فتؤدي به عبادة لا تصح منك‏.‏

    فاعلم أيها المسلم‏:‏ أن للوضوء مفسدات لا يبقى مع واحد منها له تأثير، فيحتاج إلى استئنافه من جديد عند إرادته مزاولة عمل من الأعمال التي يشرع لها الوضوء، وهذه المفسدات تسمى نواقض وتسمى مبطلات، والمعنى واحد، وهذه المفسدات أو النواقض أو المبطلات أمور عينها الشارع، وفي علل تؤثر في إخراج الوضوء عما هو المطلوب منه، وهي إما أحداث تنقض الوضوء بنفسها - كالبول والغائط وسائر الخارج من السبيلين - وأما أسباب للأحداث؛ بحيث إذا وقعت؛ تكون مظنة لحصول الأحداث؛ كزوال العقل، أو تغطيته بالنوم والإغماء والجنون؛ فإن زائل العقل لا يحس بما يحصل منه، فأقيمت المظنة مقام الحدث‏.‏‏.‏‏.‏ وإليك بيان ذلك بالتفصيل‏:‏

    1- الخارج من سبيل، أي‏:‏ من مخرج البول والغائط، والخارج من السبيل إما أن يكون بولا أو منيا أو مذيا أو دم استحاضة أو غائطا أو ريحا‏.‏

    فإن كان الخارج بولا أو غائطا، فهو ناقض للوضوء بالنص والإجماع، قال تعالى في موجبات الوضوء‏:‏ ‏{‏أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ‏}‏ وإن كان منيا أو مذيا، فهو ينقض الوضوء بدلالة الأحاديث الصحيحة، وهى الإجماع على ذلك ابن المنذر وغيره‏.‏(6) وكذا ينقض خروج دم الاستحاضة، وهو دم فساد، لا دم حيض؛ لحديث فاطمة بنت أبي حبيش؛ أنها كانت تستحاض، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏فتوضئي وصلي، فإنما هو دم عرق‏)‏ رواه أبو داود والدارقطني، وقال‏:‏ إسناده كلهم ثقات‏.‏

    وكذا ينقض الوضوء خروج الريح بدلالة الأحاديث الصحيحة وبالإجماع، قال صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏ولا يقبل الله صلاة أحدكم إذا أحدث حتى يتوضأ‏)‏ وقال صلى الله عليه وسلم فيمن شك هل خرج منه ريح أولا‏:‏ ‏(‏فلا ينصرف حتى يسمع صوتا أو يجد ريحا‏)‏

    وأما الخارج من البدن من غير السبيلين كالدم والقيء والرعاف؛ فموضع خلاف بين أهل العلم، هل ينقض الوضوء أو لا ينقضه ‏؟‏ على قولين، والراجح أنه لا ينقض، لكن لو توضأ خروجا من الخلاف؛ لكان أحسن‏.‏

    2- من النواقض زوال العقل أو تغطيته، وزوال العقل يكون بالجنون ونحوه؛ وتغطيته تكون بالنوم أو الإغماء ونحوهما، فمن زال عقله أو غطي بنوم ونحوه؛ انتقضت وضوؤه؛ لأن ذلك مظنة خروج الحدث، وهو لا يحس به، إلا يسير النوم، فإنه لا ينقض الوضوء، لأن الصحابة رضي الله عنهم كان يصيبهم النعاس وهم ينتظرون الصلاة،(7) وإنما ينقضه النوم المستغرق؛ جمعا بين الأدلة‏.‏

    3- من نواقض الوضوء أكل لحم الإبل سواء كان قليلا أو كثيرا، لصحة الحديث فيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصراحته‏.(8)‏ قال الإمام أحمد رحمه الله‏:‏ فيه حديثان صحيحان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏ وأما أكل اللحم من غير الإبل فلا ينقض الوضوء‏.‏

    وهناك أشياء قد اختلف العلماء فيها؛ هل تنقض الوضوء أو لا ‏؟‏ وهي‏:‏ مس الذكر، ومس المرأة بشهوة، وتغسيل الميت، والردة عن الإسلام، فإن العلماء من قال‏:‏ إن كل واحد من هذه الأشياء ينقض الوضوء ومنهم من قال‏:‏ لا ينقض، والمسألة محل نظر واجتهاد، لكن لو توضأ من هذه الأشياء خروجا من الخلاف؛ لكان أحسن‏.‏

    هذا، وقد بقيت مسألة مهمة تتعلق بهذا الموضوع، وهي‏:‏ من تيقن الطهارة، ثم شك في حصول ناقض من نواقضها ماذا يفعل ‏؟‏

    لقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏(‏إذا وجد أحدكم في بطنه شيئا، فأشكل عليه أخرج منه شيء أم لا؛ فلا يخرج من المسجد، حتى يسمع صوتا أو يجد ريحا‏)‏ فدل هذا الحديث الشريف وما جاء بمعناه على أن المسلم إذا تيقن الطهارة وشك في انتقاضها؛ أنه يبقى على الطهارة؛ لأنها الأصل، ولأنها متيقنة، وحصول الناقض مشكوك فيه، واليقين لا يزول بالشك‏.‏

    وهذه قاعدة عظيمة عامة في جميع الأشياء؛ أنها تبقى على أصولها حتى يتيقن خلافها، وكذلك العكس، فإذا تيقن الحدث وشك في الطهارة؛ فإنه يتوضأ؛ لأن الأصل بقاء الحدث؛ فلا يرتفع بالشك‏.‏

    أخي المسلم‏!‏ عليك بالمحافظة على الطهارة للصلاة والاهتمام بها؛ لأنها لا تصح صلاة بدون طهور، كما يجب عليك أن تحذر من الوسواس وتسلط الشيطان عليك؛ بحيث يخيل إليك انتقاض طهارتك ويلبس عليك؛ فاستعذ بالله من شره، ولا تلتفت إلى وساوسه، واسأل أهل العلم عما أشكل عليك من أمور الطهارة، لتكون على بصيرة من أمرك، واهتم أيضا بطهارة ثيابك من النجاسة؛ لتكون صلاتك صحيحة وعبادتك مستقيمة؛ فإن الله سبحانه وتعالى‏:‏ ‏{‏يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ‏}‏ وفقنا الله جميعا للعلم النافع والعمل الصالح‏.‏
    باب في أحكام الغسل

    عرفت مما سبق أحكام الطهارة من الحدث الأصغر ونواقضها؛ فكنت بحاجة إلى أن تعرف أحكام الطهارة من الحدث الأكبر؛ جنابة كان أو حيضا أو نفاسا، وهذه الطهارة تسمى - بالغسل - بضم الغين -، وهو استعمال الماء في جميع البدن على صفة مخصوصة يأتي بيانها‏.‏

    والدليل على وجوبه‏:‏ قول الله تعالى‏:‏ ‏{‏وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا‏}‏

    وقد ذكروا أن الغسل من الجنابة كان معمولا به في الجاهلية، وهو من بقايا دين إبراهيم عليه الصلاة والسلام فيهم‏.‏
    وموجبات الغسل ستة أشياء، إذا حصل واحد منها؛ وجب على المسلم الاغتسال‏:‏

    أحدها‏:‏ خروج المني من مخرجه من الذكر أو الأنثى، ولا يخلو‏:‏ إما أن يخرج في حال اليقظة، أو حال النوم، فإن خرج في حال اليقظة؛ اشترط وجود اللذة بخروجه، فإن خرج بدون لذة؛ لم يوجب الغسل؛ كالذي يخرج بسبب مرض أو عدم إمساك، وإن خرج في حال النوم، وهو ما يسمى بالاحتلام، وجب الغسل مطلقا؛ لفقد إدراكه، فقد لا يشعر باللذة؛ فالنائم إذا استيقظ ووجد أثر المني؛ وجب عليه الغسل، وإن احتلم، ولم يخرج منه مني، ولم يجد له أثرا؛ لم يجب عليه الغسل‏.‏

    الثاني‏:‏ من موجبات الغسل إيلاج الذكر في الفرج، ولو لم يحصل إنزال؛ للحديث الذي رواه مسلم وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏إذا قعد بين شعبها الأربع، ثم مس الختان الختان؛ فقد وجب الغسل‏)‏ فيجب الغسل على الواطئ والموطوءة بالإيلاج، ولو لم يحصل إنزال؛ لهذا الحديث، ولإجماع أهل العلم على ذلك‏.‏

    الثالث‏:‏ من موجبات الغسل عند طائفة من العلماء‏:‏ إسلام الكافر، فإذا أسلم الكافر؛ وجب عليه الغسل؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بعض الذين أسلموا أن يغتسلوا،(9) ويرى كثير من أهل العلم أن اغتسال الكافر إذا أسلم مستحب، وليس بواجب؛ لأنه لم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يأمر به كل من أسلم، فيحمل الأمر به على الاستحباب؛ جمعا بين الأدلة، والله أعلم‏.‏

    الرابع‏:‏ من موجبات الغسل‏:‏ الموت، فيجب تغسيل الميت؛ غير الشهيد في المعركة؛ فإنه لا يغسل، وتفاصيل ذلك تأتي في أحكام الجنائز إن شاء الله‏.‏

    الخامس والسادس‏:‏ من موجبات الغسل الحيض والنفاس؛ لقوله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏وإذا ذهبت حيضتك؛ فاغتسلي وصلي‏)‏ وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏فَإِذَا تَطَهَّرْنَ‏}‏ يعني‏:‏ الحيض يتطهرن بالاغتسال بعد انتهاء الحيض‏.‏

    وصفة الغسل الكامل

    - أن ينوي بقلبه‏.‏

    - ثم يسمي ويغسل يديه ثلاثا ويغسل فرجه‏.‏

    - ثم يتوضأ وضوءا كاملا‏.‏

    - ثم يحثي الماء على رأسه ثلاث مرات، يروي أصول شعره‏.‏

    - ثم يعم بدنه بالغسل، ويدلك بدنه بيديه، ليصل الماء إليه‏.‏

    والمرأة الحائض أو النفساء تنقض رأسها للغسل من الحيض والنفاس، وأما الجنابة؛ فلا تنقضه حين تغتسل لها، لمشقة التكرار، ولكن؛ يجب عليها أن تروي أصول شعرها بالماء‏.‏

    ويجب على المغتسل رجلا كان أو امرأة أن يتفقد أصول شعره ومغابن بدنه وما تحت حلقه وإبطيه وسرته وطي ركبتيه، وإن كان لابسا ساعة أو خاتما؛ فإنه يحركهما ليصل الماء إلى ما تحتهما‏.‏

    وهكذا يجب أن يهتم بإسباغ الغسل؛ بحيث لا يبقى من بدنه شيء لا يصل إليه الماء، وقال صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏تحت كل شعرة جنابة؛ فاغسلوا الشعر، وأنقوا البشر‏)‏ رواه أبو داود والترمذي‏.‏

    ولا ينبغي له أن يسرف في صب الماء، فالمشروع تقليل الماء مع الإسباغ؛ فقد كان صلى الله عليه وسلم يتوضأ بالمد ويغتسل بالصاع؛(10) فينبغي الاقتداء به في تقليل الماء وعدم الإسراف‏.‏

    كما يجب على المغتسل أن يستتر؛ فلا يجوز أن يغتسل عريانا بين الناس؛ لحديث‏:‏ ‏(‏إن الله حيي يحب الحياء والستر، فإذا اغتسل أحدكم؛ فليستتر‏)‏ رواه أبو داود والنسائي‏.‏

    والغسل من الحدث الأكبر أمانة من جملة الأمانات التي بين العبد وبين ربه، يجب عليه أن يحافظ عليه، وأن يهتم بأحكامه؛ ليؤديه على الوجه المشروع، وما أشكل عليه من أحكامه وموجباته؛ سأل عنه، ولا يمنعه الحياء من ذلك؛ فإن الله لا يستحي من الحق، فالحياء الذي يمنع صاحبه من السؤال عن أمور دينه حياء مذموم، وهو جبن من الشيطان؛ ليثبط به الإنسان عن استكمال دينه ومعرفة ما يلزمه من أحكامه‏.‏

    وأمر الطهارة عظيم، والتفريط في شأنها خطير؛ لأنها تترتب عليها صحة الصلاة التي هي عمود الإسلام‏.‏ سأل الله لنا ولجميع المسلمين البصيرة في دينه والإخلاص له في القول والعمل‏.‏
    من كتاب ملخلص الفقهي
    قال العلامة الشيخ فالح بن نافع الحربي{{ وإنني أحذر المسلمين من هذه الشبكة الخبيثة -شبكة سحاب-المفسدة كما أرى أنه يجب على كل ناصح أن يحذرها، ويحذر منها؛
    فقد أصبحت ملتقى لأصحاب الطيش، والجهل وسيئ الأدب }}


  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2005
    الدولة
    ////
    المشاركات
    342
    ترى اخي قاسم ان مساركتك دائما لها طابعها الخاص حفظك الله ورعاك

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •