ومن منكم يريد أن يعلق على هذه الفقرة من كتابه هل الحزبية وسيلة للحكم بما أنزل الله والتي يرى فيها عدم إطلاق إسم السلفية على الأفراد والجماعات .
قال :<< على أنني أغتنم الفرصة لأذكر أني لا أرى إطلاق اسم السلفية على فريق من الأمة ، وإقرار وصف الأفراد أنفسهم بها ، نعم إنه لو صح للمسلم أن يشكل اجتماعا تحت وصف معين غير الإسلام ، وغير ما يحتاجه للتعريف بنفسه كالوطن والنسب ونحوهما ؛ لكان هذا الوصف أحرى أن يستثنى ، لكني أرى لاعتبارات بعضها دعوي أن ذلك خلاف الأولى في بلدي ، ولأن الأصل هو اكتفاء المسلم بوصف الإسلام ، كما قال تعالى : << هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا >> ، وفي الحديث << ، ، ، فادعوا المسلمين بأسمائهم على ما سماهم الله عز وجل : المسلمين ، المؤمنين ، عباد الله >> ، فإن أصبح هذا الوصف بمجرده معتمدا في الموالاة والمعاداة المطلقة ؛ فهذا أشد خطورة ، على أني أسأل الله تعالى أن يجعلني أهلا لأن أحظى بهذا الانتساب ، وأزيد موقفي هذا بيانا بأني أرى معالنة المرء بأنه سلفي بدون سبب ؛ إذا برىء من كل غرض ، وكان من الجادين في اتباع الحق ؛ فإن فيه تزكية للنفس ، وهي منهي عنها ، فإذا قيل إن هذا الوصف لا بدا منه للتميز في هذا الزمن الذي اختلط فيه الحابل بالنابل ، وتعددت الجماعات والفرق ، فالجواب أن العبرة ليست برفع الشعار بقدر ما هي في اعتقاد خيرية القرون الثلاثة ، وحب منهج السلف ، وترجمة هذه المحبة بمتابعتهم والتزام هديهم ، اما مجرد الوصف فلا تمييز به ، اللهم إلا أن يسأل المرء عن عقيدته ومنهجه ، أو يكون هذا التميز في جوانب علمية ظاهرة فهذا لا انفكاك منه ، وكثير من التصرفات التي نراها عند بعض المنتسبين ليست من هدي السلف في شيء ، وعليه فالذي يوصف هو المنهج ، والعلماء الذين جاوزوا القنطرة ، أما الفرد المسلم فهو مطالب باتباع الحق ، لا بزعم الوصف ، وقد يكون الشخص مع أناس في الظاهر ، وهو لا يجمعه بهم غير المظهر ، قال قتادة - رحمه الله - ، ، ، : << ولعمري لو عملت بطاعة الله ، ولم تعرف أهل طاعة الله ؛ ما ضرك ذلك , ولو عملت بمعصية الله ، وتوليت أهل طاعة الله ؛ ما نفعك ذلك شيئا >>
وقد يفهم من كلام بعض أهل العلم ما يخالف ما ذهبت إليه ، ولا ضير ، فإني لم أخالف منصوصا ، ولا يتسع هذا الموضع لبسط الكلام في المسألة ... إلخ .
ثم قال : وإذا سئل الشخص عن منهجه أو عقيدته فقال : أنا على ما كان عليه السلف ، أو أنا سلفي ، فما علمت من ذلك ؛ عملت به قدر طاقتي ، وأسأل الله أن يغفر لي تقصير ي ، وما جهلت منه فقلت بغيره ؛ فإني راجع عنه ؛ تائب إلى الله منه ؛ فهذا لا حرج فيه إن شاء الله ، لأنه بيان ، فحيث احتيج إلى البيان فلا حرج .
فالرجاء ممن لديه ما يرد عليه من القرآن والسنة وكلام أهل العلم أن يبين ضلال هذا الرجل .